آخر تحديث:
الخميس، ١٤ يوليو/ تموز ٢٠١٦ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)
أنقرة - يوسف الشريف { لندن - «الحياة»
فشل هجوم جديد شنته فصائل سورية معارضة في إبعاد القوات النظامية عن طريق الكاستيلو وبالتالي فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية التي تشهد نقصاً كبيراً في المواد الغذائية تسببت في طوابير من
المواطنين الذين انتظروا لساعات طويلة أمام الأفران من أجل الحصول على أرغفة قليلة من الخبز.
وترافق فشل الهجوم الجديد الذي قامت به «جبهة النصرة» وفصائل مسلحة أخرى، مع موقف لافت لـ «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي نأت بنفسها عن المعركة ووصفتها بأنها بمثابة «انتحار عسكري».
وجاء تراجع فصائل المعارضة على جبهة الملاح قرب طريق الكاستيلو بعد غارات عنيفة تردد أنها طائرات روسية شنتها على مواقعها، ما اضطرها إلى الانسحاب من المواقع التي تقدمت إليها.
واستمرت الاشتباكات أمس في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، وسط معلومات عن تقدم جديد لـ «قوات سورية الديموقراطية» التي سيطرت على دوار السبع بحرات على رغم تفجير تنظيم «داعش» ما لا يقل عن ثلاث عربات مفخخة في القوات المهاجمة المدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي وبمستشارين عسكريين أميركيين. وبالتزامن مع معارك حلب، أفيد بأن عشرات الأشخاص قُتلوا في غارات عنيفة شنتها طائرات لم يُعرف إذا كانت سورية أم روسية على اريحا (إدلب) والرستن وتلبيسة (حمص).
وعشية بدء وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثاته في موسكو اليوم والمتوقع أن تركّز على الملف السوري، صدر موقف جديد لافت من أنقرة عن احتمال «تطبيع» العلاقات مع دمشق. ومنذ الإعلان عن «الاعتذار» الرسمي التركي لروسيا عن اسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية وفتح صفحة جديدة في العلاقات معها ومع إسرائيل، لم تتوقف تصريحات المسؤولين الأتراك عن أن الخطوة المقبلة ستكون المصالحة مع سورية ومصر، لكن من دون إعطاء أي تفاصيل أو السماح بطرح أسئلة في مؤتمرات صحافية عن كيفية حدوث ذلك أو متى.
ويقود رئيس الوزراء بن علي يلدرم هذه الحملة، ويكاد لا يخلو خطاب رسمي له من الحديث عن إصلاح العلاقات مع سورية ومصر، إلى درجة أنه استخدم مصطلح «تطبيع» العلاقات مع سورية في حديثه أمام كوادر حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في أنقرة أمس الأربعاء.
ويقرن يلدرم حديثه عن المصالحة بوجود «ضرورة» لها، ويربطها باستقرار المنطقة وانتهاء الحرب في سورية، تاركاً للمعارضة والإعلام في تركيا حرية اطلاق الخيال في الحديث عن آلية المصالحات المنتظرة وعمقها، بين من يقول إنه لن يفاجأ إن سمع خبر سفر الرئيس رجب طيب أردوغان إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد، ومن يقول إن هذا كله كلام للاستهلاك الإعلامي والديبلوماسي وإن المصالحة مع سورية يُقصد بها عودة العلاقات مع دمشق ولكن بعد رحيل الأسد وليس أثناء حكمه.
