الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

الجيل الثاني من القاعدة.. أشد تطرفاً وسفكاً للدماء!

«العييري» تخرج من معسكرات أفغانستان ليتولى قيادة التنظيم في المملكة ثم خلفه «حاج» و «المقرن» و «العوفي».. ومسلسل السقوط دفع بفلولهم لليمن
الإرهابيان حاج والمزيني بعد مقتلهما في مواجهة النسيم
تحقيق - عادل الحربي
    استعراض أحداث العقد الأول من القرن الحالي الذي دشنه تنظيم القاعدة الإرهابي باستهداف مركز التجارة بمنهاتن وقتله نحو ثلاثة آلاف شخص.. وما تبع ذلك من أحداث جسام، يثير العديد من الأسئلة، لقد كان الأمر أقرب إلى السيناريوهات الهوليودية منه إلى الحقيقة، كما كانت النتائج عصية على الاستيعاب في فداحتها.
نفذ إرهابيو القاعدة جريمتهم في العمق الأمريكي ثم أدبروا مولين إلى بيوت أهلهم يفجرونها بمن فيها.. وشهدت بلاد الحرمين الشريفين العديد من الاعتداءات الإرهابية لكن المنفذين من أبنائها والضحايا أيضاً من أبنائها، فكانت الفاجعة كبيرة، كما كانت جميع النتائج تؤدي إلى حقيقة استهداف التنظيم الإرهابي للاعتدال وللبلاد التي انتهجت المنهج الوسطي، وليس ذلك ضرباً من اعتقاد بل هو ما تخبره نتائج العمليات الإرهابية التي نفذت في المملكة والتي ذهب ضحيتها فقط في الفترة من عام 1416-1426ه (1170) ضحية.
ومن بين التسعة عشر منفذاً لجريمة منهاتن كان خمسة عشر منهم سعوديون، في محاولة مفضوحة لتحميل المملكة مسؤولية هذه الجريمة، لجر الأمريكان إلى المملكة واستعداء القوة العظمى الوحيدة في ذلك الوقت على بلاد الحرمين الشريفين، وكاد هذا المخطط القذر أن ينجح لولا أن القيادة في المملكة تعاملت آنذاك مع الحدث بوعي سياسي ومسؤولية كبيرة أدت إلى قطع الطريق على ذلك المخطط ونشوء تفاهم سعودي أمريكي على أن الجميع في مواجهة الإرهاب هم في جبهة واحدة.
وطاردت القوات الأمريكية فلول القاعدة في أفغانستان وقادت تحالفاً دولياً لتحقيق ذلك أفضى إلى سقوط أفغانستان ثم العراق تحت الاحتلال الأمريكي الذي أدى بدوره إلى اتساع رقعة الإرهاب بدلاً من تحجيمه، حتى بعد تصفية بن لادن في مايو 2011م، وعلى النقيض استطاعت المملكة أن تحدد هدفها من الحملة على الإرهاب، كما نجحت في تحديد الأدوات المناسبة وانقضت على خلايا التنظيم واحدة تلو الأخرى وقائداً تلو الآخر حتى هرب التنظيم إلى اليمن حيث البيئة السياسية المنفلتة آنذاك والمناسبة لاختباء أعضاء التنظيم الإرهابي، وكانت قيادات التنظيم الإرهابي قد أدركت ضرورة إنشاء فرع لها في المملكة بعد الغزو الامريكي لأفغانستان وبداية ملاحقة أعضاء التنظيم وصعوبة التواصل بين أفراده، حيث أصبح التنظيم ملزماً بتفويض صلاحياته لقيادات أقل مرتبة تكون مستوعبة لاستراتيجيات التنظيم الإرهابي وتتولى التفاصيل.
تعيين قيادات التنظيم
البداية حسب اعترافات أحد أعضاء التنيظيم: "عندما جرى تغيير المجلس الشرعي للتنظيم في الداخل، وفقا لرسالة من قائد التنظيم آنذاك أسامة بن لادن التي قام بتسليمها اليمني خالد باعتش، وتتضمن التعيينات التي أقرها بن لادن في 2002، تعيين اليمني خالد الحاج قائداً للتنظيم في الداخل، وتكليف عبدالعزيز المقرن مسؤولاً عسكرياً، ويوسف العييري مسؤولاً مالياً، وراكان الصيخان مسؤولية التسليح والتنظيم"، وحسم الهالك بن لادن بهذه التعيينات خلافات كانت قد دبت بين أعضاء التنظيم حول توجه العمليات الإرهابية المزمع القيام بها في المملكة، حيث كانت خياراتهم القذرة في حيرة بين المجمعات السكنية والمنشآت النفطية، إلا أن هذا التنظيم بكل