الأربعاء، 20 يوليو 2016

الاتراك بالجزيرة!! طبي بالبير يامنيره "كيف ننسى هذه السيره?

     ماحدث في اليومين الماضيين في تركيا أكد لي ما كنت أقوله دائماً .. أننا شعب تحركه عواطفه قبل عقله ، نعم كنت كالكثيرين ممن فرحوا بفشل الإنقلاب بل أنني لم أنم تلك الليلة ولم يهدأ
هاتفي فقد كنت قلقة على زميلاتٍ وزملاء عمل لي أتراك أتابع معهم الأحداث ساعة بساعة حتى اطمئنيت على سلامتهم .
لكن بعد أن استقرت الأمور فكّرت كثيراً بردّة فعلي العاطفية ، بل أنني تذكرت أنه لم يواسيني أيٌ منهم في تفجيرات المدينة المنورة الأخيرة .. لم أسمع إلاَّ تصريح واحد من أنقرة تدين به هذه التفجيرات ... هل قام الاتراك أنفسهم بإدانة ما حدث مؤخرا ؟ هل قاموا بعمل هاشتاق لنا كسعوديين أو حتى للحرمين ؟ هل وضعوا صور الحرمين أو علم المملكة أو صورة الملك سلمان كما فعل الكثير من أبنائنا بتغير صور العرض الى العلم التركي و صورة أوردوغان وتمجيدهم ؟
إن بحثتم الآن في حساباتهم وحسابات مشاهيرهم لن تجدوا أي صورة أو تغريدة تدين أي تفجير حدث في المملكة ولكن ستتفاجؤن بصور مواساة كثيرة لفرنسا وما حدث بها .. من الأولى بتعاطفهم نحن أم الفرنسيين ؟
ما أدهشني أيضاً وسائل الإعلام منذ اللّحظة التي أُعلن فيها احباط عملية الإنقلاب حتى بدأت وسائل الإعلام تتداول أعمال أوردوغان فترة حكمه وتاريخه وانجازاته العظيمة منذ توليه الحكم أعدّوا هذه المادة باحتراف ما إن أُعطوا اشارة البدء حتى قاموا بعرضها لكن ماذا إن نجح الإنقلاب ؟ أيضا ستكون هناك مادة يظهرون فيها جميع أخطائه و لربما عرضوا حقائق سيئة لم نكن نعلم عنها .. تماماً كما فعلوا مع صدام حسين الذي كان رمزاً للعرب والعروبة والنضال طوال حربه مع ايران إلى أن قام بالإعتداء على دولة الكويت فوُصف بعدها بالطاغية .. في السياسة يستحيل عليك أن تعلم الحقيقة !
نرجع للأتراك .. هل الأتراك عنصريين ؟ نعم الأغلبية منهم .. قد يكون هذا الجيل متسامح قليلاً ولا يظهر عنصريته قدرما يستطيع لكن هم بالفعل عنصريين وهذه حقيقة شئنا أم أبينا .. عنصريتهم ليست على العرب فحسب بل على العالم أجمع .. بدليل إن كنت قد زرت تركيا من قبل فمن المؤكد أنك لاحظت من الوهلة الأولى حين تهبط في مطارهم أن لوحاتهم الإرشادية باللغة التركية فقط !
