الخميس، 14 مايو 2015

إن كان ما شرب الفتى من يمينه ** فشربه من ايمان الرجال سراب

الأحد 6 جمادى الاخرة 1435 - 6 ابريل 2014م - العدد 16722
الشاعر ابن مويجد القباني وتصحيح البيت الأشهر
الرحالة هوبر

سعد الحافي
   








تكلفك فيما لا يعناك عذاب والجهاد بالقادا المصيب صواب(1)
ومن ثمن القافي بالوراد شرعت
عليه العوادي ما يكون يهاب(2)
ومن قلط اطراف القنا ما غدوا له
اصاحيب من خوف القضا بطلاب(3)
ولا بالعيا خيرٍ ومن كثر العيا
جذت به دونها(....)(4)
فللفضل شاراتٍ يبين بها الفتى
فضايل ما يحصى(....)(5)
فوا وجعتي من علةٍ باطنية
الدوى غمس علي(....)(6)
لو جمعت عندي الاطباب حكمها
لدى علتي ما جاز في اطباب(7)
عمى الرأي ما ينفع الدي والدوى
مدى العمر ما دام التراب اتراب(8)
نديب على الدنيا شقا لو نديبه
وعلى الدين أمسن النفوس اعذاب(9)
فقلته على أبيات ناسٍ قدايم
والابيات ترث من بيوت اعراب(10)
لا عاد ما للرجل رأي يدله
فلا له من رأي الرجال ثواب(11)
وإن كان ما شرب الفتى من يمينه
فشربه من ايمان الرجال سراب(12)
يعمرون له بالحكي كمن مدينه
عالظاهري والباطني خراب(13)
ولا تلهم الشدات القوال بالرخا
حضور وعن ما يكرهون غياب(14)
ولا نفعهم لو جاك يومٍ بدايم
وجملت اوباش الرجال اكذاب(15)
ولا ينفع المضيوم الا ابن عمه
الى عض به من معضلاته ناب(16)
بأمر إلاهي سيدي سامك السما
بالاعمال لي بالعاليات ارتاب(17)
الى الموت ما طا للقريبين زله
ولا جض مني للقريب اكلاب(18)
ولاناب من يضحك بوجه رفيقه
ويعلق الى ما غاب فيه صواب(19)
انا الى ماغاب في نازح المدى
ورا العام اوزاه الزمان وغاب(20)
فانا الدرع ضامنٍ في محله
عن وراد طعن الموزيات حجاب(21)
ولي خلة بالزعم عندي مظنه
من الناس عندي منتفع واحباب(22)
يذمونني بالحرص وانا مذمتي
كما انه ما نالت يدي اقضاب(23)
وذم الفتى ما دام ما جا مذمه
كمدحه ما جا للجميل اكساب(24)
ولله ما مدحٍ على غير خير
كما طعن في لوحٍ بهجز ذباب(25)
فما الناس الا من تراب معادن
وما طاب من تلك المعادن طاب(26)
وصلوا على خير البرايا محمد
عدد ما اضا برقٍ وشيف سحاب(27)

