الاثنين، 15 يونيو 2015

إذا ترحّلت عن قوم وقد قدروا .. ألا تفارقهم فالرّاحلون همُ


وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ
إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ
فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ
فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّهِ نِعَمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ لَكَ المَهابَةُ ما لا تَصْنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشاً فانْثَنَى هَرَباً تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ
عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ
يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ
سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ
رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِداً حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ
يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ
مَا كانَ أخلَقَنَا مِنكُمْ بتَكرِمَةٍ لَوْ أنّ أمْرَكُمُ مِن أمرِنَا أمَمُ
إنْ كانَ سَرّكُمُ ما قالَ حاسِدُنَا فَمَا لجُرْحٍ إذا أرْضاكُمُ ألَمُ
وَبَيْنَنَا لَوْ رَعَيْتُمْ ذاكَ مَعرِفَةٌ إنّ المَعارِفَ في أهْلِ النُّهَى ذِمَمُ
كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْباً فيُعجِزُكمْ وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عندي صَواعِقُهُ يُزيلُهُنّ إلى مَنْ عِنْدَهُ الدِّيَمُ
أرَى النّوَى يَقتَضيني كلَّ مَرْحَلَةٍ لا تَسْتَقِلّ بها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ
لَئِنْ تَرَكْنَ ضُمَيراً عَنْ مَيامِنِنا لَيَحْدُثَنّ لمَنْ وَدّعْتُهُمْ نَدَمُ
إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
وَشَرُّ ما قَنّصَتْهُ رَاحَتي قَنَصٌ شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَّخَمُ
بأيّ لَفْظٍ تَقُولُ الشّعْرَ زِعْنِفَةٌ تَجُوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ وَلا عَجَمُ
هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةٌ قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلاّ أنّهُ كَلِمُ


 

شرح لقصيده المتنبي (واحر قلباه)

التعريف بقائل النص..
المتنبي أحد فحول الشعراء في العصر العباسي الثاني، حيث تلقى العلم والأدب في مدرسة الكوفة، وواظب على مجالس العلماء وانتقل بين القبائل في البادية، وحفظ كثيرا من الشعر وكانت له مدائح كثيرة في سيف الدولة الحمداني تعرف بالسيفيات. ولما فسدت العلاقة بينهما، رحل إلى مصر يمدح كافورا الإخشيدي ولكنه لم يجد عنده ما كان يتوقعه ، فهجاه ورحل إلى بلاد فارس وعند عودته مر على أحد الأعراب الذين هجاهم، ودارت بينهما معركة قتل فيها المتنبي بعد أن هم بالفرار فثبته غلامه بقوله ألست القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فثبت وقاتل حتى قتل عام 354 هـ

مناسبة القصيدة:
من المعروف ان ابو الطيب هو اول شاعر لا يقول شعره واقفا بل يقوله وهو جالسا على كرسيه فخرا بنفسه واعتزازا ولا يقف امام امير او حاكم بل يجلس ويتكلم عكس الجميع لفخره الشديد بنفسه وبتربيته (( حيث ان ذاك الزمان اختلط العجم بالعرب وابو الطيب عاش وتربى في الصحراء عند خالته يعني بدوي الشكيمه.
قال المتنبي هذه القصيدة وهو يعاتب سيف الدولة ؛ وأنشدها في محفل من العرب
إذا تأخر عنه مدحه شق عليه ، وأحضر من لا خير فيه ، وتقدم إليه بالتعرض له في مجلسه بما لايحب ، وأكثر عليه مرة بعد مرة ، فأنشدها
*المعنى الإجمالي:
* تحليل النص
1- واحر قلباه ممن قلبه شـبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
• شرح :
يندب الشاعر حظه لأنه يحب الأمير وهو يقسو عليه ولا يشعر بما يشعر به ، وهذا الحب أصاب الشاعر بالضعف والهزال.
• الألفاظ والصور البلاغية :
حر قلبا: استعارة مكنية حيث شبه الحزن في قلبه بنار تحرق وفيها تجسيم وتوضيح للمعنى برسم صوره له
والمحسن البديعي في ( حر - شبم ) نوعه طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد.
• الأسلوب :
( واحر قلباه ) إنشائي، غرضه إظهار الحزن والألم واللوعة.
2-مالي أكتم حباً قد برى جسدي وتدعى حب سيف الدولة الأمم
• شرح :
يتعجب الشاعر من نفسه حيث يكن هذا الحب في قلبه للأمير حتى أضعف جسده ، والمنافقون يدعون حبهم للأمير.
• الألفاظ والصور البلاغية :
أكتم حبا: كناية عن شدة الحب وكثرته.
" حبا قد برى جسدي " استعارة مكنية شبه هذا الحب بالمرض.
وبين الشطرين مقابلة توضح حبه وادعاء المنافقين.
3- إن كان يجمعنا حب لغرته فليت أنا بقدر الحب نقتسم
• شرح :
ويوضح الشاعر أنه إذا كان موضع الالتقاء بينه وبين غيره هو حب سيف الدولة فليت أننا نقتسم عطاياه واهتمامه بقدر هذا الـحب ( ويريد أنه سيكون أكثر حظا )
• الألفاظ والصور البلاغية:
غرته: مجاز مرسل علاقته الجزئية توحي بالجمال إن: تفيد الشك
الأسلوب: ليت أنا... أسلوب إنشائي تمنى غرضه إظهار الحسرة واللوم.

