الثلاثاء، 10 مارس 2015

بيان حقيقة دعوة عبدالرحمن الكواكبي

القراءةُ العاطفية < نتاجٌ خداج > !! ..
القراءةُ الواعية للمنقول سلفاً بقواعد النظر والاستقراء العلمي : توجد حُكماً صادقاً متزناً عند الباحث الجاد ..فيكون النتاج صالحـاً ، وقربــًا إلى الـحُسْنِ بقدر الاستطاعة المبذولة من ذاك الطالب للحق والصواب ..

ومما يفسد الوصول إلى الحق .. العاطفة الهائجة من ظلم الواقع الذي تسلط فيه أهلُ الباطل بغياً وإفساداً للبلاد والعباد ..فيكون من ذلك الناقد لواقعه المرير : تقرير وتمرير أيّ نفسٍ يجد فيه نقدًا للظلم وأهله .. دون تأمل لحقيقة لازم تلك المقررات عقيدةً وشريعةً ونظاماً مصلحاً في قادم الأيام ..

ومن ذلك :

أنَّ أول من نادى بفكرة فصل السياسة عن الدين موافقةً للمفهوم الأوروبي ، وممن يُنسب إلى دعاة الإصلاح ، هو عبد الرحمن الكواكبي (ت1902) يقول في كتابه طبائع الاستبداد (ص 113 ) الذي يفرح بالنظر إليه ، والنقل منه بعض الطلبة دون فهم مراده وتقريراته !! : ( .. فهذه أمم أوروبا وأميركا قد هداها العلم لطرائق الاتحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري ..

دعونا ندبر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم الأخرى فقط !! دعونا نجتمع على كلمات سواء، ألا وهي فلتحيى الأمة، فليحيى الوطن، فلنحيى طلقاء أعزاء) ..

عبد الرحمن الكواكبي المنحدر من أصول < إيرانية شيعية > ، يؤصل مبدأ الفصل بين السلطة الدينية ، والسلطة السياسية للخليفة ، بوضوح تام في كتابيه ( طبائع الاستبداد ) و ( أم القرى ) واقترح أن يكون للخليفة سلطة محددة بمنطقة الحجاز فقط ، تشبه سلطة البابا على مدينة الفاتيكان ، وقد اقتبس الكواكبي ذلك الطرح عن تيار ( العثمانيين الجدد أتاتورك ورفاقه) الذين نقلوه بدورهم عن مؤلفات الأرمني النصراني ( مورداجا وهسون ) وقرينه ( غريك سوفاس ) ..

وهكذا تتناقل الأجيال أخطاء من سبقها دون دراسة واعية لتلك المنقولات ، والمؤثرات ، وتاريخها الذي كان سبباً في وجودها .. فتقلدها ظناً فيها النجاة والصلاح لواقعها الذي تعيش فيه .. ثم مع مرور الأيام تستيقظ بعد فوات الأوان ؛ لتعلم أنها على غير شيء من الصواب والحقيقة ..

حسن الحملي ..


أبوالحارث عمر باوزير
١٠ مارس ٢٠١٥


لا يتوفر وصف للصورة.
 
١٠ مارس ٢٠١٥
المصدر



-

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..