السبت، 4 يوليو 2015

شروالك يا ابو زيد

 كم احببنا دعاية شروال ابو زيد عندما كنا صغارا وحتى الكبار مِنّا وكم رددناها في تفاصيل ايامنا واصبحت جزء من تَنَدر العراقيين بحالات قد تكون مشابهة لحال الأعلان وحال شروال ابو زيد ، وكم
حاول ابو زيد تنظيف شرواله العتيد فلم ينفع حيث مابرح وَسِخا على حاله وجرب انواع مساحيق الغسيل والتنظيف فما نَفع وهكذا تستمر الحكاية في هذه الدعاية التليفزيونية اللبنانية الى أن يظّهَرْنَ بعض الحلوات يحمِلْنَ مَعَهُنَّ علبة مسحوق غسيل وهُنَّ يُغَنّينَ قائلات " شروالك يا ابو زيد ... ما بينظف أِلا  بِ تايد " وال تايد هو مسحوق الغسيل السحري كما كانوا يُرَوِّجون له تلك الأيام الخاليات وعلى الطريقة الأمريكية التشويقية , وهكذا سَوَّقوا لنا ال تايد على أَنه الحل المثالي والأنجع لتنظيف ملابسنا .

قد يستغرب الكثير من مقدمتي هذه وقد يتهمنا الكثير بأننا نُرَوِّج لسلعة أكل الدهر عليها وشَرِب وبارَ سوقها في كثير من دكاكين الأسواق العربية وعندما نقول العربية لأنها الأكثر استهلاكا وترويجا لمثل هذه المنتجات البريطانية الأمريكية ومازالت بعض الدكاكين العربية تُصرّ و ( أِتخُشْ بعيون ) ألآخرين مستمرة في ترويج مثل هذه البضائع الأستهلاكية معتقدين أنهم يحافظون على تراثهم الأستهلاكي وليس المهم عند هؤلاء أن تذهب اموال العباد الى جيوب الآخرين وقبل أن يقولوها هم سنقول ما سيقولون ( المال مال ابونا والناس يحاسبونا ) هكذا سيقولون وهذه هي فلسفتهم الأقتصادية وهذا هو نشيدهم الأستهلاكي منذ أِستزراع حكوماتهم ونحن لا نقول لهم أن التنمية أهم من الأستهلاك حتى لا يتهمونا بأننا حُسّاد نعمة , الله يزيدهم ويزيد أستهلاكهم ويوسع مجاريهم , وهذه الدكاكين أصبحت معروفة للصغير والكبير ومعروف موقعها الجغرافي في أُمّتنا ولا نحتاج الى تحديد مكان وهوية هذه الدكاكين وجميعنا كَعرب نعرف من هؤلاء ونحن هنا لا نريد أن نُرَوّج لما فعلته القيادة العراقية الشرعية في تغيير طريقة التفكير في العراق من الأستهلاك الى الأنتاج والأبداع لأن هذا الموضوع أصبح جَليّ وواضح للصغير والكبير وللقاصي والداني من العراقيين والعرب والأجانب وحتى الأعداء فلا يحتاج هذا الموضوع اليوم الى دعاية وترويج وحتى لا يتهمنا أحد بأننا متحيزين لطرف فها نحن نتحدث بمهنية وحرفية ( رغم اننا لسنا من هذه المهنة ) وأستقلالية وحرية تامة ومن دون أن يكون سيف صدام حسين على رقابنا ولا حتى دنانيره ولا حتى منصب أو مركز مرموق سيعطينا أِياه كما يدّعون هم أي أبناء أُم سَتّوري الدلاّلة فرقة أُم على التي أصبحت فضائية بعد التسويق والترويج لها بعد أن كانت محلّية ومحلّية جدا وها نحن بعيدين عن العراق آلآف الكيلومترات يعني لا خوف يمنعنا ولا دنانير أو دولارات تشترينا ولا مناصب أو مراكز مرموقة ( نكشخ بيها ) وحتى يطمئِنّوا أننا لسنا من هواة وعشاق ال ( قاط ورباط ) فنحن نعشق ونحب ال ( كيمونا ) وال ( نص رِدِنْ وال سبورت ) وهذه الموديلات والملابس لا ترشح صاحبها لأن يتبوّأ منصبا أو مركزا رسميا برتوكوليا في كل دول العالم ويعني هذا أننا لسنا أصحاب مصلحة في ترويج وتسويق القيادة العراقية الشرعية ونزيد من أِطمئنانهم أننا لم ولن ( يوصلنا ال سِرَه ) في تبوّء المناصب في عراق صدّام حسين لأن العباقرة والمخلصين الشرفاء فيه كُثر ونحن لسنا سوى أبناء عراق هذا القائد العظيم الذي لم تُنجب بطن مثله في هذا الزمن , وحتى لا نسهب نعود الى موضوع المقال هذا .

