السبت، 10 أكتوبر 2015

كيف لو كتبَ هذا: «خالد السيف»؟!

* ينبغي للعالمِ أن لا يفتر عن محاسبة نفسه فإنّها تُحبّ الظهور والثناء.
* كم من رجلٍ نطق بالحقّ وأمر بالمعروف فيسلّط الله عليه مَن يؤذيه لسوء قصده وحُبّه للرئاسة
الدينية، فهذا داء خفيٌّ سارٍ في نفوس الفقهاء.
* مَن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء تحامق، واختال، وازدرىْ بالناس، وأهلكه العُجبُ، ومقتتهُ الأنفس. «قد أفلح من زكّاها وقد خاب مَن دسّاها».
* ترى الرجلَ ورِعاً في مأكله وملبسه ومعاملته… فينمّق حديثه ليُمدَح على الفصاحة، وإما أن يُظهر أحسن ما عنده ليُعظّم، وإما أن يسكت في موضع الكلام ليثنى عليه، ودواء ذلك كلّه الانقطاع عن الناس إلا من الجماعة.
* ما أحسن الصّدق.. واليوم تسأل الفقيه الغبيَّ: لمن طلبت العلم؟ فيبادر ويقول: طلبتُه لله، ويكذب إنما طلبه للدنيا، ويا قلة ما عرف منه.
* وقوم نالوا العلم، وولوا به المناصب، فظلموا، وتركوا التقييد بالعلم، وركبوا الكبائر والفواحش، فتباً لهم، فما هؤلاء بعلماء.!
* ما زال العلماء قديما وحديثا يردُّ بعضهم على بعض في البحث، وفي التواليف، وبمثل ذلك يتفقّه العالِم، وتتبرهن له المشكلات ولكن في زماننا قد يُعاقب الفقيه إذا اعتنى بذلك لسوء نيته، ولطلبه للظهور والتّكثّر، فيقوم عليه قضاة وأضداد، نسأل الله حسن الخاتمة وإخلاص العمل.
* كانوا -أي السلف- مع حسن القصد وصحّة النية غالباً يخافون من الكلام، وإظهار المعرفة والفضيلة، واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم، وسوء القصد، ثم إن الله يفضحهم، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه.
* إذا وقعت الفتن فتمسك بالسنة والزم الصمت ولا تخض فيما لا يعنيك وما أشكل عليك فرده إلى الله ورسوله وقل الله أعلم.
* كذا كان والله أهل الحديث؛ العلم والعبادة، واليوم فلا علم ولا عبادة، بل تخبيطٌ ولحن، وتصحيف كثير وحفظ يسير، وإذا لم يرتكب العظائم، ولا يُخلُّ بالفرائض فلله درّه.
* لا تعتقد أنّ مذهبك أفضل المذاهب وأحبها إلى الله تعالى؛ فإنه لا دليل لك على ذلك، ولا لمخالفك أيضا، بل الأئمة -رضي الله عنهم- كلهم على خير كثير، ولهم في صوابهم أجران على كلّ مسألة، وفي خطئهم أجر على كلّ مسألة.
* يجوز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول أو الفروع أو المدح أو الذم. أما حديث يتعلق بحل أو حرام، فلا يحل كتمانه بوجه؛ فإنه من البينات والهدى.
* قلّ مَن برزَ في الإمامة وردَّ على من خالفه إلا وعُودي، نعوذ بالله من الهوى.
* لو نطق العالِمُ بصدق وإخلاص لعارضه عدةٌ من علماء الوقت ولمقتوه وجهّلوه.
هذه المنقولات هي لأستاذ النّقَدة وشيخهم الذهبي.. وهو هو الإمام الحافظ المؤرخ أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي المتوفى في العام 748.
وليس بخافٍ أنّ هذه المنقولات -وسواها كثير- هي اليوم بسببٍ من: «النت» باتت مشتهرةً؛ إذ الجميع -عبر وسائل التواصل- يحفلُ بها تناقلاً وتواصياً!…غير أنّ أحداً لا يمكن أن يجرؤ ويُحاكي: «الإمام الذهبي» فيقاربُ قولَه مقتفياً أثر «الذهبي» ليتجاسر فيكتب بالتالي عن أحفاد من كتب عنهم الذهبي من: «المعاصرين»!.
يظهر أنّ المتعالمين -أيامنا هذه- هم أفقهُ بكثيرٍ مما كان عليه الإمام الذهبي!! ولقد تجاوزوه تُقىً وفاقوه ديانةً؛ إذ بلغوا من الحرصِ على توقير العلماء/ والفقهاء ما أوصلوهم درجةً من القداسة والعصمة لا تكون إلا للأنبياء!!
ألم يكن الأولى بـ: «الذهبي» أن يُلجم قلمه عن التخوّض في: «علماء زمانه من الحفّاظ والفقهاء» ويكف يده عن أذيتهم؟!
وكيف فاته -وهو الحافظ- أنّ لحومهم كانت مسمومة؟!

نقلا عن الشرق
 
انشيء في : 2015-10-10
 
 
خالد السيف






خالد السيف

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..