الأحد، 10 أبريل 2016

الإخوان يشعرون بصدمة شديدة من زيارة الملك سلمان لمصر

الزيارة تكشف عن قوة نظام السيسي واستقراره، وذلك على عكس ما ظلت الجماعة تروج له من أنه يقترب من الانهيار والسقوط.
علاقات يصعب الدخول بينها بالإثم
First Published: 2016-04-10
ميدل ايست أونلاين:
لندن ـ يبدو الاخوان المسلمون وهم مصدومون بشدّة من زيارة العاهل السعودي إلى مصر، بينما يقول محللون إن مردّ الصدمة ياتي من كون الزيارة قد كشفت عن سلامة عود النظام المصري الوطني واستقراره وتقدمه لقيادة البلاد نحو مزيد من الاستقرار والنمو والقيام بدورها الإقليمي في الدفاع عن
مصالح الأشقاء الخليجيين والعرب، وذلك على عكس ما ظلت الجماعة المصنفة على نطاق واسع وفي أكثر من دولة تنظيما إرهابيا، تروج له في عدد من المحافل من أن نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي يقترب من الانهيار والسقوط بسبب مواجهة لهجمة ارهابية شرسة وبسبب حالة الضعف التي يعاني منها الاقتصاد المصري.
ويقول محللون إن الجماعة بنت تقديراتها لانهيار النظام المصري بناء على قراءة مغلوطة لواقع العلاقات المصرية الخليجية لاسيما مع السعودية، وكان في ظنها أن المملكة قد تكون بوارد وقف الدعم الاقتصادي له الأمر الذي قد يعجل بانحلال النظام نتيجة الضغوط الاقتصادية الهائلة.
لكن الزيارة التاريخية للملك سلمان، والتي أنجزت الكثير لمصر وعززت العلاقة الاستراتيجية ما بين مصر والمملكة العربية السعودية ودول الخليج بشكل عام، افاقت الجماعة على صدمة قوية، كما يضيف المحللون.
وأثبتت فيما احتوته من اتفاقيات ودعم سعودي وخليجي للحكومة والشعب المصريين، فشل المشروع الإخواني الذي راهن عليه قادة الجماعة ودفعوا به آلاف الشباب المصريين وجعلوهم مشاريع فوضى وتدمير وتخريب للوطن ومصالحه العليا.
وبدا تشنج موقف الإخوان من زيارة الملك سلمان التاريخية إلى مصر ومن نتائجها الإيجابية التي خالفت جميع توقعاتهم واضحا، في بيان أصدروه وانتقدوا فيه الاتفاقيات التي تمت مؤخرا بين الرياض والقاهرة.
واستنكر بيان جماعة الاخوان الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها وخاصة اتفاق إنشاء الجسر الذي سيعتلي البحر الأحمر واصلا بين السعودية ومصر، والذي يعتبر من أهم المشاريع المتفق عليها والمقرر إنشاؤها في القريب العاجل.
ويقول مراقبون إن الجسر العملاق يعتبر مشروعا تاريخيا بحد ذاته له مدلالولات على عمق العلاقة بين مصر والسعودية قبل ان يكون عنصرا اقتصاديا هاما.
وتحامل بيان الاخوان بشدة على الرئيس المصري، زاعما أن "كلّ ما يقوم به السيسي وعصابته من سياسات واتفاقات ومباحثات ـ السري منها والمعلن ـ للعبث بحقوق المصريين وثرواتهم لهو أمر لا شرعية له، وهو حق أصيل للشعب المصري الذي يسعى ليملك حريته ويستعيد كرامته ويختار ممثليه وحكّامه".
ويقول محللون اطلعوا على البيان المنشور بموقع الجماعة إن الاتهامات بـ"التآمر على مصالح الشعب المصري"، وإن كانت في الظاهر موجهة للنظام المصري فإنها موجهة بشكل غير معلن للسعودية باعتبارها شريك رئيسي في كل الاتفاقات والتفاهمات التي جرت بين البلدين بمناسبة زيارة الملك سلمان.
وكان الإخوان قد صدّقوا على ما يبدو، إشاعات بوجود خلافات بين الرياض والقاهرة نمت مع قدم الملك سلمان إضافة إلى تحليلات بدأت في الترويج إلى أن السعودية قررت العمل على فرض مصالحة بين نظام السيسي والإخوان داخليا، وبين مصر وقطر وتركيا الداعمتين للإخوان إقليميا، وذلك في سياق حشد المملكة لجهود العرب والمسلمين السنة ضد الهجمة الإيرانية الشرسة على المنطقة، وضمهم جميعا في حلف سياسي وعسكري قوي تحسبا لأي خطر يأتي من الجانب الإيراني.
ويقول مراقبون إن الإخوان أفاقوا بعد زيارة الملك سلمان التي ركزت اساسا على البعد الاقتصادي للتعاون السعودي المصري على حلم كاذب بان تقدم الرياض على الضغط على نظام السيسي بما يخدم أهدافهم التخربية ضد مصر.
وذكر بيان الإخوان المسلمين "الآن في الغرف المغلقة، الحديث عن الحدود المائية وإعادة ترسيمها فيما يخص جزيرتي تيران وصنافير المصريتين، بما قد يؤدي الی التفريط في مقدرات اخری للشعب المصري بالعمل على التوقيع علی اتفاقية ترسيم حدود المياه الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية، وذلك من أجل المزيد من الأموال و الدعم السياسي بما يصب لصالح دعم المصالح الخاصة ودعم سياسات القتل والتنكيل وإهدار الكرامة".
وقال محللون إن هذا التفاهم بين الطرفين المصري والسعودي على الاستثمار المشترك لجزيرتي تيران وصنافير سيكون له أهمية استراتيجية كبيرة كونهما مدخل لقناة السويس الاستراتيجية ما سيسهل للسعوديين مراقبة السفن الإيرانية التي تعبر قناة السويس.
وسيستفيد المصريون في هذه الشراكة من خلال كسب مشروع الجسر المشترك بين الدولتين التي ستتكفل السعودية ببنائه، كما أن العمال سيكونون مصريين ما سيساهم بتشغيل اليد العاملة المصرية لسنوات.
وكان الاتفاق المصري السعودي يقضي بالحفاظ على المصالح الإستراتيجية العسكرية للمصريين في الجزيرتين في حال تعرضت مصالح مصر لخطر عسكري، مع الاحتفاظ بسفن عسكرية تتبع للجيش المصري بالقرب من هذه الجزر ضمن المياه الإقليمية المصرية، بينما في الجانب الاقتصادي يسمح الاتفاق للمصريين بالاستفادة من اية من عائدات ثروات باطنية كالغاز والفوسفات قد يعثر عليها لاحقا في الجزيرتين او في محيطهما.


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..