الجمعة، 24 يوليو 2015

متى يحجر على المالكي صحيا؟

يراهن المالكي على ابقاء العراق في عزلته. من مثله لا يستطيع أن يكون على ما هو عليه من رمز للحقد والطائفية إلا في بيئة معزولة.ميدل ايست أونلاين
First Published: 2015-07-24
ليس في تصريحات نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية في العراق المعادية للمملكة
العربية السعودية ما يسر عاقلا. فالعراق الذي لا يزال يخوض في مستنقع محنته هو في أمس الحاجة إلى أن يقف العالم معه، لا أن يدير ظهره له.
ومَن أولى من السعودية وسواها من دول الخليج العربي بمد يد العون للعراقيين الذين تحولت فجائعهم إلى أخبار مصورة، يكمل أحدها الآخر في سلسلة لا تنتهي من مشاهد القتل والدمار اليومية.
أما أن يحرض رجل بمنصب المالكي السعودية على أن تكف عن النظر إلى العراقيين بعين الاخوة بكل ما تنطوي عليه من تضامن وخبرة وخير واريحية فإن ذلك الفعل لا يمكن إلا أن يكون انتقاصا من حق الشعب العراقي في أن يعيش في بلد طبيعي، يعينه جيرانه على استعادة شيء مما فقده من الاستقرار. فما بالك إذا كان أولئك الجيران عربا، يجدون في العراق إذا ما استقر الوسادة الهانئة التي يضعون عليها رؤوسهم بإطمئنان.
غير ان المالكي بإعتباره طائفيا من طراز خاص من جهة كون طائفيته قد انتقلت منه إلى سواه مثل داء عصي على الشفاء لا يرى في مصالح الشعب العراقي ما يمكن أن يشكل مانعا دون الاستمرار في هذياناته الصبيانية التي لا تنفع أحدا ولا تكشف إلا عن عقلية ميليشاوية لا ترى في المستقبل العراقي إلا ملعبا للحروب الاهلية.
وإذا ما كانت الرئاسة والحكومة العراقيتان قد اعتذرتا للسعودية عما بدر من المالكي من اساءات فقد كان أولى بهما أن تنتبها إلى أن الرجل الذي سلم ثلث مساحة العراق بمدنه العظيمة إلى تنظيم داعش كان قد أفلت من العقاب، بل أنهما منحتاه منصبا رمزيا، صار من خلاله يدير دولته السرية التي هي عبارة من مافيات للفساد والعنف.
لقد أكتسب المالكي بحكم السنوات الثمان السوداء التي حكم فيها العراق خبرة في المشكلات التي من شأن وجودها واستفحالها أن يديرا أنظار الرأي العام عن المنطقة التي يرعى فيها شبكات الفساد التي صار يديرها من منطلق طائفي، وهو ما جعل الكثير من المنتفعين من التعبئة الطائفية يلتفون حوله.
لذلك قد لا تنجح الرئاسة ولا الحكومة ولا مجلس النواب في اقالته من منصبه، بالرغم من أن وجوده في منصبه صار يشكل خطرا على العراق. فللرجل دولته السرية التي سيكون في إمكانه أن ينتصر من خلالها على الدولة المعلنة.
غير أن اسقاطه صار ضرورة تاريخية من أجل أن يطوي العراق واحدة من أكثر صفحات الطائفية والفساد ظلاما. لن يتم ذلك إلا من خلال الاستعانة بالشعب الذي صار على بينة من الخطر الذي يشكله وجود المالكي بمافياته والميليشيات الايرانية التي لا يكف عن التغني بها.
الحجر على المالكي بإعتباره مريضا بالطائفية والفساد هو الحل الذي سيكون بمثابة فاتحة لتاريخ جديد، يتنفس فيه العراقيون هواء غير ملوث بغبار فكر تكفيري، تمت تعبئته في أكياس، كانت في الأساس مليئة بالأموال المعدة للتهريب إلى الخارج.
المالكي في حقيقته هو لص كان قد وضع على رأسه عمامة وهمية.
لا علاقة لطائفيته بالدين. اما تصريحاته السياسية التي صار يطلقها من خلال قناته التلفزيونية الخاصة فما هي إلا محاولات لإبقاء العراق في عزلته. تلك العزلة التي تخدم مخططه في مد حبل الكراهية. هناك حيث يكون في إمكان الشعب أن يقتل نفسه بنفسه من غير أن يلقي نظرة إلى قاتله الحقيقي.
لقد ارتكب المالكي جرائم عديدة ضد الإنسانية. يكفي أنه أمر بقتل خمسين من المتظاهرين في الحويجة. وهي جريمة يمكن أن تقدمه إلى المحاكم الدولية بإعتباره مجرم حرب.
إن حوكم المالكي فإن مرضه الطائفي لن ينفعه في شيء.
المهم الآن أن يُسارع إلى حجزه صحيا لئلا يستفحل وباؤه.

بقلم: فاروق يوسف
 


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..