ليس
غريبا أن يعارض راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، ونائب رئيس الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مكتب الإرشاد العام العالمي لجماعة الإخوان
المسلمين تصنيف «حزب الله» بالإرهابي؛
فالمناصب الحزبية القيادية الثلاثة الواردة بعد اسمه تعلل لم اتخذ الموقف القطعي المعارض لتصنيف الحزب الفارسي الشيطاني الذي عثا في ديار العرب من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب فسادا وتخريبا وقتلا . وبغض النظر عن تميع موقفه ومحاولته التلاعب بالكلمات للهروب من التصريح بإدانة حزب الشيطان الفارسي بالإرهاب؛ فليس هذا التحايل في نفي الإدانة وفي الوقت نفسه نفي الوقوف في صف الحزب إلا لونا من ألوان الانتهازية القميئة والالتزام التام بالوفاء بما قطعته الجماعة من عهد لولاية الفقيه وسعيهما معا في طريق واحد لتحقيق أهداف مشتركة، مهما كانت الاختلافات في حقيقتها بين القوميتين العربية والفارسية صادمة وكبيرة؛ ولكنها تتحاشى ذلك الشرخ التاريخي بين القوميات بعامة وهاتين القوميتين على الأخص بتغطيته بمفهوم «الأمة» كمفردة رئيسة ينهض عليها فكر جماعة الإخوان المسلمين .
وليس أكثر خبثا ومكرا وتلونا من سطرين عبر فيها الغنوشي عن التأرجح والتميع والتوسط والوقوف في منطقة الحيرة وعدم حسم الموقف؛ كما هو شأن الجماعة الانتهازية في تاريخها السياسي كله؛ فقد أراد أن يطفئ غضب الشعوب العربية الحانقة على الأنظمة العميلة كالعراق ولبنان والشخصيات السياسية الرخيصة التي باعت نفسها خوفا أو طمعا لولاية الفقيه الفارسي فتم التنسيق مع إحدي القنوات التركية الناطقة بالعربية لإعطائها دقيقتين يتحدث فيهما الغنوشي مخففا من حدة تصريحه السابق وانكشافه وصداميته بمسك العصا من الوسط، حيث عبر في اتصال هاتفي بقناة TRT التركية أن «دور حزب الله في المقاومة دور مقدر ويعترف به الجميع «وأوضح أنه وعلى الرغم من ذلك» يدين ويرفض وقوف الحزب مع الثورات المضادة ومع الطائفية في سوريا وفي اليمن، وتورطه في دماء الأحرار وفي تدمير سوريا واليم».
فهو في هذين السطرين المتذاكيين لم يثبت صفة الإرهاب لحزب الشيطان، وفي الوقت نفسه دبج للحزب من الصفات البطولية في مقاومة إسرائيل - حسب زعمه - ما يمكن أن يغسل عن تأريخه أية مذمة أو قدح أو اتهام بالإرهاب!
وهكذا سعى الغنوشي بانتهازية رخيصة إلى ألا ينقض عهده الذي أبرمه مع ولاية الفقيه الفارسية وأن يطفئ أيضا غضب الشارع العربي الذي لا تغيب عن ناظريه مشاهد إجرام مليشيات الحزب في سوريا ولبنان واليمن وغيرها.
فنائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مكتب الإرشاد العام العالمي ورئيس حركة النهضة الإخوانية كغيره من زعامات الجماعة في كل الأقطار العربية ومكاتبها في دول العالم بايعت الخميني منذ أن تربع على عرش إيوان كسرى، واتخذت من طهران مقصدا ومزارا، يحضرون المؤتمرات والمناسبات الفارسية الخالصة، ويدعون لحضور بعض جلسات البرلمان، ويشاركون الخمينيين أفراحهم وأتراحهم، ويكتبون عن «الثورة الإسلامية» التي قادها إمامهم، ويبشرون بتصدير ولاية الفقيه؛ بل يتجاوز بعض كتاب الجماعة تدبيج المقالات القصيرة إلى تأليف الكتب الضخمة التي تقص نجاح التجربة الإيرانية «الإسلامية» كما يزعمون، وكتاب «إيران من الداخل» لفهمي هويدي واحد فقط من الأمثلة الكثيرة على ذلك، داعيا أولئك الكتاب إلى التماهي مع مفهوم تذويب الفواصل واختصار المسافات بين المذاهب الإسلامية؛ متناسين كيف أوقدت ثورة الخميني جمر الطائفية المترمد قبلها، وكيف دخلت المنطقة العربية والعالم الإسلامي برمته مرحلة دموية جديدة قاتمة تتصاعد عقدا بعد آخر إلى أن أوصله الخمينيون إلى مرحلة التطاحن العسكري والاحتراب الطائفي في عدد من دول المنطقة، والعراق وسوريا ولبنان واليمن أوضح شاهد على جناية التأجيج الفارسي صراع الطوائف والأقليات في ديار العرب؛ للوصول إلى الأهداف الكبرى التي قامت من أجلها ثورتهم الفارسية المشؤومة.
