السبت، 5 مارس 2016

رأي د.محمد السعيدي في ما صدر عن د. محمد الهاشمي

image

بِسْم لله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد : فقد أكثر عليَّ عدد من الإخوة يطلبون مني إيضاح موقفي فيما صدر عن الأخ
الدكتور محمد الهاشمي الحامدي من تغريدات تعرض فيها لعدد من القضايا وكنت أتحاشى ذلك لمصلحة بدت لي ، لكن الأمر لما زاد وكثر الحديث ووصلت مطالبات الإخوة إلى تفسير تأخري بما لا يليق بي أو بهم ، رأيت كتابة رأيي مفصلا فإن الدكتور الهاشمي لم يتطرق لقضية واحدة وإجمال الرد عليه كما فعل الكثير من الإخوة فيه جَنَفٌ بحق الدكتور لا يقل عمَّا في كلامه من جنف وتجاوز ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا). وأرجو أن يوفقني الله فيما أكتب للكلمة السواء التي نلتقي عليها جميعاً نحن وأخونا الدكتور محمد الهاشمي هدانا الله وإياه للحق . أولاً : لا يصح في رأيي الدفاع بحال عن مجموعة قنوات mbc أو الاصطفاف معها أو حتى الظهور بمظهر المدافع عنها ، فانتساب هذه القنوات بما تتضمنه موادها من بعد عن الشريعة ومحاربة للفضائل والأخلاق إلى دولة التوحيد والكتاب والسنة وتطبيق الشريعة مما يأنف منه كل مواطن غيور على بلده ودينه ، فهي قنوات تعمل على بث القيم الغربية في مجتمعاتنا المسلمة لاسيما بلاد التوحيد ومهد الرسالة ومنبع العرب ومأرز الإسلام ، ولا إخال مواطنا سعودياً مؤمنا بالفضائل العربية والقيم الإسلامية يختلف معي في هذا ، والحق أن هذه القنوات شكَّلت عبئاً عظيماً علينا معشر المدافعين عن دولتنا التي نوقن يقيناً وليس ظناً أن ما تبثه هذه القنوات لا يرضيها ،وهذا ما أعلمه يقينا من كل من أعرفهم من السعوديين ومنهم العديد من أصحاب السمو الأمراء ، ولهذا فإنني باسم كل غيور يَرْضى أن أتحدث باسمه أرفع إلى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله أملي في أن تنأى المملكة العربية السعودية بنفسها عن هذه المجموعة وعن سائر وسائل الإعلام التي تحارب منهج هذه البلاد عقيدةً وسياسةً وأخلاقاً . ثانيا: أرجو أن يوسع الدكتور الهاشمي حملته لتكون ضد كل قنوات المجون في العالم الإسلامي ومنها عدد من القنوات التونسية واللبنانية والتركية والمغاربية فإن فيها من السوء والإضرار بالأخلاق كما في قنوات mbc ، بل أصدقكم القول أنني من خلال الروابط التي نشرها الإخوة في سجالهم مع الدكتور محمد رأيت مشاهد من تلك القنوات فيها من الفجور الصريح أضعاف ما في الـmbc ، وأتمنى على الدكتور أن يذكرها بالاسم ، وذلك لأمرين : الأول التحذير منها ومحاربتها فإني أحسب ذلك من الجهاد في سبيله ، الأمر الآخر : سداً لذريعة إساءة الظن به والتشكيك في مقاصده ، أعاننا الله وإياه على الحق . ثالثاً :غالى الدكتور الهاشمي مغالاةً قاربت حد الفجور في الخصومة في اتهام الشعب السعودي بالتواطؤ مع هذه القنوات والاستكانة لها وبيع شبابهم لما تقدمه من محتوى مُخِل ، وأنا أعلم يقيناً أن أول من يعرف بطلان ذلك هو الهاشمي نفسه ، كما أعلم أن ما ألجأه لذلك هو شدة الحوار بينه وبين متابعيه ، وكثيراً ما يقول المرء حال المغالبة غير ما يعتقد ، وإلا فقنوات الإم بي سي بل وروتانا وغيرها من قنوات الإفساد التي تنسب لرجال أعمال سعوديين ، كان الشعب السعودي أعظم من ناهضها ، ومع أنها موجهة لكل العالم العربي ومع أنها جميعاً ولله الحمد لا تنطلق من بلادنا إلا أنني أكاد أجزم أن الشعب