الرجال أكثر شهرة في فن الطبخ""
اغنى طباخ في العالم يدعى وونغ يمتلك 1.1 مليار دولار له مطاعم كبيرة في هاواي واليابان ليس هذا فحسب بل قام مع رفاقه بتأسيس مطبخ في هاواي كل مكوناته تزرع في هاواي. ماذا
يعني هذا وما المعنى أن يكون معظم اشهر طباخين العالم هم فئة الرجال
هذه الاسئلة وضعت علامات من التعجب والاستفهام لدى معظم الناس دون أجابه.
حقيقة لم أصدق هل من المعقولة قائمة من أسماء أشهر الطباخين كلهم رجال دون وجود أمراه واحدة بينهم
يبدو ربما قد تحول الطبخ الى مهنة ولما لا يكون فن حاله كحال الرسامين والفنانين والنحاتين.
حصل لي أن دخلت فنادق ذات فئة خمسة نجوم حقيقة استمتعت بالأكل ذات الأطباق الشهية والحلويات اللذيذة
لكني شاهدت بالمطعم معظم الطباخين رجال إما المرأة يقتصر عملها في تقديم الخدمة وتلبية طلبات الزبائن يفترض أن يكون العكس طبعا
لكننا نرى أحيانا تجري الرياح عكس ما تشتهي السفن. أليس كذلك. لكن ماذا عن المرأة وماذا عن هذه المقولة المشهورة أقصر طريق للوصول الى قلب الرجل هو معدته.
تبدو هذه المقولة لو أعتمد عليها الرجل سوف يموت جوعا أو يصاب بهزال مزمن قد يتقلص عدد الرجال ولما لا ينقرض. لهذا الرجل ريما أختصر لنفسة أن يطبخ لمعدته بنفسة.
لكني ما زلت متعجب لما الرجال أكثر شهرة من النساء في الطبخ.
موضوعي ربما قد يفتح النيران في أفواه المرأة لتصبح كالحمم البركان الثائر من يدري لكنها اليست الحقيقة الرجال أكثر شهرة في عالم الطبخ
لأن أشهر الطباخين رجال.. نساء يعتبرن الأمر مبالغ فيه ورجال يعترفون بقدرتهم على التميز
سهام حواس : يظهرون على القنوات الفضائية ويتربعون
على عرش مطابخ أكبر الفنادق وأكثرها شهرة في العالم، لا يمكن للمرأة أن
تنافسهم حتى في عقر دارها أو في المطبخ الذي تعتقد أنه مملكتها الخاصة
لأنهم يستمتعون بمقولة ''أشهر الطباخين في العالم رجال'' ويعتزون بها
كثيرا. يتمتع الرجل الطباخ بشعبية كبيرة سواء أكان في مطاعم الفنادق أو في
القنوات الفضائية حيث من النادر أن نعثر على امرأة طباخة تتمتع بنفس شعبية
الرجل الذي يصر علي أن يحتفظ بمقولة ''أشهر الطباخين في العالم رجال''.
ويبدو أن هذه الجملة قد انطبعت في ذهن الكثير من الناس الذين استهووا فكرة
الطبخ لمزاياها المادية أولا ولأن نظرة المجتمع أصبحت أكثر تقبلا لهذه
المهنة التي يراها أصحابها فنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى خاصة في
المطاعم الراقية، حيث يتفنن الرجال في تقديم أشهى الأطباق بصورة جميلة تؤكد
في كثير من الأحيان ما يتداوله الناس عن مهارة الرجل في إعداد الطعام. أما
عن رأي النساء فتقول أمينة طالبة جامعية إن تفوق الرجل في الطبخ مرده إلى
تكوينه المستمر في هذا المجال فهم في أغلب الأحيان يعتبرون الطبخ مهنة مثل
جميع المهن الأخرى ومن الرجال من يتعلم حرفة النجارة ويتقنها ويصنع أجمل
التحف وينطبق ذلك أيضا على الرجال الطباخين، فالطبخ عندهم مهنة وفن بالدرجة
الأولى لذلك تجد أغلبهم يتقنون أعمالهم بدقة وجودة عالية ويتفننون في
صناعة أطباق لذيذة، وحتى في المطاعم العادية أو محلات الأكل السريع نجد أن
99 بالمائة من الطباخين فيها رجال ويقتصر دور المرأة فيها على تقديم خدمات
للزبائن فقط وتلبية طلباتهم في وقت كان من المفروض أن يحدث العكس.