ولا نكاد نستثني أحداً من المنتمين إلى الجماعة الذين كانوا يحجون إلى طهران في مناسبة وفي غير مناسبة، من مصر والسودان وتونس والجزائر واليمن وموريتانيا وتركيا وغيرها؛ ولكن الصلة الوثيقة بين مركز الجماعة الأم في مصر على الأخص حين وصلت إلى سدة الحكم فترة وجيزة كشفت عمق العلاقة ومقدار التنسيق وآفاق العمل المشترك، وكانت زيارة رئيس الحكومة الإيرانية نجاد إلى القاهرة دلالة كبيرة على مستقبل المنطقة المخيف لو استمرت الجماعة في السلطة؛ إلا أن استقبال الشعب المصري الغاضب الحانق لأحمدي نجاد رئيس الحكومة الإيرانية - آنذاك - عند بوابات الأزهر كانت رسالة قوية من الشعب العربي المصري الأصيل الرافض أي وجود للطائفية الفارسية المقيتة في مصر.
ولهذا لا نعجب من اندفاع راشد الغنوشي إلى اتخاذ موقف الرافض وسم «حزب الله» بالإرهاب، وهو والحق ليس حزبا لبنانيا ولا عربيا حين نتمعن عميقا في أهدافه البعيدة وغاياته التي كون من أجلها ورسمت له الخطط لتنفيذها؛ فهو حزب فارسي خالص يتلقى أوامره وأمواله وأسلحته وشعاراته وخططه وتعيين قياداته ومهماته التي ينفذها في أي مكان من العالم من «طهران» ولا تتجاوز وظيفة أمينه العام الأراجوز الذي يظهر في الصورة خطيبا متشنجا محرضا شاتما ومعرضا بمن يقف أمام إيران وأهدافها، لا تتجاوز مهمته الترويج الدعائي الرخيص والفج للفقيه الفارسي أو الهجوم ببذاءة شوارعية على خصوم ذلك الفقيه القابع تحت ثقل عمامة كهنوتية مظلمة في طهران أو قم!
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
فالمناصب الحزبية القيادية الثلاثة الواردة بعد اسمه تعلل لم اتخذ الموقف القطعي المعارض لتصنيف الحزب الفارسي الشيطاني الذي عثا في ديار العرب من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب فسادا وتخريبا وقتلا . وبغض النظر عن تميع موقفه ومحاولته التلاعب بالكلمات للهروب من التصريح بإدانة حزب الشيطان الفارسي بالإرهاب؛ فليس هذا التحايل في نفي الإدانة وفي الوقت نفسه نفي الوقوف في صف الحزب إلا لونا من ألوان الانتهازية القميئة والالتزام التام بالوفاء بما قطعته الجماعة من عهد لولاية الفقيه وسعيهما معا في طريق واحد لتحقيق أهداف مشتركة، مهما كانت الاختلافات في حقيقتها بين القوميتين العربية والفارسية صادمة وكبيرة؛ ولكنها تتحاشى ذلك الشرخ التاريخي بين القوميات بعامة وهاتين القوميتين على الأخص بتغطيته بمفهوم «الأمة» كمفردة رئيسة ينهض عليها فكر جماعة الإخوان المسلمين .
وليس أكثر خبثا ومكرا وتلونا من سطرين عبر فيها الغنوشي عن التأرجح والتميع والتوسط والوقوف في منطقة الحيرة وعدم حسم الموقف؛ كما هو شأن الجماعة الانتهازية في تاريخها السياسي كله؛ فقد أراد أن يطفئ غضب الشعوب العربية الحانقة على الأنظمة العميلة كالعراق ولبنان والشخصيات السياسية الرخيصة التي باعت نفسها خوفا أو طمعا لولاية الفقيه الفارسي فتم التنسيق مع إحدي القنوات التركية الناطقة بالعربية لإعطائها دقيقتين يتحدث فيهما الغنوشي مخففا من حدة تصريحه السابق وانكشافه وصداميته بمسك العصا من الوسط، حيث عبر في اتصال هاتفي بقناة TRT التركية أن «دور حزب الله في المقاومة دور مقدر ويعترف به الجميع «وأوضح أنه وعلى الرغم من ذلك» يدين ويرفض وقوف الحزب مع الثورات المضادة ومع الطائفية في سوريا وفي اليمن، وتورطه في دماء الأحرار وفي تدمير سوريا واليم».
