- داعش غلاة الخوارج -
--------------------------------------------------------
---------------------------------------------
---------------------
------------------------
----------
الشيخ الفوزان يسلط سيفه على رقاب داعش الخوارج
--------------------------
----------------------
مفتى السعودية فى خطبة عرفة داعش خوارج ومجرمون يقتلون ويسرقون وينتهكون الاعراض ويبيعون الحرائر
--------------------
------------------------
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله أجمعين وبعد:
- داعش هو اختصار لدولة العراق والشام الإسلامية
وهم لا يعرفون عن الإسلام شيئاً سوى الإسم،فهم من أجهل الناس بالإسلام.
خرجت هذه الفرقة الضالة من تنظيم القاعدة الخارجي أحفاد عبدالرحمن بن ملجم
فنتظيم القاعدة الأم والأبناء داعش وجبهة النصرة
وأصبح الأبناء يكفر بعضهم بعضاً ويقتل بعضهم بعضاً كما هو حال أبائهم الأوائل النجدات والأزارقة يكفر بعضهم بعضاً ويقتل بعضهم بعضاً
فالأبناء أعادوا تاريخ الأباء في التكفير والغدر والخيانة.
بل أصبح الأبناء وهم داعش أشد غلواً من أبائهم
الأولين.
فالخوارج الأوائل كانوا يكفرون مرتكب الكبيرة
وداعش ومن هو على شاكلتهم يكفرون مرتكب الكبيرة والصغيرة!!
فإذا كفروا أحداً من المسلمين استحلوا دمه وماله وعرضه
وقد أخبرني الثقات من أهل الشام: أن داعشاً
إذا كفروا أحداً أقاموا عليه حد الردة فقتلوه رمياً بالرصاص
وأخذوا ماله فيء لبيت مال المسلمين
وأخذوا نسائه سبايا ومارسوا معهن الفاحشة بحجة أنهن ملك يمين بل ثبت عليهم ممارسة اللواط مع أبناء المسلمين والعياذ بالله.
فهم أخبث من اليهود والنصارى وأنجس من ولوغ الكلاب.
@- تحالف الخوارج مع الشيعة ضد أهل السنة:
لما خرج الخوارج على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه
كان معهم عبدالله بن سبأ كبير الشيعة وبعض من قدم معه من بلاد اليمن فدخلوا مع الخوارج وقتلوا عثمان رضي الله عنه.
واليوم هذه داعش تتحالف مع الشيعة النصيرية وتقاتل أهل السنة في بلاد الشام ولا ترحم الصغير ولا الكبير ولا العاقل ولا المجنون ولا المرأة ولا الرضيع.
ويمثلون بجثث المسلمين ويحرقونها.
وفي الحديث(نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن المثلة) وثبت عنه عليه الصلاة والسلام(أنه إذا أمر أميراً أوصاها بتقوى الله وقال لهم اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا امرأة ولا شيخاً
ولا صبياً...)
@- كره الخوارج لوالاة أمر المسلمين وتكفيرهم:
الخوارج لم يرضوا بولاية أمير المؤمنين
علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ونقضوا بيعته وكفروه ومن معه وحاربوه وقتلوه غدرًا عند خروجه لصلاة الفجر.
وهذه داعش تكفر حكام المسلمين وتبيح دماءهم
بل وتكفر كل من خالفهم من المسلمين وتتمنى زوال الدول الإسلامية لأنهم لا يرونها دول اسلامية بل يرونها دول كفرية وهذه عقيدة
الهالك سيد قطب كبير التكفيرين في العصر الحديث.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان)
فقد أعدمت قوات داعش المسلمين في بلاد الشام وهم يقولون(لا إله إلا الله)
كما فعل أبائهم الأوائل عندما قتلوا المسلمين في البصرة ؛ فقد قتلوا عبدالله بن خباب بن الآرت ورموه في النهر وبقروا بطن زوجته وأخرجوا ابنها من بطنها ورموه في النهر.
بل كانوا يقطون الطريق في البصرة فيقتلون المسلم ويتركون النصراني
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(لا زوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم بغير حق)
@- قوات داعش:
تتكون قوات داعش من عدة جنسيات من بلاد مختلفة
منهم من أهل المغرب العربي وهم أشد الناس غلواً في التكفير
ومنهم من أهل العراق وهم الذين يقومون بالقتل والنهب والسلب.
ومنهم من أهل الخليج العربي وهم الأنتحاريون
ومنهم من الشيشان وهم قادة الحرب في داعش
ومنهم من أهل الشام من حزب البعث وهم الجواسيس والخونة يدلون داعش على بيوت السوريين ليقوموا بقتلهم .
- هذا بعض ما سمعته عن هذه الفرقة الضالة كلاب النار أسأل الله تعالى أن يعجل بهلاكهم.
كتبه
الشيخ بدر محمد البدر
المصدر
- داعش هو اختصار لدولة العراق والشام الإسلامية
وهم لا يعرفون عن الإسلام شيئاً سوى الإسم،فهم من أجهل الناس بالإسلام.
خرجت هذه الفرقة الضالة من تنظيم القاعدة الخارجي أحفاد عبدالرحمن بن ملجم
فنتظيم القاعدة الأم والأبناء داعش وجبهة النصرة
وأصبح الأبناء يكفر بعضهم بعضاً ويقتل بعضهم بعضاً كما هو حال أبائهم الأوائل النجدات والأزارقة يكفر بعضهم بعضاً ويقتل بعضهم بعضاً
فالأبناء أعادوا تاريخ الأباء في التكفير والغدر والخيانة.
بل أصبح الأبناء وهم داعش أشد غلواً من أبائهم
الأولين.
فالخوارج الأوائل كانوا يكفرون مرتكب الكبيرة
وداعش ومن هو على شاكلتهم يكفرون مرتكب الكبيرة والصغيرة!!
فإذا كفروا أحداً من المسلمين استحلوا دمه وماله وعرضه
وقد أخبرني الثقات من أهل الشام: أن داعشاً
إذا كفروا أحداً أقاموا عليه حد الردة فقتلوه رمياً بالرصاص
وأخذوا ماله فيء لبيت مال المسلمين
وأخذوا نسائه سبايا ومارسوا معهن الفاحشة بحجة أنهن ملك يمين بل ثبت عليهم ممارسة اللواط مع أبناء المسلمين والعياذ بالله.
فهم أخبث من اليهود والنصارى وأنجس من ولوغ الكلاب.
@- تحالف الخوارج مع الشيعة ضد أهل السنة:
لما خرج الخوارج على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه
كان معهم عبدالله بن سبأ كبير الشيعة وبعض من قدم معه من بلاد اليمن فدخلوا مع الخوارج وقتلوا عثمان رضي الله عنه.
واليوم هذه داعش تتحالف مع الشيعة النصيرية وتقاتل أهل السنة في بلاد الشام ولا ترحم الصغير ولا الكبير ولا العاقل ولا المجنون ولا المرأة ولا الرضيع.