القضية والمشكلة عزيزي القارئ الكريم هي ليست في مسحوق الغسيل ولا بالماء الذي يغسلون الشروال به ولا حتى في الشروال نفسه وأنما المشكلة في أبو زيد نفسه فهو الذي كان يقول بأن شرواله لا ينظف مهما أستخدم من مواد وتقنيات حديثة في الغسل في تلك الأيام ربما أنه لم يكن يعرف الغسل أو أنه كان يقرف من غسل أوساخه العالقة في شرواله  و ال ( شادي * ال ما يعرف يُركُص* أِيكول* الكاع * عوجه ) أو أنه كان من ( رَبُعْ سوسو و فوفو )  , هذه قصة  أبو زيد الأمس وشرواله .

أما ابو زيد اليوم  وهو أيضا لبناني فمضمون قِصّته لا يختلف مع مضمون قصة أبو زيد الأمس واللبناني أيضا , الأختلاف فقط في ترويج البضاعة فالأول كان يُرَوّج للتايد والثاني يُرَوّج للديمقراطية هكذا يدّعي هو ومدرائه وأصحاب رأس مال بضاعته التي لم ولن يتمكن من تسويقها حتى في الدكاكين صاحبة الفلسفة والموروث الأستهلاكي .

ليس عدالة أن نوازي الأستاذ معن بشور وجون أبو زيد كلبنانيَّين أو الشهيد موسى شعيب لبناني وهذا ابو السكسوكة نبيل خوري لبناني أو أن المناضل الكبير عمر شبلي لبناني و فليب حبيب أو زيني أو جون زغبي لبنانيين وليس من العدالة أن يكون سمير القنطار ونبيل جابر وكل مواكب الشهداء والأسرى اللبنانيين موازين ل بطرس حرب وسمير جعجع وأيلي حبيقة وميشيل عون وأنطوان لحد وسعد حداد وبشير وبيار وأمين الجميل وشمعون وكل آل شمعون , ففي لبنان رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وفي لبنان أيضا أٌناس يقال عنهم رجال صدقوا ماعاهدوا الشيطان واليهود وامريكا وايران عليه فمنهم من أخذ المكافأة من أسياده والعيش في المنتجعات ومنهم من ينتظر دور استلام  العظمة التي سيرموها اليه , المهم نعود للموضوع .

الجنرال جون أبو زيد قال التالي " بدون مساعدة ايران وتركيا والأردن وسوريا والكويت والسعودية وكل دول الخليج ومصر وكل الأقطار العربية والعراقيين أنفسهم لا نستطيع أن نقضي على المقاومة العراقية أو الأرهاب في العراق كما يطلقون عليه هم "  انتهى التصريح الذي قرأناه جميعا في صفحة البصرة قبل يومين.

هو صادق في قوله ولم يكذب ولكن لماذا هذا التصريح والذي ورد على صحيفة كويتية ؟ لا نريد أن نسهب أيضا في التحليل والتعليق ولكن اليس من الممكن أن يكون تصريح ابو زيد هذا هو لأبتزاز وتوريط وتخويف البلدان المحيطة بالعراق أكثر وأكثر ؟ نحن لا نريد أن نقول أن ابو زيد قد أفلس تماما لأن حقيقة أفلاس امريكا في العراق اصبحت من المسلّمات ولا تحتاج لكثير من التفسير والتحليل لأن الكثير من الأخوة  والأساتذة وأصحاب الأختصاص قد أسهبوا  في تحليلها وأجادوا جميعا مشكورين .

