روبرت فيسك يقول بأن الاتفاق النووي مع إيران ستجعل منها شرطي لمنطقة الخليج، في المقالة مناقشة له، وتعريض بأوباما الذي باع حلفاءه في الخليج وطعنهم في ظهورهم وأن رهانه على إيران سيرتد على أمريكا نفسها .
لا صوت يعلو عندنا اليوم، ولا حدث نتابعه دقيقة بدقيقة سوى "عاصفة الحزم" التي ذكرتنا بأجواء
حرب تحرير الكويت و"عاصفة الصحراء" وقتما كنا نهرع كل ساعة لنتابع أخبار الحرب عبر المذيع الأسطوري ماجد سرحان وصوته المهيب من إذاعة "بي بي سي" البريطانية، حيث لا فضائيات وقتها بما هو متاح الآن.لا صوت يعلو عندنا اليوم، ولا حدث نتابعه دقيقة بدقيقة سوى "عاصفة الحزم" التي ذكرتنا بأجواء
ثمة حدث عالمي كبير خلال الأسبوع الفارط رافق "عاصفة الحزم" فالاتفاقية التاريخية حول سلاح إيران النووي في "لوزان"، كان حديث وسائل الإعلام العالمية، ومرّ سريعا بنا بسبب انشغالنا بالحرب في اليمن، وأشعر كإعلامي ينتمي لهذا الوطن أن هذا الاتفاق وفي هذا الوقت بالتحديد به رسائل غاية في السلبية من الغرب والولايات المتحدة تحديدا،
فنحن نخوض حربا لإعادة الشرعية في بلاد اليمن، بعدما تباهى ملالي إيران بأن "صنعاء" رابع عاصمة عربية تسقط في أيديهم، واستطاع الصفويون الولوج لأرض بلقيس عبر طابورهم الخامس هناك، فالحوثيون يحاولون جهدهم السيطرة على مؤسسات اليمن ومقدراته، غير آبهين بدعوات الناصحين بالجلوس على طاولة الحوار، مستغلين الفراغ والفوضى العارمة هناك، بعدما غدر رأس الأفعى علي عبدالله صالح بمن كان له الفضل عليه، وانضم لأذناب الملالي هناك بائعا بلاده وعروبته بثمن بخس.
فنحن نخوض حربا لإعادة الشرعية في بلاد اليمن، بعدما تباهى ملالي إيران بأن "صنعاء" رابع عاصمة عربية تسقط في أيديهم، واستطاع الصفويون الولوج لأرض بلقيس عبر طابورهم الخامس هناك، فالحوثيون يحاولون جهدهم السيطرة على مؤسسات اليمن ومقدراته، غير آبهين بدعوات الناصحين بالجلوس على طاولة الحوار، مستغلين الفراغ والفوضى العارمة هناك، بعدما غدر رأس الأفعى علي عبدالله صالح بمن كان له الفضل عليه، وانضم لأذناب الملالي هناك بائعا بلاده وعروبته بثمن بخس.
المملكة ودول الخليج استجابت لنداء الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، وأطلق الملك سلمان "عاصفة الحزم" نصرة لأهل اليمن، والحرب في تصاعد هناك مع أذناب إيران، ليأتي اتفاق "لوزان"، وفي هذا الوقت الحساس، طعنة نجلاء للأسف الشديد.
إيران كانت تترنح اقتصاديا بفعل انخفاض أسعار البترول، وكذلك العقوبات الاقتصادية والحصار الذي فرض عليها، وما سيحصل الآن أن يدهم المقيدة ستتحرر، وسيستعيدون عشرات المليارات المجمدة في بنوك الغرب بحسب الاتفاق، وسيسمح لهم بتصدير البترول، وسترفع العقوبات المفروضة عليهم. هذه الاتفاقية، وفي هذا الوقت تحديدا، أتت كطوق النجاة لهم، ستجعلهم يقفون على أقدامهم، وبكل أسف أقول بأن الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري خذلا حلفاء الولايات المتحدة، وأرادا تسجيل تلك الاتفاقية في تاريخهما السياسي، ولكن على حساب دول الخليج التي لم تنِ أبدا في الوقوف الدائم مع حليفها الرئيس الولايات المتحدة على مدى تأريخها وأزماتها.