ولا يخفى على الكثير أن لنا النصيب الأكبر من هذه العنصرية لأننا بطردهم من الحجاز كانت تلك نهاية ولايتهم العثمانية على العرب .. أذكر أنني كنت في التاسعة من العمر عندما ذهبت مع عائلتي للحج وكانت تجلس بجانبنا حاجة تركية مسنة ترتدي ملابس ثقيلة كانت احدى قريباتي تحاول أن تتجاذب معها أطراف الحديث ولكن بعد دقائق تغيرت ملامح وجه قريبتي واخذت بيدي لنبتعد عن هذه المرأة التي علمت فيما بعد أنها قالت لها هذه أرضنا وسنعود لها يوما ما!
تُرى هل يعلم هذا الجيل ما كانت تفعله الدولة العثمانية بالعرب ؟ هل تعلمون عن السياسة القمعية التي كانت تحكم بها ؟ هل تعلمون عن مجاعة ١٩١٥م ؟ هل تعلمون عن التجنيد الإجباري ؟ هل تعلمون عن اعتداءات الجنود الأتراك على نسائنا ؟ هل تعلمون عن قصة منيرة الشهيرة عندما نزل الأتراك من القطار في المدينة وهجموا على نسائها بلا رحمة وصاحت بها أمها " طبي في البير يا منيرة " وألقت منيرة نفسها في البئر حفاظاً على شرفها فما كان من بقية النساء إلاّ أن لحقوا بها وألقوا أنفسهم بالبئر ؟ ألا تعلمون أنهم اعتقلوا الكثير من رجالنا في المدينة ورحلّوهم بالقطار الى تركيا ولم يعودوا قط ؟!
تُرى هل يهتم الأتراك لأمرنا ؟ هل ستكون لهم مواقف كموقفنا معهم إن حدث لنا شيء ؟ هل سيذرفون الدمع حزناً علينا أو فرحاً لنا ؟ بالتأكيد لا .. لأنه شعب عُرف ببرودة أحاسيسه ولا يعنيه شيء غير نفسه ومصالحه .. وهذه الحقيقة التي لا يعلمها الكثير من أبنائنا .. لا أقول يجب أن نكره الأتراك أو نعاديهم حتى وإن أردنا لن نستطيع لأنّ قلوبنا لا تعرف الكره وهذه أيضاً حقيقة بدليل أن الكثير منّا نسيَ ماضي الأتراك في الجزيرة .. ! و إن سألني شخص عن تركيا سأجيب بأنني أعشقها وأعشق طبيعتها ولي فيها ذكريات كثيرة لكن آن الأوان أن نتعامل مع الأحداث بعقلانية أكثر .. 
آن الأوان أن نأخذ منهم ما نريد ونترك ما ليس به فائدة لنا .. آن الأوان أن نترك قلوبنا جانباً ونتعامل معهم بالعقل والمنطق .. !
بواسطة :
الناصح السلفي · @msrrr6
 20th Jul 2016 from 