4_قد زرته وسيوف الهند مغمدة وقد نظرت إلبه والسيوف دم
أي أن الشاعر كان معه في سراءه وضرائه
وهنا(( وسيوف الهند مغمدة )) كنايه عن الهدوء والسلام
وسيوف الهند تعتبر من أحد السيوف وأغلاها وسميت بذلك لصناعتها في بلاد الهند
وقد زاره أيضا في حالات الحروب والدماء
5_فكان أحــسن خلق الله كلهم وكان أحسن مافي الأحسن الشيم
هنا نراه يمدح الخليفة الذي رآه وعاشره في السراء والضراء فيبين لنا اخلاقه الرفيعة بل يراه أفضل الناس
6_يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
• شرح :
المتنبي يعاتب سيف الدولة عتاب المحب فيصفه بالعدل مع الجميع إلا معه لأن النزاع والخصام الذي بينهما هو طرف فيه؛ فأصبح سيف الدولة بذلك هو الخصم والحكم، ومن ثم لن يحكم لصالح خصمه المتنبي.
• الألفاظ والصور البلاغية:
( يا أعدل الناس ) نداء غرضه العتاب
( فيك الخصام ) أسلوب قصر طريقته تقديم الخبر شبه الجملة على المبتدأ المعرفة للتخصيص
(بين الخصم و الحكم) طباق يؤكد المعنى.
7- أعيذها نظرات منك صائبة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
• شرح :
ويناشده بألا ينخدع بالمنافقين فيكون مثله كمثل الذي يرى المنفوخ فيحسبه قوي العضلات.ويبين له أن الذي لا يميز بين النور والظلام لم ينتفع بعينيه ، ويقصد بالنور من يحبه حبا حقيقيا وبالظلام من ينافقه ويدعي حبه ، فهو يريد أن ينبه سيف الدولة لحبه في عتاب رقيق .
• الألفاظ والصور البلاغية:
( أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم ) تشبيه ضمني - فهم من البيت دون تصريح به فقد شبه من يخطئ في رأيه كمن يرى ورم الإنسان فيحسبه شحما وقوة، سر جماله: توضيح الفكرة، ويوحي بظلم سيف الدولة، الطباق يبين ( شحم - ورم ) يوضح المعنى بالتضاد ويؤكده.
8- وما انتفاع أخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار والظلم
• الشرح :
يبين الشاعر أن الإنسان إذا تساوى عنده النور والظلام، فهو لم ينتفع بعينيه. ويقصد بذلك أن سيف الدولة إذا لم يستطع أن يميز بين من يحبه حبا صادقا ومن يحبه حبا لمصلحة أو نفاق فإن مثله كمثل من لم ينتفع بعينيه فلم يميز بين النور والظلام .
• الألفاظ والصور البلاغية:
(ما انتفاع أخي الدنيا بناظره) استفهام غرضه النفي - وهذا البيت للعتاب وليس للهجاء كما يتبادر إلى الذهن.
(إذا) تدل على التحقيق من أن الأمير صار لا يميز بين الصديق والعدو.
أخي الدنيا: كناية عن الإنسان.
بين الأنوار والظلم: طباق يؤكد المعنى.
" فخر بالشعر والشجاعة معاً "
9-أنا الذي نظر الأعمى إلي أدبـي وأسمعت كلماتي من به صمم
10_أنام مـــلئ جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم
11-فالخليل والليل والبيداء تعرفـني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
• شرح :
يفخر الشاعر في البيتين بأدبه الذي عم الآفاق، حتى أن الأعمى نظر إليه فجعله مبصرا وكلماته سمعها الأصم فجعلته سميعاً :
ويرى أنه ينام قرير العين بعيدا عن مايشغل الناس كما يفتخر بشجاعته وفروسيته ومهارته القتالية، فهو فارس تعرفه الخيل يقتحم الصحراء في الليل المظلم ومقاتل بارع في استعمال السيف والرمح