السعودي هو أرفع الشعوب العربية صوتاً باستنكار محتواها ، ولذا تجدهم:كم وضعوا وسوماً[ هاشتاقات] في توتر وغيره من الوسائط الإلكترونية يستنكرون فيها على هذه القنوات ، وكم صدرت من باحثين سعوديين من بحوث استقرائية تفضح ما عليه هذه القنوات وما تبثه من سموم ، كل ذلك قام به المواطنون السعوديون قبل أن يتكلم الدكتور محمد الهاشمي في هذه القنوات كلمة واحدة . رابعاً : بل إن الدكتور محمد الهاشمي وفقه الله يعلم قبل غيره أن الشعب السعودي هو من أشد الشعوب الإسلامية قاطبة ممانعةً ضد التغريب ، فما من دولة إسلامية دخلتها أساطيل التغريب إلا حركت جنبات شعبها وغيرت الكثير من طباعه وقاربته من الحياة الغربية ما خلا شعوب قليلة منها الشعب السعودي الذي يحق له أن يفخر بذلك أشد الفخر وكان ينبغي لأخي الدكتور الهاشمي أصلحنا الله وإياه أن يخاطب هذا الشعور وهذه القيمة العظيمة في المجتمع السعودي لا أن يُصاب بداء ردات الفعل فيجيب من حَمَلَتْهم الغيرةُ على وطنهم بالرد عليه بجواب بعيد عن العلم والمنطق والواقع. خامساً:تحدث عن خدمة المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين وأن دولةً ترعى هذه القنوات لا تستحق رعايتهما . ومع تقديري للدكتور الهاشمي إلا أنني أحب تنبيهه لما قد يكون غفل عنه أثناء الكتابة أو أذهلته شدة الحوار عنه ، وهو أن هذا المنطق في تقدير الأمور هو بعينه المنطق الداعشي والقاعدي ، فالخطأ الواحد حتى قبل أن تتحقق نسبته لدولة ما كاف عندهم في إعلان تكفيرها وحربها ، ويتجاوزون عن كل خير تقدمه تلك الدولة . أخي الدكتور محمد الهاشمي: الدولة التي زعمت أنها ترعى تلك القنوات على فرض صحة كلامك ، هي الدولة التي تتبنى أكثر من أربعمائة مكتب للدعوة والإرشاد داخل المملكة تعمل هذه المكاتب دون كلل في توعية الناس لأمور دينهم وتربية شبابهم على الدين والتوحيد والقيم والأخلاق ، وهي الدولة التي ترعى آلاف حلقات تحفيظ القرآن الكريم في داخل البلاد وخارجها ، وتتكفل بعدد من جوائز حفظ القرآن في داخل المملكة وفي العالم ، وهي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تدرس في مناهج التعليم العام لطلابها خمس مناهج دينية لجميع المراحل ، التوحيد، والفقه ، والحديث ، والتفسير ، والقرآن الكريم ، وهي الدولة الوحيدة أيضا التي تضع ضمن مدارس التعليم العام مدارس خاصة بالقرآن الكريم يُتِمُ الطالب فيها حفظ كامل القرآن في الصف الثالث المتوسط ، وتقدم الدولة للطلاب مرتبات شهرية تعادل مائة يورو لكل طالب ، وهي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تفرض الحجاب على النساء وتمنع الاختلاط في أماكن العمل والدراسة وهي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تمنع مظاهر الانحلال الأخلاقي في الشواطئ والطرقات والأسواق ، وهي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تمنع مظاهر الشرك والغُلو في الأولياء والأنداد وتمنع أن يختلط الدين الإسلامي بالخرافة ، وهي الدولة الحاضنة لرابطة العالم الإسلامي بما لها من مكاتب دعوية وأنشطة في جميع أنحاء العالم ، وهي الدولة الحاضنة للندوة العالمية للشباب الإسلامي بما لها من نشاطات دعويةوتربوية في جميع أنحاء العالم ، وتنطلق منها عدد من القنوات الدعوية بلغة الهوسا والسواحلية وعدد من اللغات الإفريقية والأندونيسية والصينية والإسبانية والإنجليزية ، وهي الدولة الداعمة لكثير من