#منقول : 👇
ما زلت عاجزاً عن الإفاقة من هول الصدمة، عندما عرفت حال طفل قريب لي، للتو تجاوز الثامنة من
عمره، وما زالت بهجة والدته فرحة بنجاحه من الصف الثاني الابتدائي لا تبرح ذاكرتي؛ عندما شاهدت والدته بالصدفة جهاز الآيباد خاصته، بينما هو نائم إلى جانبه ببراءته التي عهدتها، لتجده مفتوحا على صفحة موقع يعلم كيفية تصنيع قنبلة في المنزل!.
دفع الفضول الأم لتفتيش الجهاز الذي أهملت متابعته طويلا، لتكتشف الفاجعة، فكل المواقع التي يدخلها طفلها هي مواقع القتل والتفخيخ والتفجير وكل ما له علاقة بتنظيم داعش، وتم تحميل لعبة "صليل الصوارم" على الجهاز، وطفلها الصغير يتواصل مع أشخاص غرباء كل حديثهم عن "داعش"، وعن تكفير حكومته وشعبه، بل وأمه وأبيه، الذي هو وحيدهما!.
احتفظت الأم بالجهاز، وفي اليوم التالي جاء طفلها إليها يسأل عن جهازه، لتبدأ معه حوار عن داعش، وسألته: "هل تعرف أبو بكر البغدادي؟"، ليجيبها: "إيه أعرفه.. أمير المؤمنين"، ودار الحوار المفجع بينهما عن حبه ودعمه وتأييده المطلق للدواعش، ليصل إلى أن قال لها طفلها: "الواحد لازم يبدأ بتنظيف بيته أولاً"، وطالبها بالتوبة إلى الله، وعندما حاولت أن توضح له كفر "داعش" وخطرهم وخطأ منهجهم، وأن مجتمعه مسالم ومؤمن، بدأ الطفل بالصراخ والبكاء والتهجم على والدته، مطالبا إياها بالسكوت وأن لا تتحدث عنهم بسوء وأنها هي الكافرة وأن المجتمع هو الكافر، وبدأ بالدخول في حالة بكاء هستيري وثورة غضب لم تتمكن من السيطرة عليها، فتركته حائرة، واتصلت بوالده (طليقها) الذي يتناصف معها تربيته، وحكت له بذهول عما وجدت من ولدي لولدها (زوجها السابق)، ليفاجئها بالرد بعد قهقهة طويلة: "ما عليك منه، هذا بزر، كبّري عقلك!!"، وبعد جدال طويل، لم يذهب الحوار بينهما إلى أبعد من ذلك!!.
لم يعد يخفى على أحد أن تنظيم "داعش" الإرهابي الكافر، يحاول اختراق عقول وقلوب الأطفال والمراهقين، عبر توظيف وسائل التقنية الحديثة، والألعاب الإلكترونية، بعد أن أشارت الإحصائيات أنه تم تحميل لعبة (صليل الصوارم) في نسختها الأولى 40 ألف مرة، بمعنى أنه بات لدينا 40 ألف داعشي صغير ومشروع إرهابي محتمل، بعدما أعلن التنظيم عن نيته إطلاق لعبة "الصوارم 2″ والموجهة للفئة العمرية من الـ 12 إلى الـ 19 عامًا، بعد عام واحد من نشره لعبة "صليل الصوارم" على موقع "يوتيوب"، والتي أعادت نشرها ست قنوات عبر يوتيوب وتتضمن عدة مراحل، تبدأ بالقتال، ثم التفجير إلى تحرير المناطق، يتقمص خلالها اللاعب دور أحد أفراد التنظيم الإرهابي الذي يقوم بعمليات قنص، واشتباكات، وسرقة السيارات، وفك القنابل، والذبح، وتفجير المساجد والمنازل، وخلال ذلك ينفذ عناصر التنظيم عمليات إرهابية ضد قوات عسكرية، ومنشآت بمختلف أنواع الأسلحة، ويظهر في الخلفية الموسيقية "صليل الصوارم" النشيد الرسمي للتنظيم الذي يدعو للقتل، فكم إرهابي محتمل سيكون لدينا بعد (الصوارم 2)؟!، خاصة بعدما اتضح لنا أن الفئات المتأثرة بهذه الألعاب أوسع من الفئات المستهدفة من التنظيم كما حددها المختصون.
وهنا لا بد أن يقرع جرس الإنذار بقوة لكل أم وأب، ولكل أخ وأخت، ولكل معلم ومعلمه، أن افتحوا عقولكم وأعينكم على سلوكيات الأطفال والمراهقين.
وهنا لا بد من طرح السؤال على هيئة الاتصالات وعلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية: أين أنتم عن حجب هذه المواقع؟! ما هو دوركم؟! هل تقتصر مهام عملكم على حجب المواقع الإباحية فقط؟! هناك خطر محدق بالوطن يتهدد رأسماله الوطني (الإنسان) ويستهدف مستقبله (النشء)، فما أنتم فاعلون؟!.
انشر للقروبات لتعم الفائدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..