لاشك أن وجود تنظيم إرهابي مثل داعش في أية نقطة من العراق أو أي
بلد عربي هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا وغير قابل للنقاش لأن هذا التنظيم اثبت
انه لا يمت للإسلام والحضارة والفكر الانساني بأية صلة من اي نوع، ووجوده
في أية منطقة يجعلها بؤرة للهمجية والوحشية التي تستهدف الأرواح والممتلكات
والتراث والتاريخ والمكتبات وكل شيء يمت للإنسانية والفكر بصلة.
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ولهذا السبب تشكل حلف دولي شاركت فيه العديد من الدول العربية لصد خطر هذا
التنظيم ودحره تمهيدا لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا.
في الأيام الماضية بدأت القوات العراقية ترافقها ميلشيات ما يسمى بالحشد الشعبي وهي الكلمة المعربة عن (الباسيج) الإيراني وهي في مجملها ميليشات ذات طبيعة وأهداف طائفية أكثر مما هي وطنية عراقية حملة لاستعادة محافظة صلاح الدين من ايدي أفراد تنظيم داعش ورغم أن لا اعتراض لدينا على استعادة الدولة العراقية لسيادتها على كامل التراب العراقي وطرد كل التنظيمات الإرهابية منها، الا ان هناك ما يثير التحفظات في هذه الحملة التي وصلت الى مرحلة محاصرة مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد سقوط عدة نواح وأقضية بيد القوات الحكومية والميليشيات فأول نقطة مثيرة للشك هي الدور الإيراني في هذه العملية سواء من الناحية اللوجستية أو حضور كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني، حيث عرفتهم الحكومة العراقية بأنهم مستشارون بينما في الواقع هم من يقود سير العمليات هناك كما ان أخبارا وردت عن تواجد لواء كامل من قوات الحرس الثوري يشارك في معارك تكريت.
مما لا شك فيه ان الوجود العسكري الايراني في معارك العراق يتعدى المساعدة والمساندة ولكنه يهدف في الواقع الى بسط السيطرة العسكرية الايرانية على اجزاء واسعة من العراق خصوصا فيما بات يعرف دوليا بالمثلث السني تمهيدا لأن تتصل لاحقا قواتها في العراق مع الحدود السورية وإمكانية تقديم الدعم العسكري المباشر لنظام الأسد بذريعة ملاحقة عناصر داعش داخل الأراضي السورية.
ولم تكن تصريحات مستشار الرئيس الإيراني حول تأسيس الامبراطورية الفارسية الجديدة وعاصمتها بغداد عبثية حيث ان الواقع يرينا تخطيط إيران بشكل حثيث نحو هذا الامر من خلال عملائها في لبنان واليمن والعراق وسوريا في ظل سكوت اميركي عن هذا الأمر لا بل وتنسيق استخبارتي ومعلوماتي بين الجيش الاميركي والإيراني حول مواقع داعش.
إن معركة تكريت ستعزز الصراع الطائفي في العراق من خلال تعميق فاتورة الدم والخراب بين مكونات الشعب العراقي كما انها ستعزز الوجود العسكري الإيراني في ارض العراق مع إضعاف متعمد لدور الجيش العراقي الرسمي على غرار ما حصل في لبنان بحيث تكون الميليشيات الطائفية هي صاحبة القدرة العسكرية الأثقل على ساحة العراق.
إن تأسيس قوة ردع عسكرية وأمنية عربية لمكافحة الإرهاب سيكون رد فعل اذا اردنا وقف التدخلات الاجنبية في المنطقة بذريعة مكافحة الإرهاب وتحديدا داعش.
عالم مجنون
في الأيام الماضية بدأت القوات العراقية ترافقها ميلشيات ما يسمى بالحشد الشعبي وهي الكلمة المعربة عن (الباسيج) الإيراني وهي في مجملها ميليشات ذات طبيعة وأهداف طائفية أكثر مما هي وطنية عراقية حملة لاستعادة محافظة صلاح الدين من ايدي أفراد تنظيم داعش ورغم أن لا اعتراض لدينا على استعادة الدولة العراقية لسيادتها على كامل التراب العراقي وطرد كل التنظيمات الإرهابية منها، الا ان هناك ما يثير التحفظات في هذه الحملة التي وصلت الى مرحلة محاصرة مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد سقوط عدة نواح وأقضية بيد القوات الحكومية والميليشيات فأول نقطة مثيرة للشك هي الدور الإيراني في هذه العملية سواء من الناحية اللوجستية أو حضور كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني، حيث عرفتهم الحكومة العراقية بأنهم مستشارون بينما في الواقع هم من يقود سير العمليات هناك كما ان أخبارا وردت عن تواجد لواء كامل من قوات الحرس الثوري يشارك في معارك تكريت.
مما لا شك فيه ان الوجود العسكري الايراني في معارك العراق يتعدى المساعدة والمساندة ولكنه يهدف في الواقع الى بسط السيطرة العسكرية الايرانية على اجزاء واسعة من العراق خصوصا فيما بات يعرف دوليا بالمثلث السني تمهيدا لأن تتصل لاحقا قواتها في العراق مع الحدود السورية وإمكانية تقديم الدعم العسكري المباشر لنظام الأسد بذريعة ملاحقة عناصر داعش داخل الأراضي السورية.
ولم تكن تصريحات مستشار الرئيس الإيراني حول تأسيس الامبراطورية الفارسية الجديدة وعاصمتها بغداد عبثية حيث ان الواقع يرينا تخطيط إيران بشكل حثيث نحو هذا الامر من خلال عملائها في لبنان واليمن والعراق وسوريا في ظل سكوت اميركي عن هذا الأمر لا بل وتنسيق استخبارتي ومعلوماتي بين الجيش الاميركي والإيراني حول مواقع داعش.
إن معركة تكريت ستعزز الصراع الطائفي في العراق من خلال تعميق فاتورة الدم والخراب بين مكونات الشعب العراقي كما انها ستعزز الوجود العسكري الإيراني في ارض العراق مع إضعاف متعمد لدور الجيش العراقي الرسمي على غرار ما حصل في لبنان بحيث تكون الميليشيات الطائفية هي صاحبة القدرة العسكرية الأثقل على ساحة العراق.
إن تأسيس قوة ردع عسكرية وأمنية عربية لمكافحة الإرهاب سيكون رد فعل اذا اردنا وقف التدخلات الاجنبية في المنطقة بذريعة مكافحة الإرهاب وتحديدا داعش.
د. محسن الصفار -
البلاد البحرينية
تاريخ المقال:
03/13/2015 - 06:15 مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..