• الألفاظ والصور البلاغية:
( أنا الذي... أدبي ) أسلوب خبري غرضه الفخر وأتى بالضمير (أنا) ليدل على ذلك و التعبير كناية عن قدرته الأدبية وسر جماله الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ومبالغة
( وأسمعت كلماتي من به صمم ) كناية عن قوة تأثير شعره حتى أسمع الأصم
وبين ( نظر × أعمى ) طباق ( أسمعت × صمم ) يؤكد المعنى بالتضاد
( الخيل والليل ..الخ ) أسلوب خبري للفخر ،
بين الخيل و الليل : جناس ناقص - له أثره الموسيقى في تحريك الذهن ،
والبيت كله كناية .وبين:عته وقوته .
وبين : القرطاس والقلم مراعاة نظير وهو ( ذكر الشيء وما يلازمه ) وهذا البيت كما يقول النقاد هو الذي قتل صاحبه .
الخيل والليل والبيداء تعرفني:شبه الخيل والليل بإنسان يعرف على سبيل الاستعارة المكنية.
" اعتزاز وحكمة "
12- يا من يعز علينا أن نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم
• الشرح :
يبين الشاعر أنه يعز عليه فراق الأمير لأنه يحب الأمير و لا قيمة لشيء بعدهم
• الألفاظ والصور البلاغية
( يا من يعز علينا أن نفارقهم ) أسلوب إنشائي نوعه نداء ، غرضه إظهار الحب والعتاب ( وجداننا كل شيء بعدكم عدم ) تعبير يدل على مكانة الأمير في قلب الشاعر ، وجداننا × عدم : بينهما طباق .
13- إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ألا تفارقهم فالراحلون هم
• الشرح :
وبين أنه لن يخسر شيئاً بهذا الرحيل، لكن الخاسرين هم الذين قصروا في حقه وكان يمكنهم إرضاؤه ومنعه من الرحيل ( وربما يقصد أن خسارتهم تكون في حرمانهم من شعر المدح الذي يخلد ذكرهم على مر السنين ).
• الألفاظ والصور البلاغية:
( إذا ترحلت ) إذا - أداة شرط تفيد التحقيق وتؤكد الخسارة المؤكدة لأصحابه الذين تسببوا في رحيله ، قد للتوكيد ، ( ترحلت × ألا تفارقهم ) بينهما طباق يوضع المعنى بالتضاد .
11- شـر البلاد مكان لا صديق به وشـر ما يكسب الإنسان مـا يصـم
14- هذا عـتابـك إلا أنـه مقـةٌ قـد ضمـن الـدر إلا أنـه كـلمٌ
• الشرح :
وإن شر البلاد مكان لا يوجد فيه صديق، وأقبح الأعمال ما يجلب لصاحبه المعرة، ويعلن أنه محب لسيف الدولة وهذا الحب هو الدافع للعتاب الذي ضُمِّنَ جواهر الكلام.
• الألفاظ والصور البلاغية:
( شر البلاد......... ) أسلوب خبري غرضه إظهار الضيق والألم، ( مكان ) نكرة تفيد العموم، ( يكسب × يصم ) بينهما طباق يوضح المعنى بالتضاد - وهذا البيت والبيت السابق يجريان مجرى الحكمة.
(ضمن الدر ) الدر استعارة تصريحيه حيث شبه كلماته بالدر وحذف المشبه وصرح بالمشبه به - سر جماله التجسيم، وتوحي ببلاغة الشاعر وحبه للأمير.
* الغرض الشعري :
العتاب والفخر - وهما من الأغراض القديمة ، ومما يميز المتنبي أنه لا ينسى نفسه في عتابه أو مدحه فهو ينتهز الفرصة ليفخر بشجاعته وأدبه .
الأسلوب :كان اسلوبه وصفيا وكأنه مال بعض الشئ لأسلوب القصص والسرد عندما سرد لنا قصته مع الخليفة
التركب والألفاظ :
الجودته الحسن ، وسهولة ألفاظه والبساطة وبعده عن التعقيد ولهذه القصيدة طراوه وحلاوة

