ذهبت إلى نادي الهلال الموسم الماضي إبّان إشراف
الكابتن سامي الجابر على الفريق، بغية الالتقاء برئيس النادي عبدالرحمن بن
مساعد، وفور جلوسي معه قلت له: «عدد كبير من جماهير الهلال يطلب رحيلك،
بسبب ضعف تعاطي الإدارة الهلالية مع ملفات النادي وقصورها عن متابعة ما
يلحق بالنادي من ضرر، وأسباب أخرى شرحتها له».. كان ينصت لي بهدوءٍ واضعاً
يده على خدّه ثم أجابني: «أحترم رأي كل من يطالبني بالرحيل ولكن ما زال لدي
ما أقدمه فترتي الرئاسية».قبل أشهر جمعتني به أيضاً
صدفة وطرحت عليه نفس السؤال ولكن بفارق تزايد عدد المطالبين برحيله بعد
الخروج من البطولة الآسيوية، وقلتها له بصراحة - وهو يعرف - أنني من
المطالبين برحيله لأنه قدّم كل ما لديه بعد ست مواسم ونصف الموسم، أجابني
بكل أريحية وتقبّل أنه سيُكمل فترته الرئاسية.
نعم.. كنت من أشد المطالبين باستقالة الشاعر الخلوق والأمير في خلقه، ويكاد لا يمر يوم من دون أن أكتب «تغريدة» أنتقد فيها إدارته وحتى في مقالاتي، لأنني كنت مؤمن أنه لم يعد لديه ما يقدمه، ولم يعد هناك وجه للمقارنة بين فترتيه الرئاسيتين الأولى والثانية، وكنت من المنادين دائماً بألا يستمر أي رئيس لنادٍ جماهيري أكثر من فترة رئاسية واحدة، خصوصاً في نادي مثل الهلال، بسبب الضغط والتوتر الذي تخلّفه ضغوطات وتوترات أربعة أعوام كافية لأن «تهد» الجبال فكيف بالبشر.
كنت وبكل أمانة أعرف أنني حين أختلف فأنا أختلف مع رجل، وحين أنتقد فأنا أعرف أنني أنتقد رجل، يحترم المخالفين له مهما بلغت حدة النقد، يؤمن بالحوار.. وكنت أعي أنه يدرك أنني أنتقد في عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال وليس شخص عبدالرحمن، ما أكثر الذين يخلطون بين الأمرين ويعتبرون النقد لشخصهم ولا يفرّقون بين نقد المسؤول والشخص بعينه.
قبل أعوام طويلة عاد صديقي عبدالله من باريس، وأول ما التقينا قال لي: «جلست مع حبيبك في باريس.. قلت: من تقصد، قال: عبدالرحمن بن مساعد» واليوم بعد أن ترجّل عن عرش الهلال أعترف له بإعجابي الشديد، منذ أن كان يطلّ علينا بقصائد تتحدث عن الفساد والفقراء وتلامس أحلام البسطاء والعشاق، وكان ينكر عليه البعض وهو الثري أن يتحدث بلسان الفقراء، ولكن هذا زاد إعجابي به أكثر وأكثر، لأنه أظهر أنه ما عرف شعور الفقراء إلا بمخالطتهم.
اليوم أعترف له بإعجابي بشخصه بلا وجل، وقد يستغرب من يعرف حجم النقد الذي وجهته له أن أكن له كل هذا الشعور، وقد يقول قائل منهم: «مع كل هذه النقد وتحبه.. ليت الله فكّه من محبتك!».
نعم أحترمه وأقدره اليوم أكثر من ذي قبل، لأنه الرجل الذي لم يعترض على نقدي له، فَهِم أن نقدي لرئيس الهلال والذي ما زلت عنده بأنه في فترته الثانية فشل وكان يجب أن يرحل بأسرع وقت، ولبّى طلب الجمهور ورحل.. وليت كل مسؤول يكون مثله ويستجيب حين تناديه الجماهير بالرحيل.
محبتي للفارس النبيل عبدالرحمن بن مساعد اصطدمت مع محبة لشيء آخر في قلبي كانت أكبر من أن أتزلّف أو أجامل فنشدته الرحيل، وسيكتشف يوماً أن من عارضوه بكل نبل هم من سيبحث عنه وعن شخصه، في وقت يختفي من حوله أولئك المتزلفون!
-----
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
نعم.. كنت من أشد المطالبين باستقالة الشاعر الخلوق والأمير في خلقه، ويكاد لا يمر يوم من دون أن أكتب «تغريدة» أنتقد فيها إدارته وحتى في مقالاتي، لأنني كنت مؤمن أنه لم يعد لديه ما يقدمه، ولم يعد هناك وجه للمقارنة بين فترتيه الرئاسيتين الأولى والثانية، وكنت من المنادين دائماً بألا يستمر أي رئيس لنادٍ جماهيري أكثر من فترة رئاسية واحدة، خصوصاً في نادي مثل الهلال، بسبب الضغط والتوتر الذي تخلّفه ضغوطات وتوترات أربعة أعوام كافية لأن «تهد» الجبال فكيف بالبشر.
كنت وبكل أمانة أعرف أنني حين أختلف فأنا أختلف مع رجل، وحين أنتقد فأنا أعرف أنني أنتقد رجل، يحترم المخالفين له مهما بلغت حدة النقد، يؤمن بالحوار.. وكنت أعي أنه يدرك أنني أنتقد في عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال وليس شخص عبدالرحمن، ما أكثر الذين يخلطون بين الأمرين ويعتبرون النقد لشخصهم ولا يفرّقون بين نقد المسؤول والشخص بعينه.
قبل أعوام طويلة عاد صديقي عبدالله من باريس، وأول ما التقينا قال لي: «جلست مع حبيبك في باريس.. قلت: من تقصد، قال: عبدالرحمن بن مساعد» واليوم بعد أن ترجّل عن عرش الهلال أعترف له بإعجابي الشديد، منذ أن كان يطلّ علينا بقصائد تتحدث عن الفساد والفقراء وتلامس أحلام البسطاء والعشاق، وكان ينكر عليه البعض وهو الثري أن يتحدث بلسان الفقراء، ولكن هذا زاد إعجابي به أكثر وأكثر، لأنه أظهر أنه ما عرف شعور الفقراء إلا بمخالطتهم.
اليوم أعترف له بإعجابي بشخصه بلا وجل، وقد يستغرب من يعرف حجم النقد الذي وجهته له أن أكن له كل هذا الشعور، وقد يقول قائل منهم: «مع كل هذه النقد وتحبه.. ليت الله فكّه من محبتك!».
نعم أحترمه وأقدره اليوم أكثر من ذي قبل، لأنه الرجل الذي لم يعترض على نقدي له، فَهِم أن نقدي لرئيس الهلال والذي ما زلت عنده بأنه في فترته الثانية فشل وكان يجب أن يرحل بأسرع وقت، ولبّى طلب الجمهور ورحل.. وليت كل مسؤول يكون مثله ويستجيب حين تناديه الجماهير بالرحيل.
محبتي للفارس النبيل عبدالرحمن بن مساعد اصطدمت مع محبة لشيء آخر في قلبي كانت أكبر من أن أتزلّف أو أجامل فنشدته الرحيل، وسيكتشف يوماً أن من عارضوه بكل نبل هم من سيبحث عنه وعن شخصه، في وقت يختفي من حوله أولئك المتزلفون!
الجمعة، ٢٠ فبراير/ شباط ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
-----
فيصل العبدالكريم |
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..