وجاء حديث بن علي عن «تطبيع» العلاقات مع سورية بعد يومين من حديث الرئيس أردوغان عن سعيه إلى إعادة العلاقات التي انقطعت مع بعض الأطراف بسبب أزمة سورية والإرهاب، ويشي ذلك بأن هناك تواصلاً من نوع ما بين أنقرة ودمشق، ربما عن طريق وسيط روسي يضبط إيقاع هذا التواصل. وهناك من يرجّح في أنقرة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يماطل في إعطاء تاريخ محدد للقائه بأردوغان إلى حين التأكد من أن تركيا ستضغط على وفد المعارضة السورية لتذهب إلى جنيف ضمن وفد موسع وتقبل هناك ما رفضته في الجولة السابقة من بقاء الأسد في الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة «وحدة وطنية»، إضافة إلى رغبة موسكو في التأكد من تعهد تركيا إغلاق حدودها أمام المسلحين والتوقف عن دعم المعارضة المسلحة في شمال سورية. ومن الملاحظ أن أنقرة التي كانت تحذّر دائماً من كارثة انسانية وموجة نزوح مليونية في حال حوصرت حلب، لا يُسمع أي تعليق منها حالياً على سقوط آخر خطوط الإمداد عن المعارضة المقاتلة في حلب والتي باتت محاصرة حالياً.
وفي هذا الاطار، يكرر بن علي تصريحاته عن سورية في شكل مستمر وكله أمل بأن تسمع موسكو ذلك من أجل تسريع عجلة المصالحة الروسية - التركية، كما يُعتقد. لكن يستبعد محللون أتراك أن يكون هناك هدف تركي فعلي بإعادة العلاقات مع الرئيس بشار الأسد، ويعتبرون أن أنقرة تستعد منذ الآن لعلاقات جيدة مع «حكومة وحدة وطنية» في دمشق تتقاسمها المعارضة وحكومة الأسد في حال نجاح الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف. وعليه فإن التصريحات التركية تهدف، على ما يبدو، إلى التأكيد لموسكو أن أنقرة توافق على خريطة حل توافقي جديدة مع موسكو في سورية «تترك مصير الأسد للسوريين» وليس للمعارضة المسلحة.
-------------------------------------------- وفي نفس السياق
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
فشل هجوم جديد شنته فصائل سورية معارضة في إبعاد القوات النظامية عن طريق الكاستيلو وبالتالي فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية التي تشهد نقصاً كبيراً في المواد الغذائية تسببت في طوابير من
المواطنين الذين انتظروا لساعات طويلة أمام الأفران من أجل الحصول على أرغفة قليلة من الخبز.
وترافق فشل الهجوم الجديد الذي قامت به «جبهة النصرة» وفصائل مسلحة أخرى، مع موقف لافت لـ «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي نأت بنفسها عن المعركة ووصفتها بأنها بمثابة «انتحار عسكري».
وجاء تراجع فصائل المعارضة على جبهة الملاح قرب طريق الكاستيلو بعد غارات عنيفة تردد أنها طائرات روسية شنتها على مواقعها، ما اضطرها إلى الانسحاب من المواقع التي تقدمت إليها.
واستمرت الاشتباكات أمس في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، وسط معلومات عن تقدم جديد لـ «قوات سورية الديموقراطية» التي سيطرت على دوار السبع بحرات على رغم تفجير تنظيم «داعش» ما لا يقل عن ثلاث عربات مفخخة في القوات المهاجمة المدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي وبمستشارين عسكريين أميركيين. وبالتزامن مع معارك حلب، أفيد بأن عشرات الأشخاص قُتلوا في غارات عنيفة شنتها طائرات لم يُعرف إذا كانت سورية أم روسية على اريحا (إدلب) والرستن وتلبيسة (حمص).
وعشية بدء وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثاته في موسكو اليوم والمتوقع أن تركّز على الملف السوري، صدر موقف جديد لافت من أنقرة عن احتمال «تطبيع» العلاقات مع دمشق. ومنذ الإعلان عن «الاعتذار» الرسمي التركي لروسيا عن اسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية وفتح صفحة جديدة في العلاقات معها ومع إسرائيل، لم تتوقف تصريحات المسؤولين الأتراك عن أن الخطوة المقبلة ستكون المصالحة مع سورية ومصر، لكن من دون إعطاء أي تفاصيل أو السماح بطرح أسئلة في مؤتمرات صحافية عن كيفية حدوث ذلك أو متى.