الجزائرية ماهرة.. لكن يبقى الرجل أشهر الطباخينأردنا أن نعرف رأي طباخ في السمعة الجيدة التي اكتسبها الرجال الطباخون، تحدثنا إلى أمين طباخ في فندق راقٍ بالعاصمة فذكر لنا بأن أغلب الطباخين في الفنادق المشهورة رجال لأن الطبخ في مثل هذه الأماكن يتطلب تكوينا خاصا وخبرة مميزة في ميدان الطبخ، وأغلب النساء يمتنعن عن اختيار ودراسة هذا التخصص الذي استقطب - ومايزال - عددا كبيرا من الشباب لأنه عمل مريح ومدخوله جيد، كما أن الرجل يتمتع بقدرة كبيرة على الإبداع وتزيين الأطباق أفضل من المرأة التي ترى في الطبخ عملا عاديا وروتينا مملا لا ينتهي أبدا، لذلك تغيب لمستها الفنية عن كثير من الأطباق لكن ذلك لا يمنعني من الاعتراف بأن المرأة الجزائرية طباخة ماهرة وتحسن تقديم الكثير من الأطباق خاصة الحلويات التي تفوقت فيها على غيرها من النساء العربيات، أما في مجال الطبخ الفندقي فلا تتواجد المرأة بنفس القوة التي يتواجد بها الرجل ولا تتمتع بنفس الخبرة والحضور الذي يحظى بهم الرجل .
دخول المطبخ مهمة مستحيلة
شيّ اللحوم من مهمات الرجل، إذا كان خارج منزله بنزهة ما أو رحلة أما إذا كان داخل منزله فإنه يتأفف والبعض الآخر يسخر من كل من يساعد زوجته بأعمال المنزل، كثير من الرجال يبتعدون عن الطبخ إلى درجة أن بعض الراشدين غير المتزوجين عندما لايجدون ما يأكلون يذهبون للمطعم لتناول شيء بسيط أو يقومون بتسخين بعض الأكل الجاهز، لكن هذا كله يذهب مع الريح في حال رحلات برية أو بحرية فلا ينقص ذلك من قيمة الذكور. والغريب بالأمر أننا نجد الرجل بالرحلة وحده يندفع بسرعة البرق نحو النار فيشعلها ويبدأ بوضع أسياخ اللحمة مستمتعاً بذلك. وقد ينبري أيضاً لتحضير السلطات وكذلك غسل الفواكه وتحضير الشاي بعد الغداء إلا أن الكثيرين منهم يرفضون الدخول للمطبخ إلا لشرب الماء أو تحضير سندويشات الجبن إذا كان جائعاً.. هذا كان رأي الكثير من النساء الذين اكتشفوا استحالة دخول أزواجهم إلى المطبخ وكل واحد يقدم حجة وذريعة تختلف عن الأخرى لأنهم لم يتعودوا على الطبخ والكثير منهم يعتبرونه انتقاصا لرجولتهم التي لا ندري ربما قد يعيق اكتمالها رائحة البصل أو غيره من لوازم الطبخ الأخرى.. ويبقى ما اعتدنا عليه هو المتحكم في الكثير من تصرفاتنا وأعمالنا اليومية.
هنا
المصدر
---------
مطبخ البيت مملكة المرأة ومع هذايبقى أشهر الطباخين «رجال»
لاتتخيل كل الناس ملائكة ,, فتنهار أحلامك ,,
ولاتجعل ثقتك بهم عمياء,,لأنك ستبكي يوماً على سذاجتك
ولتكن فيك طبيعة الماء ,, الذي يحطم الصخرة ,, بينما ينساب قطرةً قطره ..
