في أواخر الستينات من القرن الماضي (الثمانينات الهجرية) استحكمت أزمة التعليم العالي في المملكة إذ لم تكن هناك إلا جامعة واحدة في الرياض وكليات متخصصة في هذه المدينة أو تلك
ولم تكن في جدة آنذاك جامعة أو كلية، في ذلك الوقت كان الإحساس بمفهوم الانتماء الوطني والخدمة الاجتماعية فضيلة تحرك أصحاب الشركات الكبرى ورجال الأعمال، ولذلك بادروا لإنشاء جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية سنة ١٩٦٧، تبرع رجال الأعمال بإنشاء الجامعة وتكفلوا برواتب الأساتذة والإداريين ومكافآت الطلاب وامتد التبرع ليشمل ابتعاث الطلاب للدراسات العليا والتكفل بكامل نفقات الابتعاث.ولم يكن رجال الأعمال آنذاك يملكون من الإمكانات ما يملكونه اليوم، غير أنهم كانوا يمتلكون شعورا بالانتماء للوطن وإدراكا لقيمة الخدمة الاجتماعية لا نكاد نجد له أثرا فيما نراه اليوم من جامعات وكليات أهلية ينشئها القطاع الخاص متخذا إياها وسيلة وأداة من وسائل وأدوات الاستثمار مثلها مثل ورش السيارات والمولات والمطاعم والمقاهي، جامعات وكليات يزايد مؤسسوها وأصحابها في الرسوم التي يتقاضونها من الطلاب والطالبات حتى يوشك كثير منهم إلى التوقف عن استكمال تعليمهم، فهم يلتحقون برسوم ثم يجدونها ترتفع عاما بعد عام لا يحرك تكلفتها ارتفاعا غير رغبة أصحابها في مزيد من الربح والثروة.
لدينا ألف ملياردير وملياردير وألف شركة كبرى وشركة وليس لدينا جامعة واحدة أو حتى كلية واحدة كجامعة الملك عبد العزيز الأهلية التي أنشأها رجال لم يكن بينهم واحد يمكن له أن يكون مليارديرا في مدينة لا تملك أكبر شركة فيها رأس المال الذي يملكه فرع واحد للشركات والبنوك المتناثرة كالوشم في أحياء جدة وشوارعها. لم يكن فيهم ملياردير واحد ولكن قلوبهم كانت عامرة بحب الوطن والناس.
سعيد السريحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..