الاثنين، 28 سبتمبر 2015

الحج.. التوسِعات ليست الحل الوحيد

الافتراض أن كل الحجاج جاؤوا بنية صافية لأداء المناسك، فيه من حسن النية الكثير، وهنا خطر كبير على أمن الحجيج وبلاد الحرمين، ولاسيما مع الأوضاع السياسية والمحاور الإقليمية والدولية. إيران بسياساتها المعلنة
منذ ثورة الخميني وعملها الدؤوب على تصدير التطرف الطائفي تبقى في بؤرة الاتهام لسوابق عدة موثقة.
لا بد من التفكير خارج الصندوق، فالحج أحد أركان الإسلام الخمسة لمن استطاع إليه سبيلاً، وله شروط «فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، والملاحظ أن الازدحام المتزايد لأعداد الحجاج كل عام لا يوفر فرصة لخشوع الحاج؛ فهو مشغول بطريقه وأمنه وحاجاته ومرافقيه وخلاصهم من الازدحام، وفي هذا امتحان صعب لا يعرفه إلا من وفقه الله -تعالى- لأداء هذه الفريضة، كيف يمكن التوفيق بين هذه الشروط وسط هذه الكتل البشرية من مختلف الأعراق واللغات والفهم والإدراك وتباين الوعي؟! ثم إن التوسِعات والإضافات للبنية التحتية للمسجد الحرام وللمشاعر مهما استمرت وبُذلت فيها الجهود الضخمة لن تستطيع الوفاء لاستقبال مزيد من الأعداد؛ فالمساحة صغيرة مقارنة بأعداد من يرغبون في الحج كل عام، يضاف إلى هذا أعداد غير محصورة من مختلف الجنسيات، إذ أصبح الحج، بأي طريقة ولو غير نظامية، عادة سنوية لهم، لا يراعون ترك الفرصة لغيرهم في أنانية متطرفة.
فإذا أضيف إلى هذا البُعد الأمني الجنائي والإرهابي المحتمل مع استغلال الموسم كل عام لأغراض سياسية، ولاسيما من نظام الملالي في طهران. يفرض هذا ضرورة التفكير خارج صندوق، من المزيد من التوسعة والمزيد من الاستيعاب إلى خفض عدد الحجاج، ومن فوائد التيسير على الإدارة والمسلمين ذلك أن الحاج، وهو يؤدي حجته مرة واحدة في عمره، يستطيع أداء فرضه بفرص أكبر من الخشوع والطمأنينة والانقطاع بسكينة إلى تعبد الله تعالى.

عبد العزيز احمد السويد


Posted: 27 Sep 2015 12:59 AM PDT





مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..