الاثنين، 11 مايو 2015

أية فوضى هذه في سوق الاستقدام؟

مقالتي اليوم تطالب هيئة مكافحة الفساد بالتدخل لبحث أمر الشركات الخاصة التي يديرها مسؤولي وزارة العمل ولجنة الاستقدام لحسابهم الشخصي وهم من كانوا وراء فوضى الاستقدام في بلادنا ..
وتعتب على المهندس عادل فقيه أنه فشل في هذا الملف
. .
لطالما نافحت أمام رجال أعمال وتجار عن وزير العمل السابق معالي المهندس الخلوق عادل فقيه في نطاقاته الملونة وسعودته القسرية وكثير من القرارات التي اتخذها، بيد أنني ألجم والله، ولا أستطيع الدفاع عنه ووزارته عندما يطرح موضوع الاستقدام والعمال،
فالحقيقة أنه فشل فشلا ذريعا كوزير للعمل في هذه القضية، إذ لا مجال للدفاع أمام حقائق وفوضى كبيرة حدثت ولا تزال أمام سمع وزارة العمل وبصرها إبان قيادته.
لا يعنيني ما هي صلاحيته، إذ كان معاليه في مقام ثقة كبيرة لدى ولاة الأمر وقتذاك، ولا يزال يحفظه الله، بيد أنه كان باستطاعته محاصرة أعراض هذه المشكلة، والانحياز للمواطنين أمام شركات الاستقدام العملاقة والجشعة التي لا همّ لها سوى التربّح من مؤسسات القطاع الخاص،
أو مكاتب الاستقدام الصغيرة تلك التي تتحلّب أفواهها طمعا، وتعتاش على عرق موظفة مكدودة محتاجة لعاملة منزلية ترعى البيت ورضيعتها، ومن مدخرات ربة منزل كبيرة في السن لا تستطيع إدارة البيت لوحدها، أو راتب معلمة مكافحة تعاني من تسلط زوجها (سي السيد) الذي يريد أن تكون مائدة الغذاء جاهزة يوميا، وإلا ابتزها بفصلها عن العمل، أو أولئك المرضى وكبار السن الذين هم في خريف أعمارهم.
لماذا تقفز أسعار مكاتب الاستقدام لدينا في السعودية، مقارنة مع شقيقاتنا في الخليج؟
أيعقل بالله أن تكون كلفة استقدام عاملة منزلية غير مدربة 23 ألف ريال سعودي؟! وهي التي لا تكلف مكاتب الاستقدام سوى تذكرة طيران بألفي ريال تقريبا؟ من يحمي المواطن الذي تضطره الظروف لهذه العاملة من مكاتب الاستقدام التي تصول وتجول في هذه السوق بلا رقيب ولا محاسب؟
هل نستنسخ "توفيق الربيعة" ورجاله الميامين، ونوليه على مراقبة هذه المكاتب ليحمي المواطنين؟
أسوق هنا الأسئلة التي تلوب في وجدان المواطنين:
لماذا قفزت أسعار الاستقدام من سيرلانكا بعد إعلان وزارة العمل من 12 ألف ريال إلى أكثر من 23 ألف ريال؟
لماذا ارتفعت كلفة الاستقدام من بنجلاديش بعد إعلان وزارة العمل توصلها لاتفاق مع المسؤولين هناك من 2500 ريال إلى 11 ألف ريال أمام نظر وزارة العمل واللجنة الوطنية للاستقدام؟
سأدع للمؤسسات المهيضة الجناح التي تعاني من اللجنة الوطنية للاستقدام وهي تفرض عليها شروطها الإجبارية، فلست رجل أعمال ولا تاجر أو مدير مصنع، ولكن راجت بشكل واسع وبالأرقام أن ثمة مسؤولين في تلكما الجهتين لهما مصالح شخصية، وشركات استقدام خاصة بهم، ولست بالمتهم هنا،
ولكني أطالب هيئة مكافحة الفساد بالتحقق في الموضوع، إذ لو ثبت أن هؤلاء المسؤولين هم من ينتفع من غلاء الأسعار، وإثقال كاهل المواطنين والمؤسسات الخاصة بأكلاف فوق طاقتهم، فلا بد من محاسبتهم وتقديمهم للعدالة، فهم خانوا ثقة ولاة الأمر فيهم، وأثروا على حساب الضعيفات والمواطنات المكدودات، ولا بارك الله لهم في أي ريال تقاضوه.
بكل صدق، نحتاج عاصفة تهب على سوق الاستقدام في بلادنا التي تعيش فوضى لا آخر لها.
----------------------
-------------

   بقلم :عبدالعزيز قاسم
      صحيفة الوطن
          (............................)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..