كيف نعرف الجدارية ؟
يقدم
الباحث السعودي ياسر احمد الزهراني في بحثه للحصول على درجة الماجستير في
التربية الفنية تحت إشراف الدكتور حمزة عبدالرحمن باجورة
عن الجداريات ودورها في الحركة الفنية التشكيلية وهذا مختصر البحث
كيف نعرف الجدارية ؟
كثيرا مانسمع عن كلمة الجدارية ويبقى التعريف الحقيقي لها بصورته الغامضة بالرغم من وجود بعض الكتب والرسائل العلمية التي تطرقت الى مواضيع مشابهه ولكننا ندرك بالفعل ماتعنيه كلمة الجدار( mural) فهي تعني لنا الحائط
وهكذا بصورته المعهوده وطبيعته الصماء الخالية من اية اضافة قد تساعد على الارتقاء بمستوى التذوق الفني
اما كلمة (( الجدارية )) بزيادة الياء والتاء المربوطة
كلمة الجدارية توحي لنا وجود عامل خارجي مؤثر قد أضيف بالفعل ليغير من طبيعة الجدار ويحوله إلى قيمة فنية وجمالية وقد لايستهان بها
فقد تعني لنا الجدارية مثلا رسوم جداريه أو نقوش جداريه أو تصاوير جداريه ولكن هل معرفتنا لمعنى الجدارية مقتصرة على الحائط الجانبي أو أنها تشمل عناصر البناء المعماري كالأسقف والأعمدة والأقواس والأرضيات مثلا
هناك العديد من الأبحاث التي تطرقت إلى تعريف عام لمعنى الجدارية والتي دلت على أن جميع الأنواع المرتبة بالعناصر المعمارية كالأسقف والحوائط والأعمدة والأرضيات وغيرها وتدخل في أطار اللوحة الجدارية ولقد أشار ( الجويلي ، 1996 ) << إلى أن الجدارية تشمل جميع تلك العناصر المعمارية إلا أنه قد استبعد الأعمال المنفذة على الأرضيات وأكد على أنها لا تندرج تحت مسمى الأعمال الجدارية ولم ينقص من قدرها كأعمال فنية ناجحة وأوضح أن مثل هذه الأعمال عادة ما تمارس كمجرد تعبير نفسي للجمهور وقد تمارس لطلب الشهرة أو للحصول على مردود حيث انتشرت حتى في المصايف وذكر أن هناك مهرجانات تقام في الكثير من الدول الأجنبية يشترك فيها الصغار والكبار مثالها التجمع الفني الأسبوعي تحت مسمى ( فناني يوم الأحد ) حيث تتم ممارسة هذا النوع من الأنشطة الفنية في الميادين وعلى الطرقات والأرضيات
اماراي ( عبدالله 1966 )فقد توافق مع الرأي السابق ألا انه اعتبر الأعمال أو الرسوم على الأرض مجرد أعمال فنية ترويجية مؤقتة معرضة للتلف والإزالة في أي وقت ممكن حيث أنها فد لأتسلم من العوامل الخارجية المؤثرة كحرارة الشمس والأمطار و غيرها وأكد على أن قيمة العمل الفني في بقاءه وديمومته وعطاءه
أما << الغوثاني ، 1998 >> فقد أوضح بان الإعمال الفنية المنفذة على الأرضيات تعد إعمالا فنية جداريه واستشهد بذلك عندما قال << أن ما نفذ من إعمال فنية كبيرة في بعض مراحل التاريخ الإبداعي ... كالفسيفساء الأرضية الرومانية والبيزنطية لازالت مصدر الهام للكثير من الفنانين وذكر انه في سوريا اليوم متاحف هامة ومتخصصة في فن الفسيفساء الأرضية ينبغي زيارتها والتعرف عليها وكثيرا ما نشاهد إعمالا فنية مختلفة المساحات ومتعددة الخامات فعلى سبيل المثال نجد أن هناك عمالا فنية ذات مساحات كبيرة منها ما نفذ مباشرة على الجدار والبعض منها قد نفذ بالعديد من الخامات المختلفة كالنسيج أو الحديد المركب أو الأخشاب إذا فها تعتبر مسمى الجدارية قائم على أساس كبر مساحة العمل الفني وهل يدرج العمل الفني المركب أو المعلق على الجدار ضمن الأعمال الجدارية
يقول ( الجويلي ، 1966 ) << أن الجدارية يجب أن يكون العمل الذي تتضمنه جزء من الحائط أو الجدار ولا يعلق عليه وإما بالنسبة للأعمال الفنية المعلقة فلا نستطيع أن نطلق عليها جداريه بمعنى الجدارية وبالإمكان تسميتها بالمعلقات >>
ويوافق هذا الرأي (( المليجي ، 1996) الذي أكد على ضرورة ارتباط العمل الفني بالجدار ارتباطا مباشرا واستشهد بالأعمال الفنية المنفذة مباشرة على الجدار في مهرجان في العالم العربي لتنفيذ الأعمال الجدارية
ويأتي هذان الريان مخالفان للكثير من الآراء التي أوضحت بان الأعمال المعلقة والتي لم تنفذ مباشرة على الجدار تدخل في نطاق العمل الجداري كما هو الحال بالنسبة للعديد من الأعمال الفنية المنتشرة في الفنادق والمؤسسات التجارية والمطارات والمستشفيات وغيرها