ويمثلون بجثث المسلمين ويحرقونها.
وفي الحديث(نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن المثلة) وثبت عنه عليه الصلاة والسلام(أنه إذا أمر أميراً أوصاها بتقوى الله وقال لهم اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا امرأة ولا شيخاً
ولا صبياً...)
@- كره الخوارج لوالاة أمر المسلمين وتكفيرهم:
الخوارج لم يرضوا بولاية أمير المؤمنين
علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ونقضوا بيعته وكفروه ومن معه وحاربوه وقتلوه غدرًا عند خروجه لصلاة الفجر.
وهذه داعش تكفر حكام المسلمين وتبيح دماءهم
بل وتكفر كل من خالفهم من المسلمين وتتمنى زوال الدول الإسلامية لأنهم لا يرونها دول اسلامية بل يرونها دول كفرية وهذه عقيدة
الهالك سيد قطب كبير التكفيرين في العصر الحديث.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان)
فقد أعدمت قوات داعش المسلمين في بلاد الشام وهم يقولون(لا إله إلا الله)
كما فعل أبائهم الأوائل عندما قتلوا المسلمين في البصرة ؛ فقد قتلوا عبدالله بن خباب بن الآرت ورموه في النهر وبقروا بطن زوجته وأخرجوا ابنها من بطنها ورموه في النهر.
بل كانوا يقطون الطريق في البصرة فيقتلون المسلم ويتركون النصراني
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(لا زوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم بغير حق)
@- قوات داعش:
تتكون قوات داعش من عدة جنسيات من بلاد مختلفة
منهم من أهل المغرب العربي وهم أشد الناس غلواً في التكفير
ومنهم من أهل العراق وهم الذين يقومون بالقتل والنهب والسلب.
ومنهم من أهل الخليج العربي وهم الأنتحاريون
ومنهم من الشيشان وهم قادة الحرب في داعش
ومنهم من أهل الشام من حزب البعث وهم الجواسيس والخونة يدلون داعش على بيوت السوريين ليقوموا بقتلهم .
- هذا بعض ما سمعته عن هذه الفرقة الضالة كلاب النار أسأل الله تعالى أن يعجل بهلاكهم.
كتبه
الشيخ بدر محمد البدر
المصدر
--------------------------------------------------------
بل داعش خوارج
-كتبت من حوالي شهرين مقال ،ذهبت فيه إلى أنّ داعش خوارج.(رابط المقال في التعليقات).
-خلال الشهرين حدثت أحداث كثيرة زادتني يقيناً في أنّهم خوارج،كما ظهرت شبهات وإشكالات جديدة تحتاج إلى مناقشة.
-جعلت هذا المقال في صورة سؤال وجواب:
خمسة أسئلة بأجوبتها لتبيين حقيقة كونهم خوارج،مع مناقشة ثلاثة شبهات منتشرة تؤدي إلى رفض وصفهم بالخوارج.
(1) ما معنى وصف طائفة معينة بأنّها من الخوارج؟
هذا له معنيان،إمّا أن يكون المقصود أنّهم إمتداد أو فرع عن عين جماعة الحرورية الخوارج الذين ظهروا في زمن علي رضي الله عنه،وبهذا المعنى لا يصح وصف أي طائفة بأنّهم خوارج إلّا الإباضية في سلطنة عمان.
وإمّا أن يكون المقصود أنّهم من جنس الفئة المارقة التي حذّر منها الرسول صلى الله عليه وسلّم والتي تظهر في أزمان مختلفة،ولم يسمها الرسول خوارج ،ولكن يُطلَق عليها خوارج لأنّ أول فئة مارقة ظهرت بعد الرسول صلى الله عليه وسلّم سميت بالخوارج،فأصبح اللقب يطلق على الطوائف التي جاءت بعد الخوارج وينطبق عليها الوصف النبوي للفئة المارقة،حتى ولو لم تتطابق مع عين جماعة الخوارج الحرورية في تفاصيل أسباب المروق.
(2)ما الدليل على جواز إطلاق وصف الخوارج على من إنطبق عليه الوصف النبوي للفئة المارقة حتى ولو لم يتفق مع الخوارج الأوائل في أسباب المروق؟
الدليل هو إجماع المسلمين.
فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلّم أن الفئة المارقة سيتكرر خروجها.
عن عبد الله بن عمرو قال:"سمعت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ [سيَخرجُ أُناسٌ من أمَّتي من قِبَلِ المشرِقِ يَقرؤونَ القرآنَ لا يُجاوزُ تراقيَهُم كلَّما خرجَ منهم قرنٌ قُطِعَ كلَّما خَرجَ منهم قرنٌ قُطِعَ - حتَّى عدَّها زيادةً على عَشرةِ مرَّاتٍ - كلَّما خرجَ منهم قرنٌ قُطِعَ حتَّى يخرُجَ الدَّجَّالُ في بقيَّتِهِم]"(رواه الإمام أحمد وصححّه الشيخ أحمد شاكر)
محل الشاهد هو قول الرسول صلى الله عليه وسلّم:(كلّما خرج منهم قرن قُطِع).
قال ابن تيمية في الفتاوى 28/495: فإنّه قد أخبر صلى الله عليه وسلم في غير هذا الحديث أنهم ــ أي الخوارج ــ لا يزالون يخرجون إلى زمن الدجال، وقد اتفق المسلمون على أن الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر، وأيضاً فالصفات التي وصفها تعم غير ذلك العسكر، ولهذا كان الصحابة يرون الحديث مطلقاً.(إنتهى كلام الشيخ).
(3)ما هو الوصف النبوي للفئة المارقة؟
سأكتفي بذكر ثلاثة أحاديث متفق على صحتها في البخاري ومسلم:
-عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَيْنٍ وَفِي ثَوْبِ بِلاَلٍ فِضَّةٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبِضُ مِنْهَا يُعْطِي النَّاسَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ . قَالَ: " وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ " . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضى الله عنه دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَقْتُلَ هَذَا الْمُنَافِقَ . فَقَالَ " مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " . متفق عليه
-وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:"فجاء رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ نَاتِئُ الْجَبِينِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ . - قَالَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " فَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِنْ عَصَيْتُهُ أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَلاَ تَأْمَنُونِي " قَالَ ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فِي قَتْلِهِ - يُرَوْنَ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ " . متفق عليه
-وعن يُسير بن عمرو قال: قلت لسهل ابن أحنف: هل سمعتَ من النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئاً؟ قال: سمعته يقول:ــ وأهوى بيد قِبل العراق! ــ:" يخرج منه قومٌ يقرؤون القرآن، لا يجاوز تَراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية " متفق عليه.
وفي رواية عند مسلم: فقال: سمعته ــ وأشار بيده نحو المشرق ـ:" قوم يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ". وشرق المدينة، هي العراق وما دونها.
وقد ناقشت ببعض التفصيل كل وصف من هذه الأوصاف في مقالي السابق :"هل داعش خوارج؟"،فليراجعه من شاء.(رابط المقال في التعليقات).