مطبخ البيت مملكة المرأة ويبقى أشهر الطباخين «رجال»
بعض الناس يأكل ليعيش، وآخرون يعيشون ليأكلوا، وجميعهم يجد ضالته في المطبخ.. حقاً، متعة لا مثيل لها أن نتلذذ بما أفنى الطباخون عمرهم لإتقانه، وأن نلتهم في دقائق ما اجتهدوا لتحضيره لعدّة أيام. بين «الطنجرة» والمقلاة، وعلى رائحة البصل والفلفل الأسود، اقتحمنا على الطباخ مملكته، وهذه المرة استطاع، وبجدارة، أن يسعى إلى قلوبنا بمتعة تجربته لا أطباقه، معتذراً بلباقة، لأنه سيخالف أصول المهنة ويخاطب وجداننا لا بطوننا..
اليوم، يُطل علينا الشيف رمزي بكتاب هو أقرب إلى الموسوعة في فنون الطبخ الشرقي والغربي)، وقبل أن ينتهي الإعلان، يطفئ التلفاز، فهو ليس من المتحمسين لكتب الطبخ المحضّرة في المطبخ العربي، أو بالأحرى ليس من تلامذة الشيف رمزي، أو حتى المعترفين بأستاذيّته في فنّ الطبخ.
حسام الحلبي، الممتهن الطبخ، منذ أكثر من ستّ عشرة سنة؛ لم يصل خلالها إلى حلمه في الشهرة، رغم محاولته إقناع نفسه بأنّه شيف ذو خبرة، وبشهادة المعهد المتوسط الفندقي، الذي فشل في تطبيق أيّ من نصائحه النظرية، بدليل أنّ المعكرونة، التي تعلّم طبخها نظرياً في المعهد، لم يأكل الزبائن أصابعهم وراءها، كما وعد الأستاذ فيما لو طبِّقت وصفته بحذافيرها، وإنّما أكل عليه صاحب المطعم أجرة شهر، عقوبة على سوء النكهة، في أوّل مطعم عمل فيه بعد التخرج.
المطبخ.. مملكةٌ وباب رزق
وتحت إشراف الشيف الجنرال ينقسم الطهاة المساعدون قسمين، قسم البارد (مقبلات، وفتة وسلطات)، وقسم الساخن (طبخ)، وبعض المطاعم تصنّف طهاتها، بحسب التخصص، فإما غربي وإما شرقي.
يقول الشيف هيثم الشوفي: «الطبخ الشرقي أصعب بكثير من الطبخ الغربي المسلوق، وهذا يتطلب خبرة وممارسة، بعيداً عن الوصفات التنظيرية»، ومن هنا أكثر طباخي العالم شهرة ليسوا من حملة الشهادة، وإنّما من خريجي المطابخ، والشوفي، الذي لا يملك أية إجازة في فن الطهي، باستثناء خبرة 35 عاماً قضاها في التدريب والتعلّم ما بين مطبخ المنزل، بإشراف والدته، ومطبخ المطعم، كشيف مساعد، ليستحق بعدها لقب الشيف الجنرال لأفخم الأوتيلات والمطاعم.
يقول: «طالما تمنّيت غياب الشيف الرئيسي عن المطبخ ولو لساعات، لأظهر نفسي وحبّي للطهي».
البصلة... والسرّ
(الشيف العربي يطلب من الشيف المساعد إحضار بصلة، ريثما يضع البهار للطبخة، ليفوّت عليه فرصة تعلّم الطبخة على أصولها).. هذه الحادثة يرويها أكثر من شيف، ومنهم بلال، بعد أن ضاق ذرعاً ببخل الطبّاخين العرب ممّن خضع لدورات تدريبية على أيديهم، وكانت خبراتهم تصله بالقطارة، وكأنّه جاسوس على المهنة لا مرتزق منها، فأسس الطبخ، بالنسبة للشيف، ضرورةٌ وليست ترفاً، طالما أنّه امتهنها ليعيش منها.
