الخميس، 30 يوليو 2015

" فضل قراءة القرآن وتعلمه وتعليمه "

أخي المسلم :
إنَّ هذا القرآن نعمةٌ عظيمةٌ من النعم الإلهية، ولا يقدرها حقَّ قدرها إلاَّ من ذاق حلاوتها .
وإنَّ قراءة كتاب الله لِمن أرفع درجات ذِكر الله؛ فما ذكره الذاكرون بمثل قراءة كلامه، ولذلك كان
فضلها عظيمًا .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (رواه الترمذي/ صحيح الترمذي) .
وقال صلى الله عليه وسلم : «وما اجتمع قوم في بيت في بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» (رواه مسلم) .
فيا له من أجرٍ شمَّر من أجله الصالحون، وتسابق إلى ساحاته المتقون، وتنافس فيه المتنافسون، ألا ترى عظم ذلك الثواب ؟! نزول الرحمة، وقُرب الملائكة .. وأعظمها وأجلها أن يذكرك الله تعالى في الملأ الأعلى !
فيا طالب الدرجات الرفيعة والمنازل المنيفة لا تغفلنَّ عن هذه الخيرات .
أخي المسلم :
ومن أجل شرف هذا الكتاب العزيز كان تعلمه وتعليمه من أفضل الأعمال .. عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصُّفَّة فقال : «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق؛ فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم ؟» فقلنا : يا رسول الله، نحب ذلك ، قال : «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خيرٌ له من ناقتين وثلاث خير من ثلاث ، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل» (رواه مسلم) .
فأين أنت من هذا الخير ا لعظيم ؟! فيا حسرة من ضيع هذا الثواب !
ولشرف تعلُّم هذا القرآن ها هو النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا ببُشرى أخرى .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» (رواه البخاري ومسلم) .
قال الإمام القرطبي : التتعتُع: التردُّد في الكلام عيًّا وصعوبة، وإنما كان له أجران من حيث التلاوة، ومن حيث المشقَّة، ودرجات الماهر فوق ذلك كلِّه؛ لأنه قد كان القرآن متعتعًا عليه، ثم ترقَّى عن ذلك إلى أن شُبِّه بالملائكة .
أخي المسلم :
فلتحرص على تعلُّم كتاب الله تعالى؛ فإنه نعم الذُخر لك في الدنيا والآخرة، وإذا أعانك الله تعالى على تعلُّم كتابه؛ فلتسعَ إلى نشره وتعليمه لغيرك، حتى تدخل في قوله صلى الله عليه وسلم : «خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه» (رواه البخاري).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
ولا شكَّ أنَّ الجامع بين تعلُّم القرآن وتعليمه مُكمِّل لنفسه ولغيره، جامعٌ بين النفع القاصر والنفع المتعدِّي، ولهذا كان أفضل؛ وهو من جُملة من عنى سبحانه وتعالى بقوله :
"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [فصلت: 33] .
والدعاء إلى الله يقع بأمورٍ شتَّى من جُملتها تعليم القرآن، وهو أشرف الجميع .
وقال أيضًا رحمه الله : وفي الحديث الحث على تعليم القرآن .
وقد سُئِل الثوري عن الجهاد وإقراء القرآن فرجح الثاني، واحتجَّ بهذا الحديث .
فعليك أيها المسلم أن تجعل من القرآن مدرستك التي تتعلَّم منها الهدى والرشاد .
وليكن كتابك المفضَّل الذي تحرص على قراءته وتعلمه، فاجعل أخي المسلم ذلك زادك النافع الذي تتزوَّد به لمعادك .
ألا يسرُّك أخي أن تأتي غدًا فتجد في صحيفتك ثواب قراءة كتاب ربِّك تعالى؟! فأنت يومها السعيد، الفائز حقًّا


------

.فضل الطمأنينة:
قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [28]} [الرعد:28].
وقال الله تعالى: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ [27] ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً [28] فَادْخُلِي فِي عِبَادِي [29] وَادْخُلِي جَنَّتِي [30]} [الفجر:27- 30].

.فضل السكينة:
قال الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا [18]} [الفتح:18].
وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [4]} [الفتح:4].
وَعَنٍْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». أخرجه مسلم.

.فضل الاستعانة بالله:
قال الله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [1] الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [2] الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [3] مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [4] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [5]} [الفاتحة:1- 5].
وقال الله تعالى: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [153]} [البقرة:153].
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يَوْماً، فَقَالَ: «يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بالله، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ». أخرجه أحمد والترمذي.

.فضل الاحتساب:
قال الله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًاعَظِيمًا [114]} [النساء:114].
وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ [207]} [البقرة:207].
وَعَنْ أبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذَا أنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ». متفق عليه.