(4)ولكن الرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول:"لإن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد!"
فكيف نتساهل في إطلاق وصف يؤدي إلى إستباحة دماء قومٍ مسلمين؟!
ثمّ إنّ الرسول ذكر لهم أوصاف كثيرة،فبأي هذه الأوصاف إستحقّوا أن يقتلوا قتل عاد ؟!
هذا سؤال وجيه،لأن الأصل اليقيني هو حرمة دم المسلم ،لقوله صلّى الله عليه وسلّم : ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) رواه البخاري ومسلم .
كذلك فإنّ جماهير أهل العلم لا يرون كفر أو ردّة الخوارج،فقد سُئِل علي رضي الله عنه(أكفّار هم؟)،قال من الكفر فرّوا.
قال ابن حجر في الفتح 12/300:" وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فساق وان حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين إلى تأويل فاسد وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك."
فكيف إستبحنا دماءهم إذاً؟
-إستبحنا دماءهم بأحد المبيحات الثلاثة التي أباح بها الرسول صلى الله عليه وسلّم دم المسلم،وهي "النفس بالنفس."
-وبنفس الأدلة التي إستبحنا بها دماء قطّاع الطريق أو المحاربين،مثل قوله تعالى ({إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).
-ومثل قوله صلى الله عليه وسلّم الذي صححه ابن حزم والألباني(من شهر سيفه ثمّ وضعه فدمه هدر) ،قال الشيخ الألباني:"وضعه" يعني في الناس يضربهم به."فدمه هدر":يعني لا دية ولا قصاص بقتله.(إنتهى كلام الشيخ).
وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلّم في صحيح مسلم ( من خرج على أمّتي ، يضربُ بَرّها وفاجِرها . ولا يتحاشَ من مؤمِنِها ، ولا يَفي لِذِي عهدٍ عهْدهُ ، فليس مني ولستُ منهُ .).
-المقصود أنّ الوصف الذي أباح دماء الخوارج هو قول الرسول صلى الله عليه وسلّم(يقتلون أهل الإسلام)،لذلك نهى الرسول عمر عن قتل الرجل الذي قال :"إعدل يا محمّد" تنازلاً عن حقّه صلى الله عليه وسلّم ولأنّ الرجل لم يكن قتل أحداً من المسلمين،بينما قال صلى الله عليه وسلّم أنّه إذا أدرك أشباه هذا الرجل الذين يقتلون أهل الإسلام فإنّه سيقتلهم قتل عاد.
ولذلك لم يستبح علي رضي الله عنه دماء الخوارج إلّا بعد أن فعلوا أفعال المحاربين من سفك للدماء وقطع للطريق.
والحجّة في معاملة الخوارج هو أمير المؤمنين علي رضي الله عنه،فقد قال جلَُ أهل العلم(لولا حرب علي لمن خالفه لما عرفت السنّة في قتال أهل القبلة)،وذلك لأنّه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية(قاتل الخوارج بنص رسول الله صلى الله عليه وسلّم،وفرح بذلك،ولم ينازعه فيه أحد من الصحابة)(مجموع الفتاوى:28/516).
قال علي عن الخوارج:(لهم علينا ثلاث:ألّا نبدأهم بقتال ما لم يقاتلونا،وألّا نمنعهم مساجد الله أن يذكروا فيها إسمه،وألّا نحرمهم من الفيء ما دامت أيديهم مع أيدينا،ثمّ إشترط عليهم بعد ذلك بأن قال(ألّا تسفكوا دماً حراماً،ولا تقطعوا سبيلاً ولا تظلموا ذمّياً) قالت عائشة رضي الله عنها فلما قاتلهم إذاً؟!قال عبد الله ابن شدّاد للسيدة عائشة رضي الله عنها (وانتبهوا لإجابته ):والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء وإستحلّوا الذمّة.(صححه ابن كثير في البداية والنهاية ،والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين).
ولذلك قال ابن حجر عن الخوارج(وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين إلى تأويل فاسد وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك.).
-وهم بذلك إستحقّوا أن يكونوا فرقة بدعية خارجة عن أهل السنّة والجماعة لأنّ ضابط وصف الفرقة البدعية هو أن تجتمع على بدعة (خلاف السنّة والإجماع) توالي وتعادي المسلمين عليها،كما قال الإمام الشاطبي(الاجتماع على غير سنة خارج عن معنى الجماعة المذكورة في الأحاديث المذكورة، كالخوارج ومن جرى مجراهم).
-إذاً ،بناءً على ماسبق ،فإنّ ضابط وصف فرقةٍ ما بأنّهم خوارج هو أن تتعصب هذه الفرقة لتأويل فاسد تكفّر به المسلمين وتستحل به دماءهم وأموالهم بالباطل ،وضابط هدر دماء هذه الفرقة هو أن يسفكوا الدماء فعلاً ويقطعوا الطريق ويفعلوا باقي الأفعال الموجبة لحد الحرابة.
والرسول صلى الله عليه وسلّم يؤكد علينا أننا يجب أن نعاملهم نفس معاملة المحاربين(نقتلهم قتل عاد)،وألّا يمنعنا من ذلك مظهرهم المتدين ،أو العذر بتأويلهم الفاسد الذي كفّروا به المسلمين وإستباحوا به دماءهم.
(5)ولكن هل داعش فرقة تعصبت لتأويل فاسد توالي وتعادي عليه وتكفّر به المسلمين وتستبيح به دماءهم؟وهل قامت داعش فعلاً بسفك دماء المسلمين وبأفعال تستحق به حد الحرابة؟
نعم بيقين ،ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو جاهد،وإليكم حكاية داعش بإختصار غير مخل،مع إدانتهم من أفواههم وما خطته أيديهم.
-إن داعش فرقة تجتمع على بدعة أنّها هي الدولة،توالي وتعادي المسلمين على هذه البدعة.
-هذه البدعة قائمة على بدعة أن قهر المسلمين على البيعة أمر جائز وحلال!فقد إستدلوا في بيان إعلان قيام خلافتهم المزعومة بنقل عن الإمام أحمد يقول فيه بصحة ولاية المتغلب!والإمام أحمد يتكلم عن حاكمٍ متغلب على خلافة موجودة بالفعل وإستقر له الأمر،وهذا المتغلب قبل أن يصل للحكم ويستقر له الأمر هو آثم عند الإمام أحمد وباقي الأئمة الأربعة ولا يُعلَم في ذلك خلاف بين الصحابة،بل لقد نص عمر بن الخطاب بمحضر من الصحابة على أن التغلب جريمة عقوبتها قتل المتغلب ومن عاونه،فيأتي الدواعش ليستحلوا هذه الجريمة بل ويجعلوها دين وسنّة! ويدّعوا أن هذا هو منهاج النبوة !ليحدثوا بدعة لم يسبقهم لها أحد من قبل،ثمّ تعصّبوا لهذه البدعة فوالوا وقرّبوا من وافقهم عليها،وعادوا وقاتلوا من خالفهم فيها.