ولكن، يبدو غريباً عن واقعنا، إصرار غالبية الطباخين السوريين على احتكار أسرار الطبخ، فالوضع اختلف اليوم، ولم يعد هناك ما يسمى سر الطبخ، لأن من يرفع هذا الشعار من الطباخين، يدلل على أفكاره التقليدية وخوفه من المنافس، وعدم قدرته على التطور ومواكبة جنون الأطباق المتجددة وغير المبتكرة. وتقلّ أهمية نتاج الشيف عندما يسمح لاجتهاده الشخصي بالتغلّب على أصول الطبخة، وعادةً ما تسمّى هذه الأطباق بلغة الطباخين «تخبيصات».
للرجال فقط
في المثل الشعبي: «أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته»، وفي المجتمع الشرقي: «جميع الطرق مسدودة ما عدا طريق مطبخ البيت».. فالعادات تحظرعلى المرأة إقحام نفسها في هذه المهنة الذكورية بامتياز، وتحبس موهبتها ونَفَسَها في الطهي بغاية إرضاء زوجها، فلا تتعدى حدود مملكتها (مطبخ المنزل).. وفي حين تؤكد إحدى الدراسات أنّ 74 % من النساء يجذبهنّ منظر الرجل المنهمك بتحضير الطعام، يرفض الشيف بلال دخول مطبخ المنزل إلا ليضع اللمسات الأخيرة على ما أعدّته الزوجة المحرومة من طبخ زوجها. وفقاً للشيف حسان: «طبخ البيت له طعم خاص، أطيب من طبخ المطعم، فالنفس الأنثوي لا يُعلى عليه، ولا من أمهر الطباخين الرجال».
وربما يرجع ذلك إلى كون المرأة في المنزل تطبخ بكميات قليلة، وتعطي الأكلة حقّها من العناية لتنضج بهدوء، بينما في المطعم ـ كما يقول الشيف هيثم ـ يطبخ الشيف الرجل لخمسين شخصاً في أقلّ من ساعة، وهذا ما لا يمكن للمرأة أن تنجح فيه.
وبدوره رامي يرفض فكرة دخول المرأة مطبخ المطعم، وتحمّلها مسؤولية 20 شيفاً مساعداً يعملون تحت إشرافها، ويضيف: «المصيبة الكبرى أن يكون الشيف الجنرال ومساعدوه كلهم من النساء، عندها ستبدأ المشكلات والغيرة وحب إظهار الذات على حساب الأخريات». ويؤكد الشيف عبد القادر: « لا أحد ينافسني في المطبخ سوى زوجتي، إنّني أعشق جميع الأكلات من يدها، ولا سيّما المحاشي والكبب»..
ففي العام 2007 حصل الشيف الشاب، أيهم غزال، على جائزة «طاهي المستقبل»، التي تمنحها الأكاديمية الدولية لذواقي الطعام، وقبلها بعام واحد منحت الأكاديمية كتابَ «أسرار حلب» (Les Secrets de Alep) جائزة أدب تذوّق الطعام.
«الشاكرية».. والجائزة الشرفيّة..
والجائزة الشرفيّة التي استحقها الشيف السوري، هيثم الشوفي، عن طبخة «الشاكرية»، كأطيب أكلة في مسابقة الطباخين في دبي، لم تكن الجائزة الأولى ولا اللقب الأخير الذي ينتزعه طباخون سوريون من مسابقات وبرامج عربية وعالمية، فالمطبخ السوري من أعرق مطابخ بلاد الشام، هذا المطبخ الذي يقبل في عضويته اليوم طباخين ذوي خبرة قبل أصحاب الشهادات.
أشهر الأطباق السورية
من أشهر أطباق المطبخ السوري الكبب - المحشي - اليبرق - الملفوف - الملوخية - الفاصولياء - البامية- السبانخ - المجدّرة - المخلوطة ـ المطبقة - المحوّشة - ارمان (شاكرية) - شيخ المحشي - البازلاء - الفول - المنسف الحلبي – الفريكة، ولكن يعاني المطبخ السوري من ندرة الكتب التي تختصر وصفات أطباقه، لتجعله حاضراً بين كتب الطبخ العالمية.
