السبت، 5 ديسمبر 2015

وعلى الشاشة افترقنا

    تكشف تويتر عن حالة انشطار ثقافي حول العلاقة مع الفضائيات وسيتكشف أمامك ثلاثة انشطارات عميقة بين فريق جعل نفسه منتميا لقناة العربية وثانيا ينتمي للجزيرة وثالثا ينتمي للميادين، وهو انتماء بالمعنى السالب حيث ستراه يرفض القناة الأخرى ويصف أي تغريدة تحيل لتلك القناة بصفات تمسك أنت بصفات منها المخدوع أو تلومك على مجرد مشاهدة القناة أو تتمادى بوصفك بالتصهين وهو ما يقوله لك فريق الجزيرة، أو الإخونجي وهو وصف يأتيك من فرقة العربية، أما الميادين فهي تحظى بحال من التحزبية ضد القناتين معا. وكل واحد من هذه الفرق يمارس تحزبيته الممعنة برفض الآخر وتزيد التحزبية بأن ترفض المستقل المحايد ولن يسلم استقلالك من كيل الاتهامات لك، وهذا ما يؤكد التحزبية المتعمقة حيث يصبح الرأي وتصبح المشاهدة علامات على موقف سياسي يسعى هؤلاء لتأطيره وفرضه عبر إرهاب المخالف بشن هجمة من الصفات عليه. وهذا مظهر متصل ويومي تشهده عبر تغريدات تويتر وتتعرض له كلما أطلقت تغريدة تحيل إلى مصدرك المعلوماتي فيها، وتكتشف أن مجرد نقلك لمعلومة سيتحول إلى معركة تصنيفية بناء على مصدر المعلومة ،وهذا ينتمي لمظهر ثقافي يقوم على الانتماء السلبي ولا تصبح معه الأفكار منطقة اختيار ذاتي بل تصبح قوانين ذهنية وذوقية واصطفافات فئوية. وقد ظل حسابي يتعرض لمثل هذه التقاطعات وحصلت على صفات من الأطرف الثلاثة كلها حتى انشطرت ذاتي بين الفضائيات وكل واحدة تنفي الأخرى وتضعك معلقا خارج فضاء الواقع، وكأن الاستقلال الفكري جرم أخلاقي يحاسب فاعله. وفيه جاءتني تغريدة من مغرد ظل يتابع معي المشهد وصاغه بقوله: (هنا المشكلة يا أستاذنا لأن العقل العربي الجماهيري انقسم لثلاث شاشات: العربية، الجزيرة، الميادين، الله يعينك/ حمد الدريهم).


السبت 05 ديسمبر 2015

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..