الخميس، 29 أكتوبر 2015

أقوالٌ وأمثالٌ في المزَاح

- كان يقال: لكلِّ شيء بَذْر، وبَذْر العداوة المزَاح (1) .
- وأجود ما قيل في كراهة المزَاح قولهم: (إنَّ المزَاح هو السُّباب الأصغر) (2) . - وقال خالد بن صفوان التميمي: (المزَاح سُباب النَّوكى) (3) (4) .
- وقال أبو عبيد: (من أمثال أكثم بن صيفي: المزْحَة تُذهب المهابة. يقول: إذا عُرف بها الرَّجل، قلَّت هيبته) (5) .
- وقال بعض الحكماء: (الخصومة تُمرِض القلوب، وتثبِّت فيها النِّفاق. والمزَاح يُذهب ببهاء العزِّ) (6) .
- وفي المثل العربيِّ: (المزَاح لقاحُ الضَّغائن) (7) .
- لا تمازح الشَّريف فيحقد عليك، ولا الدَّنيَّ فيجترئ عليك (8) .
- المزْح أوَّله فرحٌ، وآخره ترحٌ (9) .
- الإفراط في المزْح مُجُونٌ وجنون، والاقتصاد فيه ظُرف، والتَّقصير عنه ندامة (10) .
- قال ابن المعتز: (المزْح يأكل الهيبة، كما تأكل النَّار الحطب) (11) .
- من كَثُر مَزْحه، لم يسلم من استخفافٍ به، أو حقدٍ عليه (12) .
- من كَثُر مِزَاحه، تنازعه الحقد والهوان (13) .
-  رُبَّ مَزحٍ في غَوره جِدٌّ وكَدٌّ (14) .
- أوَّل أسباب القطيعة: المراء والمزْح (15) .
- وكان يقال: (المزْح في الكلام، كالملح في الطَّعام) (16) .
- وقال الحجَّاج بن يوسف لابن القرِّيَّة: (ما زالت الحكماء تكره المزَاح، وتنهى عنه، فقال: المزَاح من أدنى منزلته إلى أقصاها عشرة أبواب: المزاح أوَّله فرح، وآخره تَرح. المزاح نقائض السُّفهاء، كالشِّعر نقائض الشُّعراء. والمزَاح يوغر صدر الصَّديق، ويُنفِّر الرَّفيق. والمزاح يُبدِي السَّرائر؛ لأنَّه يُظهر المعَاير. والمزاح يُسقِط المروءة، ويُبدِي الخَنا. لم يجر المزْح خيرًا، وكثيرًا ما جرَّ شرًّا. الغالب بالمزاح واترٌ، والمغلوب به ثائرٌ. والمزاح يجلِب الشَّتمَ صغيرُه، والحربَ كبيرُه، وليس بعد الحرب إلَّا عفوٌ بعد قُدْرة. فقال الحجَّاج: حسبك، الموت خيرٌ من عفوٍ معه قُدْرة) (17) .
- العرب تقول: (لو كان المزَاح فحلًا، لكان الشَّرُّ له نسلًا) (18) .
- وتقول العرب -أيضًا-: (لو كان المزَاح فَحْلًا، ما أَلْقح إلَّا جهلًا) (19) .
- وقيل: (إذا كان المزَاح أوَّل الكلام، كان آخره الشَّتم واللكام) (20) .
- قيل: (المزَاح يبدي المهانة، ويُذهب المهابة، والغالب فيه واترٌ، والمغلوب ثائرٌ) (21) .
- قيل: (احذر فلتات المزاح، فسَقْطَة الاسترسال لا تُقَال) (22) .
- قال أكثم بن صيفي: (قد يُشْهَر السِّلاح في بعض المزَاح) (23) .

المزَاح في واحة الشِّعر


قال الشَّاعر:
ولا تمزحْ فإنَّ المزحَ جهلٌ وبعضُ الشَّرِّ يبدؤُه المزَاحُ (1)

قال أبو الفتح البُستي:
أعد طبعَك المكْدُود بالهمِّ راحة قليلًا وعلِّله بشيء من المزْحِ
ولكن إذا أعطيته المزْح فليكنْ بمقدارِ ما تُعطي الطَّعامَ من الملحِ (2)

يُرْوى عن شاعرة عربيَّة:
فإيَّاك، إيَّاك المزَاحَ، فإنَّه يجرِّي عليك الطَّفلَ والدَّنِس النَّذلا
ويُذْهب ماءَ الوجهِ بعد وَضَاته ويُورِثُ بعد العزِّ صاحبَه ذُلَّا (3)

وقال بعض الشُّعراء:
مازحْ أخاك إذا أردتَ مزاحًا وتوقَّ منه في المزَاحِ جماحًا
فلربَّما مَزَح الصَّديق بمَزْحَة كانت لبابِ عَدَاوةٍ مفتاحًا (4)

