الخميس، 10 ديسمبر 2015

(قينان) و (الموسى).. واسرار هجوم العلمانيين السعوديين المفاجىء على (جمال خاشقجي)

خاص - الرياض
فجأة وبدون مقدمات فتحت "كتيبة" الفرق العلمانية والليبراليين السعوديين على جمال خاشقجي، الاعلامي السعودي البارز ورئيس تحرير قناة" العرب" التي يمولها الملياردير الامير وليد بن طلال، والتي
رفضت البحرين استضافتها، لتكون مقرا رئيسا لها،لأسباب غامضة، وتساؤلات عن "سر" هجوم الليبراليين والعلمانيين السعوديين المفاجىء والمنظم على "خاشقجي"، وارتباط هذا الهجوم بانعقاد الاجتماع الأول للجنة التنسيق السعودية المصرية في العاصمة السعودية الرياض، بحضور رئيس حكومة الانقلاب، وحشد من وزراء السيسي ووزير دفاعه، والاعلان عن بدء"ضخ الرز" السعودي للسيسي وتخصيص مليار دولار سعودي لدعم قطاع الكهرباء في مصر، وتجديد اتفاقات بموجبها تضخ السعودية النفط ومشتقات البترول لنظام السيسي، وتواكب مع الهجمة على المؤسسات الخيرية السعودية واغلاقها او تجميد فروع بعضها، ومنع جمعها للتبرعات.
لقد بدأ هجوم العلمانيين والليبراليين السعوديين على خاشقجي وعدد من العلماء السعوديين، بمقال لقينان الغامدي رئيس التحرير السابق لجريدة "الشرق" السعودية، اتهم فيه "خاشقجي" بالانتهازية، وانه يحاول ان يدافع عن الاخوان، وقال عنه انه "نكره" وأنه "لايعرفه ولا يقرأ له ولا يسمع له"، كعادة الليبراليين والعلمانيين في تسفيه من يختلف معهم، ثم تبع "قينان" في هجومه على "خاشقجي" الدكتور علي الموسي، بمقال عنونه بـ "فضيلة الشيخ جمال خاشقجي"، اتهمه فيها بأنه يدغدغ مشاعر حركة الإخوان، وأيضا رجب طيب إردوغان، وكأنه "أصبح مستشار المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين"، وتساؤلات هل حصل هؤلاء على "ضوء أخضر من رموز في النظام" للهجوم المنظم والمرتب على "خاشقجي"؟
الثلاثة المقربون من صانع القرار: تكفى دلني يا "جمال"
بداية الهجوم على "خاشقجي" كانت بالمقال الذي عنونه "قينان الغامدي":الثلاثة المقربون من صانع القرار: تكفى دلني يا "جمال"، والذي استمات فيه "قينان" بالدفاع عن الانقلاب العسكري، والسيسي والفرح في الانقلاب على الاخوان،  ويمجد ما اسماه بـ "ثورة 3يوليو" ، وقال "الغامدي" في مقاله:
شجع وضاعف من قدرات الأخ الزميل جمال، تلك الصفة النادرة التي أسبغها عليه إخواننا في الإعلام المصري –غير الرسمي– بأنه "مقرب من دوائر صنع القرار السعودية"، وبهذه الصفة أصبح ما يتفضل به أخونا جمال بصفته واحدا ممن وصفهم الزميل الساخر عبدالعزيز السويد بـ"المحلحلين الانتهازيين"، وهو في حال انتشاء، بهذا الشرف الرفيع الذي لم يحظ به صحفي سعودي قبله ممن قضوا في بلاط المهنة نصف قرن وما زالوا أحياء يكتبون، وهو لا ينفرد بهذه الصفة في زمن "كيل الصفات بدون حساب" بل يشاركه في هذه القربى النادرة من "صانع القرار السعودي" اثنان آخران، أحدهما يوصف بأنه "خبير استراتيجي" يسعى للتطبيع مع إسرائيل "بحلحلة استراسطحية فجة" والكثير لم ينسوا وصفه الشهير للنظام السعودي بأنه "لا يقل أو أنه أفضل من زمن الخلفاء الراشدين!!"، وآخر يوصف بأنه "ناشط ومحلل سياسي" لم تسلم دولة في العالم، وخاصة الكبرى من تهديده "وحلحلته الهفافية" لها بمن يسميهم "المجاهدين السعوديين البواسل"، ويكاد يكون له في كل أستديو "مشلح ودلة ومعاميل".
