الخميس، 21 مايو 2015

إدارات بلا مديرين!

 في ظل البيروقراطية التي يعيشها بعض المديرين، سواء في القطاع الحكومي، أو الخاص معاملات متورّمة أوراقها تصل للعشرات والمئات تنتظر دورها لكي يتفضّل سعادة المدير ليضع يديه الكريمتين ويوقّعها، وينهي انتظارها الطويل التي قد تطول أسابيع وأشهر. معاملات عادية لا تتطلب إجراءات معقدة.
يشير صديق إلى مشكلته مع التعليم العالي فذكر أنه يتردد عليهم كل أسبوع، ولمدة خمسة أشهر لكي يحصل على إفادة بحضور ملتقى البعثات من برنامج خادم الحرمين الشريفين لكي يفتح ملفًا لشقيقه في قسم الدارسين على حسابهم الخاص، يرفض المدير مخاطبة القسم المجاور له الذي يفصل بين مكتبه جدار واحد فقط؛ لكي يطلب منهم بشكل رسمي الحصول على إفادة حضور ملتقى ويصر على مخاطبة وكيل الوزارة أولاً لكي يطلب منه السماح بمخاطبة القسم المجاور له!! استغرقت هذه العملية ٥ أشهر كاملة، وبتدخل أحد الدكاترة المتعاونين للحصول على هذه الورقة، ومع العلم أن المعاملة لم تنتهِ مع تطفيش هذا المدير للمراجع الذي فات على شقيقة أشهرًا عديدة خسر منها مالاً كثيرًا، والاستفادة من الأمر الملكي الكريم الأخير للالتحاق بالبعثة بسبب هذا المدير.. لماذا هذا التعقيد، وتعطيل خلق الله بالمراجعة، وتطفيشهم بسوء التعامل؟
لماذا لايزال البعض يعيش تحت نظام مركزي عقيم، لشخص واحد فقط تُعلّق عليه مصالح ومستقبل المواطنين للحصول على توقيع أو خدمة بسيطة يستحقها من المفترض أن يكون الحصول عليها بكل سلاسة ويسر؟!
• تفعيل النظام إلالكتروني مطلب، وقد فُعّل في قطاعات كثيرة، لكن لا أعتقد أن وجود النظام الإلكتروني هو الحل فقط! نعم وجوده يسهل أمورًا كثيرة من وقت وجهد ومال، لكن لايزال التوقيع الأخير ينتظر المدير لكي يضغط بزر «موافق» هنا لم نعمل شيئًا أبدًا في النهاية مركزية، الوضع يتطلّب منح المسؤول صلاحيات عدة لموظفيه وإعطائهم الثقة والتدريب لكي يتمكنوا من إنجاز معاملاتهم من دون تعقيد أو تأخير. في النهاية لك أيُّها المسؤول الحق في محاسبة المخطئ ومكافأة المحسن.
أمام التأخير والأسلوب الروتيني لعدد من الموظفين والمديرين من المهم الاستفادة من التطور التقني المتسارع لتسهيل العمل في القطاعين العام والخاص حتى لا يجد بعض المديرين الفرصة لفرض روتينهم لتصبح الإدارة كأنها بلا مدير ليريح ويستريح.
** يقظة:
وزارة الداخلية حققت الريادة وسبقت وزارات قطعت شوطًا كبيرًا بتسهيلات إلكترونية وفرتها من خلال موقع أبشر، فالعمل الكبير الذي وضع للمواطنين والمقيمين وفّر عليهم الكثير من الوقت والمال في إنهاء إجراءاتهم في دقائق معدودة، دعوة إلى قطاعات حكومية أخرى العمل بمثل جودة نظام أبشر والقيام بفك القيود من الصلاحيات وحكرها على شخص أو شخصين، وتوزيع الصلاحيات إلى مديرين الأقسام ممّا يسهّل تيسير شؤون المراجعين، لكن تبقى الجوازات خاصة في المنافذ بالتحديد جسر الملك فهد بين السعودية والبحرين لا زالت تعاني من الانتظار الطويل والازدحام الخانق، لاسيما نهاية الأسبوع والإجازات.

إدارات بلا مديرين!فالح الصغير

الثلاثاء 19/05/2015



مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..