هذه البدعة ظهرت في آخر سنة 2006 عندما أعلن تنظيم القاعدة في العراق عن قيام الدولة الإسلامية في العراق،وكان إعلان الدولة بعد إستشهاد أبي مصعب الزرقاوي قائد القاعدة في العراق وآخر رجالها المحترمين رحمه الله،وتسبب هذَا الإعلان المشؤوم في حدوث القتال لأوّل مرّة بين مجاهدي أهل السنّة العراقيين،لأن فصائل أهل السنّة المجاهدة والتي كانت أكبر من تنظيم القاعدة رفضت هذا التسلّط،وكانت هذه فرصة الإمريكيين الذهبية التي إستغلّوها لإختراق الصف السنّي بدعم صحوات العراق ضد تنظيم الدولة،وإنتهى الجهاد العراقي بإعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق،وإستقر الأمر لحكومة المالكي ،وسام أهل السنّة سوء العذاب،ولم يكن لتنظيم الدولة أي دور في حماية أهل السنّة من المالكي،بل كانت كل عملياتهم مركزة في قتل عوام الشيعة العراقيين في الأسواق والحسينيات،وكانوا يعيشون كالأشباح في مدينة الموصل ليس لهم أي وجود كدولة من سنة 2006 إلى سنة 2014،بل كانت الدولة للمالكي،وهم كانوا فقط يجمعون الإتاوات بالإكراه من أهل الموصل بإعتبار أنّهم هم الدولة!فكان أهل الموصل يدفعون لدولتين في نفس الوقت،تنظيم الدولة المتخفّي ،ودولة المالكي الظاهرة!
ومع بداية الثورة المسلحة في سوريا أرسل تنظيم دولة العراق جبهة النصرة إلى هناك في آخر سنة 2011 ،وفي منتصف السنة الماضية 2013 أعلنوا قيام داعش(الدولة الإسلامية في العراق والشام)،وكانت الثورة السورية في حالة تقدّم على بشار قبل إعلان داعش نفسها دولة في الشام،وكان الإعلان شؤماً على الجهاد السوري كما كان شؤماً على الجهاد العراقي من قبل ،وبدأت داعش في قتال المجاهدين في سوريا لفرض سيطرتها كدولة،فقاتلت الجميع بما فيهم جبهة النصرة التي رفضت الإنصياع لإعلان الدولة بعد ما رأته من مفاسد هذا الإعلان في العراق من قبل.
وفي أثناء قتالها المجاهدين السنّة الذين رفضوا الإنصياع لدولتها،قامت داعش بتكفير عموم المجاهدين في سوريا،فكفّرت نصف المجاهدين لأنّهم يدعون للديمقراطية،وكفّرت النصف الآخر لأنّه يتحالف ضد بشار مع النصف الذي يدعو للديمقراطية!
وإدّعوا في بيانهم التكفيري أصلاً جديداً لأهل السنّة والجماعة،حيث قالوا(من الثوابت عند أهل السنّة والجماعة،أن الدعوة إلى إقامة حكومة "مدنية تعددية ديمقراطية" عمل مخرج من ملّة الإسلام.")،وهذه بدعة لم يسبقهم لها عالم معتبر من المعاصرين،فلا يوجد عالم معتبر إلا ويفرق بين آليات الديمقراطية من إنتخابات وتعددية وتداول للسلطة من جهة وبين فلسفة الديمقراطية التي تجعل البشر ندّاً لله من جهة أخرى.
وحتى من يقول أن الآليات أو بعضها حرام لا يقول أنّ الدعوة لها مخرجة من الملّة!
وسبب ذلك أنّ الكلام عن فلسفة الديمقراطية حاضر بقوة في خطاب السلفيين المعاصرين،وقد إجترّوه من كتب الفلاسفة الغربيين القدماء.
ونحن إذا نظرنا إلى وسائل الإعلام والقواميس وموسوعات المعارف المعاصرة،لوجدنا أنّ الكفار المعاصرين أنفسهم عندما يطلقون الديمقراطية يقصدون بها ضد الديكتاورية وليس الفلسفة،فكيف بالمسلمين؟!الواجب في واقعنا المعاصر أن تّحمل كلمة الديمقراطية على الآليات وخصوصاً إذا صدرت من مسلم.
ولو إفترضنا جدلاً أن لفظة "الديمقراطية " هي لفظة مشتركة بين الآليات والفلسفة،فلا بد أن يستفسر عن مقصد قائلها.
لقد تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلّم من فعل صحابي قام بقتل قوم يقولون صبأنا وهم يقصدون أسلمنا،وذلك لأنّهم لم يتثبّت من مقصدهم،فكيف بمن يجعل هذا الفعل المحرم أصل من أصول أهل السنّة!بل ويبني عليه تكفير قومٍ آخرين لم يقولوا الكلمة ولكن تحالفوا مع من قالها،ولم يكن التحالف على هذه الكلمة ولكن على قتال عدو كافر ظالم!
هم يقولون أن الديمقراطية تعني أن التشريع للشعب،بينما الأصل أن من يستعملها يقصد أنّ الحكم للشعب،وهذه نفس الطريقة التي كفّر بها الخوارج الإمام علي رضي الله عنه،فقد حكّم علي الرجال مع أنّ الحكم لله!فبين لهم ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ الله نفسه أثبت حكماً للناس كما في قوله تعالى (يحكم به ذوا عدلٍ منكم)،وقوله تعالى( حكماً من أهله وحكماً من أهلها)،فالحكم للشعب ليس مطلقاً ولكن مقيّضاً بأن التشريع لله.
وبناءً على هذا الغلو في التكفير فعلوا أفعال حرابة فرأيناهم يذبحون أهل السنّة الذين كانوا يشهدون بالتوحيد وقت الذبح، ويسمونهم مرتدّين فقط لأنّهم رفضوا الإنصياع لتسلطهم!
ورفضت داعش تسليم القتلة لمحاكمة شرعية مستقلة،تماماً كما رفضت الخوارج تسليم القتلة لعلي رضي الله عنه بل قالوا :"كلّنا قتلهُ."،فقتلهم علي جميعاً عملاً بحديث رسول الله،ولأن المحاربين إذا حمى بعضهم بعضاً وتعاونوا على جريمتهم أخذوا جميعاً نفس الحكم،فقد ورد في صحيح البخاري أنّ عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه قتل جماعة إشتركوا في قتل رجل من أهل اليمن،وقال:"لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به."
ولذلك قاتل مجاهدي سوريا داعش وكادوا أن يطردوها من سوريا،لولا أن قامت ثورة أهل السنّة العراقيين ضدّ المالكي ،مما أدى إلى هروب جيش المالكي من الموصل وسقوط أسلحته وأمواله في يد داعش،مما كان بمثابة قبلة الحياة لداعش،والتي ساعدتها في الإنقضاض مرة أخرى على مجاهدي أهل السنّة في سوريا،وحصارهم الآن في حلب ليكونوا بين مطرقة بشار من جهة وسندان داعش من جهة أخرى.