* البحر ومناسبة القافية للغرض(الموسيقى الشعرية):
البحر البسيط
* الخصائص الشعرية في هذه القصيدة:
1- قوة الألفاظ وجزالة العبارة.
2- روعة الصور ومزج الأفكار
3- عمق المعاني وترابطها والاعتماد على التحليل والتعليل.
4- الاستعانة بالمحسنات غير المتكلفة
الرأي الشخصي: أرى في شعره أصاله وقد أستطاع أن يوصل لنا مافيه من حب للخليفه وحزن على تصديق الخليفه للوشايات عنه وكانت ألفاظه سهله ومفهومه.







-------------------------
ومن مصدر آخر :

1- واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي و حالي عنده سقم
واحر قلبي واحتراقه حبا و هياما بمن قلبه بارد لا يحفل بي ولا يقبل علي ، وأنا عنده عليل الجسم لفرط ما أعاني وأقاسي فيه،سقيم الحال لفساد اعتقاده فيّ..

وقوله واحر قلباه أصله واحر قلبي فأبدل الياء بالألف طلبا للخفة والعرب تفعل ذلك في النداء..

2- مالي أكتّم حباً قد برى جسدي وتدّعي حب سيف الدولة الأمم
براه : أنحله وأضناه ، أكتّم (بالشده) : مبالغة بالكتمان..
اذا كان الناس يدعون حبه ويظهرون خلاف ما يضمرون فلِم أخفي أنا حبه الذي برح بي و أسقمني وأتعب نفسي بهذا الكتمان ؟..

3- إن كان يجمعنا حب لغرته فليت انا بقدر الحب نقتسم
الغره : الطلعة..
إن كان يجمعني وغيري أن نكون محبين له،أي أنه حصلت الشراكه في حبه ، فليتنا نقتسم فواضله و عطاياه بمقدار ذلك الحب حتى أكون أوفر نصيبا من غيري لاني أوفر حباً من غيري..

4- قد زرته و سيوف الهند مغمدة وقد نظرت اليه و السيوف دم
السيوف دم : أي مخضبة بالدم..
وتعني أنه خدمه في السلم و الحرب..
5- فكان أحسن خلق الله كلهم وكان أحسن ما في الأحسن الشيم
الشيم :جمع شيمة وهي الخليقه والخلق ..
يقول: انه كان في الحالين (الحرب و السلم) أحسن الخلق وكانت أخلاقه أحسن ما فيه..
6- قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت لك المهابه مالا تصنع البهم
البهم : الأبطال الذين تناهت شجاعتهم أو الجيش..
يقول: خوف عدوك منك قد ناب عنك في قتاله وهزيمته فصنع لك مالا تصنعه الجيوش ، يعني أن مهابتك في قلوب الأعداء أبلغ من رجالك وأبطالك الذين معك في جيشك..

7- ألزمت نفسك شيئا ليس يلزمها أن لا يواريهم أرض ولا علم
يواريهم : يسترهم ، علم :جبل ..
يقول :ألزمت نفسك أن تتبعهم أينما فروا وتدركهم حيثما تواروا من الأرض وهذا أمر لا يلزمك بعد أن تكون قد هزمتهم ، يريد أن لا يرجع عنهم إلا بعد قتلهم ولا يكفيه ما يكفي غيره من الظهور عليهم..
8- أكلما رمت جيشا فانثنى هربا تصرفت بك في اثاره الهمم
رمت : طلبْت ، انثنى : ارتد ..