المؤسسات الإسلامية الخيرية والثقافية والدعوية ، وهي الدولة الحاضنة للبنك الإسلامي للتنمية والذي أنفق المليارات في تمويل المشاريع العلمية والتنموية في أكثر بلاد العالم الإسلامي ، وهي الدولة التي تنطلق منها مؤسسة الملك سلمان لإغاثة الأشقاء في سوريا ، وإن كنت لا تعرف عما تقدمه هذه المؤسسة فعليك بالدخول إلى الشبكة الإلكترونية لمعرفة مقدار ما فيها من خير ، وهي الدولة الحاضنة للجامعة الإسلامية التي أسهمت في نشر العقيدة الصحيحة الخالية من الغلو والخرافة في جميع العالم الإسلامي بما تقدمه من منح دراسية مع شقيقاتها جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة أم القرى ، علما بأن الأمر الملكي الصادر من الملك عبدالله رحمه الله يقضي بأن يكون عدد طلاب المنح من العالم الإسلامي خمسة في المائة من طلاب جامعات المملكة الثلاثين . أخي الدكتور محمد الهاشمي والله ما سافرت في بلد إسلامي أو غير إسلامي إلا وجدتُ ولله الحمد مآثر بلازي وشعبها ظاهرة لا تُخطِؤها إلا عين مكابر وأسأل الله تعالى أن لا يكون أخي محمد الهاشمي منهم . ويعلم الله أنني لم أذكر من مآثر هذه البلاد العظيمة إلا معشار ما أعلمه ومعشرا معشار ما تعلمه فإذا كانت هذه المآثر العظيمة لدولتنا الكريمة تختفي كلها أمام قنوات mbc فإن هذا من الظلم في القول والجور في الخصومة وعهدي بك لست من أهلها. سادساً:تحدث الدكتور الهاشمي عن الدعوة السلفية وسماها بغير اسمها[الوهابية]وقال إنه ثبت بالدليل كونها اجتهاد لا يعبر عن عدل الإسلام في الشورى والعدل الاجتماعي والإعلام وأما الوهابية فإنها لا تنتج التوحيد وإنما تُنْتج الـ mbc ، ويحق لي أن أقول :إن من يُطالب بالعدل ينطق بالعدل ، فكم نسبة العدل يا دكتور محمد فيما قلت ؟ فهل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب هي المسؤولة عن هذه القنوات ؟ وهل التوحيد الذي نشرته دولتنا المباركة في أصقاع العالم هو من أنشأ هذه القنوات ؟ الدكتور الهاشمي يعلم أن دعوة الشيخ محمد وعلماءها هم أشد الناس قولاً في الإعلام الفاسد وأبعد الناس عن تشريعه والقيام به ، لذلك لا تجرؤ قناة كهذه على أن تنطلق من بلاد دعوة الشيخ ، ولهذا يلجؤ رجال الأعمال الذين يُنشؤون هذه القنوات إلى اختيار بلاد أخرى غير المملكة العربية السعودية لتنطلق منها قنواتهم ، والدكتور الهاشمي يعلم جيداً أن أحد أعضاء هيئة كبار العلماء حفظه الله تم سؤاله على الهواء عن حكم الشرع في أصحاب هذه القنوات فأجاب بأنهم لو تم عرضهم على القضاء فإنهم يُعزّرون ، هل من العدل الذي تطالب به يا دكتور محمد وفقك الله للحق أن تقرن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بهذه القنوات التي تعلم قبل غيرك أنها تسير على غير هدي هذه الدعوة ، حنانيك يا دكتورنا الكريم فقد شططت في القول وأبعدت النجاة . ختاماً فهذا هو رأيي فيما أبداه الدكتور الهاشمي وفقنا الله وإياه للحق ، وما أعلمه عنه حقيقة لا مجاملة أو مداراة أنه محب للخير رجاع للحق متميز بكثير من الخصال التي لن يغض أبصارنا عنها خطأ أو زلة ، فقد قال الشاعر:                           ومن ذَا الذي تُرضى سجاياه كلها                                                      كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه

كتبه د. محمد بن ابراهيم السعيدي
05 مارس 16


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..