-الشبهات الثلاث:
(1) الشرعيين الدواعش قامت عندهم الأدلة على تكفير من قتلوهم،ونحن نثق بهم!
هذه حجة سخيفة ولولا إنتشارها ما ذكرتها،هم أصلاً مبتدعة فسّاق لا تقبل شهادتهم،وحتى من قبل شهادة أهل البدع إشترط أن تكون في أمر ليس له إرتباط ببدعتهم،فكيف تطالبني أن أقبل بفتوى قتل مسلمين أو معاهدين من قوم بدعتهم هي في الإستهانة بالدماء؟!
(2)داعش ليسوا خوارج لأنّهم لا يكفّرون مرتكب الكبيرة ولم يخرجوا على إمام شرعي.
الحمد لله كفانا شيخ الإسلام ابن تيمية الرد على هذه الشبهة،فقد أنكر عليه بعض معاصريه أنّه شبّه التتار بالخوارج رغم أنّ التتار لم يكونوا يكفّروا مرتكب الكبيرة ولم يخرجوا على إمام شرعي،يقول ابن كثير في تاريخه (10/222):
"وقد ظهرت عند بعضهم شبهات تَفُتُّ في عَضُد المحاربين للتَّتار ، من نحو قولهم : كيف نُقاتل هؤلاء التّتار وهم يُظهِرون الإسلام وليسوا بُغاة على الإمام . . فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه . فردّ شيخ الإسلام ابن تَيْمِيّة هذه الشبهة قائلا :(هؤلاء من جِنس الخَوارِج الذين خرجوا على عليّ ومعاوية - رضي الله عنهما - ورأَوا أنهم أحَقّ بالأمر منهما ، وهؤلاء يزعمون أنهم أحَقّ بإقامة الحق من المسلمين وهم مَتلبّسون بالمعاصي والظُلْم .)
وقال شيخ الإسلام[مجموع الفتاوى :509/28] :(وقد أجمع المسلمون على وجوب قتال الخوارج والروافض ونحوهم إذا فارقوا جماعة المسلمين كما قاتلهم علي رضي الله عنه)
قال ابن كثير:(فانجلى الموقف وزالت الشبهة ، وتَفطّن العلماء لذلك)
(3)الناس تشعر بالأمن والأمان تحت حكم داعش.
هذه الشبهة مبنية على إفتراض أننا ندّعي أن داعش تدخل القرى لتقتل كل من فيها،وهذا غير صحيح،داعش تقتل المعارضين فقط،ثم تكره الناس على التوبة والبيعة لهم،فمن إنصاع تحت ضغط الإكراه فهو آمن.
كذلك الوضع الأمني في سوريا والعراق هو الأسوأ في العالم،وليس كل الناس مجاهدين،بل الكثير منهم يريد الحد الأدنى من الأمن والرزق ليستطيع الحياة،وقد كان كثير من الناس يعيشون راضين بأمن وآمان وأرزاق في ظل الإحتلال الإنجليزي،فهل يعني ذلك أنّ الإحتلال كان شيئاً طيب؟!
-الخلاصة:
داعش من جنس الخوارج الذين خرجوا في زمن علي،وقد خرجوا من العراق كما خرج سلفهم الحرورية في زمن علي،وسفكوا الدماء الحرام بتأويلات فاسدة كما فعل سلفهم،ورفضوا تسليم القتلة كما فعل سلفهم،فإستحقّوا أن يقتلوا قتل عاد كما إستحقّ سلفهم،فاقتلهم اللهمّ كما قتلت سلفهم.
أمّا من وافقهم على تأويلاتهم الفاسدة دون أن يقتل أو يشارك في القتل أو يُؤوي قاتلاً،فدمه حرام ،ولكنّه خارجي مبتدع تقام عليه الحجة ويدعى إلى التوبة والرجوع إلى السنّة،فإن لم يتب فيعامل معاملة أهل البدع ما بين التأليف والهجر على حسب الحال.
ماجدعبدين
المصدر
-كتبت من حوالي شهرين مقال ،ذهبت فيه إلى أنّ داعش خوارج.(رابط المقال في التعليقات).
-خلال الشهرين حدثت أحداث كثيرة زادتني يقيناً في أنّهم خوارج،كما ظهرت شبهات وإشكالات جديدة تحتاج إلى مناقشة.
-جعلت هذا المقال في صورة سؤال وجواب:
خمسة أسئلة بأجوبتها لتبيين حقيقة كونهم خوارج،مع مناقشة ثلاثة شبهات منتشرة تؤدي إلى رفض وصفهم بالخوارج.
(1) ما معنى وصف طائفة معينة بأنّها من الخوارج؟
هذا له معنيان،إمّا أن يكون المقصود أنّهم إمتداد أو فرع عن عين جماعة الحرورية الخوارج الذين ظهروا في زمن علي رضي الله عنه،وبهذا المعنى لا يصح وصف أي طائفة بأنّهم خوارج إلّا الإباضية في سلطنة عمان.
وإمّا أن يكون المقصود أنّهم من جنس الفئة المارقة التي حذّر منها الرسول صلى الله عليه وسلّم والتي تظهر في أزمان مختلفة،ولم يسمها الرسول خوارج ،ولكن يُطلَق عليها خوارج لأنّ أول فئة مارقة ظهرت بعد الرسول صلى الله عليه وسلّم سميت بالخوارج،فأصبح اللقب يطلق على الطوائف التي جاءت بعد الخوارج وينطبق عليها الوصف النبوي للفئة المارقة،حتى ولو لم تتطابق مع عين جماعة الخوارج الحرورية في تفاصيل أسباب المروق.
(2)ما الدليل على جواز إطلاق وصف الخوارج على من إنطبق عليه الوصف النبوي للفئة المارقة حتى ولو لم يتفق مع الخوارج الأوائل في أسباب المروق؟
الدليل هو إجماع المسلمين.
فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلّم أن الفئة المارقة سيتكرر خروجها.
عن عبد الله بن عمرو قال:"سمعت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ [سيَخرجُ أُناسٌ من أمَّتي من قِبَلِ المشرِقِ يَقرؤونَ القرآنَ لا يُجاوزُ تراقيَهُم كلَّما خرجَ منهم قرنٌ قُطِعَ كلَّما خَرجَ منهم قرنٌ قُطِعَ - حتَّى عدَّها زيادةً على عَشرةِ مرَّاتٍ - كلَّما خرجَ منهم قرنٌ قُطِعَ حتَّى يخرُجَ الدَّجَّالُ في بقيَّتِهِم]"(رواه الإمام أحمد وصححّه الشيخ أحمد شاكر)
محل الشاهد هو قول الرسول صلى الله عليه وسلّم:(كلّما خرج منهم قرن قُطِع).