ويقود رئيس الوزراء بن علي يلدرم هذه الحملة، ويكاد لا يخلو خطاب رسمي له من الحديث عن إصلاح العلاقات مع سورية ومصر، إلى درجة أنه استخدم مصطلح «تطبيع» العلاقات مع سورية في حديثه أمام كوادر حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في أنقرة أمس الأربعاء.
ويقرن يلدرم حديثه عن المصالحة بوجود «ضرورة» لها، ويربطها باستقرار المنطقة وانتهاء الحرب في سورية، تاركاً للمعارضة والإعلام في تركيا حرية اطلاق الخيال في الحديث عن آلية المصالحات المنتظرة وعمقها، بين من يقول إنه لن يفاجأ إن سمع خبر سفر الرئيس رجب طيب أردوغان إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد، ومن يقول إن هذا كله كلام للاستهلاك الإعلامي والديبلوماسي وإن المصالحة مع سورية يُقصد بها عودة العلاقات مع دمشق ولكن بعد رحيل الأسد وليس أثناء حكمه.
وجاء حديث بن علي عن «تطبيع» العلاقات مع سورية بعد يومين من حديث الرئيس أردوغان عن سعيه إلى إعادة العلاقات التي انقطعت مع بعض الأطراف بسبب أزمة سورية والإرهاب، ويشي ذلك بأن هناك تواصلاً من نوع ما بين أنقرة ودمشق، ربما عن طريق وسيط روسي يضبط إيقاع هذا التواصل. وهناك من يرجّح في أنقرة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يماطل في إعطاء تاريخ محدد للقائه بأردوغان إلى حين التأكد من أن تركيا ستضغط على وفد المعارضة السورية لتذهب إلى جنيف ضمن وفد موسع وتقبل هناك ما رفضته في الجولة السابقة من بقاء الأسد في الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة «وحدة وطنية»، إضافة إلى رغبة موسكو في التأكد من تعهد تركيا إغلاق حدودها أمام المسلحين والتوقف عن دعم المعارضة المسلحة في شمال سورية. ومن الملاحظ أن أنقرة التي كانت تحذّر دائماً من كارثة انسانية وموجة نزوح مليونية في حال حوصرت حلب، لا يُسمع أي تعليق منها حالياً على سقوط آخر خطوط الإمداد عن المعارضة المقاتلة في حلب والتي باتت محاصرة حالياً.
وفي هذا الاطار، يكرر بن علي تصريحاته عن سورية في شكل مستمر وكله أمل بأن تسمع موسكو ذلك من أجل تسريع عجلة المصالحة الروسية - التركية، كما يُعتقد. لكن يستبعد محللون أتراك أن يكون هناك هدف تركي فعلي بإعادة العلاقات مع الرئيس بشار الأسد، ويعتبرون أن أنقرة تستعد منذ الآن لعلاقات جيدة مع «حكومة وحدة وطنية» في دمشق تتقاسمها المعارضة وحكومة الأسد في حال نجاح الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف. وعليه فإن التصريحات التركية تهدف، على ما يبدو، إلى التأكيد لموسكو أن أنقرة توافق على خريطة حل توافقي جديدة مع موسكو في سورية «تترك مصير الأسد للسوريين» وليس للمعارضة المسلحة.
-------------------------------------------- وفي نفس السياق
First Published: 2016-07-14
هل يتخلى أردوغان عن دعمه لجماعات متطرفة في سوريا؟
|
|||||
نائب تركي يحذر من هجمات محتملة تشنها جبهة النصرة على تركيا ردا على انعطافة في سياسة أنقرة الخارجية.
|
|||||
ميدل ايست أونلاين
|
|||||
أنقرة
- منذ تولى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم منصبه في مايو/أيار قال
مرارا إن تركيا بحاجة "لزيادة أصدقائها وتقليص أعدائها" في اعتراف ضمني على
ما يبدو بأن السياسات السابقة كانت سببا في تهميش أنقرة.