ويعتبر ( عبدالله ، 1996) نفسه احد أنصار هذا الرأي بعد أن أكد على أن العمل الجداري كأي عمل فني له كيانه الخاص به إلا انه يشترط فيه كبر المساحة سواء ارتباط ذلك العمل ارتباطا مباشرا أو غير مباشر بالجدار بمعنى أن يكون العمل الفني جزء من الحائط أو يكون معلقا أو مركبا يمكن نقله وتحريكه ويحكم ذلك توظيف العمل الفني >>
أن توظيف العمل الفني يعني الكيفية التي يتم من خلالها استخدام ذلك العمل والاستفادة منه في العديد من الأوجه والأمور المختلفة فعلى سبيل المثال يمكننا توظيف منسوجة فنية كعمل فني معلق على الجدار فتكون بذلك عمل فني جداري لارتباطه بالجدار وإما إذا تم نقل تلك المنسوجة وتم استخدامها والاستفادة منها كمفرش ارضي مثلا فيكون بذلك شانها شان أي سجاد أو موكيت متعارف علية
أما ( عيد ، 1997) فقد عبر عن رؤيته حول الجداريات عندما قال << إذا اعتبرنا أن الجدارية مجرد صور ورسوم تنفذ مباشرة على الجدار فقد تجاهلنا بالفعل ما تعنية لنا الجدارية في العصر الحديث وكيف أنها قد ألغت إلى حد ما مفهومها القديم والمتعارف عليه لتصل إلى ماقد توصلت إلية من تطور وسعة فكر ونظرة مستقبلية للحياة تمتاز بالجرأة والحركة والحيوية والتحرر الذي أدى إلى إمكانية الاستفادة من جميع الخامات التي يمكن أن نتصورها أو لا نتصورها كاستخدامنا لخامات متنوعة في عمل فني واحد يجمع بين عنصر الحديد والسيراميك والضوء والماء >>
إذا بما أن الغرض من دراسة التي أجرها الباحث لمعرفة الأساليب المتبعة وخامات التنفيذ يرى ملائمة الرأيين الآخرين لبحثه نظرا لما تتضمنه الإعمال الفنية الجدارية في المطارات الدولية من اتجاهات وأساليب نفذت موضوعاتها بالعديد من الخامات المختلفة والتي تم إعدادها في المعامل أو المراسم الفنية ثم علقت وثبيت على الجدار وبذلك يتفق الرأيان السابقان مع ما قد ذكر حول تعريف الجدارية بصورة عامة من كتاب الموسوعة العربية العالمية ممثلة في << مؤسسة إعمال الموسوعة ،1997 >> حيث أن الجدارية عبارة عن << رسم أو تصميم يزين الجدار وقد يضع بعضها على سقوف أو الجداران الخارجية وأما اللوحات الجدارية الداخلية فتكون منسجمة مع طراز الغرفة ومقاييسها واغلب اللوحات الجدارية هي لوحات ترسم ويصنع بعضها من قطع صغيرة متجاورة من الزجاج أو الحجارة أو أي مادة أخرى
وإما فيما يختص بصغر المساحة المنفذة بصورة مباشرة على الجدار ؟
يقول ( الجويلي ) هناك أعمال فنية تنفذ مباشرة على الجدار وتمتاز بصغر حجمها وقد يصل بها الحال إلى أنها قد تشبه إلى حد ما تلك المنمنمات التي استخدمت كعناصر زخرفيه في كثير من مجالات الفن الإسلامي وقد اعتبره من الصعوبة بحال تحديد مقياس محدد لدرجة كبر أو صغر العمل الفني للحكم علية كاللوحة جداريه إلا انه لم يطلق على تلك الأعمال المنفذة بمساحات صغيرة باسم جداريه ولكنه وضعها تحت مسم ( وحدات جداريه )
إما بنسبة للإعمال الدعائية والإعلانية فهل يمكن اعتبارها أعمال جداريه ؟
يقول ( عبدالله ) << هناك أعمال دعائية وإعلانية تنفذ على الجدار وتدخل في نطاق الأعمال الجدارية ألا انه في الكثير من الأحيان يغلب على تلك الإعمال الروح التجارية والسعي الجاد للكسب المادي السريع دون النظر إلى أهمية وجود الحس الفني أو الشعور الصادق كما أنها تفتقر إلى طريقة العرض الجيدة حيث أن معظم الإعمال الدعائية والإعلانية توضع وتثبت بصور عشوائية وغير منتظمة ومن شانها إن تخل بجمال الشارع العام
<<<<<<<<<<<
تعريف اخذ من لقاء شخصي مع الفنان كمال الجويلي رئيس نقابة الفناني العرب < تعريف اخذ من لقاء شخصي مع الفنان حمدي عبدالله عميد كلية التربية الفنية جامعة حلوان
< تعريف اخذ من لقاء شخصي مع الفنان الناقد راتب الغوثاني 1998
< تم اثناء لقاء مع الجويلي 1996
< تعريف اخذ من لقاء شخصي مع الفنان محمد المليحي مدير الفنون بوازة الثقافة المغرب لمواسم اصيلة الثقافية تم اللقاء بصالة روشان للفنون التشكيلية بجدة 1996
المرجع مجلة فنون شرقية العدد الثاني
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..