قال ابن تيمية في الفتاوى 28/495: فإنّه قد أخبر صلى الله عليه وسلم في غير هذا الحديث أنهم ــ أي الخوارج ــ لا يزالون يخرجون إلى زمن الدجال، وقد اتفق المسلمون على أن الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر، وأيضاً فالصفات التي وصفها تعم غير ذلك العسكر، ولهذا كان الصحابة يرون الحديث مطلقاً.(إنتهى كلام الشيخ).
(3)ما هو الوصف النبوي للفئة المارقة؟
سأكتفي بذكر ثلاثة أحاديث متفق على صحتها في البخاري ومسلم:
-عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَيْنٍ وَفِي ثَوْبِ بِلاَلٍ فِضَّةٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبِضُ مِنْهَا يُعْطِي النَّاسَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ . قَالَ: " وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ " . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضى الله عنه دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَقْتُلَ هَذَا الْمُنَافِقَ . فَقَالَ " مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " . متفق عليه
-وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:"فجاء رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ نَاتِئُ الْجَبِينِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ . - قَالَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " فَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِنْ عَصَيْتُهُ أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَلاَ تَأْمَنُونِي " قَالَ ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فِي قَتْلِهِ - يُرَوْنَ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ " . متفق عليه
-وعن يُسير بن عمرو قال: قلت لسهل ابن أحنف: هل سمعتَ من النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئاً؟ قال: سمعته يقول:ــ وأهوى بيد قِبل العراق! ــ:" يخرج منه قومٌ يقرؤون القرآن، لا يجاوز تَراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية " متفق عليه.
وفي رواية عند مسلم: فقال: سمعته ــ وأشار بيده نحو المشرق ـ:" قوم يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ". وشرق المدينة، هي العراق وما دونها.
وقد ناقشت ببعض التفصيل كل وصف من هذه الأوصاف في مقالي السابق :"هل داعش خوارج؟"،فليراجعه من شاء.(رابط المقال في التعليقات).
(4)ولكن الرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول:"لإن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد!"
فكيف نتساهل في إطلاق وصف يؤدي إلى إستباحة دماء قومٍ مسلمين؟!
ثمّ إنّ الرسول ذكر لهم أوصاف كثيرة،فبأي هذه الأوصاف إستحقّوا أن يقتلوا قتل عاد ؟!
هذا سؤال وجيه،لأن الأصل اليقيني هو حرمة دم المسلم ،لقوله صلّى الله عليه وسلّم : ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) رواه البخاري ومسلم .
كذلك فإنّ جماهير أهل العلم لا يرون كفر أو ردّة الخوارج،فقد سُئِل علي رضي الله عنه(أكفّار هم؟)،قال من الكفر فرّوا.
قال ابن حجر في الفتح 12/300:" وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فساق وان حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين إلى تأويل فاسد وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك."
فكيف إستبحنا دماءهم إذاً؟
-إستبحنا دماءهم بأحد المبيحات الثلاثة التي أباح بها الرسول صلى الله عليه وسلّم دم المسلم،وهي "النفس بالنفس."
-وبنفس الأدلة التي إستبحنا بها دماء قطّاع الطريق أو المحاربين،مثل قوله تعالى ({إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).
-ومثل قوله صلى الله عليه وسلّم الذي صححه ابن حزم والألباني(من شهر سيفه ثمّ وضعه فدمه هدر) ،قال الشيخ الألباني:"وضعه" يعني في الناس يضربهم به."فدمه هدر":يعني لا دية ولا قصاص بقتله.(إنتهى كلام الشيخ).
وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلّم في صحيح مسلم ( من خرج على أمّتي ، يضربُ بَرّها وفاجِرها . ولا يتحاشَ من مؤمِنِها ، ولا يَفي لِذِي عهدٍ عهْدهُ ، فليس مني ولستُ منهُ .).
-المقصود أنّ الوصف الذي أباح دماء الخوارج هو قول الرسول صلى الله عليه وسلّم(يقتلون أهل الإسلام)،لذلك نهى الرسول عمر عن قتل الرجل الذي قال :"إعدل يا محمّد" تنازلاً عن حقّه صلى الله عليه وسلّم ولأنّ الرجل لم يكن قتل أحداً من المسلمين،بينما قال صلى الله عليه وسلّم أنّه إذا أدرك أشباه هذا الرجل الذين يقتلون أهل الإسلام فإنّه سيقتلهم قتل عاد.
ولذلك لم يستبح علي رضي الله عنه دماء الخوارج إلّا بعد أن فعلوا أفعال المحاربين من سفك للدماء وقطع للطريق.
والحجّة في معاملة الخوارج هو أمير المؤمنين علي رضي الله عنه،فقد قال جلَُ أهل العلم(لولا حرب علي لمن خالفه لما عرفت السنّة في قتال أهل القبلة)،وذلك لأنّه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية(قاتل الخوارج بنص رسول الله صلى الله عليه وسلّم،وفرح بذلك،ولم ينازعه فيه أحد من الصحابة)(مجموع الفتاوى:28/516).
قال علي عن الخوارج:(لهم علينا ثلاث:ألّا نبدأهم بقتال ما لم يقاتلونا،وألّا نمنعهم مساجد الله أن يذكروا فيها إسمه،وألّا نحرمهم من الفيء ما دامت أيديهم مع أيدينا،ثمّ إشترط عليهم بعد ذلك بأن قال(ألّا تسفكوا دماً حراماً،ولا تقطعوا سبيلاً ولا تظلموا ذمّياً) قالت عائشة رضي الله عنها فلما قاتلهم إذاً؟!قال عبد الله ابن شدّاد للسيدة عائشة رضي الله عنها (وانتبهوا لإجابته ):والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء وإستحلّوا الذمّة.(صححه ابن كثير في البداية والنهاية ،والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين).
ولذلك قال ابن حجر عن الخوارج(وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين إلى تأويل فاسد وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك.).
-وهم بذلك إستحقّوا أن يكونوا فرقة بدعية خارجة عن أهل السنّة والجماعة لأنّ ضابط وصف الفرقة البدعية هو أن تجتمع على بدعة (خلاف السنّة والإجماع) توالي وتعادي المسلمين عليها،كما قال الإمام الشاطبي(الاجتماع على غير سنة خارج عن معنى الجماعة المذكورة في الأحاديث المذكورة، كالخوارج ومن جرى مجراهم).
-إذاً ،بناءً على ماسبق ،فإنّ ضابط وصف فرقةٍ ما بأنّهم خوارج هو أن تتعصب هذه الفرقة لتأويل فاسد تكفّر به المسلمين وتستحل به دماءهم وأموالهم بالباطل ،وضابط هدر دماء هذه الفرقة هو أن يسفكوا الدماء فعلاً ويقطعوا الطريق ويفعلوا باقي الأفعال الموجبة لحد الحرابة.
والرسول صلى الله عليه وسلّم يؤكد علينا أننا يجب أن نعاملهم نفس معاملة المحاربين(نقتلهم قتل عاد)،وألّا يمنعنا من ذلك مظهرهم المتدين ،أو العذر بتأويلهم الفاسد الذي كفّروا به المسلمين وإستباحوا به دماءهم.