فهو في هذين السطرين المتذاكيين لم يثبت صفة الإرهاب لحزب الشيطان، وفي الوقت نفسه دبج للحزب من الصفات البطولية في مقاومة إسرائيل - حسب زعمه - ما يمكن أن يغسل عن تأريخه أية مذمة أو قدح أو اتهام بالإرهاب!
وهكذا سعى الغنوشي بانتهازية رخيصة إلى ألا ينقض عهده الذي أبرمه مع ولاية الفقيه الفارسية وأن يطفئ أيضا غضب الشارع العربي الذي لا تغيب عن ناظريه مشاهد إجرام مليشيات الحزب في سوريا ولبنان واليمن وغيرها.
فنائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مكتب الإرشاد العام العالمي ورئيس حركة النهضة الإخوانية كغيره من زعامات الجماعة في كل الأقطار العربية ومكاتبها في دول العالم بايعت الخميني منذ أن تربع على عرش إيوان كسرى، واتخذت من طهران مقصدا ومزارا، يحضرون المؤتمرات والمناسبات الفارسية الخالصة، ويدعون لحضور بعض جلسات البرلمان، ويشاركون الخمينيين أفراحهم وأتراحهم، ويكتبون عن «الثورة الإسلامية» التي قادها إمامهم، ويبشرون بتصدير ولاية الفقيه؛ بل يتجاوز بعض كتاب الجماعة تدبيج المقالات القصيرة إلى تأليف الكتب الضخمة التي تقص نجاح التجربة الإيرانية «الإسلامية» كما يزعمون، وكتاب «إيران من الداخل» لفهمي هويدي واحد فقط من الأمثلة الكثيرة على ذلك، داعيا أولئك الكتاب إلى التماهي مع مفهوم تذويب الفواصل واختصار المسافات بين المذاهب الإسلامية؛ متناسين كيف أوقدت ثورة الخميني جمر الطائفية المترمد قبلها، وكيف دخلت المنطقة العربية والعالم الإسلامي برمته مرحلة دموية جديدة قاتمة تتصاعد عقدا بعد آخر إلى أن أوصله الخمينيون إلى مرحلة التطاحن العسكري والاحتراب الطائفي في عدد من دول المنطقة، والعراق وسوريا ولبنان واليمن أوضح شاهد على جناية التأجيج الفارسي صراع الطوائف والأقليات في ديار العرب؛ للوصول إلى الأهداف الكبرى التي قامت من أجلها ثورتهم الفارسية المشؤومة.
ولا نكاد نستثني أحداً من المنتمين إلى الجماعة الذين كانوا يحجون إلى طهران في مناسبة وفي غير مناسبة، من مصر والسودان وتونس والجزائر واليمن وموريتانيا وتركيا وغيرها؛ ولكن الصلة الوثيقة بين مركز الجماعة الأم في مصر على الأخص حين وصلت إلى سدة الحكم فترة وجيزة كشفت عمق العلاقة ومقدار التنسيق وآفاق العمل المشترك، وكانت زيارة رئيس الحكومة الإيرانية نجاد إلى القاهرة دلالة كبيرة على مستقبل المنطقة المخيف لو استمرت الجماعة في السلطة؛ إلا أن استقبال الشعب المصري الغاضب الحانق لأحمدي نجاد رئيس الحكومة الإيرانية - آنذاك - عند بوابات الأزهر كانت رسالة قوية من الشعب العربي المصري الأصيل الرافض أي وجود للطائفية الفارسية المقيتة في مصر.
ولهذا لا نعجب من اندفاع راشد الغنوشي إلى اتخاذ موقف الرافض وسم «حزب الله» بالإرهاب، وهو والحق ليس حزبا لبنانيا ولا عربيا حين نتمعن عميقا في أهدافه البعيدة وغاياته التي كون من أجلها ورسمت له الخطط لتنفيذها؛ فهو حزب فارسي خالص يتلقى أوامره وأمواله وأسلحته وشعاراته وخططه وتعيين قياداته ومهماته التي ينفذها في أي مكان من العالم من «طهران» ولا تتجاوز وظيفة أمينه العام الأراجوز الذي يظهر في الصورة خطيبا متشنجا محرضا شاتما ومعرضا بمن يقف أمام إيران وأهدافها، لا تتجاوز مهمته الترويج الدعائي الرخيص والفج للفقيه الفارسي أو الهجوم ببذاءة شوارعية على خصوم ذلك الفقيه القابع تحت ثقل عمامة كهنوتية مظلمة في طهران أو قم!
الاربعاء 09 مارس 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..