سيرة الشاعر:
عبدالمحسن بن إبراهيم بن عبدالرحمن البابطين.ولد في مدينة الزبير، (جنوبي العراق) وتوفي في مدينة البصرة. ( 1301 -
1372 هـ)
( 1883 -
1952 م)
عاش حياته بين العراق والكويت، وهو يعود إلى أصول نجدية.
تلقى تعليمه المبكر في مدارس الزبير: فأخذ مبادئ القراءة والكتابة، ثم درس الفقه والفرائض والحساب والفلك، وساقه حسه الأدبي إلى اطلاع واسع على التاريخ، وعلى دواوين الشعر وكتب العروض، ثم قصد بغداد طلبًا لمزيد من العلم والثقافة، وهناك اندمج في مجتمعها العلمي والأدبي، فقرأ على العلامة محمود شكري
الآلوسي، كما كان من زملائه: الشاعر معروف الرصافي وغيره من أدباء عصره. وفي بغداد درس الصرف والنحو والبلاغة على عبدالعزيز الناصري، وعلم العروض على محمد بن غنيم، ثم عاد إلى الزبير.
مارس في الزبير مهنة التدريس، وجلس للقضاء، وقام بمهام الإمامة والخطابة في الجامع، وكان في كل عمل يزاوله متحرجًا عفيفًا، وفي التدريس رفض تغيير زيه العربي إلى الزي الإفرنجي، وترك مدارس الحكومة إلى العمل بمدرسة النجاة الأهلية (التي أسسها الشنقيطي) ومدرسة «دويحس» الدينية. وفي القضاء رفض «تسييس» مهنته والاقتراب من الصراعات الإدارية والسياسية، وحين زار مكة المكرمة وعُرض عليه تولّي قضائها اعتذر إجلالاً لمكانة علماء أم القرى.
وفي الكويت - التي كانت تعيش إرهاصات النهضة الشاملة - عُهد إليه بتولّي رياسة القضاء وتطويره، فتردد، غير أنه قبل المهمة لزمن محدود جدًا، وعاد إلى حقل التدريس، فعُيّن مدرسًا للغة العربية والتاريخ الإسلامي بالمدرسة المباركية (أول مدرسة في الكويت).
كانت له مودة حميمة مع الشيخ عبدالله السالم الصباح (حين كان وليًا للعهد) - وكان الشيخ أديبًا محبًا للشعر والأدب، كما كان المترجم له صديقًا لمفكري الكويت أدبائها.
أطلق اسمه على إحدى المدارس المتوسطة بمنطقة «الظهر» - بمحافظة الأحمدي - تقديرًا لجهوده في خدمة وطنه.
الإنتاج الشعري:
- له «ديوان عبدالمحسن إبراهيم البابطين» - جمعه عبداللطيف البابطين، شرحه ووضع حواشيه عبدالعزيز العمر العلي - الكويت (د. م. ن).
الأعمال الأخرى:
- له منظومة في بحور الشعر وقوافيه، وألفية في الأنساب، وله رسائل نثرية ذات رصانة تدلُّ على رسوخ قدمه في المنظوم والمنثور.
شعره من الموزون المقفى، وكان له رأي رافض للشعر المنثور، وقد اهتم بالإيقاع ومتانة اللغة اهتمامه بالفكرة التي تقود امتداد القصيدة، وبالقيم الأخلاقية التي تدعو إليها. له شعر وجداني عبر فيه عن ذاته، كما كتب في المعارضات والمساجلات الإخوانية، وتستطيع موضوعات قصائده أن تقرب الإطار الثقافي السائد بين أدباء عصره.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد الشرباصي: أيام الكويت (ط1) - دار الكتاب العربي - القاهرة 1953.
2 - عبدالرزاق الصانع وعبدالعزيز العلي: إمارة الزبير بين هجرتين - المؤلف - الكويت 1985 .
3 - عبدالله خالد الحاتم: من هنا بدأت الكويت - مطبعة دمشق العمومية - دمشق (د.ت).
4 - عبدالله عبدالرحمن البسام: علماء نجد خلال ستة قرون - مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة - مكة المكرمة 1389هـ/ 1969م.
5 - يوسف حمد البسام: الزبير قبل خمسين عامًا: المطبعة العصرية - الكويت 1971 .