هناك 5 تعليقات:

  1. مقال عقلاني جميل يستحق القراءة .!
    ليته ذيل باسم من كتبه .
    شكرا لكم .

    ردحذف
  2. الاتراك كانوا دولة إسلامية حاكمة حكمت كثير من العالم وكان لها هيبتها وفي نهاية حكمها تخللها شيء من الظلم وظهور الحركات المناوئة.
    بالنسبة لأردوغان فهذا الرجل هو الأفضل في الدول الاسلامية حاليا بغض النظر عن توجهاته وفي فترة وجيزة أخذ بلده من مصاف العالم الثالث إلى مصاف الدول المتقدمة وهذا ما فرض احترامه عند صديقه وعدوه.
    أما بالنسبة لعنصريتهم وعدم احترامهم للعرب فالعرب هم من وضع أنفسهم في موضع النظرة الدونية .
    أما بالنسبة لاعتداء الترك على البشر في المناطق التي يصلونها فهذا ديدن اي جيش يغزو اي بلد لا بد من حدوث خروقات لعدم الالتزام بادبيات الحروب اللتي أملاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيوش.

    ردحذف
  3. احمد محمد الثقفي23 يوليو 2016 في 2:05 م

    يتضح كمية الحقد الاعمى بالمقال
    لو استبدلنا تركيا بمصر بمقالك وكتبنا عن حرب ابها
    فلا زالوا يتذكرون اهل الجنوب قصف الطائرات المصرية لهم وكم شهيد فقد بسببها
    ولو بحثنا عن تعاطف المصريين لمصائبنا لن نجد احدهم
    يضع صورة ملكنا أو علم السعودية في حساباتهم في السوشل ميديا تلك الحسابات التي تبلغ اكثر من 50 مليون مستخدم مصري حسب تعداد صحيفة الاهرام.
    الجامية مدعين السلفية يبحثون عن زلات المسلمين ولا ينتقدون الا المسلمين ويكفرونهم.
    نحن ساندنا القائد العظيم أوردغان ووقفنا ضد الانقلاب
    لما رأينا انقلاب السيسي على الشرعية في مصر
    وكيف أحرق المسلمين في رابعة وكيف راح سحق الانقلاب عشرات الالاف من المواطنين المصريين.
    ولكن الجامية لايرون أن من أحرقهم السيسي مسلمين
    ربما يرونهم كفار او يهود او او
    نرى بهذا المقال أثر دعم بن زايد وتخطيط دحلان الصهيوني والرز الدحلاني كيف يغير الواقع
    وكل من قرأ هذا المقال يرى ككيف ان الكاتب لا يضع اسمه
    قال احد جلادين الجامية ( لن تجد جامي يكتب بأسمه الصريح في مقال او رد ؛ أغلبهم يختفي خلف أسم مستعار لانهم يخجلون مما يفعلون ويقولون ومن التحريض الذي يمارسونه )
    الجامية مدعين السلفية لا يحاربون الا المسلمين

    ردحذف
  4. المقال فيها تأجيج للعنصريه بين المسلمين ونبذ التلاحم والتآلف الإسلامي ...والأمة الاسلامية أحوج ماتكون في هذه الظروف الراهنه لنبذ هذه العنصريات وتكون يدا واحدة ضد أعداء الإسلام

    وفي فرق بين التفجيرات وبين الانقلاب
    بالنسبه للتفجيرات

    تركيا أيضا بتتعرض للتفجيرات منذ اكثر من سنه
    واخرها قبل الانقلاب.. بأسابيع في مطار اتاتورك وعادي الكل أخذها كأي تفجير في البلدان الثانيه ومحد التفت عليها وأخذها بيعن الاعتبار
    أما الانقلاب يعني تجي دولة ثانيه وحكم ثاني بدال الحكومة الحالية
    التي تحاول اعادة الهوية الاسلامية الى بلده ورفع الحكم العلماني العنصري
    اللتي بث في روح شعبه كره الاسلام
    وبما فيها العرب والابتعاد من هذه الدول والتقرب من الغرب وخدمته

    لكن هذا الرئيس والحكومة الحاليه بخلاف ذلك تقرب من العالم الاسلامي
    والعربي ..ويسعى في خدمة الاسلام والمسلمين وازالة العنصريات
    الذي غرس في نفوس شعبه هؤلاء العلمانيين
    لذلك العالم الاسلامي ككل وليس العربي فقط تفاعلوا معه خشية الا تفقد الأمة الاسلامية هذه الحكومة
    وتأتي من جديد حكومة علمانية تخدم الغرب
    وتنفث
    الكره والعنصريه للإسلام والمسلمين بصفة عامة والعرب بصفة خاصة في روح شعبه ...
    وما ذكرت عن العنصرية التي حصلت في عهد العثمانيين. .هذا وان حصلت ..حصلت في الآونه الاخيرة للحكم العثماني اثناء تفككه ونهايته وعدم استطاعتها السيطرة على كافة جوانب الدولة مما ادى الى اخطاء فردية من الجيش وليس بأمر السلاطنه العثمانيين

    ردحذف
  5. مقالك أكثر من رائع
    دايم في السياسة كل سياسي أو حاكم يبحث عن مصالحه الشخصية حتى لو أدى ذلك لأن يتحالف مع أعدائه
    هل تسمح لنا بنشر مقالتك أخي الكريم

    ردحذف

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..