مخططاته باء إلى فشل وتشتت أعضائه بين قتيل وسجين وهارب.. حيث نجحت الجهات الأمنية في تضييق الخناق على أفراد التنظيم الإرهابي حتى اضطر بعضهم للتحرك بالملابس النسائية، إذ نفذت الجهات الأمنية عمليات استباقية أدت إلى مصرع عبدالعزيز المقرن، ثم صالح العوفي ثم المغربي كريم المجاطي وسعود القطيني العتيبي والمغربي يونس الحياري وفهد الجوير، ويوسف العييري وراكان الصيخان وغيرهم كثير من قيادات الشر، الذين فشلوا في بناء تنظيم مستقر داخل المملكة كما فشلوا قبلها في تنفيذ عمليات إرهابية بمستوى تهديداتهم أو حتى بمستوى جرائم أفرع التنظيم الإرهابي في دول أخرى خصوصاً تلك التي في مناطق الصراع.
وفي مطلع العام 2009م أقر التنظيم بفشله في العمل التنظيمي داخل المملكة بإعلان إنشاء ما يسمى ب"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" ومقره اليمن، الذي دمج مشردي التنظيم الهاربين من القوات السعودية بأقرانهم في اليمن في عام 2009م، لتطوى بذلك صفحة تواجد قيادة التنظيم الإرهابي في المملكة.
وكان اللافت في تلك الحقبة النجاحات الأمنية المتتالية في تعقب رؤس التنظيم داخل المملكة، حيث أفضت العمليات الاستباقية الناجحة إلى قتل العديد من تلك القيادات وفيما يلي أبرزها:
القائد الأول لخلايا القاعدة
يعد يوسف بن صالح بن فهد العييري من مواليد مدينة بريدة في منطقة القصيم هو القائد الأول لخلايا القاعدة في المملكة، وكان على رأس المطلوبين في قائمة ضمت تسعة عشر عنصراً إرهابياً أعلنتها وزارة الداخلية في السابع من مايو عام 2003م، انتقل في أول عمره مع أسرته إلى مدينة الدمام بعد أن أحيل والده إلى التقاعد وتفرغ للتجارة، وترك مقاعد الدراسة مبكراً بعد أن أنهى المرحلة المتوسطة، ودرس لمدة ثلاثة أشهر في المرحلة الثانوية ثم غادرها إلى أفغانستان قبل بلوغه الثامنة عشرة، وانخرط في التدريب العسكري لسنوات في أفغانسان في معسكرات منها معسكر الفاروق الذي اشتهر بضم عدد كبير من العرب، وعمل حارساً شخصياً لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لمدة أربعة أشهر، كما شارك في معارك في الصومال والبوسنة حيث عمل قائدا ميدانياً.
نظم برامج تدريبية لكل من أراد الذهاب للبوسنة.
وعاد العييري إلى المملكة ثم قبض عليه على خلفية التفجير الآثم في الخبر عام 1996م، وعاد ليواصل أعماله التخريبية بعد خروجه من السجن، وألف كتبا ودراسات تناولت العديد من القضايا وأهمها ما سماه العمليات الاستشهادية، كما قام بإصدار أشرطة صوتية تحث على الجهاد، وأشرف شخصيا على موقع القاعدة الإلكتروني وكان هو المتحدث الرسمي باسم التنظيم الإرهابي، وكان على تواصل عبر الشبكة الإلكترونية بقيادات التنظيم في أفغانستان وإيران وباكستان، كما تمكن رجال الأمن من قتله بعد مطاردة في تربة بمنطقة حائل مساء يوم السبت الموافق 1424/3/30ه.
منسق قيادات التنظيم
القائد الثاني الذي يعد من أهم قيادات التنظيم الإرهابي هو خالد بن مسلم الجهني، حيث احتل الجهني منصباً قيادياً في الخلية الإرهابية الرئيسية في المملكة والخليج، وسافر إلى أفغانستان عام 1992م حيث أمضى فيها قرابة الثلاثة أعوام بعدها عاد إلى المملكة لفترة قصيرة، وظهر في شريط فيديو مع ابن الشيبة أحد الشخصيات المهمة في تنظيم القاعدة واثنين آخرين، وتولى الجهني عمليات التنسيق والربط بين قيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان وقيادات الخلايا الإرهابية في المملكة، كما شارك في العمليات العسكرية في البوسنة والشيشان قبل أن يعود للاستقرار في معسكرات القاعدة في أفغانستان، وانقطع عن الدراسة عند السنة الثانية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ثم انتهى المطاف به منتحراً خلال مشاركته في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مجمعاً سكنياً في حي الحمراء بالرياض مايو 2003.