«احترقت الطبخة»
الإحصاءات التي أجريت مؤخراً أظهرت أنّ كتب الطبخ تحتلّ المرتبة الثانية في نسبة المبيعات، بعد الكتب الدينية مباشرة، و80 % ممّن يشترون كتب الطبخ يطبّقون في منازلهم ما تحتويه هذه الكتب.. أمّا في العالم العربي، فالمسألة تجارية يقف وراءها أناس يركبون موجة فوضى الكتب.. مسميات براقة ومغرية بلا مضمون، ومقادير غير دقيقة. وطالما أكّد الشيف أنّ «الطبخ صار بالنسبة إليه مهنة أكثر من هواية، وأنه لا بد من تطوير أدواته الاحترافية»، غير أنّ كتب الطبخ العربية لن تفي بالغرض، لأنها تفيض بالمقادير وتبخل بالتفاصيل، كما يقول الشيف رامي: «نادراً ما تجد في كتاب طبخ من إعداد شيف عربي، فصولاً تعلّم كيفية إصلاح «الطبخة» أو أيّة نصائح عن تنمية الذوق والنَفَس في الطبخ».
ولاتجعل ثقتك بهم عمياء,,لأنك ستبكي يوماً على سذاجتك
ولتكن فيك طبيعة الماء ,, الذي يحطم الصخرة ,, بينما ينساب قطرةً قطره ..
مطبخ البيت مملكة المرأة ويبقى أشهر الطباخين «رجال»
بعض الناس يأكل ليعيش، وآخرون يعيشون ليأكلوا، وجميعهم يجد ضالته في المطبخ.. حقاً، متعة لا مثيل لها أن نتلذذ بما أفنى الطباخون عمرهم لإتقانه، وأن نلتهم في دقائق ما اجتهدوا لتحضيره لعدّة أيام. بين «الطنجرة» والمقلاة، وعلى رائحة البصل والفلفل الأسود، اقتحمنا على الطباخ مملكته، وهذه المرة استطاع، وبجدارة، أن يسعى إلى قلوبنا بمتعة تجربته لا أطباقه، معتذراً بلباقة، لأنه سيخالف أصول المهنة ويخاطب وجداننا لا بطوننا..
اليوم، يُطل علينا الشيف رمزي بكتاب هو أقرب إلى الموسوعة في فنون الطبخ الشرقي والغربي)، وقبل أن ينتهي الإعلان، يطفئ التلفاز، فهو ليس من المتحمسين لكتب الطبخ المحضّرة في المطبخ العربي، أو بالأحرى ليس من تلامذة الشيف رمزي، أو حتى المعترفين بأستاذيّته في فنّ الطبخ.
حسام الحلبي، الممتهن الطبخ، منذ أكثر من ستّ عشرة سنة؛ لم يصل خلالها إلى حلمه في الشهرة، رغم محاولته إقناع نفسه بأنّه شيف ذو خبرة، وبشهادة المعهد المتوسط الفندقي، الذي فشل في تطبيق أيّ من نصائحه النظرية، بدليل أنّ المعكرونة، التي تعلّم طبخها نظرياً في المعهد، لم يأكل الزبائن أصابعهم وراءها، كما وعد الأستاذ فيما لو طبِّقت وصفته بحذافيرها، وإنّما أكل عليه صاحب المطعم أجرة شهر، عقوبة على سوء النكهة، في أوّل مطعم عمل فيه بعد التخرج.
المطبخ.. مملكةٌ وباب رزق
وتحت إشراف الشيف الجنرال ينقسم الطهاة المساعدون قسمين، قسم البارد (مقبلات، وفتة وسلطات)، وقسم الساخن (طبخ)، وبعض المطاعم تصنّف طهاتها، بحسب التخصص، فإما غربي وإما شرقي.
