السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أما بعد :
قال أبو حاتم السجستاني في كتابه "النخلة ":
قَالَ قَوْمٌ : لا عِلْمَ لَهُمْ بِكَلامِ الْعَرَبِ : لَيْسَ النَّخْلُ وَلا الرُّمَّانُ مِنَ الْفَاكِهَةِ حِينَ سَمِعُوا قَوْلَ اللَّهِ عزّ وجلّ: (( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ )) فَغَلِطُوا ، وَإِنَّمَا أَفْرَدَهُمَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، تَفْضِيلا لَهُمَا ، ذَكَرَهُمَا فِي الْجُمْلَةِ ثُمَّ أَفْرَدَهُمَا تَفْضِيلا ، كَمَا قَالَ : (( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ )) تَفْضِيلا لَهُمَا عَلَى سَائِرِ الْمَلائِكَةِ.
قَالَ قَوْمٌ : لا عِلْمَ لَهُمْ بِكَلامِ الْعَرَبِ : لَيْسَ النَّخْلُ وَلا الرُّمَّانُ مِنَ الْفَاكِهَةِ حِينَ سَمِعُوا قَوْلَ اللَّهِ عزّ وجلّ: (( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ )) فَغَلِطُوا ، وَإِنَّمَا أَفْرَدَهُمَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، تَفْضِيلا لَهُمَا ، ذَكَرَهُمَا فِي الْجُمْلَةِ ثُمَّ أَفْرَدَهُمَا تَفْضِيلا ، كَمَا قَالَ : (( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ )) تَفْضِيلا لَهُمَا عَلَى سَائِرِ الْمَلائِكَةِ.
وَكَمَا قَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ))، فَأَجْمَلَ النَّبِيِّينَ ، ثُمَّ قَالَ : (( وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ )) ، فَأَفْرَدَهُمْ تَفْضِيلا لَهُمْ عَلَى سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ.
قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : جِبْرِيلُ وَمِيكَالُ مِنْ صَفْوَةِ الْمَلائِكَةِ ,
وَمِنْ صَفْوَةِ الرُّسُلِ ، قَالَ اللَّه جَلَّ وَعَزَّ : (( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ )) ، وَهَؤُلاءِ الْخَمْسَةُ الأَنْبِيَاءُ مِنَ الْمُصْطَفِينَ.
وَقَالَ جَلَّ وَعَزَّ : (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )) فَأَجْمَلَ ثُمَّ أَفْرَدَ : (( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ))
وفي صحيح البخاري :
قوله تعالى :{ فاكهة ونخل ورمان } قال بعضهم ليس الرمان والنخل بالفاكهة وأما العرب فإنها تعدها فاكهة كقوله عز وجل { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } فأمرهم بالمحافظة على كل الصلوات ثم أعاد العصر تشديدا لها كما أعيد النخل والرمان ومثلها { ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض } ثم قال { وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب } وقد ذكرهم الله عز وجل في أول قوله { من في السماوات ومن في الأرض }
قوله تعالى :{ فاكهة ونخل ورمان } قال بعضهم ليس الرمان والنخل بالفاكهة وأما العرب فإنها تعدها فاكهة كقوله عز وجل { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } فأمرهم بالمحافظة على كل الصلوات ثم أعاد العصر تشديدا لها كما أعيد النخل والرمان ومثلها { ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض } ثم قال { وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب } وقد ذكرهم الله عز وجل في أول قوله { من في السماوات ومن في الأرض }
-----
فإن قال قائل ما الفائدة من معرفة إن كان النخل والرمان من الفاكهة أم لا ؟
أقول
بأنه قد يترتب عليه آراء فقهية ، بل إننا إذا قرأنا مثل هذه التفاسير الذي
عرضتها فإنها تفيد في تمرين الأذهان في الإستنباضات الفقهية .
وفي ذلك جاء في عمدة القاري شرح صحيح البخاري :
(( أشار به إلى قوله تعالى (( فيهما فاكهة ونخل ورمان)) أي في الجنتين اللتين ذكرهما بقوله (( ومن دونهما جنتان)) فالجنان أربعة ذكرها الله تعالى بقوله (( ولمن خاف مقام ربه جنتان)) ثم قال (( ومن دونهما جنتان )) أي ومن دون الجنتين الأوليين الموعودتين لمن خاف مقام ربه جنتان أخريان .