.فضل الاعتذار:
عَنِ المُغِيرَةِ رَضيَ اللهُ عَنْهُ قال: قال سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، وَالله لأنَا أغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ أغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أجْلِ غَيْرَةِ الله حَرَّمَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلا أحَدَ أحَبُّ إِلَيْهِ العُذْرُ مِنَ الله، وَمِنْ أجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ المُبَشِّرِينَ وَالمُنْذِرِينَ، وَلا أحَدَ أحَبُّ إِلَيْهِ المِدْحَةُ مِنَ الله، وَمِنْ أجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللهُ الجَنَّةَ». متفق عليه.

.فضل التفاؤل:
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الفَأْلُ الصَّالِحُ: الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ». متفق عليه.

.فضل التواد:
قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [21]}
[الروم:21].
وقال الله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ [23]} [الشورى:23].
وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى». متفق عليه.

.فضل العطاء والتيسير:
قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى [5] وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى [6] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [7]} [الليل:5- 7].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ». أخرجه مسلم.

.فضل الحكمة:
قال الله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [269]} [البقرة:269].
وَعَنِ عَبْدَالله بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا». متفق عليه.

.فضل الشجاعة:
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [123]} [التوبة:123].
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم رَاجِعاً، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا»، قَالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْراً، أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ». قَالَ: وَكَانَ فَرَساً يُبَطَّأُ. متفق عليه.

.فضل الصلاح والعمل الصالح:
قال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [69] ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا [70]} [النساء:69- 70].
وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ [8]} [لقمان:8].
وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ [7] جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [8]} [البيِّنة:7- 8].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ [9]} [العنكبوت:9].

.فضل القنوت:
قال الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [120] شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [121]} [النحل:120- 121].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قِيلَ لِلنّبِيّ صلى الله عليه وسلم: مَا يَعْدِلُ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ الله عَزّ وَجَلّ؟ قَالَ: «لاَ تَسْتَطِيعُوهُ» قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً، كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ: «لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ»، وَقَالَ فِي الثّالِثَةِ: «مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ الصّائِمِ القَائِمِ القَانِتِ بِآيَاتِ الله، لاَ يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلاَ صَلاَةٍ، حَتّى يَرْجِعَ المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله تَعَالَى». أخرجه مسلم.

.10- فضائل القرآن الكريم:
.فضل القرآن الكريم:
قال الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [23]} [الزُّمَر:23].
وقال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا [9]} [الإسراء:9].

.فضل قراءة القرآن:
عن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأصْحَابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: البَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أصْحَابِهِمَا، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فَإِنَّ أخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلا تَسْتَطِيعُهَا البَطَلَةُ». أخرجه مسلم.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أيُحِبُّ أحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أهْلِهِ أنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟». قُلْنَا: نَعَمْ. قال: «فَثَلاثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ أحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاثِ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ». أخرجه مسلم.
وَعَنْ عَبْدَ الله بن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفاً مِنْ كِتَاب الله فَلَهُ بهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بعَشْرِ أَمْثالِهَا، لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ». أخرجه الترمذي.

.فضل قارئ القرآن:
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ [170]} [الأعراف:170].
وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يُقَالُ لِصَاحِب القُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا». أخرجه أبو داود والترمذي.

.فضل قارئ القرآن العامل به:
قال الله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [9]} [الزُّمَر:9].
وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «المُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ. وَالمُؤْمِنُ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلاَ رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَالرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَالحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ، أَوْ خَبِيثٌ، وَرِيحُهَا مُرٌّ». متفق عليه.

.فضل الماهر بقراءة القرآن:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «المَاهِرُ بِالقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أجْرَانِ». متفق عليه.

.فضل تعلم القرآن وتعليمه:
قال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ [79]} [آل عمران:79].
وَعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». أخرجه البخاري.
وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أيُّكُمْ يُحِبُّ أنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى العَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ، فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلا قَطْعِ رَحِمٍ؟». فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله! نُحِبُّ ذَلِكَ. قال: «أفَلا يَغْدُو أحَدُكُمْ إِلَى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ الله عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاثٍ، وَأرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أرْبَعٍ، وَمِنْ أعْدَادِهِن مِنَ الإبِلِ؟». أخرجه مسلم.

.فضل الاجتماع على تلاوة القرآن:
قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [2] الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [3] أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [4]} [الأنفال:2- 4].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله يَتْلُونَ كِتَابَ الله، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ». أخرجه مسلم.