يقول الشيف هيثم الشوفي: «الطبخ الشرقي أصعب بكثير من الطبخ الغربي المسلوق، وهذا يتطلب خبرة وممارسة، بعيداً عن الوصفات التنظيرية»، ومن هنا أكثر طباخي العالم شهرة ليسوا من حملة الشهادة، وإنّما من خريجي المطابخ، والشوفي، الذي لا يملك أية إجازة في فن الطهي، باستثناء خبرة 35 عاماً قضاها في التدريب والتعلّم ما بين مطبخ المنزل، بإشراف والدته، ومطبخ المطعم، كشيف مساعد، ليستحق بعدها لقب الشيف الجنرال لأفخم الأوتيلات والمطاعم.
يقول: «طالما تمنّيت غياب الشيف الرئيسي عن المطبخ ولو لساعات، لأظهر نفسي وحبّي للطهي».
البصلة... والسرّ
(الشيف العربي يطلب من الشيف المساعد إحضار بصلة، ريثما يضع البهار للطبخة، ليفوّت عليه فرصة تعلّم الطبخة على أصولها).. هذه الحادثة يرويها أكثر من شيف، ومنهم بلال، بعد أن ضاق ذرعاً ببخل الطبّاخين العرب ممّن خضع لدورات تدريبية على أيديهم، وكانت خبراتهم تصله بالقطارة، وكأنّه جاسوس على المهنة لا مرتزق منها، فأسس الطبخ، بالنسبة للشيف، ضرورةٌ وليست ترفاً، طالما أنّه امتهنها ليعيش منها.
ولكن، يبدو غريباً عن واقعنا، إصرار غالبية الطباخين السوريين على احتكار أسرار الطبخ، فالوضع اختلف اليوم، ولم يعد هناك ما يسمى سر الطبخ، لأن من يرفع هذا الشعار من الطباخين، يدلل على أفكاره التقليدية وخوفه من المنافس، وعدم قدرته على التطور ومواكبة جنون الأطباق المتجددة وغير المبتكرة. وتقلّ أهمية نتاج الشيف عندما يسمح لاجتهاده الشخصي بالتغلّب على أصول الطبخة، وعادةً ما تسمّى هذه الأطباق بلغة الطباخين «تخبيصات».
للرجال فقط
في المثل الشعبي: «أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته»، وفي المجتمع الشرقي: «جميع الطرق مسدودة ما عدا طريق مطبخ البيت».. فالعادات تحظرعلى المرأة إقحام نفسها في هذه المهنة الذكورية بامتياز، وتحبس موهبتها ونَفَسَها في الطهي بغاية إرضاء زوجها، فلا تتعدى حدود مملكتها (مطبخ المنزل).. وفي حين تؤكد إحدى الدراسات أنّ 74 % من النساء يجذبهنّ منظر الرجل المنهمك بتحضير الطعام، يرفض الشيف بلال دخول مطبخ المنزل إلا ليضع اللمسات الأخيرة على ما أعدّته الزوجة المحرومة من طبخ زوجها. وفقاً للشيف حسان: «طبخ البيت له طعم خاص، أطيب من طبخ المطعم، فالنفس الأنثوي لا يُعلى عليه، ولا من أمهر الطباخين الرجال».
وربما يرجع ذلك إلى كون المرأة في المنزل تطبخ بكميات قليلة، وتعطي الأكلة حقّها من العناية لتنضج بهدوء، بينما في المطعم ـ كما يقول الشيف هيثم ـ يطبخ الشيف الرجل لخمسين شخصاً في أقلّ من ساعة، وهذا ما لا يمكن للمرأة أن تنجح فيه.
وبدوره رامي يرفض فكرة دخول المرأة مطبخ المطعم، وتحمّلها مسؤولية 20 شيفاً مساعداً يعملون تحت إشرافها، ويضيف: «المصيبة الكبرى أن يكون الشيف الجنرال ومساعدوه كلهم من النساء، عندها ستبدأ المشكلات والغيرة وحب إظهار الذات على حساب الأخريات». ويؤكد الشيف عبد القادر: « لا أحد ينافسني في المطبخ سوى زوجتي، إنّني أعشق جميع الأكلات من يدها، ولا سيّما المحاشي والكبب»..