(5)ولكن هل داعش فرقة تعصبت لتأويل فاسد توالي وتعادي عليه وتكفّر به المسلمين وتستبيح به دماءهم؟وهل قامت داعش فعلاً بسفك دماء المسلمين وبأفعال تستحق به حد الحرابة؟
نعم بيقين ،ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو جاهد،وإليكم حكاية داعش بإختصار غير مخل،مع إدانتهم من أفواههم وما خطته أيديهم.
-إن داعش فرقة تجتمع على بدعة أنّها هي الدولة،توالي وتعادي المسلمين على هذه البدعة.
-هذه البدعة قائمة على بدعة أن قهر المسلمين على البيعة أمر جائز وحلال!فقد إستدلوا في بيان إعلان قيام خلافتهم المزعومة بنقل عن الإمام أحمد يقول فيه بصحة ولاية المتغلب!والإمام أحمد يتكلم عن حاكمٍ متغلب على خلافة موجودة بالفعل وإستقر له الأمر،وهذا المتغلب قبل أن يصل للحكم ويستقر له الأمر هو آثم عند الإمام أحمد وباقي الأئمة الأربعة ولا يُعلَم في ذلك خلاف بين الصحابة،بل لقد نص عمر بن الخطاب بمحضر من الصحابة على أن التغلب جريمة عقوبتها قتل المتغلب ومن عاونه،فيأتي الدواعش ليستحلوا هذه الجريمة بل ويجعلوها دين وسنّة! ويدّعوا أن هذا هو منهاج النبوة !ليحدثوا بدعة لم يسبقهم لها أحد من قبل،ثمّ تعصّبوا لهذه البدعة فوالوا وقرّبوا من وافقهم عليها،وعادوا وقاتلوا من خالفهم فيها.
هذه البدعة ظهرت في آخر سنة 2006 عندما أعلن تنظيم القاعدة في العراق عن قيام الدولة الإسلامية في العراق،وكان إعلان الدولة بعد إستشهاد أبي مصعب الزرقاوي قائد القاعدة في العراق وآخر رجالها المحترمين رحمه الله،وتسبب هذَا الإعلان المشؤوم في حدوث القتال لأوّل مرّة بين مجاهدي أهل السنّة العراقيين،لأن فصائل أهل السنّة المجاهدة والتي كانت أكبر من تنظيم القاعدة رفضت هذا التسلّط،وكانت هذه فرصة الإمريكيين الذهبية التي إستغلّوها لإختراق الصف السنّي بدعم صحوات العراق ضد تنظيم الدولة،وإنتهى الجهاد العراقي بإعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق،وإستقر الأمر لحكومة المالكي ،وسام أهل السنّة سوء العذاب،ولم يكن لتنظيم الدولة أي دور في حماية أهل السنّة من المالكي،بل كانت كل عملياتهم مركزة في قتل عوام الشيعة العراقيين في الأسواق والحسينيات،وكانوا يعيشون كالأشباح في مدينة الموصل ليس لهم أي وجود كدولة من سنة 2006 إلى سنة 2014،بل كانت الدولة للمالكي،وهم كانوا فقط يجمعون الإتاوات بالإكراه من أهل الموصل بإعتبار أنّهم هم الدولة!فكان أهل الموصل يدفعون لدولتين في نفس الوقت،تنظيم الدولة المتخفّي ،ودولة المالكي الظاهرة!
ومع بداية الثورة المسلحة في سوريا أرسل تنظيم دولة العراق جبهة النصرة إلى هناك في آخر سنة 2011 ،وفي منتصف السنة الماضية 2013 أعلنوا قيام داعش(الدولة الإسلامية في العراق والشام)،وكانت الثورة السورية في حالة تقدّم على بشار قبل إعلان داعش نفسها دولة في الشام،وكان الإعلان شؤماً على الجهاد السوري كما كان شؤماً على الجهاد العراقي من قبل ،وبدأت داعش في قتال المجاهدين في سوريا لفرض سيطرتها كدولة،فقاتلت الجميع بما فيهم جبهة النصرة التي رفضت الإنصياع لإعلان الدولة بعد ما رأته من مفاسد هذا الإعلان في العراق من قبل.
وفي أثناء قتالها المجاهدين السنّة الذين رفضوا الإنصياع لدولتها،قامت داعش بتكفير عموم المجاهدين في سوريا،فكفّرت نصف المجاهدين لأنّهم يدعون للديمقراطية،وكفّرت النصف الآخر لأنّه يتحالف ضد بشار مع النصف الذي يدعو للديمقراطية!
وإدّعوا في بيانهم التكفيري أصلاً جديداً لأهل السنّة والجماعة،حيث قالوا(من الثوابت عند أهل السنّة والجماعة،أن الدعوة إلى إقامة حكومة "مدنية تعددية ديمقراطية" عمل مخرج من ملّة الإسلام.")،وهذه بدعة لم يسبقهم لها عالم معتبر من المعاصرين،فلا يوجد عالم معتبر إلا ويفرق بين آليات الديمقراطية من إنتخابات وتعددية وتداول للسلطة من جهة وبين فلسفة الديمقراطية التي تجعل البشر ندّاً لله من جهة أخرى.
وحتى من يقول أن الآليات أو بعضها حرام لا يقول أنّ الدعوة لها مخرجة من الملّة!
وسبب ذلك أنّ الكلام عن فلسفة الديمقراطية حاضر بقوة في خطاب السلفيين المعاصرين،وقد إجترّوه من كتب الفلاسفة الغربيين القدماء.
ونحن إذا نظرنا إلى وسائل الإعلام والقواميس وموسوعات المعارف المعاصرة،لوجدنا أنّ الكفار المعاصرين أنفسهم عندما يطلقون الديمقراطية يقصدون بها ضد الديكتاورية وليس الفلسفة،فكيف بالمسلمين؟!الواجب في واقعنا المعاصر أن تّحمل كلمة الديمقراطية على الآليات وخصوصاً إذا صدرت من مسلم.
ولو إفترضنا جدلاً أن لفظة "الديمقراطية " هي لفظة مشتركة بين الآليات والفلسفة،فلا بد أن يستفسر عن مقصد قائلها.
لقد تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلّم من فعل صحابي قام بقتل قوم يقولون صبأنا وهم يقصدون أسلمنا،وذلك لأنّهم لم يتثبّت من مقصدهم،فكيف بمن يجعل هذا الفعل المحرم أصل من أصول أهل السنّة!بل ويبني عليه تكفير قومٍ آخرين لم يقولوا الكلمة ولكن تحالفوا مع من قالها،ولم يكن التحالف على هذه الكلمة ولكن على قتال عدو كافر ظالم!
