تأملتُ كثيراً في سير الروّاد من هذه الأمة، وقلبتُ فكري طويلا في تلمح سر نبوغهم واجتلاء حقيقة تفوقهم، فخلصتُ إلى نتيجةٍ مذهلةٍ فحواها: أنّ من أراد السُّطوع فليكن لديه مشروع
فطريقُ المجد يا صاحِ يبدأ بمشروعٍ ترسمه بـ(بنان) همتك، وتشق دروبه بـ(سنانِ) عزيمتك!
إن الميلادَ الحقيقي للإنسان - كما يقول أحد النجباء - ليس تلك اللحظة التي يخرجُ صارخاً إلى الدنيا من رحم أمه!
كلّا ..
بل يولد الإنسان في اللحظةِ التي يعثرُ فيها على مشروعه!
بعدها ينطلقُ في خوضِ خطيرات الأمور، ويضطلع بأعباءِ المهمات، ويركب ظهورَ العوائق، ويتخطى رقابَ الموانع من أجل إتمام مشروعه، وتحقيق طموحه وإن هذا لعمرُ الله هو عينُ المجدِ وقمةُ النبوغ.
كلّا ..
بل يولد الإنسان في اللحظةِ التي يعثرُ فيها على مشروعه!
بعدها ينطلقُ في خوضِ خطيرات الأمور، ويضطلع بأعباءِ المهمات، ويركب ظهورَ العوائق، ويتخطى رقابَ الموانع من أجل إتمام مشروعه، وتحقيق طموحه وإن هذا لعمرُ الله هو عينُ المجدِ وقمةُ النبوغ.
إنك يا صاحبي إن لم تزدْ على الدنيا شيئاً= كنتَ زائداً عليها، وإن لم تضفْ في الوجود جديداً= كنتَ ضيفاً ثقيلاً فيه!
إنّ مشروعك يبدأُ من أحلامك التي تعيشها اليوم لتكتبَ واقعك غداً في طيّاتِ الأيام مع الناجحين والنابغين والعلماء والمصلحين وحسن أولئك رفيقاً.
إن عمرك الحقيقي ليس تلك الساعات والأيام التي قضيتها في تتبع لذاذات الطعام والشراب، أوأفنيتها في التمتع بشهواتِ اللعب، وإغراءاتِ اللَّهو!
إن حياتك - كما يقول الطنطاوي رحمه الله - ليستْ بطول السنين، وإنما بعرض الأحداث التي تتركها في الأرض!
لقد كان مشروعُ أبيّ بن كعب (حفظ وضبط كتاب الله) فلم يزل عاكفاً على مشروعه حتى بلغ منزلة (ليَهْنَك العلم أبا المنذر)!
وكان مشروعُ حسان بن ثابت (نصرة العقيدة بالشعر) حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أجِبْ عني أيدك الله بروح القدس)!
ومشروع أبي هريرة رضي الله عنه (حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم) فصار راوية الإسلام وحافظ الحديث الأول بلا منازع!
وكان مشروع البخاري في حياته (تصنيف كتاب جامع للصحيح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم) ومكث 16 عاماً لإنجازه وأصبح أصحَ كتابٍ بعد كتاب الله!
وكان مشروعُ ابن حجر (تأليفُ كتابٍ في شرح صحيح البخاري) فاستغرقَ 25 سنة لإتمام (فتح الباري) الذي قال عنه الشوكاني: لا هجرةَ بعد الفتح!
وكان مشروعُ ابن قدامة رحمه الله (تقريب الفقه وخدمته) فصنف كتباً مازالت إلى يومنا هذا مورداً عذباً للطالبين!
وكان مشروع الألباني (تقريب السنة بين يدي الأمة) فأثمر تصانيف بديعة في الحديث والسنة زادت عن 113 كتاب مابين تأليف وتحقيق وتعليق وتخريج!
وكان مشروعُ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (تدريس العلم للعامة والخاصة) فأعرضَ عن المناصب وأشاح عن الدنيا وجهه، وبقي يدرّس في مسجده بعنيزة أكثر من خمسين سنة متتالية ويبلغ عدد الدروس المسجلة له أكثر من (5000) ساعة عدا الدورس التي لم تسجل وهي كثيرة!
وكان مشروعُ الشيخ عبدالرحمن السميط رحمه الله (الدعوة إلى الله في أفريقيا) فأسلمَ على يده 11 مليون شخص!
وكان للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله مشاريع كثيرة لكن منها هذا المشروع الذي نص عليه وهو كتاب: (التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل).
طُبع منه الجزء الأول، فقد قال عنه: "أما بعد: فهذا كتابٌ أُراه من (مشاريع العُمر) سميته: (التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل).
طُبع منه الجزء الأول، فقد قال عنه: "أما بعد: فهذا كتابٌ أُراه من (مشاريع العُمر) سميته: (التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل).
ختاماً ياسادة :
قلْ لي ماهو مشروعك؟! أقلْ لك من أنت؟!
قلْ لي ماهو مشروعك؟! أقلْ لك من أنت؟!
✒عبدالله أحمد الحويل
مقال جمييل 👌💖
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..