يقول: أي كلما طلبت جيشا فارتد هاربا منك وهزمته ، حفزتك همتك إلى اقتفاءه واقتفاء آثاره حتى تعمل فيهم سيفك، وهذا استفهام واستنكار : أي ليس عليك أن تفعل وحسبك انهزامهم..
9- عليك هزمهم في كل معترك وما عليك بهم عار اذا انهزموا
المعترك : ملتقى الحرب ..

ويقول : عليك ان تهزمهم اذا التقو معك في مجال الحرب والقتال ولا عار عليك اذا انهزموا وتحصنوا بالهرب خوفا من لقائك فلم تظفر بهم ..

10- يا أعدل الناس الا في معاملتي فيك الخصام وانت الخصم و الحكم
يقول : انت اعدل الناس الا اذا عاملتني فان عدلك لا يشملني ، وفيك الخصام وانت الخصم والحكم لانك ملك لا أحاكمك الى غيرك وانما استدعي عليك حكمك والخصام وقع فيك واذن كيف ينتصف منك ؟ ..

11- أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
الهاء في (أعيذها) يرجع الى نظرات و هي تفسير له..

يقول : أعيذ نظراتك الصادقة -أي التي تصدقك حقائق المنظورات- أن تخدعك في التمييز بيني و بين غيري ممن يتظاهرون بمثل فضلي وهم برآء منه ، ولا تظن المتشاعر شاعرا كما يحسب الورم سمنا أي شحما ..

12- وما انتفاع أخي الدنيا بناظره اذا استوت عنده الانوار و الظلم

الناظر: العين ..
يقول : أن الفرق بينه وبين غيره ظاهر مثل الفرق بين النور و الظلمة فينبغي ألا يستويان في عين البصير..

13- سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بانني خير من تسعى به قدم
14- انا الذي نظر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صمم

يقول: قد شاع فضلي بين الناس ولم يبق فيهم الا من عرف مزيتي وبلغه ذكري حتى رأى أدبي من لا يميز الأدب ، سمع شعري من لا يعير الشعر اذنا ، وكان المعري اذا أنشد هذا البيت يقول : أنا الاعمى ..

15- أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها و يختصم
الضمير من شواردها : الكلمات و يريد بها الاشعار ، جراها : من اجلها او بسببها..

يقول : أنام ملء جفوني عن شوارد الشعر لا أحفل بها لاني أدركها متى شئت بسهوله ، أما غيري من الشعراء فانهم يسهرون لاجلها ويختصم ويتنازع بعضهم بعضا على ما يظفرون به منها..

16- وجاهل مده في جهله ضحكي حتى أتته يد فراسة وفم
مده : أمهله وطول له ، اصل الفرس : دق العنق ..

يقول : رب جاهل خدعته مجاملتي واغتر بضحكي و استخفافي واتركه في جهله حتى افترسه وأبطش به، اي أنه يغضي عن الجاهل ويحلم الى أن يجازيه ويعصف به..
17- اذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
يقول : إذا كشر الأسد عن نابه فليس ذلك تبسماً بل قصداً للافتراس ، يريد أنه و إن أبدى بشره و تبسمه للجاهل فليس ذلك رضا عنه ..
18- ومهجة مهجتي من هم صاحبها ادركتها بجواد ظهره حرم
المهجه : الروح ، الجواد: الفرس الكريم ، الهم : ما اهتممت به ، الحرم : مالا يحل انتهاكه..

يقول : رب مهجة همه صاحبها مهجتي أي قتلي و اهلاكي أدركت هذه المهجة بفرس من ركبه أمن من أن يلحق فكان ظهره حرم لا يدنو منه أحد..

19- رجلاه في الركض رجل واليدان يد وفعله ما تريد الكف و القدم

يصف جواده ويقول : لحسن مشيه واستواء وقع قوائمه في الركض كأن رجليه رجل واحدة لأنه يرفعهما معاً ويضعهما معاً، وكذلك يداه ثم يقول : وفعله ما تريد الكف والقدم أي أن جريه يغنيك عن تحريك اليد بالسوط والرجل بالاستحثاث..
20- ومرهف سرت بين الجحفلين به حتى ضربت وموج الموت يلتطم
المرهف : السيف الرقيق الشفرتين ، الجحفل : الجيش الكثير ..