ففي العام 2007 حصل الشيف الشاب، أيهم غزال، على جائزة «طاهي المستقبل»، التي تمنحها الأكاديمية الدولية لذواقي الطعام، وقبلها بعام واحد منحت الأكاديمية كتابَ «أسرار حلب» (Les Secrets de Alep) جائزة أدب تذوّق الطعام.
«الشاكرية».. والجائزة الشرفيّة..
والجائزة الشرفيّة التي استحقها الشيف السوري، هيثم الشوفي، عن طبخة «الشاكرية»، كأطيب أكلة في مسابقة الطباخين في دبي، لم تكن الجائزة الأولى ولا اللقب الأخير الذي ينتزعه طباخون سوريون من مسابقات وبرامج عربية وعالمية، فالمطبخ السوري من أعرق مطابخ بلاد الشام، هذا المطبخ الذي يقبل في عضويته اليوم طباخين ذوي خبرة قبل أصحاب الشهادات.
أشهر الأطباق السورية
من أشهر أطباق المطبخ السوري الكبب - المحشي - اليبرق - الملفوف - الملوخية - الفاصولياء - البامية- السبانخ - المجدّرة - المخلوطة ـ المطبقة - المحوّشة - ارمان (شاكرية) - شيخ المحشي - البازلاء - الفول - المنسف الحلبي – الفريكة، ولكن يعاني المطبخ السوري من ندرة الكتب التي تختصر وصفات أطباقه، لتجعله حاضراً بين كتب الطبخ العالمية.
«احترقت الطبخة»
الإحصاءات التي أجريت مؤخراً أظهرت أنّ كتب الطبخ تحتلّ المرتبة الثانية في نسبة المبيعات، بعد الكتب الدينية مباشرة، و80 % ممّن يشترون كتب الطبخ يطبّقون في منازلهم ما تحتويه هذه الكتب.. أمّا في العالم العربي، فالمسألة تجارية يقف وراءها أناس يركبون موجة فوضى الكتب.. مسميات براقة ومغرية بلا مضمون، ومقادير غير دقيقة. وطالما أكّد الشيف أنّ «الطبخ صار بالنسبة إليه مهنة أكثر من هواية، وأنه لا بد من تطوير أدواته الاحترافية»، غير أنّ كتب الطبخ العربية لن تفي بالغرض، لأنها تفيض بالمقادير وتبخل بالتفاصيل، كما يقول الشيف رامي: «نادراً ما تجد في كتاب طبخ من إعداد شيف عربي، فصولاً تعلّم كيفية إصلاح «الطبخة» أو أيّة نصائح عن تنمية الذوق والنَفَس في الطبخ».
المقلاة الذهبية
تعاني نسبة كبيرة من الطباخين مشكلة إدراك غايات الزبائن، أو بالأحرى إرضاء صاحب المطعم (المعلّم)، وهذا ما يحدث تماماً مع الشيف غسان، حيث يصرّ صاحب المطعم على تنصيب نفسه أستاذاً عليه في فنّ الطهي، ورغم ذلك يرفض أن يفعل كما يفعل أغلب زملائه في المهنة، وذلك باستغلالهم جهل أصحاب المطاعم وزبائنهم بأكلات أوروبية شكلاً وطعماً واسماً، ويتباهون بها، كآخر اختراعاتهم في فن الطهي، والتي تضاف لاحقاً إلى (المنو) باسم وجبة الشيف.
ومع أنّ بعضهم يعتبرها شطارة، فإنّ آخرين يرونها مناقضة تماماً لأخلاقيات المهنة التي تتطلب من ممارسها احترام الزبون وحقّه في معرفة ما يأكل ومصدره، فضلاً عن النظافة والشكل الأنيق للطبق، الذي يعمل على فتح الشهية، و «على سيرة (الشهيّة)» يفترض أن يخضع الشيف اليوم ـ بحسب رامي ـ لدورات في كيفية ضبط الشهية تجنّباً للبدانة والأمراض الصحية.