تلقى تعليمه المبكر في مدارس الزبير: فأخذ مبادئ القراءة والكتابة، ثم درس الفقه والفرائض والحساب والفلك، وساقه حسه الأدبي إلى اطلاع واسع على التاريخ، وعلى دواوين الشعر وكتب العروض، ثم قصد بغداد طلبًا لمزيد من العلم والثقافة، وهناك اندمج في مجتمعها العلمي والأدبي، فقرأ على العلامة محمود شكري
الآلوسي، كما كان من زملائه: الشاعر معروف الرصافي وغيره من أدباء عصره. وفي بغداد درس الصرف والنحو والبلاغة على عبدالعزيز الناصري، وعلم العروض على محمد بن غنيم، ثم عاد إلى الزبير.
مارس في الزبير مهنة التدريس، وجلس للقضاء، وقام بمهام الإمامة والخطابة في الجامع، وكان في كل عمل يزاوله متحرجًا عفيفًا، وفي التدريس رفض تغيير زيه العربي إلى الزي الإفرنجي، وترك مدارس الحكومة إلى العمل بمدرسة النجاة الأهلية (التي أسسها الشنقيطي) ومدرسة «دويحس» الدينية. وفي القضاء رفض «تسييس» مهنته والاقتراب من الصراعات الإدارية والسياسية، وحين زار مكة المكرمة وعُرض عليه تولّي قضائها اعتذر إجلالاً لمكانة علماء أم القرى.
وفي الكويت - التي كانت تعيش إرهاصات النهضة الشاملة - عُهد إليه بتولّي رياسة القضاء وتطويره، فتردد، غير أنه قبل المهمة لزمن محدود جدًا، وعاد إلى حقل التدريس، فعُيّن مدرسًا للغة العربية والتاريخ الإسلامي بالمدرسة المباركية (أول مدرسة في الكويت).
كانت له مودة حميمة مع الشيخ عبدالله السالم الصباح (حين كان وليًا للعهد) - وكان الشيخ أديبًا محبًا للشعر والأدب، كما كان المترجم له صديقًا لمفكري الكويت أدبائها.
أطلق اسمه على إحدى المدارس المتوسطة بمنطقة «الظهر» - بمحافظة الأحمدي - تقديرًا لجهوده في خدمة وطنه.
الإنتاج الشعري:
- له «ديوان عبدالمحسن إبراهيم البابطين» - جمعه عبداللطيف البابطين، شرحه ووضع حواشيه عبدالعزيز العمر العلي - الكويت (د. م. ن).
الأعمال الأخرى:
- له منظومة في بحور الشعر وقوافيه، وألفية في الأنساب، وله رسائل نثرية ذات رصانة تدلُّ على رسوخ قدمه في المنظوم والمنثور.
شعره من الموزون المقفى، وكان له رأي رافض للشعر المنثور، وقد اهتم بالإيقاع ومتانة اللغة اهتمامه بالفكرة التي تقود امتداد القصيدة، وبالقيم الأخلاقية التي تدعو إليها. له شعر وجداني عبر فيه عن ذاته، كما كتب في المعارضات والمساجلات الإخوانية، وتستطيع موضوعات قصائده أن تقرب الإطار الثقافي السائد بين أدباء عصره.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد الشرباصي: أيام الكويت (ط1) - دار الكتاب العربي - القاهرة 1953.
2 - عبدالرزاق الصانع وعبدالعزيز العلي: إمارة الزبير بين هجرتين - المؤلف - الكويت 1985 .
3 - عبدالله خالد الحاتم: من هنا بدأت الكويت - مطبعة دمشق العمومية - دمشق (د.ت).
4 - عبدالله عبدالرحمن البسام: علماء نجد خلال ستة قرون - مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة - مكة المكرمة 1389هـ/ 1969م.
5 - يوسف حمد البسام: الزبير قبل خمسين عامًا: المطبعة العصرية - الكويت 1971 .