وأضاف الغامدي في مقاله: يتميز الثلاثة بإجادتهم "الإنجليزية"، وهذا حقق لهم ظهوراً، على شاشات العالم كله، وعلى كثرة مشاغل الثلاثة وحضورهم على الشاشات والصحف الذي لم ينافسهم فيه محاول لـ"كسب صفة القربى" إلاّ الزميل "خالد باطرفي"، فإنني لا أدري كيف يستطيع "صناع القرار السعودي" أن ينظموا أوقاتهم اليومية لكي ينتهزوا فرصة فراغ أي من "الثلاثة المقربين" للاستنارة بما يشيرون به عليهم، ويبدو –والله أعلم– أن "صناع القرار السعوديين" يبرمجون جداول عملهم اليومية بصورة أدق من تلك الطريقة التي اتبعها "جمال عبدالناصر" ليظفر بلحظات من وقت "صانع القرار المصري والعربي والقومي" في تلك الأيام أستاذ الأجيال منذ فرعون حتى يوم "الواقعة" الأستاذ "محمد حسنين هيكل" حفظه الله!!
وفي سخرية فجة من جمال خاشقجي قال "الغامدي" في مقاله: ولا أستبعد أن يخرج علينا ذات يوم أحد أشد "الثلاثة قرباً" من "صانع القرار السعودي" بكتب نادرة، ومذكرات ورؤى تتجاوز قيمتها الثلاثين مليون "باوند" التي يُقال أن "هيكل" قبضها من قناة "قطر" في "الجزيرة" العربية التي رسم من خلالها خريطة العالم خلال القرنين القادمين.
ولأنني أحسد "الثلاثة المقربين"، وعاجز –حقيقة– عن أن أنال صفة "القرب" هذه، ولم يتكرم أحد بها على شخصي الضعيف الذي يصفه ربعنا "الداعشيون" المصفقون للثلاثة بأنه "رويبضة!!" فسأكتفي اليوم بتهنئة العزيز "جمال خاشقجي" على ذكائه الكبير، لأنه لا تغيب عنه "البوصلة السياسية" واتجاهاتها، ولا يدع فرصة يستشعر فيها أن "السعودية" تتخذ موقفاً ما في سياستها الخارجية –الوضع الداخلي لا يعني أي أحد من الثلاثة المقربين– إلاّ وانتهزه ليمجد "الإخوان المسلمين" باحثاً بذكاء أين تكمن "مصلحة السياسة السعودية" في أي من رؤاهم ليصنع منه "قنبلة إعلامية" تتردد على حناجر "القنوات العربية والعالمية" وآخرها سقوط الطائرة الروسية، على يدي تركيا، فما إن اعترفت تركيا بإسقاط الطائرة، حتى "انبرش" أخونا "جمال" في "حلحلات انتهازية" للحادث عبر مقالات وحوارات تمجد سياسة التقارب السعودية التركية في نظرتهما وموقفهما من "الأزمة السورية"، وإبراز الغطرسة البوتينية القيصرية الروسية لدرجة أنه توقع أن تتجرأ هذه "الغطرسة البوتينية" على ضرب مواقع عسكرية داخل السعودية بحجة أنها "معاقل رسمية" للإرهابيين تحت رعاية الدولة، و"من يدري!!" يا "ساتر استر"!!
وقال قينان الغامدي: بناء على ذلك، فلنحذر ولنستعد، ولنعلم أن خيارنا هو الانضمام "عسكرياً" إلى جوار "تركيا"، حتى إذا ما اندلعت حرب بين "بوتين" وبين "إردوغان" نكون جاهزين في السعودية لأوامر "الخليفة القادم للإخوان المسلمين!!" الرئيس التركي "إردوغان" وهذا ملخص مقال الأخ "جمال" في الحياة السبت الماضي! والآن أقول لكم من المستفيد من "تحلحلات وتقوقعات" الأخ "جمال" التي لا يشير إليها صراحة، ولولا كتابه "ربيع الإخوان" الذي ترجم إلى "ألف لغة عالمية حتى الآن!!" لما عرفت -حتى أنا- عظمة فكر حسن البنا "رحم الله أموات المسلمين كلهم"، وهو فكر وضع "نظرية كبرى وسهلة!" لتكوين دولة "الخلافة" التي وجد "الإخوان المسلمون" فرصة تمكين نادرة أضاعها عليهم "الجيش المصري"، ولم يبق لهم إلاّ التشبث ودعم "الخلافة المنتظرة" على يد "حزب العدالة والتنمية التركي" الذي يقود ويكرس دولة علمانية بشعار "إردوغان مصحفي" فالمصحف –ما شاء الله– لا يفارق يده اليمنى حتى وهو يقول "علمانيتنا سر تفوق تركيا"!!
ولو قال "رويبضة"! مثلي، إن سر تفوق تركيا هي علمانيتها، لرأيت "الدواعش –الخارجين من عباءة تنظيم الإخوان أصلا- يقولون "يا علماني يا كلب يا تغريبي، يا... يا.. كافر!! والعياذ بالله".