وعن ابن عباس : ((ومن دونهما)) يعني في الدرج وعن ابن زيد في الفضل.
وعن ابن عباس : ((ومن دونهما)) يعني في الدرج وعن ابن زيد في الفضل.
قوله وقال بعضهم قال صاحب ( التوضيح ) يعني به أبا حنيفة وقال الكرماني قيل أراد به أبا حنيفة .
قلت لا يلزم تخصيص هذا القول بأبي حنيفة وحده فإن جماعة من المفسرين ذهبوا إلى هذا القول قاله الفراء فإنهم قالوا ليس الرمان والنخل بالفاكهة لأن النخل ثمره فاكهة وطعام والرمان فاكهة ودواء فلم يخلصا للتفكه ومنه قالوا إذا حلف لا يأكل فاكهة فأكل رمانا أو رطبا ثم لم يحنث
قوله : ((وأما العرب فإنها تعدها فاكهة )) هذا جواب البخاري عما قال بعضهم (( ليس الرمان والنخل بالفاكهة )) ولهم أن يقولوا نحن ما ننكر إطلاق الفاكهة عليهما ولكنهما غير متمحضين في التفكه فمن هذه الحيثية لا يدخلان في قول من حلف لا يأكل فاكهة .
قوله : (( كقوله عز و جل )) إلى آخره ملخصه أنه من عطف الخاص على العام كما في قوله تعالى : (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى )) فإنه أمر بالمحافظة على الصلوات ثم عطف عليها قوله (( والصلاة الوسطى )) مع أنها داخلة في الصلوات تشديدا لها أي تأكيدا لها وتعظيما وتفضيلا كما أعيد النخل والرمان أي كما عطفا على فاكهة ولهم أن يقولوا لا نسلم أن فاكهة عام لأنها نكرة في سياق الإثبات فلا عموم .
قوله: (( ومثلها )) أي ومثل فاكهة ونخل ورمان قوله تعالى : (( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات )) إلى آخره ولهم أن يمنعوا المشابهة بين هذه الآية وبين الآيتين المذكورتين لأن الصلوات ومن في الأرض عامان بلا نزاع بخلاف لفظ فاكهة فإنها نكرة في سياق الإثبات كما ذكرنا .
قوله : ((وقد ذكرهم )) أي كثير من الناس في ضمن من في السموات ومن في الأرض . اهـ
قلت لا يلزم تخصيص هذا القول بأبي حنيفة وحده فإن جماعة من المفسرين ذهبوا إلى هذا القول قاله الفراء فإنهم قالوا ليس الرمان والنخل بالفاكهة لأن النخل ثمره فاكهة وطعام والرمان فاكهة ودواء فلم يخلصا للتفكه ومنه قالوا إذا حلف لا يأكل فاكهة فأكل رمانا أو رطبا ثم لم يحنث
قوله : ((وأما العرب فإنها تعدها فاكهة )) هذا جواب البخاري عما قال بعضهم (( ليس الرمان والنخل بالفاكهة )) ولهم أن يقولوا نحن ما ننكر إطلاق الفاكهة عليهما ولكنهما غير متمحضين في التفكه فمن هذه الحيثية لا يدخلان في قول من حلف لا يأكل فاكهة .
قوله : (( كقوله عز و جل )) إلى آخره ملخصه أنه من عطف الخاص على العام كما في قوله تعالى : (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى )) فإنه أمر بالمحافظة على الصلوات ثم عطف عليها قوله (( والصلاة الوسطى )) مع أنها داخلة في الصلوات تشديدا لها أي تأكيدا لها وتعظيما وتفضيلا كما أعيد النخل والرمان أي كما عطفا على فاكهة ولهم أن يقولوا لا نسلم أن فاكهة عام لأنها نكرة في سياق الإثبات فلا عموم .
قوله: (( ومثلها )) أي ومثل فاكهة ونخل ورمان قوله تعالى : (( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات )) إلى آخره ولهم أن يمنعوا المشابهة بين هذه الآية وبين الآيتين المذكورتين لأن الصلوات ومن في الأرض عامان بلا نزاع بخلاف لفظ فاكهة فإنها نكرة في سياق الإثبات كما ذكرنا .
قوله : ((وقد ذكرهم )) أي كثير من الناس في ضمن من في السموات ومن في الأرض . اهـ
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..