ويقول : ورب سيف سرت به بين الجيشين العظيمين حتى قاتلت به و الموت غالب تلتطم أمواجه وتضطرب ..

21- الخيل و الليل والبيداء تعرفني والسيف و الرمح و القرطاس و القلم
يصف نفسه بالشجاعة والفصاحة وأن هذه الأشياء ليست تنكره لطول صحبته إياها ، ويقول الليل يعرفني لكثرة سراي فيه وطول إدراعي له ، والخيل تعرفني لتقدمي في فروسيتها، والبيداء تعرفني لمداومتي قطعها واستسهالي صعبها، والسيف والرمح يشهدان بحذقي بالضرب بهما، والقراطيس تشهد لإحاطتي بما فيها، والقلم عالم بإبداعي فيما أقيده ..

22- صحبت في الفلوات الوحش منفردا حتى تعجب مني القور والأكم
الفلوات : القفار، القور : جمع قارة وهي الأرض ذات الحجارة السوداء وتعني أيضاً أصاغر الجبال، الأكم : جمع أكمه و هو الجبل الصغير..

ويقول : سافرت وحدي وصحبت الوحش في الفلوات بقطعها مستأنساً بصحبة حيوانها حتى تعجب مني نجدها وقورها لكثرة ما تلقاني وحدي ..
23- يا من يعز علينا أن نفارقهم وجداننا كل شي بعدكم عدم
يقول : يامن يشتد علينا فراقه بما أسلف إلينا من عوارفه كل شيء وجدناه بعدكم فإن وجدانه عدم ، يعني لا يغني غناءكم أحد ولا يخلفكم عندنا بدل ..
24- ما كان أخلقنا منكم بتكرمة لو أن أمركم من أمرنا أمم
أخلقنا : أحرانا ، أمم : قريب
يقول : ماكان ببركم و تكرمتكم ولو كان أمركم في الاعتقاد لنا على نحو أمرنا في الاعتقاد لكم ، أي لو تقارب ما بيننا بالحب لكرمتمونا لأنا أهل للتكرمة ..
25- إن كان سركم ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكم ألم
يقول : إن سررتم بقول حاسدنا وطعنه فينا فقد رضينا بذلك إن كان لكم به سرور، فإن جرحاً يرضيكم لا نجد له ألما..
26- كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ويكره الله ما تأتون والكرم
يقول : كم تحاولون أن تجدوا لي عيبا تعيبوننا وتتعلقون عليه وتعتذرون به في معاملتي فيعجزكم وجوده، وهذا الذي تفعلونه يكرهه الله و يكرهه الكرم الذي يأبى عليكم إلا أن تنصفوني منكم و تكافئوني بالجميل ، وهذا تعنيف لسيف الدولة على إصغائه الى الطاعنين عليه والساعين بالوشاية..
27- ما أبعد العيب و النقصان من شرفي أنا الثريا وذان الشيب و الهرم
يقول : ما تلتمسونه فيّ من عيب و نقصان بعيد عني مثل بعد الشيب عن الثريا، فما دامت الثريا لا تشيب و لا تهرم فأنا لا يلحقني عيب ولا نقصان ..
28- فبأي لفظ تقول الشعر زعنفه تجوز عندك لا عرب ولا عجم
الزعنفه : اللئام السقاط من الناس و الأوباش ورذال الناس ..
ويقول : هؤلاء السقاط من الشعراء بأي لفظ يقولون الشعر وهم ليسوا عرباً ؟ لانهم ليست لهم فصاحة العرب، ولا كلامهم أعجمي يفهمه الأعجام : أي أنهم ليسوا شيئا ..
29- هذا عتابك إلا أنه مقة قد ضمن الدر إلا أنه كلم
المقه : المحبة ..
ويقول : هذا الذي أتاك من الشعر عتاب مني إليك الا انه محبه وود لانه العتاب يجري بين المحبين و يبقى الود ما بقى العتاب ، وهو در لحسنه في النظم و اللفظ ..



مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..