الشاعر:
جاء في تقديم النص في مخطوط هوبير"قال ابن مويجد" وجاء عند مبارك العماري في الاتحاف من شعر الاسلاف"ابن قبان.. وفي مخطوط ابن قيان راعي الكوت" وسماه ابن خميس في تاريخ اليمامة"اميجد القباني من السهول"وبالتالي لدينا شاعر اسمه ابن مويجد القباني السهلي وهناك بعض الرواة من قبيلة الشاعر من يسميه عبدالله، ولم أجد من حدد عصره ولكن أسلوب الشاعر ولغة النص تدل على أنه من القرن الحادي عشر وما قبله ويؤكد ذلك تضمين ابن شذر لأحد أبيات ابن مويجد وابن شذر يرجح لدي أنه من أهل القرن الثاني عشر الهجري وقد تناولت ذلك في مقال سابق.
دراسة النص:
ورد في مخطوط هوبير في سبعة وعشرين بيت وأورده العماري في الاتحاف في اثنين وثلاثين بيتاً وعند ابن خميس جاء في ثلاثة وعشرين بيت وقد اعتمدت هنا المصدر الأقدم وهو مخطوط هوبير، ويلاحظ الاختلاف بين المصادر في مفردات وأبيات النص وأعتقد أن مرد ذلك لتدخل الرواة، وبالنظر في النص يمكن تصنيفه من شعر الحكمة، فالشاعر يؤكد أن تدخل الانسان في أمرٍ لا يعنيه سيجلب له الشقاء، بينما الجهد الذي يبذل في إظهار الحقيقة فعل صائب، ومن يهتم بتتبع الكلام المسيء الذي يقال عنه فإنما يفتح على نفسه منفذاً لتتقول عليه الأعداء ما يخشى أن يقال عنه، ومن يستخدم القوة في جميع أمره فلن يجد حوله أصدقاء، كما أن الجدال لا خير فيه ومن أكثر الجدل فلن يدرك شيئاً، وأن للفضل علامات يعرف بها الإنسان الفاضل، ثم أن الشاعر يتحسر شاكياً ما يسميه مرضاً داخلياً لا يجدي في دواء الأطباء ومعاناته من بعض الأقرباء، فالجاهل الذي لا رأي له لا يرتدع ولا يعالج فهو كالتراب الذي يبقى دائماً تراباً وحرصه على الدنيا لو كان حرصاً على الدين لطابت النفوس، ثم يبين أنه يقتبس أبياتاً شعراء قدماء فالاشعار تستقي معانيها من أشعار جيدة قديمة وقد قالوا أن من ليس له رأي يهتدي به فلن يستفيد من آراء الآخرين وإن لم يكن الشاب القوي يستقي الماء بيده فلن يجد من الآخرين إلا السراب فهم يبنون مدن بوعودهم الكاذبة وفي حقيقتهم يريدون به الشر، ففي وقت الرخاء يكثر القوالين بأنهم سيفعلون كذا وكذا وعندما تحصل الكريهة فإنهم أول من يغيب عنها ولو أنه حصل منهم على فائدة فإنها لن تدوم فالكذب طبع في أراذل القوم وليس للإنسان الذي يشعر بالظلم إلا ابن عمه إذا تكالبت عليه الظروف وغرست فيه أنيابها، لينتقل الشاعر للحديث عن نفسه وأنه بفضل الله عز وجل الذي سمك السماء فلم يصدر عنه إلا كل فعل جميل مشرف وسيبقى إلى أن يموت لا يخطئ على الأقرباء ولا يعتدي على كلابهم من شدة تقديره لهم، وأنه ليس من طبع الشاعر أن يظهر البشاشة في وجه صاحبه وإذا غاب عنه تكلم فيه بما يسوء بل أنه إذا طال سفره وبعدت دياره كان له كالدرع الذي يدافع عنه، ثم يذكر أن له أصحاباً قد كان يظن فيهم الخير، وقد سمع ذماً كنوع من الحرص عليه بأنه لا يملك شيئاً من المال، ليؤكد أن هذا ليس مما يذم به الرجال وإنما هذا الذم مثل المدح لمن لم يفعل جميلاً يمدح به، فمدح الرجل الذي لا خير فيه كالضرب بحد السيف في لوح الخشب كدلالة على الحمق، ليؤكد أن اختلاف معادن الناس التي أصلها من تراب مختلف فمن طاب معدنه طاب، ويختتم النص بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
الهوامش:
4-الفراغ طمس في صورة المخطوط وقد جاء عند العماري (جذت به حبال الملزمات وخاب) وعند ابن خميس (جذت به دون الملزمات وخاب).
5-الفراغ طمس في صورة المخطوط وقد جاء عند العماري وابن خميس (فضايل ما يحصى لهن حساب).
6-طمس في صورة المخطوط وقد جاء عند العماري (لجت بالمحاني والدوا ما ثاب) وعند ابن خميس(صارت ادواها علي اتعاب).
12-هذا البيت يصحح البيت الاشهر الذي لا يعرف قائله ولا زمنه:
لا صار مالك من ذراعك نجده
شربك على يدين الرجال هماج
فالشاعر ابن مويجد يؤكد أنه مسبوق على هذا البيت ولكن السؤال هل يكون البيت الأشهر هو الأقدم الذي عناه ابن مويجد أو أنه جاء بعد قصيدة ابن مويجد وماذكره هو تضمين للبيت الأشهر؟ ولا شك ان الشاعر عبيد بن رشيد متأثر كذلك بهذا البيت في قوله:
والناس ما تسقيك لاصرت عطشان
 لاصار ما شرب الفتى منذراعه
13-يتقاطع هذا البيت مع بيت الشاعر ابن شذر في قوله:
يعمرون لك بالحكي كم من مدينه
بالظاهري والباطني دمار
ويبدو أن ابن شذر متأثر ببيت ابن مويجد.
ابن خميس

نص مخطوط ابن مويجد

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..