.فضل تحسين الصوت بالقرآن:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا أذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ مَا أذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ». متفق عليه.
وَعَنِ أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا أَذِنَ اللهُ لِشَىْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِىٍّ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ». متفق عليه.
وَعَنِ البَرَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأ فِي العِشَاءِ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}... فَمَا سَمِعْتُ أحَداً أحْسَنَ صَوْتاً أوْ قِرَاءَةً مِنْهُ. متفق عليه.

.فضل القيام بالقرآن:
عَنْ عَبْدِالله بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ هَذَا الكِتَابَ، فَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَتَصَدَّقَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ». متفق عليه.
وَعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: أمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم قَدْ قالَ: «إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ». أخرجه مسلم.

.فضل التفكر في آيات القرآن:
قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [29]} [ص:29].
وَعَنْ عَبْدِالله بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «نَعَمْ». فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}. قَالَ: «حَسْبُكَ الآنَ». فَالتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. متفق عليه.

.فضل حفظ القرآن وتعاهده:
قال الله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ [49]} [العنكبوت:49].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ [170]} [الأعراف:170].
وَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَعَاهَدُوا هَذَا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَهُوَ أشَدُّ تَفَلُّتاً مِنَ الإبِلِ فِي عُقُلِهَا». متفق عليه.
وَعَنْ عَبْدِالله بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ، إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أمْسَكَهَا، وَإِنْ أطْلَقَهَا ذَهَبَتْ». متفق عليه.

.فضل قراءة القرآن في الصلاة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أيُحِبُّ أحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أهْلِهِ أنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟». قُلْنَا: نَعَمْ. قال: «فَثَلاثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ أحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاثِ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ». أخرجه مسلم.

.فضل سورة الفاتحة:
عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ: «أَلَمْ يَقُلِ اللهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ}». ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ». فَأَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ قُلْتَ: «لأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ». قَالَ: «الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ. هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ». أخرجه البخاري.

.فضل سورة الإخلاص:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ». أخرجه البخاري.

.فضل المعوذات:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا. متفق عليه.
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. أخرجه البخاري.
وََعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ألَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟ قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ وَقُلْ أعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ». أخرجه مسلم.

----------------------

فضل قراءة القرآن وحفظه وتعلمه وتعليمه ....

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فلاشك أن ذكر الله عزوجل من أفضل الأعمال
فعن أبي الدرداء، رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
((‏ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم‏؟‏‏"

‏ قالوا‏:‏ بلى، قال‏:‏ ‏"‏ذكر الله تعالى‏))
رواه الترمذي وقال الحاكم أبو عبد الله إسناده صحيح‏.‏ وقراءة القرآن أفضل الذكر فلاينبغي للمسلم أن يهجر كلام الله عزوجل
سواء كان هذا الهجر لتلاوته أو تدبره أو العمل به .
وهذا باب نافع من رياض الصالحين في فضل القرآن العظيم .

باب فضل قراءة القرآن

989- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

990- وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانو يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

991- وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏خيركم من تعلم القرآن وعلمه‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

992- وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

993- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة‏:‏ ريحها طيب، وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة‏:‏ لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة‏:‏ ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لايقرأ القرآن كمثل الحنظلة‏:‏ ليس له ريح وطعمها مر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏


949- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏"‏ إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏


995- وعن ابن عمر رضي الله عنهما‏:‏ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏‏"‏ لا حسد إلا في اثنتين‏:‏ رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهارِ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

996- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال‏:‏ كان رجل يقرأ سورة الكهف، وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو، وجعل فرسه ينفر منها‏.‏ فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر له ذلك فقال ‏:‏‏"‏ تلك السكينة تنزلت للقرآن‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏
997- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول‏:‏ ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف‏"‏‏(‏‏(‏راوه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏


998- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏



999- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهماعن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يقال لصاحب القرآن‏:‏ اقرأ وارتقِ ورتل كم كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏)‏‏.‏



181- باب الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان‏:‏

1000- عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏متفق عله‏)‏‏)‏‏.‏


1001- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها، ذهبت‏"‏ متفق عليه‏.‏


182- باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن وطلب القراءة من حسن الصوت والاستماع لها‏:‏


1002- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‏:‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏



1003- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ‏:‏‏"‏ لقد أتيت مزمارا من مزامير آل داود ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏



وفي روايه لمسلم ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ‏:‏ ‏"‏ لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة‏"‏‏.‏


1004- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال ‏:‏سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين والزيتون، فما سمعت أحدًا أحسن صوتا منه ‏.‏‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏


