First Published: 2016-04-15
ميدل ايست أونلاين:
طهران
ـ لم تتقبل طهران خروجها من قمة المؤتمر الاسلامي بهزيمة دبلوماسية جديدة
في صراعها الإقليمي الذي لم تعد تخفيه مع السعودية، محذرة الرياض من تكرار
تجربة نظام صدام حسين في الاستقواء بمنظمة التعاون الإسلامي في ثمانينات
القرن العشرين، لإنجاح "سياستها العدوانية" ضد المصالح الإيرانية، على حد
زعمها.
وجاء الموقف الإيراني تعليقا على نجاح السعودية
في تضمين البيان الختامي للقمة، بعض البنود المُدِينَةِ للاعتداءات
الإيرانية على البعثات الدبلوماسية السعودية ولحزب الله اللبناني بسبب
أعماله الإرهابية في عدد من الدول الخليجية والعربية.
وفي
دليل جديد على الكم الهائل من الضغائن التي يحملها قادة طهران ضد السعودية
ودول الجوار الخليجي والعربي، سارع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف
إلى عقد وجه شبه بين ما قامت به السعودية خلال هذه القمة وبين ما قام به
العراق في عهد نظام صدام حسين الذي استغل، القمم الاسلامية طيلة ثمانينات
القرن العشرين لتجييش الدول الإسلامية والحصول على دعمها المطلق له ضد
بلاده في حرب الخليج الأولى بين ايران والعراق، على حد تعبيره.
وألحق العراق هزيمة ساحقة بإيران في حربه معها التي بدات منذ العام 1980 وانتهت العام 1988.
وكانت
إيران ترفض جميع دعوات وقف الحرب التي كان يعرضها العراق بوساطة المؤتمر
الإسلامي إلى أن رضخت في النهاية إلى القبول بوقف إطلاق النار نتيجة لتعرض
قواتها المسلحة وبنيتها التحتية لدمار هائل ونتيجة للضغوط الشعبية
الداخلية، دون أن يحقق أية الله خميني مرشد إيران الراحل هدفه في تحرير
العراق من النظام البعثي الملحد كما كان يصفه، وهو ماكان يعتبره في تلك
المرحلة هدفا "دونه الموت".
وبين تصريح ظريف أن طهران لم
تنس مطلقا وقفة دول الخليج مع العراق في تلك الحرب وهي وقفة كانت حاسمة في
انتصاره وفرض قرار إنهاء الحرب على خميني الذي اعتبر القبول به كالقبول
"بتجرع كأس من السم".
وزعم ظریف ان البنود التي ادرجها
السعودیون وحلفاؤهم في مسودة اعلان القمة الاسلامیة باسطنبول تذكر بلاده
بـ"استغلال منظمة التعاون الإسلامي من قبل صدام حسین ابان الحرب المفروضة
على ایران الاسلامیة فی ثمانینات القرن العشرين".
وقال في
تلك الفترة بادر وزیر الخارجیة العراقي طارق عزیز الاسبق الى "اقرار بنود
معادیة لإیران بدعم من بعض دول المنطقة (في إشارة خاصة لدول الخليج)، لكننا
لم نعر اي اهتمام لمثل هذه التوجهات المعادیة.. ولابد من استخلاص العبر من
الماضی، انظروا این طارق عزیز الیوم؟
وتساءل رئیس الجهاز الدبلوماسی الایراني عن جدوى تكرار تجربة بعض الدول الاعضاء فی منظمة التعاون الإسلامي للسیاسات الفاشلة.
وزعم ظريف بشأن إدانة حزب الله "أن مثل هذه الإجراء لا یرضي الا الكیان الصهیوني فقط" .
وقال
ظريف ان ایران تعتبر تحسین العلاقات مع دول الجوار والاسلامیة ضمن
اولویاتها، هذا رغم "ان بعض هذه الدول دعمت صدام فی عدوانه ضد ایران، وكانت
شریكا له فی جرائمه ضد الشعب الایراني".
يذكر أن البيان
الختامي قمة المؤتمر الإسلامي التي تختتم أعمالها اليوم في تركيا يتضمن
بندا حظي بإجماع الدول الإسلامية باستثناء إيران، يدين حادثة الاقتحام التي
تعرضت لها البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، ويعتبرها انتهاكا صارخا
وفاضحا للمواثيق والأعراف والقوانين الدولية بما فيها اتفاقية جنيف.
كما يطالب مشروع البيان النظام الإيراني بوقف تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية.
كما
يتضمن البيان الختامي للقمة يتضمن كذلك بندا يندد بالأعمال الإرهابية التي
يرتكبها حزب الله اللبناني في الكويت والبحرين وعدد من الدول العربية
الأخرى. كما يشير إلى دور الحزب في زعزعة الاستقرار وخلق الأزمات وإثارة
الفتنة.
وتصنف دول الخليج والدول العربية حزب الله
اللبناني كمنظمة إرهابية لا يمكن التعامل معها سياسيا وماليا إلى حين
التراجع عن انخراطه في مشروع ايران الإقليمي على نحو يعرض الأمني القومي
العربي لمخاطر هائلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..