كل البلدان المحيطة في العراق شريك لأمريكا في تدميره وتحطيمه وكل هذه البلدان ترتجف اليوم بدون السيطرة على ارتجافها فهي ترى أمريكا تنهار وتتدمر وتتحطم كليا في العراق وعلى يد أبنائه الأشاوس ونفس هذه الدول المحيطة بالعراق كانت قد ساعدت ودعمت بالغالي والنفيس الفُرس المجوس في حربهم على العراق فَمِن هذه الدول المحيطة من كانت تدعم ايران سرّا ومنها من كانت تدعم علنا وقد شاهدت جميع هذه الدول أنهيار ايران على يد ابناء العراق الأشاوس وتحت لواء البعث وهاهي ترى اكبر دولة تتهاوى على يد ابناء العراق البررة لذلك صارت فرائضها ترتعد وصارت هذه الدول تضرب أخماس بأسداس أضافة الى ذلك انتقال عدوى المقاومة العراقية الى داخل عواصم هذه البلدان المحيطة بالعراق فماذا سيحل بهذه البلدان بعد سقوط امريكا ؟ هكذا صارت هذه الدويلات المحيطة بالعراق تحسب المعادلة وأمريكا المؤمنة جدا حتى النخاع انها خارجة من العراق مهانة والى الأبد والباحثة حتى عن الشياطين للأنبطاح لهم ليحفظوا لها ماء وجهها المنسكب على الأرض ارادت استحلاب هذه الدويلات لأقصى حد قبل خروجها من العراق وعلى مبدأ ( لحم ما ناكل , زين مَي لحم ما نشرب ؟ ) فأرادت أن تشرب ماء اللحم  بأبتزاز هؤلاء وأرعابهم أكثر على مصيرهم حتى تستلب منهم ما تَبَقّى من مال وبعدها أذهبوا أنتم وما عندكم فقاتلا المقاومة العراقية لوحدكم و ( فَحّار يكسر بعضه )  وهكذا سيعطون امريكا ما عندهم ليضمنوا حياة بضعة أيام أُخَرْ عسى أن تجعل امريكا لهم مخرجا ولكنهم سيكتشفون بعد ساعات أن امريكا تخسر أكثر وتفلس أكثر وتتهاوى أكثر في العراق لكنهم رغم كل هذا لن يتجرّؤا أن يسألوها وستؤمن أمريكا أكثر بأنها منتهية الى الأبد وخاسرة الى الأبد وتعلم جيدا أنه لم يبقَ عند الدول المحيطة للعراق من شئ تستطيع استحلابه منهم لذلك سيخرج علينا  الجنزال ابو زيد في تصريح صحفي جديد ولكن ليس من خلال صحيفة كويتية ولا حتى موزمبيقية أنما سيدلي بتصريحه المقبل لوكالة أنباء الواق الواق ليكرر قوله من جديد " بدون مساعدة جزيرة الواق الواق وجزيرة الساق على الساق وبلاد التقبيل والعناق وأحذية سعيد حرّاق ( التي قد نستعملها في الأنسحاب المشرّف بدل البسطال والنطاق ) وبدون مساعدة دولة البطنج واللبلبي والسمّاق وملوك وأمراء وشيوخ دويلات القيق والقاق وبدون مساعدة وارادة شعب العراق لن نستطيع أن نحمي أنفسنا وأن كنّا تحت حماية موس  حَجّي راضي الحلاّق ساعتها والله لن نتمكن أن نَردّ على المقاومة العراقية ولو ببعض شئ من جِلاّق " وسيكون صادقا جدا أيضا حضرة الجنرال ابو زيد وسيكتشف بعد خراب أمريكا أن ( الكاع اللي يقاتل عليها جانت عوجه ) وحتى لا تتكرر مشكلة شروال ابو زيد الأول نقول لأبو زيد الثاني ناصحين ( هدومك النفط ) لأننا سنستعمل في تنظيف ارض العراق العظيم مسحوق الغسيل سومر الجديد الذي يقضى على كل البقع و ( الّلُكَعْ ) ويقضى على الثياب التي تأبى أن تنظف ويقضي على اصحاب تلك الثياب النتنه والذين كانوا أخبث من الأوساخ والقاذورات على ثرى العراق الطاهر والى الأبد ودون رجعة .

وبهذه المناسبة السعيدة اقول لفرقة أُم علي الفضائية  " تروحون فدوه ال صدام حسين ورجاله " واذا لم يعجبكم كلامي فأحصوا عدد الجدران في منازلكم او المكان الذي تتواجدون فيه  لتنطحوا رؤوسكم فيها جدارا جدارا  و ( أنعل ابو المهنية والحرفية ) التي تتحدثون بها وأنا متحيّز للعراق وقائد العراق وأحرار العراق والذي لايعجبه كلامي منكم أي من فرقة أُم علي الفضائية فالجدران أقرب اليه .


ال شادي * القرد
يُركَص * يرقص
أِيكول * يقول
الكاع * وهي القاع أو الأرض
ألّلُكَع * جمع لُكعة وهي أثر أوساخ على الثوب والبقعة كذلك .

بقلم :   عزام ابو عزام 
شبكة البصرة
الاحد 29 ربيع الاول 1426 / 8 آيار 2005


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..