وقال محمود الورَّاق:
تلقَى الفتَى يلقَى أخاه وخِدْنَه في لحنِ منطقِه بما لا يُغْفَرُ
ويقول: كنت مُمَازِحًا ومُلَاعبًا هيهاتَ نارُك في الحشا تتسعَّرُ
ألهبتَها وطَفِقتَ تضحكُ لاهيًا عمَّا به، وفؤادُه يتفطَّرُ
أو ما علمتَ، ومثلُ جهلِك غالبٌ أنَّ المزَاح هو السُّبابُ الأصغرُ؟ (5)

وقال مسعر بن كِدَام الهلالي لابنه:
ولقد منحتك، يا كِدَام، نصيحتي فاسمعْ لقولِ أبٍ عليك شفيقِ
أمَّا المزَاحةُ والمرَاءُ فدعْهما خُلُقان لا أرضاهما لصديقِ
إنِّي بلوتُهما، فلم أحمدْهما لمجاورٍ جاورته، ورفيقِ (6)

وقال آخر:
إنَّ المزَاح للجلالِ مسلبهْ والضَّحِكُ أيضًا للبهاءِ مذهبهْ (7)

وقال آخر:
إنَّ المزَاح يورثُ الضَّغينة وحَمْل ضَغن في الحشا مؤونة (8)

قال وهب بن جرير بن حازم الجهضمي البصري:
دعِ المزَاحَ فقد يُزري بصاحبِه وربَّما آلت العقبى إلى غضبِ (9)

وقال عديُّ بن زيد:
وإيَّاك مِن فرطِ المزَاحِ فإنَّه جديرٌ بتسفيه الحليمِ المسدَّدِ (10)

وقال الشَّاعر:
امزحْ بمقدارِ الطَّلاقةِ واجتنبْ مزَحًا تُضاف به إلى سوءِ الأدبْ
لا تُغْضِبنْ أحدًا إذا مَازحتَه إنَّ المزَاحَ على مُقدمةِ الغَضَبْ (11)

وقال أبو جعفر الطَّبري:
لي صاحبٌ ليس يخلو لسانُه من جِراحِ
يجيدُ تمزيقَ عرضي على سبيلِ المزَاحِ (12)

وقال شاعرٌ:
اكرهْ لنفسِك ما لغيرِك تكرَهُ وافعلْ لنفسِك فعلَ مَن يتنَزَّهُ
وارفعْ بصمتِك عنك سبَّاتِ الورَى خوفَ الجوابِ فإنَّه بك أشبهُ
ودعِ الفُكَاهةَ بالمزَاحِ فإنَّها تُودي وتُسقِط من بها يتفكَّهُ (13)

وقيل:
ألا رُبَّ قولٍ قد جرى من مُمَازح فساق إليه الموت في طَرْف الحبلِ
فإنَّ مِزَاحَ المرءِ في غيرِ حينِه دليلٌ على فرطِ الحَمَاقةِ والجهلِ (14)

وقال الشَّاعر:
إنَّ الصَّديقَ يريدُ بسطَك مازحًا فإذا رأى منك الملَالة يُقْصِرُ
وترَى العدوَّ إذا تيقَّن أنَّه يُؤذيك بالمزْحِ العنيفِ يُكثِّر (15)

وقال ناصح الدِّين ابن الدَّهان:
لا تجعل الهَزْل دأبًا فهو منقصةٌ والجِدُّ تعلو به بين الورى القيمُ (16)

وقال آخر:
ودعِ المزَاحَ فرُبَّ لفظةِ مَازحٍ جلبت إليك بلابلًا لا تُدفعُ (17)

وقال أبو فِرَاس الحمداني:
أُرَوِّح القلبَ ببعضِ الهَزْل تجاهلًا منِّي، بغير جهلِ
أمزحُ فيه مَزْحَ أهلِ الفضلِ والمزْحُ أحيانًا جلاءُ العقلِ (18)

وقال صفي الدِّين الحلِّي:
أقلِّل المزْح في الكلام احترازًا فبإفراطه الدِّماء تُراقُ
قِلَّة السمِّ لا تضرُّ، وقد يقــتلُ مع فرطِ أكله الدِّرياقُ (19)

وقال أيضًا:
كلُّ من كان شأنه الانبساط ليس يُطوى للقَدح فيه بِسَاطُ
رُبَّما أوغر الصُّدور بمَزْح لاح فيه الجفا والاشتطاطُ
فأقلل المزْح ما استطعت ولا تأ ت بنَزْر إلَّا وفيه احتياطُ
وتوقَّ الإفراط فيه فقد يُفــرط في وضع قدرك الإفراطُ (20)

وقال ابن رشيق القيرواني:
وجانبوا المزْح إنَّ الجِدَّ يتبعُه ورُبَّ موجعةٍ في إثرِ تقبيلِ (21)



مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..