عناوين القصائد:
- الحنين إلى عنيزة
- من قصيدة: ما المجد بالسهل
- ردّ على تهنئة
الحنين إلى عنيزة
بعث بها إلى صديقه محمد الصالح البسام |
دعـانـيَ مـن ذكر «العذيبِ» فـمـا بـيــــا ___________________________________
|
هـيـامٌ لهـا إذ لـيس فـيـهـا غرامـيــــا ___________________________________
| |
ولا تذكرا «السوبانَ» و«الـحـزن» و«النقـا» ___________________________________
|
وإن هـم بـهـا مدحًا أجـادوا القـوافـيــا ___________________________________
| |
ولا تذكرا لـي «جِلَّقًا» وجِنـانهــــــــــا ___________________________________
|
ولا «بردى»عذبًا إذا كـان جـاريـــــــــا ___________________________________
| |
ولكـنْ تعـالا حدّثـا عـن «عـنـيـــــــزةٍ» ___________________________________
|
حديثًا فقـد كـانـت دوامًآ ببـالـيـــــــا ___________________________________
| |
بـلادٌ هـواهـا طـيّبٌ ومـنـاخهـــــــــــا ___________________________________
|
جـمـيلٌ ومَغنـاهـا يفـوق الـمغانـيــــــا ___________________________________
| |
زمـرّدةٌ خضراء برمةُ عسجـــــــــــــــــدٍ ___________________________________
|
يسـرّكَ مـرآهـا وطـيب الـمغانـيـــــــــا ___________________________________
| |
وسكّانهـا بـالفضل والفخر لـم نجــــــــد ___________________________________
|
لهـم فـي الـمـلا يـا قـومُ مِثْلاً مُضـاهـيـا ___________________________________
| |
فـيـا قـومُ مـا أحـلى صـبـاحـي بأرضهـــا ___________________________________
|
ويـا قـومُ مـا أحـلى بتلك مسـائـيــــــا ___________________________________
| |
وأمّا ضـواحـيـهـا ففـاقت بنـبتهــــــــا ___________________________________
|
تـرى الروضَ بـالقـيصـوم والشـيح زاهـيــا ___________________________________
| |
فسل عـنهـمُ «الـوهلانَ» يُنـبـيكَ صــــادقًا ___________________________________
|
وسلْ «واديَ العـمـران» إن كـان واعـيــــا ___________________________________
| |
وسل عـنهـمُ ذاك «الغمـيسَ» الــــــذي يُرى ___________________________________
|
بأصنـاف أزهـار الربـيعِ مُبـاهـيــــــــا ___________________________________
| |
وسلْ واديَيْ تلك النخـيلِ الـتــــــــي زهتْ ___________________________________
|
وفـاقت بـهـا حتى نخـيلَ العـوالـيــــــا ___________________________________
| |
فإنـي لـمشـتـاقٌ إلـيـهـا لأنهـــــــــا ___________________________________
|
لـديَّ مـن الـبـلـدان كـانـت مـرامـيــــا ___________________________________
| |
أبـا قـاسمٍ طبتـم وطـابت فَعـالكــــــــم ___________________________________
|
فكـنـتَ أخـا العـلـيـا صديـقًا مُواسـيـــا ___________________________________
|
من قصيدة: ما المجد بالسهل
لا يبـلغ الغايةَ العـلـيـا مـــــن الأدبِ ___________________________________
|
ـــــــــــــإلا فتًى حسنُ الأخلاق ذو أ ___________________________________
| |
إن الفتى مـن يُرى بـالـمـجـد مقتـــــرنًا ___________________________________
|
يسعى حثـيثًا إلى العـلـيـاء فــــــي أدب ___________________________________
| |
مـا الـمـجـدُ بـالسهل بــــــل صعبٌ تطلّبُه ___________________________________
|
فلا يُنـال بـغـير الجـدّ والنَّصــــــــــب ___________________________________
| |
وإنمـا الـمـرءُ فـي هـذي الـدنـــــا خبرٌ ___________________________________
|
فـاستعـرضنَّ بـهـا الأخبـارَ وانـــــــتخب ___________________________________
| |
والعـلـمُ أفضل شـيءٍ أنـتَ كــــــــــاسبُه ___________________________________
|
مـن فـاته العـلـمُ لـم يسعـد ولـم يـــطب ___________________________________
| |
اللهُ أكبرُ كـم للّه مـــــــــــــــن حِكَمٍ ___________________________________
|
تخـفى عـلـيـنـا كـمـا قـد نُصَّ فــي الكُتب ___________________________________
| |
كـم عـالـمٍ جهـبذٍ يُرثى لـحـالـــــــــته ___________________________________
|
وجـاهلٍ خـامـلٍ فـي مـنـــــــــتهى الرتب ___________________________________