قائد الخلايا
ويعد خالد علي حاج -يمني الجنسية- المولود في مدينة جدة والذي نشأ فيها ويكنى بأبي حازم الشاعر، يعد الشخص الثالث الذي نصبته القاعدة قائداً لخلاياها الإرهابية في المملكة، وتمت تسميته قائداً فعلياً لخلايا التنظيم بعد مقتل يوسف العييري على الرغم من تعيين عبدالعزيز المقرن صورياً حيث تركت المهمة القيادية للأول في حين تصدر اسم المقرن المواقع الإرهابية على الانترنت كقائد للخلايا الارهابية رغم ان الرأس المدبر وهو حاج ليس له أي ظهور إعلامي، وكان أحد الحراس الشخصيين لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وسبق أن تم القبض عليه في المملكة على خلفية قضية أمنية وصدر قرار بترحيله إلى بلاده، وسافر إلى اليمن ثم من هناك الى افغانستان وهناك التحق بمعسكرات التنظيم، وأعلنت وزارة الداخلية اسمه ضمن قائمة الستة والعشرين الإرهابية، ثم تمكنت قوات الأمن في السادس عشر من ابريل 2004م في حي النسيم شرق العاصمة الرياض من قتله هو ومرافقه ابراهيم عبدالعزيز المزيني.
رابع قيادات التنظيم الإجرامي
يعتبر عبدالعزيز بن عيسى بن عبدالمحسن المقرن رابع القيادات في التنظيم الإجرامي في المملكة ومنطقة الخليج وذلك بعد مقتل اليمني خالد حاج، حيث قضى 16 عاماً من حياته مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وتنقل بين أفغانستان والبوسنة والهرسك والجزائر مروراً بالصومال وانتهاءً بالمملكة، وكانت بداياته في الانخراط في الأعمال العسكرية عندما كان عمره 17 سنة عندما توجه إلى أفغانستان للمشاركة في القتال ضد الاحتلال السوفييتي حيث تلقى تدريباته في معسكرات القاعدة.
وأبقى المقرن على صلاته بالتنظيم أربع سنوات بين عامي 1990 – 1994م ثم انخرط في عمليات تدريب أخرى فيما يعرف بمعسكر (وال) القريب من مدينة خوست الأفغانية وشارك في عدد من المعارك، وتقلد مسؤولية التدريب في المعسكر قبل أن ينتقل الى الجزائر منتصف التسعينات للقتال مع الجماعات المسلحة في الجزائر، وتم تهريبه من الجزائر بعد تخليصه من قبضة الأمن الجزائري الذي كان قد قبض عليه مع زملاء له عندما كانوا يقومون بتهريب الأسلحة ثم أمضى بعد ذلك مدة قصيرة يتنقل فيها بين المملكة وأفغانستان قبل أن ينتقل إلى البوسنة والهرسك حيث شارك في عمليات تدريب وقتال هناك، وعاد المقرن مرة أخرى إلى المملكة قبل أن يتسلل إلى اليمن في طريقه إلى الصومال حيث قاتل مع مجموعات مسلحة في إقليم (أوغادين) ضد القوات الاثيوبية ووقع في الأسر بعد عامين ونصف العام من وصوله إلى الصومال وطلبت المملكة بتسليمه إليها.
وأصدرت محكمة شرعية حكماً يقضي بسجنه أربع سنوات إلا انه تم إطلاق سراحه بعد قضاء نصف المدة، وعاد مرة أخرى إلى أفغانستان حيث تسلل إلى اليمن بعد فترة قصيرة من إطلاق سراحه ومنها إلى أفغانستان عبر عدد من العواصم وذلك عام 2001م، وبعد الاطاحة بنظام طالبان في افغانستان عاد الى الرياض ليرى اسرته إلا انه اختفى بعد ذلك لأكثر من خمسة عشر شهراً، وتوقف تحصيله العلمي عند المرحلة الثانوية وتزوج في سن مبكرة (19) سنة وأنجب طفلة واثناء تواجده في المملكة تولى تدريب العناصر الجديدة في خلايا التنظيم الإرهابي في المنطقتين الوسطى والغربية عبر معسكرات سرية تقام في مناطق وعرة بين الأودية والجبال، وجاء مقتله في الثامن عشر من شهر يناير 2004م على أيدي رجال الأمن في حي الملز بالقرب من احد محطات الوقود هو وثلاثة من الإرهابيين المطلوبين هم فيصل بن عبدالرحمن الدخيل وتركي بن فهيد المطيري وابراهيم بن عبدالله الدريهم.
