لو أخذ القلم يُعدِّد "مزايا وإيجابيات ومحاسن؛ التقاعد المُبكِّر"؛ لاحتجتُ إلى أعمدةٍ كثيرة، وصفحاتٍ كبيرة، لأنَّ المزايا والإيجابيات تفوق الحَد، وتستعصي على العَد.
ونظراً لأنني أحد الذين ارتكبوا هذه
الجريمة الناعمة "وأعني بها التقاعد المُبكِّر" فسأُطلعكم على بعض المزايا وليس كلها:
أوّلها:
أن الناس كانوا – أثناء عملي- يُوجِّهون لي الدعوات مِن أجل وظيفتي، أمَّا الآن فهُم "يعزمونني" لأنني المواطن "أحمد العرفج"؛ وَلَد "لولوة العجلان".
أن الناس كانوا – أثناء عملي- يُوجِّهون لي الدعوات مِن أجل وظيفتي، أمَّا الآن فهُم "يعزمونني" لأنني المواطن "أحمد العرفج"؛ وَلَد "لولوة العجلان".
وثاني هذه المزايا:
مسألة الرزق، وقد كتبتُ في هذا تغريده مشهورة، حظيت بمئات "الريتويتات"، قلتُ فيها: "حين كنتُ مُوظَّفاً كان رزقي محدوداً، لأنه يأتي من جرّاء وظيفتي "محدودة الدخل"، وحين تقاعدتُ فوّضتُ أمري إلى الله، وهو -جلَّ في عُلاه- يرزق مَن يشاء بغير حساب".
مسألة الرزق، وقد كتبتُ في هذا تغريده مشهورة، حظيت بمئات "الريتويتات"، قلتُ فيها: "حين كنتُ مُوظَّفاً كان رزقي محدوداً، لأنه يأتي من جرّاء وظيفتي "محدودة الدخل"، وحين تقاعدتُ فوّضتُ أمري إلى الله، وهو -جلَّ في عُلاه- يرزق مَن يشاء بغير حساب".
وهذا كلامٌ صحيح، فقد كنتُ مرتبطاً بنظام الترقيات والعلاوات والانتدابيات، أمَّا بعد التقاعد، فصِرتُ "على باب الله"، ومَن يتوكَّل على الله فهو حَسبه.. أستيقظ صباحاً كالعصفور، و" أُلقِّط رزقي" من شجرة الكتابة و أكتب المقالات بيدي و جاء في الأثر " خيركم من يأكل من عمل يده "،
كما ألتقط رزقي من شجرة التجارة، وهذا نِعْم العمل، حيثُ جاء في الأَثَر أن "تسعة أعشار الرزق في التجارة" – إن صح الحديث -.
وثالث مزايا هذه الجريمة – أعني جريمة التقاعد المُبكِّر-:
أنني صِرتُ أملك وقتي، والإنجليز يقولون: "مَن يملك وقته يملك كل شيء".
ورابع هذه المزايا:
أنني أصبحتُ حُرًّا، أَقُول ما أشاء، وأنام كما أشاء، وأُسافر متى أشاء، وليس لديَّ أي التزام سوى الاتصال بأُمِّي كل يوم، وكتابة مقالاتي اليومية، وتقديم برنامج "الميدان"، كل يوم ثلاثاء، على قناة الرسالة، وحضور حلقة "يا هلا بالعرفج"، كل يوم أربعاء؛ على روتانا خليجية، وتسجيل برنامج "خذ حل"، لمدّة ثلاثين ثانية، كل أسبوع، وتأليف كتابين كل عام.
أما في السابق، فقد كنتُ مُقيَّدا بالوظيفة، و "العقّاد" يقول: "إن الوظيفة هي عبودية القرن العشرين"، وحين قدّمتُ خطاب التقاعد، قال لي المسؤولون عنِّي: "لقد طوينا قيدك"، أي أزلناه، وهنا تأكَّدتُ أن الوظيفة هي قيد من القيود و- الحمد أنهم طووا قيدي- .
في النهاية أقول: يا قوم، يا مَن تَتردَّدون في الإقدام على جريمة التقاعد المُبكِّر، توكّلوا على الله، وقدّموا طلب التقاعد المُبكِّر، لتكتشفوا الحياة على حقيقتها، كما أنكم ستعطون فرصة للأجيال الشابة؛ التي قد تخدم الوطن بطريقةٍ أفضل منكم، وكما تعلمون جميعاً؛ فإن المواطن "أحمد العرفج" ترك موقعه الوظيفي لشابٍ طموح؛ ينتظر سنوات في سلم البطالة، فكونوا مثلي لتُبرئوا ذمّتكم؛ من التسبُّب في تنمية داء البطالة المزمن.
أحمد عبدالرحمن العرفج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..