إلا
أن تصريحاته الأخيرة عن رغبة أو عزم بلاده تحسين العلاقات مع سوريا
والعراق تشكل أكبر انعطافة في السياسة الخارجية التركية بعد سنوات من
اختبار الرهان على جماعات الاسلام السياسي التي تفرعت عنها جماعات متطرفة
أو هي في حدّ ذاتها منبت التطرف، في محاولة لإرساء انظمة تخدم مشروع الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان.
والانعطافة في السياسة الخارجية
التركية تعكس على الأرجح تغييرا في الأولويات أو اتجاها لاستبدال تحالفات
معلنة مع جماعات الاسلام السياسي وغير معلنة مع جماعات متطرفة مصنفة عالميا
ارهابية.
والخميس أكد رئيس الوزراء التركي في تصريحات لـ'بي بي سي' أن موقف بلاده من الرئيس السوري لم يتغير وأن عليه الرحيل.
ومع التسليم بصدقية هذا الموقف، تبقى علاقة النظام التركي بالجماعات الاسلامية المتطرفة في سوريا نقطة غامضة تستدعي أكثر من تأويل.
ويتساءل
متابعون للشأن التركي ما اذا كان أردوغان سيعدل عن دعم تلك الجماعات التي
سبق أن مولها بالمال والسلاح بحسب تقارير تركية يلاحق أصحابها اليوم قضائيا
لكشفهم المستور مثل ارديم غول وكان دوندار من صحيفة "جمهوريت".
ويتساءل
هؤلاء أيضا عن الثمن الذي قد تدفعه تركيا اذا ما اتجهت لتطبيع العلاقات مع
سوريا رغم تشديد يلدريم على أن موقف بلاده الداعي لرحيل الاسد لم يتغير.
مع
من يمكن أن تطبع تركيا علاقاتها اذا كان النظام الذي تدعو للإطاحة به
لايزال متماسكا بعد نحو خمس سنوات من اندلاع الثورة السورية؟ واذا كانت
المعارضة التي تسعى جاهدة لانتقال سياسي يستبعد الأسد من معادلات الحكم لم
تتوصل الى اليوم الى ما يشير الى قرب انتهاء نظام الاسد؟.
وأثارت
تصريحات يلدريم مخاوف من أن تتعرض تركيا للمزيد من الهجمات من جماعات
متطرفة في سوريا كانت الى وقت قريب تتلقى الدعم من النظام التركي بناء على
شواهد سابقة، حيث تؤكد تقارير وجود ارتباطات سابقة بين أنقرة وتنظيم الدولة
الاسلامية قبل أن ينفرط عقد التحالف غير المعلن لينقلب السحر على الساحر.
وتتهم
تركيا الدولة الاسلامية بتنفيذ اعتداءات دموية آخرها الهجمات الانتحارية
على مطار أتاتورك في اسطنبول والذي خلف عشرات القتلى والجرحى.
مخاوف وتحذيرات
وفي
سياق المخاوف، حذّر نائب عن حزب الحركة القومية المعارض من أن جبهة النصرة
فرع القاعدة في سوريا قد تبدأ بتنفيذ اعتداءات ارهابية في تركيا في الوقت
الذي تبدي فيه أنقرة رغبتها في تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية.
وبحسب
موقع 'زمان' الاخباري التركي الناطق بالعربية والذي يعمل بشكل مستقل عن
جريدة 'زمان' بعد أن أصبحت تحت وصاية الحكومة، قال النائب أوميت أوزداغ إن
"جبهة النصرة ستبدأ بشن هجمات إرهابية على تركيا خلال الأيام القادمة في
الوقت الذي ظهرت فيه بوادر لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية بعد التطبيع
مع إسرائيل".
وقال أوزداغ محذرا "وبذلك سيتم نقل الحرب
الأهلية الدائرة في سوريا إلى تركيا وليس المسؤول عن ذلك إلا أخطاء الرئيس
رجب طيب أردوغان في السياسة الخارجية حتى اليوم".