وبعض الطباخين علّمتهم التجربة في المطاعم الغربية أن يحترموا الشيف العربي الذي يبدع في كلّ ما يحضّره من أصناف، لأنه ذوّاق بطبعه، أكثر من كونه صاحب خبرة عاش مع شعوب «تحبّ بطنها»..
كلمة شيف (CHEF) ليست مجرّد لفظ يطلق على الطاهي، بل هي كلمة تختزن في داخلها علماً واسعاً؛ فالحرف الأول C اختصار لكلمة Cuisine، أي مطبخ؛ أي معرفة الطاهي بالمطبخ.. فيما يدلّ الحرف الثاني H على Hospitality؛ أي الضيافة، أمّا الحرف الثالث E، فيعني تعليم Education، بمعنى أن يكون الطاهي حاصلاً على شهادات من كليات وفنادق عريقة، وأيضاً قارئاً ومثقفاً، في حين يشير الحرف الرابع F إلى Food؛ أي يكون هذا الطاهي عالماً بخصائص الأشياء ومكوّنات ما يطبخ.
وإذا أخذنا الجمع من الكلمة؛ أي Chefs، فعندها يدلّ الحرف S على Society؛ أي المجتمع، فالطاهي ملتزم تجاه المجتمع الذي يعيش فيه.
تعاني نسبة كبيرة من الطباخين مشكلة إدراك غايات الزبائن، أو بالأحرى إرضاء صاحب المطعم (المعلّم)، وهذا ما يحدث تماماً مع الشيف غسان، حيث يصرّ صاحب المطعم على تنصيب نفسه أستاذاً عليه في فنّ الطهي، ورغم ذلك يرفض أن يفعل كما يفعل أغلب زملائه في المهنة، وذلك باستغلالهم جهل أصحاب المطاعم وزبائنهم بأكلات أوروبية شكلاً وطعماً واسماً، ويتباهون بها، كآخر اختراعاتهم في فن الطهي، والتي تضاف لاحقاً إلى (المنو) باسم وجبة الشيف.
ومع أنّ بعضهم يعتبرها شطارة، فإنّ آخرين يرونها مناقضة تماماً لأخلاقيات المهنة التي تتطلب من ممارسها احترام الزبون وحقّه في معرفة ما يأكل ومصدره، فضلاً عن النظافة والشكل الأنيق للطبق، الذي يعمل على فتح الشهية، و «على سيرة (الشهيّة)» يفترض أن يخضع الشيف اليوم ـ بحسب رامي ـ لدورات في كيفية ضبط الشهية تجنّباً للبدانة والأمراض الصحية.
وبعض الطباخين علّمتهم التجربة في المطاعم الغربية أن يحترموا الشيف العربي الذي يبدع في كلّ ما يحضّره من أصناف، لأنه ذوّاق بطبعه، أكثر من كونه صاحب خبرة عاش مع شعوب «تحبّ بطنها»..
كلمة شيف (CHEF) ليست مجرّد لفظ يطلق على الطاهي، بل هي كلمة تختزن في داخلها علماً واسعاً؛ فالحرف الأول C اختصار لكلمة Cuisine، أي مطبخ؛ أي معرفة الطاهي بالمطبخ.. فيما يدلّ الحرف الثاني H على Hospitality؛ أي الضيافة، أمّا الحرف الثالث E، فيعني تعليم Education، بمعنى أن يكون الطاهي حاصلاً على شهادات من كليات وفنادق عريقة، وأيضاً قارئاً ومثقفاً، في حين يشير الحرف الرابع F إلى Food؛ أي يكون هذا الطاهي عالماً بخصائص الأشياء ومكوّنات ما يطبخ.
وإذا أخذنا الجمع من الكلمة؛ أي Chefs، فعندها يدلّ الحرف S على Society؛ أي المجتمع، فالطاهي ملتزم تجاه المجتمع الذي يعيش فيه.
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..