وقال "الغامدي": أخيراً أقول للأخ "جمال"، الذي لم أسمع ولم أقرأ له –على كثرة حضوره– نفياً لقربه من "صناع القرار السعودي"!! أن يمجد فكر "الإخوان المسلمين" كما يشاء بذكاء مكشوف، أو بصراحة مستترة، فذاك لا يهمني، الذي يهمني، أنني أتوسل إليه علناً أن يدلني كيف أنال صفة "قريب من صناع القرار"، وأعده أن أمجد "الإخوان" وأدعو للتطبيع مع "إسرائيل" وأهدد بالمجاهدين الانتحاريين السعوديين وأشتري "مشالح وبدل" تكفي لكل أستوديوهات العالم، فقط، تكفى دلني يا جمال، ولا أظن "صناع القرار" يرفضون "مقرباً رابعاً" وأقسم بالله العظيم –ومالك علي يمين– إنني أعرف الملك سلمان، وولي العهد، وولي ولي العهد، شخصياً، وقد قابلتهم مجتمعين –حفظهم الله– وفرادى عدة مرات، فدلني تكفى "يا جمال"!!
الموسى .. وفضيلة الشيخ جمال خاشقجي
وتبع "قينان"، مقال للدكتور علي الموسى بمقال تحت عنوان "فضيلة الشيخ جمال خاشقجي"، قال فيه:في مرة نادرة، سأعترف لكم أنني انتظرت لأكثر من نصف ساعة كي أكتب الجملة الرئيسية الأولى لهذا المقال، وهي في العادة لا تأخذ من وقتي بضع ثوان شاردة. الجملة باختصار هي ردة الفعل الجماهيرية عندما نكتب عن شيخ أو عالم أو طالب علم أو حتى زميل حرف أخذته (التحولات) وضرورة المرحلة إلى شيء يشبه (ما يطلبه المستمعون). هنا بعض الأمثلة:
عندما كتبت مقالي مطلع الأسبوع عن (الجني الرافضي) الذي تحدث عنه فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي، في (نقل) تاريخي عن الإمام عامر بن شراحيل الشعبي، تحول جوالي إلى آلة سب وقذف وشتم. كنت في غاية الدهشة لأن جوهر المقال ورسالته ليسا بأكثر من تنبيه للشيخ العريفي إلى التثبت من حقائق التاريخ لأن الإمام الشعبي، رحمه الله، عاش ومات قبل قرن كامل من ظهور مصطلح (الرافضة) على يد الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين. كنت أريد تنبيه فضيلة الشيخ أن محصول (الرز) دخل هذه الجزيرة مطلع القرن ما قبل الماضي على ظهر بواخر حجاج إندونيسيا، وبالوثائق، فكيف للإمام الشعبي أن يأكله مع جني رافضي في نصف القرن الأول من الهجرة.
في المقال الثاني، أعدت ما قبل البارحة (رتويت) مقال الصديق العزيز، قينان الغامدي، عن الصديق الأثير جمال خاشقجي. وعلى مقولة عادل إمام (وهات يا شتيمة). وكل الغرابة وذروة الدهشة أن الأخ العزيز، أبا صلاح، قد تحول في وجهة نظر هؤلاء إلى ما يشبه (صاحب الفضيلة) لأنه في مقالاته الأخيرة يدغدغ مشاعر حركة الإخوان، وأيضا رجب طيب إردوغان. هو نفسه، جمال خاشقجي، الذي كان يتلقى من هذه (الجوقة) أقذع الشتائم والتهم يوم كان رأس تحرير هذه (الوطن) ويوم كانوا يكتبون ضده أشد البيانات، ويوم أن قال عنه أحد رموزهم (إنه رأس حركة التغريب في هذا البلد). ولن أسمح لأحد ما أن يدخل في العلاقة الشخصية فيما بين (أبي صلاح) وبيني، وهنا سأدلف للمثال الثالث:
عندما ظهر أستاذنا الكبير، فهد العرابي الحارثي في الحلقة التلفزيونية مع (عبدالله المديفر) وأعلن انحيازه لحركة الإخوان المسلمين كتبت مقالي عن توبة خاطئة لنهايات المرحلة. ومرة أخرى (هات يا شتم) حين تدافع كل هؤلاء لمباركة (أبي محمد) وكأنه أصبح مستشار المرشد العام للجماعة ثم نسوا كل تاريخهم معه يوم كانوا يتدافعون زرافات ووحدانا بصفته العقل المؤسس لمنهج صحيفة (الوثن) ورأس هرم الليبرالية والعلمانية في هذا الوطن.
أختم بسطر أرجو ألا يقرأه سوى الأخ جمال خاشقجي: لقد اخترت اسمك ولقبك الجديد في العنوان بعاليه كي يدخل للمقال أكبر قدر ممكن من القراء. أنت تعرف أيضا أنك، وبفضلهم، تركت "الوطن" لمرتين.
المصدر : شؤون خليجية - الرياض
2015-12-09 15:11:07

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..