| |
لاتعجـبنَّ إذا عـايـنــــــــــــتَ ذا أدبٍ ___________________________________
|
يـواصل العـيشَ فـي بؤسٍ وفــــــــــي سغب ___________________________________
| |
والنـاسُ تسعى فذا طــــــــــــاغٍ بثروتهِ ___________________________________
|
وذا فقـيرٌ وهـم فـي مستـوى الطلــــــــب ___________________________________
| |
والنـاسُ شـــــــــــــتّى فذو شحٍّ وذو طمعٍ ___________________________________
|
يعـيش بـالهـمّ والأحـزان والـــــــــتعب ___________________________________
| |
يحـاول الأصـفرَ الرنّانَ فـي حــــــــــيلٍ ___________________________________
|
وفـي خداعٍ، وفـي مكرٍ، وفـــــــــــي كذب ___________________________________
| |
وآخرٌ أخرقٌ جذلانُ مـــــــــــــــــن سَفَهٍ ___________________________________
|
يبذّر الـمـالَ فـي لهـوٍ وفــــــــــي لعب ___________________________________
| |
والكلُّ يـزعـم أن الله كــــــــــــــمّله ___________________________________
|
فـاعجـبْ وهـذا لعـمـري غايةُ العجـــــــب ___________________________________
| |
نجـري وتجـري مقـاديرٌ لنــــــــــا كُتبتْ ___________________________________
|
ومـا يـقـدِّر وانٍ فـي الفتى يُصــــــــــب ___________________________________
| |
أيـا أبـا هـانئٍ وافت قصـيـدتُكـــــــــم ___________________________________
|
فكـنـتُ فـي فرحٍ مـنهـا وفــــــــــي طرب ___________________________________
| |
قـد جـاء كـاللؤلـو الـمـنظوم شعـرُكــــمُ ___________________________________
|
فـي سبكه بـزحـاف الشعـر لـــــــــم يُعَب ___________________________________
| |
نظـمٌ بـلـيغٌ بـديعٌ فـي فصـــــــــــاحتهِ ___________________________________
|
وجـودةُ اللفـظِ حـاكى خـالصَ الـذهـــــــب ___________________________________
| |
حـوى مديحًا، حـوى وصـفًا، حـوى حكــــــمًا ___________________________________
|
بخـير معـنًى بـلفـظٍ خـيرِ مـنـــــــــتخب ___________________________________
| |
تكلّ أقـلامُنـا عـن وصــــــــــــف معجزةٍ ___________________________________
|
وإن أتـيـنـا بفكرٍ غــــــــــــير مضطرب ___________________________________
|
ردّ على تهنئة
موجهة إلى محمد صالح البسام |
أيـا مـن تحـلّى بـالـمكـارم يـــــــافعًا ___________________________________
|
وفـي عـمـل الخــــــــــيراتِ قِدْمًا تفرَّدا ___________________________________
| |
عـنـيـتُ بـه أخًا كريــــــــــــمًا مبجّلاً ___________________________________
|
سلـيلاً لـبسّامٍ ذوي الجـــــــــود والندى ___________________________________
| |
فروع كرامٍ مـن أصـولٍ نجــــــــــــــيبةٍ ___________________________________
|
إذا غاب مـنهـم سـيّدٌ قـام [ســــــــيّدا] ___________________________________
| |
لقـد سـار فـي الآفـاق طـيبُ ثنـائهـــــم ___________________________________
|
وأثنى عـلـيـهـم مـن أغار وأنجــــــــدا ___________________________________
| |
ومـجـدٌ أشـادوه الأُلى بفَعـالهــــــــــم ___________________________________
|
ومـن بعـدهـم زادوا عـلى مـا تشــــــيّدا ___________________________________
| |
فـيـا فـارسَ الشعـر الـحـلال ومــــن غدا ___________________________________
|
يضـاهـي لَبـيـدًا فـي القـوافـي بأربـــدا ___________________________________
| |
ومـن خـصّنـي مـنه بأسنى قصـيــــــــــدةٍ ___________________________________
|
لعـمـري لقـد صـيغتْ لُـجـيـنًا وعسجـــــدا ___________________________________
| |
فأهلاً بـه مـا كرَّ يـومٌ ولــــــــــــيلةٌ ___________________________________
|
ومـا نـاحَ طـيرٌ فـــــــــــوق غصنٍ وغرّدا ___________________________________
| |
سأشكره مـا جُنَّ لـيلٌ وأزهــــــــــــــرتْ ___________________________________
|
كـواكبُه أو فـاض برقٌ وأرعـــــــــــــدا
|
( 1301 -
1372 هـ)
|
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..