هم يقولون أن الديمقراطية تعني أن التشريع للشعب،بينما الأصل أن من يستعملها يقصد أنّ الحكم للشعب،وهذه نفس الطريقة التي كفّر بها الخوارج الإمام علي رضي الله عنه،فقد حكّم علي الرجال مع أنّ الحكم لله!فبين لهم ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ الله نفسه أثبت حكماً للناس كما في قوله تعالى (يحكم به ذوا عدلٍ منكم)،وقوله تعالى( حكماً من أهله وحكماً من أهلها)،فالحكم للشعب ليس مطلقاً ولكن مقيّضاً بأن التشريع لله.
وبناءً على هذا الغلو في التكفير فعلوا أفعال حرابة فرأيناهم يذبحون أهل السنّة الذين كانوا يشهدون بالتوحيد وقت الذبح، ويسمونهم مرتدّين فقط لأنّهم رفضوا الإنصياع لتسلطهم!
ورفضت داعش تسليم القتلة لمحاكمة شرعية مستقلة،تماماً كما رفضت الخوارج تسليم القتلة لعلي رضي الله عنه بل قالوا :"كلّنا قتلهُ."،فقتلهم علي جميعاً عملاً بحديث رسول الله،ولأن المحاربين إذا حمى بعضهم بعضاً وتعاونوا على جريمتهم أخذوا جميعاً نفس الحكم،فقد ورد في صحيح البخاري أنّ عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه قتل جماعة إشتركوا في قتل رجل من أهل اليمن،وقال:"لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به."
ولذلك قاتل مجاهدي سوريا داعش وكادوا أن يطردوها من سوريا،لولا أن قامت ثورة أهل السنّة العراقيين ضدّ المالكي ،مما أدى إلى هروب جيش المالكي من الموصل وسقوط أسلحته وأمواله في يد داعش،مما كان بمثابة قبلة الحياة لداعش،والتي ساعدتها في الإنقضاض مرة أخرى على مجاهدي أهل السنّة في سوريا،وحصارهم الآن في حلب ليكونوا بين مطرقة بشار من جهة وسندان داعش من جهة أخرى.
-الشبهات الثلاث:
(1) الشرعيين الدواعش قامت عندهم الأدلة على تكفير من قتلوهم،ونحن نثق بهم!
هذه حجة سخيفة ولولا إنتشارها ما ذكرتها،هم أصلاً مبتدعة فسّاق لا تقبل شهادتهم،وحتى من قبل شهادة أهل البدع إشترط أن تكون في أمر ليس له إرتباط ببدعتهم،فكيف تطالبني أن أقبل بفتوى قتل مسلمين أو معاهدين من قوم بدعتهم هي في الإستهانة بالدماء؟!
(2)داعش ليسوا خوارج لأنّهم لا يكفّرون مرتكب الكبيرة ولم يخرجوا على إمام شرعي.
الحمد لله كفانا شيخ الإسلام ابن تيمية الرد على هذه الشبهة،فقد أنكر عليه بعض معاصريه أنّه شبّه التتار بالخوارج رغم أنّ التتار لم يكونوا يكفّروا مرتكب الكبيرة ولم يخرجوا على إمام شرعي،يقول ابن كثير في تاريخه (10/222):
"وقد ظهرت عند بعضهم شبهات تَفُتُّ في عَضُد المحاربين للتَّتار ، من نحو قولهم : كيف نُقاتل هؤلاء التّتار وهم يُظهِرون الإسلام وليسوا بُغاة على الإمام . . فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه . فردّ شيخ الإسلام ابن تَيْمِيّة هذه الشبهة قائلا :(هؤلاء من جِنس الخَوارِج الذين خرجوا على عليّ ومعاوية - رضي الله عنهما - ورأَوا أنهم أحَقّ بالأمر منهما ، وهؤلاء يزعمون أنهم أحَقّ بإقامة الحق من المسلمين وهم مَتلبّسون بالمعاصي والظُلْم .)
وقال شيخ الإسلام[مجموع الفتاوى :509/28] :(وقد أجمع المسلمون على وجوب قتال الخوارج والروافض ونحوهم إذا فارقوا جماعة المسلمين كما قاتلهم علي رضي الله عنه)
قال ابن كثير:(فانجلى الموقف وزالت الشبهة ، وتَفطّن العلماء لذلك)
(3)الناس تشعر بالأمن والأمان تحت حكم داعش.
هذه الشبهة مبنية على إفتراض أننا ندّعي أن داعش تدخل القرى لتقتل كل من فيها،وهذا غير صحيح،داعش تقتل المعارضين فقط،ثم تكره الناس على التوبة والبيعة لهم،فمن إنصاع تحت ضغط الإكراه فهو آمن.
كذلك الوضع الأمني في سوريا والعراق هو الأسوأ في العالم،وليس كل الناس مجاهدين،بل الكثير منهم يريد الحد الأدنى من الأمن والرزق ليستطيع الحياة،وقد كان كثير من الناس يعيشون راضين بأمن وآمان وأرزاق في ظل الإحتلال الإنجليزي،فهل يعني ذلك أنّ الإحتلال كان شيئاً طيب؟!
-الخلاصة:
داعش من جنس الخوارج الذين خرجوا في زمن علي،وقد خرجوا من العراق كما خرج سلفهم الحرورية في زمن علي،وسفكوا الدماء الحرام بتأويلات فاسدة كما فعل سلفهم،ورفضوا تسليم القتلة كما فعل سلفهم،فإستحقّوا أن يقتلوا قتل عاد كما إستحقّ سلفهم،فاقتلهم اللهمّ كما قتلت سلفهم.
أمّا من وافقهم على تأويلاتهم الفاسدة دون أن يقتل أو يشارك في القتل أو يُؤوي قاتلاً،فدمه حرام ،ولكنّه خارجي مبتدع تقام عليه الحجة ويدعى إلى التوبة والرجوع إلى السنّة،فإن لم يتب فيعامل معاملة أهل البدع ما بين التأليف والهجر على حسب الحال.
ماجدعبدين
المصدر
---------------------------------------------
لا تنخدع في داعش فهم خوارج العصر... الشيخ / شريف الهواري
---------------------
الشيخ عدنان العرعور ـ منظمة داعش خوارج وتكفيريون وبيعتها باطلة
------------------------
فضح خوارج العصر ( داعش ) - للشيخ محمد بن رمزان الهاجري
----------
الشيخ الفوزان يسلط سيفه على رقاب داعش الخوارج
--------------------------الخوارج الجدد للشيخ راشد الزهراني
----------------------
مفتى السعودية فى خطبة عرفة داعش خوارج ومجرمون يقتلون ويسرقون وينتهكون الاعراض ويبيعون الحرائر
--------------------خطبة الجمعة للشيخ عبدالرحمن السديس رد فيها على الخوارج وعلى وكر خوارج داعش
------------------------
هام جدا: داعش وجبهة النصرة خوارج تكلم عنهم الرسول وقال عنهم كلاب النار للشيخ أ د صالح بن سعد السحيمي
----------------------------
--------------
---------------------
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع : اخطر كلام راح تسمعه عن داعش والنصرة
--------------
من صفات الخوارج التعمق والغلو بالدين حتى يخرجو منه ! للشيخ وسيم يوسف #داعش
---------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..