وأشار
النائب التركي الى نتائج دعم تركيا للجماعات المتطرفة في البداية قبل أن
تتخلى عنها وأن جبهة النصرة ربما تنفذ اعتداءات دموية ردّا على أي تطبيع
تركي محتمل مع الحكومة السورية.
وقال إن النصرة شأنها شأن
الدولة الاسلامية تتبنى اقامة دولة بمواصفاتها ومقاييسها، في تلميح إلى
أنها هي بدورها تدافع عن مشروعها بكل الوسائل المتاحة لها.
ووصف
النائب عن الحركة القومية قرار أردوغان حول منح الجنسية لاجئين سوريين،
بأنه "قرار جنوني" معتبرا أن تركيا ستصبح هدفا للتمييز العنصري العربي
المتطرف.
التطبيع مع سوريا لا الأسد!
وفي المقابل يقول رئيس الوزراء التركي إن سياسة بلاده تجاه سوريا لم تتغير ما لم يرحل بشار الأسد عن السلطة.
واعتبر أن تنظيم الدولة الاسلامية نشأ نتيجة ممارسات الرئيس السوري، وأنه "من الخطأ تفضيل أحدهما على الآخر".
وأوضح في مقابلة مع مراسلة هيئة الاذاعة البريطانية أنه يجب انهاء سلطة الأسد بالتوازي مع القضاء على الدولة الاسلامية.
البلاد قائلا إن السبب الرئيسي لتأزم الوضع السوري هو الأسد.
وقال
يلدريم في لقاء مع مراسلة شبكة “بي بي سي” البريطانية إنّ الأسد تسبب في
مقتل أكثر من 500 ألف مواطن سوري وتشريد أكثر من 9 ملايين آخرين بينهم
قرابة 3 ملايين يقيمون داخل الأراضي التركية.
وأضاف
يلدريم أنه يجب إنهاء سلطة بشار الأسد في سوريا، بالتزامن مع القضاء على
وجود تنظيم داعش الإرهابي، مشيراً إلى انّ تنظيم داعش نشأ نتيجة ممارسات
النظام السوري، وأنه من الخطأ تفضيل أحدهما على الآخر. ولو سألتم أيهما
نختار الأسد أم داعش، نقول إنه لا يمكن اختيار أي منهما وعلى كليهما
الرحيل".
ولم تقدم تصريحات رئيس الوزراء التركي ردودا
مقنعة حول التوجه الى تحسين العلاقات مع دول الجوار وعلى رأسها سوريا بينما
يجدد تأكيده في الوقت ذاته على وجوب رحيل الأسد، ما يطرح سؤالا ملحا: مع
من سيطبع طالما لا يوجد في سوريا إلا نظام واحد لايزال قائما بينما لم تبلغ
المعارضة بعد هدفها وهو مرحلة الانتقال السياسي.
وتعطلت مفاوضات السلام السورية في جنيف قبل أن تصل في جولاتها الى ملف الانتقال السياسي.
يبقى أن الانعطافة في السياسة الخارجية التركية قد تؤسس لتحالفات جديدة سواء اتجهت للتطبيع مع الحكومة السورية أم لا.
ويبدو أيضا أن تركيا سائرة نحو مراجعة رهاناتها على الجماعات الاسلامية المتطرفة، ما يعني أنها ربما تتخلى عن دعمها.
ويقول محللون إن سياسة الرئيس أردوغان عزلت تركيا وقلصت من دورها الاقليمي
الى درجة أنها وجدت نفسها مهمشة رغم موقعها فيما يتعاظم الدوران الروسي
والأميركي في المنطقة.
كما أن رهان أردوغان على الجماعات
الاسلامية المتشددة للإطاحة من جهة بالنظام السوري وكبح طموح أكراد سوريا
من جهة ثانية ومنعهم من اقامة ادارة حكم ذاتي على تخوم بلاده، فشل وأوقع
البلاد في قلب فوضى كانت هجمات الدولة الاسلامية الدموية وهجمات حزب العمال
الكردستاني أكبر شاهد على أن حسابات الرئيس التركي جاءت بعكس ما كان يمني
النفس.
|
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..