1005- وعن أبي لبابة بشير بن عبد المنذر رضي الله عنه قال، أ‏ن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من لم يتغنَ بالقرآن فليس منا ‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد جيد‏)‏‏)‏ ‏.‏




1006- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏"‏اقرأ علي القرآن ‏"‏، فقلت ‏:‏ يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل ‏؟‏‏!‏ قال ‏:‏ ‏"‏إني أحب أن أسمعه من غيري‏"‏ فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية ‏:‏ ‏{‏فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏حسبك الآن‏"‏ فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان ‏.‏‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏



باب في الحث على سور وآيات مخصوصة ‏:‏


1007- عن أبي سعيد رافع بن المعلى رضي الله عنه قال ‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏"‏ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد‏؟‏ فأخذ بيدي ، فلما أردنا أن نخرج قلت ‏:‏ يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته ‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏


1008- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في‏:‏‏{‏ قل هو الله أحد‏}‏‏:‏‏"‏ والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن‏"‏‏.‏


وفي رواية‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه‏:‏‏"‏ أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرآن في ليلة‏"‏ فشق ذلك عليهم، وقالوا‏:‏ أينا يطيق ذلك يارسول الله‏:‏ فقال ‏:‏‏"‏ ‏{‏قل هو الله أحد‏}‏ ثلث القرآن‏.‏‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏ رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏


1009- وعنه أن رجل سمع رجلاً يقرأ‏:‏‏{‏قل هو الله احد‏}‏ يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له وكان الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏"‏ والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري ‏)‏‏)‏‏.‏


1010- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في‏:‏‏{‏ قل هو الله أحد‏}‏ ‏"‏إنها تعدل ثلث القرآن‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏ رواه مسلم ‏)‏‏)‏‏.‏


1011- وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال‏:‏ يارسول الله إني أحب هذه السورة ‏"‏قل هو الله أحد‏"‏‏:‏‏"‏إن حبها أدخلك الجنة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن- رواه البخاري في صحيحه تعليقًا‏)‏‏)‏‏.‏

1012- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏‏"‏ ألم ترَ آيات أنزلت هذه الليلة لم يرَ مثلهن قط ‏؟‏ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس ‏"‏‏.‏‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏


1013- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا، أخذ بهما وترك ما سواهما ‏.‏

‏(‏‏(‏رواه الترمذي وقال ‏:‏حديث حسن ‏)‏‏)‏‏.‏


1014- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏‏"‏ من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفرت له ،وهي‏:‏ تبارك الذي بيده الملك ‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي وقال ‏:‏‏"‏ حديث حسن ، وفي رواية أبي داود‏:‏ ‏"‏تشفع ‏"‏‏)‏‏)‏‏.‏


1015- وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏‏"‏ من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

(5)

1016- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏‏"‏ لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1017- وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏"‏ يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ‏؟‏ قلت‏:‏ الله لا إله إلا هو الحي القيوم، فضرب في صدري وقال ‏:‏‏"‏ ليهنك العلم أبا المنذر‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم ‏)‏‏)‏‏.‏

1018- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت‏:‏ لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إني محتاج، وعلي عيال، وبي حاجة شديدة، فخليت عنه، فأصبحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏"‏ يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول الله شكا حاجة وعيالا، فرحمته، فخليت سبيله‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏ أما إنه قد كذبك وسيعود‏"‏ فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فقلت‏:‏ لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ دعني فإني محتاج، وعلي عيال لا أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته، فخليت سبيله، فقال‏:‏ ‏"‏إنه قد كذبك وسيعود‏"‏ فرصدته الثالثة‏.‏ فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت‏:‏ لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا آخر ثلاث أنك تزعم أنك لا تعود، ثم تعود‏!‏ فقال‏:‏ دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت‏:‏ ما هن‏؟‏ قال‏:‏ إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما فعل أسيرك البارحة‏؟‏ ‏"‏ قلت‏:‏ يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ما هي‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ قال لي‏:‏ إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية‏:‏ ‏{‏الله لا إله إلا هو الحي القيوم‏}‏ وقال لي‏:‏ لا يزال عليك من الله حافظ، ولن يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة ‏"‏ ‏؟‏ قلت‏:‏ لا، قال‏:‏ ‏"‏ذاك شيطان‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

1019- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال‏"‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏من آخر سورة الكهف‏"‏ ‏(‏‏(‏رواهما مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

1020-وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ بينما جبريل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه فقال‏:‏ ‏"‏هذا باب من السماء فتح اليوم ولم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال‏:‏ هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال‏:‏ أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك‏:‏ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏


باب استحباب الاجتماع على القراءة‏:‏

1021- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏


---------------------

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..