الأربعاء، 29 أبريل 2015

مخاطر تحلية المياه

إن الطبيعة الحيوية لكل من الخليج العربي والبحر الأحمر، تعد الأكثر عرضة لحدوث خلل في توازنها البيئي، فدرجات الحرارة المرتفعة نظرا لطبيعة المناخ، وانخفاض تدفق المياه العذبة المؤدي إلى زيادة معدل البخر في المياه، أي معدلات تملح عالية تتراوح بين 37 و 41 جزءا في الألف، ساهم في حالة من عدم التوازن، وأيضا التغيرات البسيطة وغير الملموسة التي تنتجها محطات التحلية، من شأنها أن تغير في التركيبة الكيميائية للمياه وفي درجات الحرارة، مما يمكن أن يدفع الكائنات الحية وغيرها من الأنواع التي كانت تعيش ضمن المنطقة، إلى مغادرتها واجتذاب أنواع أخرى. وينتج عن طريق محطات التحلية ترسبات ناتجة عن اختلال تركيبة المياه، ونتيجة عمليات التحلية غير المدروسة، حتى وإن كانت مدروسة، فإن الأمر يتطلب معالجة للمياه التي تم استغلالها وأعيدت للخليج العربي، فكيف تضمن دول المنطقة أن المياه الناتجة عن التحلية، قد تمت معالجتها قبل أن تعاد، حتى لا نضر المصدر الرئيسي لغذائنا، وهو الأسماك والأحياء البحرية التي تستفيد منها الأسماك وتعيش حولها، فمن الممكن أن تسرع العمليات البيولوجية في النباتات والحيوانات، وبالتالي يتم استنزاف مستويات الأوكسجين في الماء، ما يؤدي بالتالي إلى موت الكائنات الحية في المنطقة، بسبب نقص الأكسجين ونمو أنواع من البكتيريا المؤذية.
اليوم تعد صناعة التحلية من أهم الصناعات الحيوية عالميا، فهي تدر المليارات ولكن بالمقابل لا يجب أن نغفل نتائجها السلبية، لذا تحتاج مشاريع تحلية المياه للاستناد على البحوث والتطوير العلمي التقني والجودة، فهي من شأنها تحسين الأداء وخفض التكاليف، وأيضا تطوير نظم مبتكرة ذات قدرات وكفاءات إنتاجية عالية غير مؤذية، كما نحتاج أيضا إلى التقنيات الدقيقة لإزالة جسيمات الرمل وجزيئات المواد العضوية والطفيليات والبكتريا والطحالب، وكذلك الفيروس والفطريات والمعادن مثل الكالسيوم والسليكا والمغنيسيوم والمعادن السامة، كما تعاني طوائف عديدة من الأسماك من تركز الرصاص والنحاس.

إن الالتزام بالمحافظة على الموارد المائية واجب، وعلى المؤسسات الحكومية والخاصة إيجاد بدائل أوسع، من المنتجات التي يمكن من خلالها معالجة المياه وكل المشاكل المتعلقة بها، كي يتم التغلب على مشاكل أخرى لها علاقة بتقنيات صناعة التحلية الخاصة بالمياه كمصدر لتوفيرها، ويمكن من خلال المنتجات ذات الجودة، التوجه لتوفير مياه صالحة للشرب من خلالها حتى في المنازل. إن معالجة المياه أو تحلية المياه تعتبر علما تطبيقيا مختصاً بتحسين الطرق والآليات اللازمة للحصول على مياه نقية نظيفة صالحة للشرب، ومن المتوقع خلال العشر سنوات القادمة أن ينمو هذا العلم بشكل أكبر مما هو عليه اليوم، نظرا لما هو متوقع من حدوث أزمات مائية في الكثير من دول العالم، حيث إن بعض الإحصاءات تشير إلى وفاة مئات الآلاف سنويا بسبب ندرة المياه النقية للزراعة وخاصة مياه الشرب، كما يقوم المهندسون الكيميائيون بتقديم الدراسات اللازمة لتقليل كلفة المياه المحلاة، ولكن علينا نحن كمسؤولين عن الحياة الفطرية في الخليج البحث عن أفضلها وأقلها تكلفة، حيث إن كلفة المعالجة تعتبر من الهواجس التي تؤرق العالم الحديث.

التنمية الخضراء
تاريخ النشر: الإثنين 25 فبراير 2013


المصدر


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..