المسألة لن تتوقف هنا، فقد عادت الهمسات تتصاعد بدور إيراني مقبل كشرطي للمنطقة، واجترار للتأريخ القريب، حيث يريد الساسة الغرب إعادة دور رضا شاه بهلوي، فلم يأبهوا بتغيير صاحب البدلة الإفرنجية والكرافتة الأنيقة، بملالي ذوي عمائم ولحى مسبلة، ليعطوهم دور صاحب البسطار الثقيل والهراوة في المنطقة،
ويسأل قبل أمس الكاتب البريطاني ذائع الصيت روبرت فيسك في صحيفة الإندبندنت سؤالا: "هل يمكن أن تصبح إيران القوية شرطي الولايات المتحدة في الخليج؟"، حيث يقول فيسك إن إيران ستبرز كقوة في الشرق الأوسط بموافقتها على الحد من طموحها النووي. وأنه على الرغم من أن الحرس الثوري الإيراني قد يحاول عرقلة الاتفاق، أو أن تقوم إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن الاتفاق المبدئي الذي عقدته إيران يمكن أن يجعلها قوة عظمى في المنطقة كما كانت أيام الشاه.
ويقول الكاتب إنه إذا التزمت إيران بتعهداتها يمكن أن يتبدل انعدام الثقة بينها وبين الولايات المتحدة، وسيكون هذا تحولا سياسيا هائلا في الشرق الأوسط. فيمكن لإيران أن تصبح - مع مرور الوقت - شرطي الولايات المتحدة في الخليج كما كانت تحت حكم الشاه. ويصف فيسك هذا التحول بالزلزال في الشرق الأوسط.
في تصوري أن هذا الدور لإيران شبه مستحيل، فالزمن لم يعد كما كان قبل أربعين عاما، وهؤلاء الملالي الذين يراهنون عليهم، مهما لبسوا البدلة الإفرنجية وتحاوروا معهم في أرقى المنتجعات في أوروبا فإنهم يحملون روحا أيديولوجية ستمتد نارها إليهم في عقر عواصمهم، وإن كانت "داعش" وهو فصيل مؤدلج صغير محاصر، امتد تأثيره إلى عواصم الغرب، وأقام الدنيا ولم يقعدها عندهم، فما بالك بدولة ذات إمكانات وقدرات، وتتوافر على استخبارات وأموال وسفارات، يحملون فكر الخميني كقرآن مقدس عندهم، مذكرا بهتافاتهم وهم يحاصرون السفارة الأميركية أثناء الثورة.
بكل صدق والله، فإننا نحمد الله تعالى ألفا أن قيض لبلادنا في هذا الظرف الذي نعيشه ملكا كخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، فالحدث يحتاج مليكا يتمتع بالحكمة والأناة وبعد النظر، وكذلك الحزم والقوة والشجاعة في آن، ولم أغش مجلسا من مجالس النخب في بلادي، أو أتحاور في وسائل التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء، إلا والاطمئنان يسود نفوسهم، والثقة الأكيدة بقيادتنا أن توصل بلادنا إلى الأمان حاضرة، بل والفخر بما فعله مليكنا من إظهار الحزم للحوثيين ومن ورائهم الصفويون. امتد هذا الشعور ليسربل العالم العربي والإسلامي، فالعرب الأحرار من المحيط إلى الخليج شعروا بكثير من العزة والفخر والكرامة،
وعبّر عن هذا الشعور الكاتبة آمال مدللي عبر مقالة نشرتها في صحيفة "ناشونال إنتريست" الأميركية، قالت فيها: إن عملية "عاصفة الحزم" التي يشنها "التحالف العشري"، بقيادة السعودية، مثلت مفهوما جديدا في العالم العربي، خطه مذهب الملك سلمان الجديد.. إننا كعرب بدأنا نشعر من الخليج إلى مصر، السودان، لبنان، الأردن والمغرب، بأن نبض المنطقة قد تغير، فهنالك نوع من الراحة والشموخ بأن العرب يقررون مصيرهم بأيديهم مرة أخرى.
ولربما أشير فقط لصناع القرار في الغرب إلى استجابة الدول العربية مباشرة لنداء الملك سلمان، كرسالة إلى ثقل السعودية ومكانتها. وأنه عندما تستجيب باكستان وتركيا لإشارة يد سلمان، وتعلنان دعمهما الكامل لـ"عاصفة الحزم" فإن محورا سنيا من عيار ثقيل يتشكل اليوم بقيادة السعودية، سيكون له شأنه الكبير في الغد، خصوصا بانضمام مصر لها، لا شرطيهم الصفوي المزعوم الذي سيتصاغر بإذن الله ويرتد إلى وكره، والبداية صنعاء.
السعودية قلب وقائدة العالم الإسلامي، وهي رأس الحربة السنية في العالم، ومن يريد تجاوز ثقلها ومكانتها وهيبتها فهو مخطئ بالتأكيد.
-------------------------------------------
بقلم :عبدالعزيز قاسم
صحيفة الوطن
صحيفة الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..