مخطط الهجوم على القنصلية الأمريكية
وكان صالح محمد العوفي الذي قتل الخميس 18 / 8 / 2005 م في المدينة المنورة، قائد تنظيم القاعدة في المنطقة الغربية، هو المخطط والمنفذ للهجوم على القنصلية الأمريكية بجدة في ديسمبر/ كانون الأول 2004م، وقد واجهته قوات الأمن في 21- 7- 2004 في فيلا في حي الملك فهد في الرياض حيث قتل عيسى العوشن المطلوب على قائمة ال(26) وعنصرا آخر، وقد تحصن وقتها العوفي بزوجته وأولاده قبل أن يفر هاربا.
وقد جرى التحقيق مع زوجة العوفي وتم توجيه عدد من التهم لها منها وجودها في موقع لتخزين الأسلحة وموقع مطلوبين أمنياً وتسترها على أعمالهم وموافقتها على بقاء أطفالها الثلاثة في موقع خطر دون مراعاة حالتهم السيئة، ثم صدر قرار إطلاق سراحها مراعاة لوضعها كامرأة وحاجة أبنائها لرعايتها وإعادة تأهيلهم نفسياً، وتخرج العوفي واسمه الكامل صالح محمد عوض الله العلوي العوفي (38 عاما)، من مدرسة سيف الدولة الحمداني المتوسطة (الإعدادية) بحي الدويمة الشعبي في المدينة المنورة.
وتوجه إلى الرياض للالتحاق بدورة أعمال سجون تابعة لمدينة تدريب الأمن العام، ليتخرج منها عام 1988 برتبة جندي أول، وعقب تخرجه مباشرة، تعيّن في سجن خيبر، قبل أن ينقل إلى المدينة المنورة كجندي في السجن العام، ولم يتمكن العوفي من البقاء في عمله لأكثر من 3 سنوات، حيث تم فصله من عمله عام 1992، وشارك العوفي في القتال في أفغانستان والشيشان حيث جرح هناك وأعيد للمملكة عام 1995.
مواجهات قرية الصوير
تركي ناصر مشعل الدندني، وقد قتل في مواجهات أمنية بقرية الصوير شمال المملكة في يوليو (تموز) 2004، وهو من مواليد 1394 ه من سكان منطقة الجوف، حاصل على الثانوية العامة، وعمل على وظيفة مؤذن مسجد في الجوف، وسافر إلى الكويت، بحسب رواية أحد أشقائه، كما سافر الى افغانستان، وعاد إلى المملكة بعد أن قضى فترة من الزمن في افغانستان، وهو الرابع في ترتيب الذكور الستة لوالده المتوفي قبل سنوات من مقتله.
حادث حي الفيحاء
ولقي راكان بن محسن الصيخان مصرعه بعد إصابته في حادث حي الفيحاء بتاريخ 22 / 2 / 1425ه، حيث أصيب بطلق ناري في الصدر ثم نقله عناصر التنظيم أثناء فرارهم إلى منزل تحت الترميم بحي السلي بمدينة الرياض ومن ثم تولى ثلاثة منهم نقله إلى موقع آخر في حي السويدي ولم توفر له أي رعاية طبية وقد لقي مصرعه في اليوم التالي للحادث وتولى عبدالعزيز المقرن الإشراف على دفنه في مكان مجهول.

الرهينة الأميركي جونسون أحد ضحايا خلية عبدالعزيز المقرن

نهاية الإرهابي عبدالعزيز المقرن بعد سلسلة من جرائم القتل وترويع الآمنين

مواطنون يصطفون فرحاً لتحية رجال الأمن بعد مقتل عبدالعزيز المقرن في مواجهة الملز

أحد مصابي العمليات الإرهابية التي لم تستثن أحداً

العمليات الإرهابية خلفت العديد من الضحايا

أحد مصابي تفجير مبنى المرور بالوشم

مصاب في تفجيرات مجمع المحيا

سيدة طالتها يد الغدر والخيانة في عملية إرهابية مروعة
الإرهابي تركي الدندني
الإرهابي صالح العوفي
الإرهابي خالد حاج
الإرهابي يوسف العييري

 




------------
اللهم أكفناهم بما شئت
وأحفظ لنا ديننا وأمننا ووطننا وولاة أمرنا

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..