بغض النظر عن مدى حقيقة «بروتوكولات حكماء صهيون» من
أسطوريتها، إلا أنها أصبحت مثالاً صارخاً لخارطة طريق لمن أراد تحقيق
النفوذ والسيطرة في مراكز القيادة والسياسة والتأثير في العالم، ومن هنا
كانت فكرة هذه المقالة البسيطة حول «قوانين تويتر» أو «كيف تكون نجما في
تويتر» أو «مدرسة تويتر» كتبتها على طريقة الأستاذ تويتر، على شكل تغريدات
سريعة ومقتضبة بغية الاختصار وعدم الإملال..
- تم تنصيب «تويتر» بهذه التغريدة «just setting up my
twitter» وانطلقت أسراب الطيور تغرد في عام 2006، وصدحت صرخة الميلاد،
ميلاد لحظة تاريخية، ولد فيها طير يحمل جينات العصر وكروموسومات التقنية.
- ظل هذا الطير يكبر يوما بعد يوم، حتى أصبح في السابعة من
عمره، وبدأ يخطو خطواته الأولى في مدرسة الحياة عام 2013، وبعدها بسنتين
تعلم هذا الطفل الكثير والكثير من أبجديات الحياة وحروف التأثير، وأصبح
قادراً على قراءة المشهد وفك الرموز، وها هو اليوم بدأ يتلمس له مكاناً في
سباق النجوم نحو التفوق والصدارة مع أصدقائه الآخرين «فيسبوك، انستجرام»
وكل يوم يولد طفل جديد!
- الوعي بهدفك من دخولك في عالم «تويتر» يقطع عليك نصف
المسافة في تحقيق النجاح، فأقترح عليك أن تعيد النظر في قرارك من الدخول في
هذه المدرسة، وتكتبه بكل وضوح، هل هو هدف تجاري أو شخصي أو ثقافي أو
إعلاني أو توعوي، وعندها سترسم البوصلة خارطة الطريق.
- «تويتر» بيئة متشظية أقرب ما تكون لشارع له خاصية الانشطار
وكل شطر فيه يتشظى من جديد، فاسلك الطريق بحذر، واتبع تعليمات المرور
وإشارات الخبراء، ولا تنس التخلق بآداب السير وإعطاء الطريق حقه، فغض
البصر وكف الأذى ورد السلام واؤمر بالمعروف وانهَ عن المنكر.
- الطاولة هنا مستديرة يا صديقي، فاجلس في أي مكان ولو كان
الكرسي الشاغر عند الباب، ولا تنظر أن يقوم لك أحد، أنت من تصنع قيمتك
بنفسك وبقلمك، فركز الجهود على تطوير نفسك وكتابتك، ودع الأماني فالأماني
رؤوس أموال المفاليس.
- يمنع الحضور بالجيوش الجرارة من الألقاب والبشوت والمناصب،
أنت هنا لوحدك، فاخلع على عتبة الدخول لهذا العالم الفسيح كل أثقال الوظيفة
والكاريزما الكاذبة، بل حتى الجماهير التي تسبح بقدسك لا تجلبها معك هنا،
فربما تتخلى عنك في منتصف الطريق، تذكر دائماً أنت هنا لوحدك.
- لا تجعل من «تويتر» محاضرة أو ندوة علمية مملة تثقل بها
عيون الجماهير، بل كلمات قصيرة وعبارات مقتضبة تفي بالغرض، هي أشبه ما تكون
بالوجبات السريعة «فاست فود» تأكلها وأنت في الطريق وكذلك «تويتر» وجبات
سريعة يقرأها المارّة والمسافرون والمرتحلون، فكن خفيفاً لطيفاً أرق على
الناس من النسيم وألطف على عقولهم من الياسمين!
- أنت في سباق قصير «140 حرفاً فقط» ولست في ماراثون طويل أو
سباق تتابع، فلا تحول تغريدتك الساحرة الفاتنة إلى متسلسلة من الجمل لا
تنتهي إلا وقد ألقى بها القارئ على قارعة الطريق.
- «تويتر» لا يصلح لكل شيء، هو ممتاز للأشياء السريعة القصيرة
الخاطفة، ولا يصلح للخطب العنترية والمعلقات الشعرية، فليتك تعيش العصر
وتتناغم معه، فلكل زمان دولة ورجال.
- «تويتر» يمنحك الجزرة، لكنه يأخذ العصا، فاصنع خطاباً
متألقًا ذكيا لمّاحاً يدفع نحو الإيجابية والتفاؤل، ويركز على التقاط
المشهد واقتناص الفرص، ولا تعلق الآمال على الصراخ والشتم والاهواء، وكما
يقول الصينيون «العربة الفارغة أكثر ضجيجاً من العربة المليئة».
- عالمك الحقيقي والافتراضي يخضع لنفس القوانين، والسنن
الاجتماعية في العالمين متشابهة، البارزون هنا هم البارزون هناك، والمؤثرون
هنا هم المؤثرون هناك، ولا يمنع هذا أن تصطدم بشواذ لهذه السنن، فكم
قابلنا من هم ملء السمع والبصر في «تويتر» ولا تحتمل الجلوس معهم أكثر من
خمس دقائق في الواقع.
- «تويتر» ليس مكاناً مناسباً للتسول، واستجداء «الرتويت» أشد
من استجداء المال، واليد العليا خير من اليد السفلى، وخير من انتظار مسحة
الموسرين على رأسك، قم وقل: دلوني على سوق «تويتر» فالبضاعة المزجاة لا
يحفل بها المشترون ولا يمكن أن يعاد عرضها في المتجر الكبير الذي يخضع
لقوانين سوق عالمية عابرة للقارات من الأفكار والرؤى؛ فالثراء هنا هو ثراء
اللغة والموهبة والاستعداد.
- الصورة هنا تخرس الكلمات فاهتم بصورتك ولتكن بثغر باسم
وملامح هادئة، أحياناً لافتة المتجر هي التي تجبر الآخرين على الوقوف
والتجول فيه.
- نقطة آخر السطر: لا تنقطع عن التغريد، فأسراب الطيور لا
تحتمل أن يكون بينها «البوم»، البوم والغربان لا تغرد، وأنت اخترت أن تكون
بين الطيور، فانتبه أن يقول أحد: ماليَ لا أرى الطير، فتعاقب بالهجران
والأنفلوو Un follow.
سعد بن مفرح القحطاني
ماجستير إعلام جديد
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..