الأحد، 16 أغسطس 2015

سموم هائلة قاتلة في ختام كارثة تيانجين

First Published: 2015-08-16
    الصين تعلن أن 700 طن من السيانيد العالي السمية كانت مكدسة في مستودع وقعت فيه انفجارات
ضخمة أودت بحياة أكثر من مئة.

ميدل ايست أونلاين
20 قتيلا من رجال الإطفاء
تيانجين (الصين) - اعلن الجيش الصيني الاحد ان مئات الاطنان من السيانيد العالي السمية كانت مكدسة في المستودع الذي وقعت فيه انفجارات ضخمة الاربعاء في مدينة تيانجين الساحلية في شرق الصين.

وقال الجنرال شي لوزي رئيس اركان منطقة بكين العسكرية في مؤتمر صحافي انه تم التعرف الى وجود السيانيد في موقعين من المستودع الذي حصلت فيه الانفجارات. واضاف "تفيد التقديرات الاولية ان حجمه بلغ مئات الاطنان".

وهذا اول تأكيد رسمي لوجود هذا العنصر الكيميائي البالغ الخطورة في المستودع الذي حصل فيه الاربعاء انفجاران ضخمان ما يبعث مخاوف من حصول تلوث كيميائي.

ولم يحدد الجنرال الصيني نوع السيانيد، لكن وسائل الاعلام الصينية تحدثت في وقت سابق عن وجود 700 طن من سيانيد الصوديوم، وهو مادة كيميائية بالغة السمية لدى استنشاقها او ابتلاعها او ملامستها.

واسفرت الكارثة عن 112 قتيلا، وفق حصيلة جديدة اصدرتها السلطات الاحد.

واستدعي عناصر الاطفاء مساء الاربعاء من اجل إخماد حريق اندلع في مستودع لمنتجات كيميائية في منطقة صناعية من تيانجين، احدى اكبر مدن الصين وعدد سكانها 15 مليون نسمة.

وفي حوالي الساعة 23:30 (15:30 تغ)، وقع انفجاران ضخمان واجتاحت كتلة لهب عملاقة المنطقة الصناعية.

ولم تقدم السلطات تفسيرات حول اسباب الانفجارات. وتواجه صعوبات في تحديد المنتجات الكيميائية التي يحويها المستودع. ويخشى البعض ان يكون اوائل عناصر الاطفاء الذين وصلوا الى المستودع زادوا الوضع تفاقما عندما حاولوا اخماد مواد من شأنها ان تنفجر حين تلامس الماء، مثل كربيد الكالسيوم المدرج في لائحة المواد الموجودة.

21 على الاقل من القتلى الـ112 هم من عناصر الاطفاء الذين كانوا يحاولون اخماد الحريق الذي اندلع في بادئ الامر، كما ذكرت السلطات المحلية. والاخرون هم عمال كانوا نائمين في عنابر نوم مجاورة. ولم تعرف هويات القسم الاكبر من القتلى.

ونقل 720 شخصا بالاجمال الى المستشفيات، كان 58 منهم في حالة خطرة مساء السبت.

واعتبر حوالي 85 من عناصر الاطفاء في عداد المفقودين، وكذلك عدد من عناصر الشرطة.

وتقول السلطات ان الكارثة طاولت 17 الف عائلة و1700 شركة صناعية و675 مؤسسة اخرى.

واوضح بعض السكان انهم ظنوا ان زلزال ضرب منطقتهم. وتظهر صور جوية مشهد خراب شامل، مع بنايات محترقة وحاويات مسحوقة ومبعثرة.

ودمرت حوالي 10 الاف سيارة مستوردة. وتحطمت الواح زجاج على بعد ثلاثة كيلومترات من المستودع.

ونقل حوالي ستة الاف شخص الخميس الى مدارس بسبب الاضرار التي لحقت بمنازلهم، كما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة.

واعدت السلطات لائحة بالمواد الكيميائية التي يمكن ان يكون المستودع الذي انطلقت منه الانفجارات يحتوي عليها، وتضم اللائحة نيترات البوتاسيوم ونيترات الامونيوم.

وذكرت صحيفة "اخبار بكين" ان المستودع كان يحتوي على 700 طن على الاقل من سيانيد الصوديوم. واستقدمت السلطات اختصاصيين في هذه المادة البالغة السمية، واستخدموا اكسيد الهيدروجين لتعطيلها.

وانتشر في الموقع ايضا فريق يضم 217 عسكريا متخصصا في الاسلحة الكيميائية والجرثومية والنووية.

ويرتدي عناصر الانقاذ في الموقع ملابس واقية.

ويمكن ان تنتشر في الهواء جسيمات كيميائية خطيرة، كما ان مواد سامة قد تكون لا تزال تتسرب من المستودع، ما يبعث مخاوف من وقوع انفجارات جديدة.

واصدرت السلطات الصينية معلومات متناقضة عن مستوى الخطر.

واكدت ان الهواء في تيانجين سليم ويمكن استنشاقه، رغم وجود بعض العناصر الملوثة فيه بنسب تفوق المستوى الطبيعي. لكن عناصر الشرطة ورجال الانقاذ يستخدمون اقنعة للغاز ويرتدون ملابس واقية.

وتم اخلاء الاحياء الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات حول الانفجارات السبت، كما ذكرت الصحافة الرسمية. ونفت السلطات ذلك فيما بعد، لكن حواجز اقيمت في المنطقة تمنع الوصول اليها وشوهد اشخاص يغادرون.

وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة، ان كثافة السيانيد في مياه الصرف كانت الخميس اعلى بنحو 11 مرة من المعدل الطبيعي، ثم انخفضت واستقرت على مرتين بمستوى ضعف المعدل الطبيعي.

والسيانيد مكون كيميائي بالغ السمية لدى تنشقه او ابتلاعه او ملامسته. ويتخذ شكل مسحوق بلوري.

ويقول المركز الاميركي لمراقبة الامراض انه يمكن في ظل ظروف معينة ان تنبعث من هذه المادة سيانيد الهيدروجين وهو "غاز عالي السمية يبعث على الاختناق اذ يصيب قدرة الجسم على استخدام الاكسجين".

ويبعث هذا الغاز رائحة اللوز المر المميزة، لكن عددا كبيرا من الاشخاص غير قادرين على شم هذه الرائحة، بحسب المركز الاميركي الذي يحذر بان "التعرض لسيانيد الصوديوم قد يؤدي الى الوفاة السريعة".

وهذه المادة كانت جزءا من المزيج الذي يحقن به بعض بعض المحكومين الاميركيين بالاعدام.

وهي تستخدم خصوصا في قطاع المناجم لاستخراج الذهب.

وواجهت السلطات صعوبة في اخماد الحرائق بالكامل لا سيما وانها تاججت السبت لدى حصول انفجارات جديدة.

وتحاول ايضا وقف الانتقادات حول طريقة ادارتها للازمة، ففرضت رقابة على بعض التعليقات التي صدرت على الانترنت واغلقت اكثر من 360 حسابا على شبكات التواصل الاجتماعي.

وذكرت الشركة الصينية الناظمة للانترنت ان حوالي خمسين موقع انترنت اغلقت ايضا "لانها بثت الرعب من خلال نشر معلومات غير مؤكدة او من خلال السماح للمستخدمين بالترويج لشائعات لا اساس لها".

واعتقل الخميس اعضاء في الهيئة الادارية للشركة التي تدير المستودع.

ولا يزال عناصر الاطفاء والانقاذ يبحثون عن عشرات المفقودين.



مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..