التقيت بصديقي الياباني من المؤسسة اليابانية للبترول JCCP، والذي قضى عدة سنوات في السعودية وتطرقنا لتزايد حوادث السيارات في السعودية وذلك بسبب استهتار بعض السائقين وعدم اكتراثهم
لأنظمة المرور... ابتسم صديقي وقال:أنتم تعالجون الأعراض وليس المرض نفسه.فالإستهتار عند الشباب ليس مرض وإنما هو نتيجة لمرض مستفحل إجتماعياً، هذا المرض هو *عدم الشعور بالمسؤولية* وهو ناتج عن سوء التربية في المنزل والمدارس!
سألته: هلاّ أوضحت أكثر، ولماذا لم يُصاب به المجتمع الياباني؟
فقال: استهتار الشباب ليس فقط في قيادة السيارة وإنما في كل شيء في الحياة، وأهمها الإستهتار بالوقت والمقتنيات وهذا ينطبق على الفتيات أيضاً.
عندنا في اليابان يتعلم الأطفال في المنزل والمدرسة تحمُل مسؤولية نظافتهم الشخصية، فهم ينظفون غرفهم والأواني التي يستعملونها كما أنهم ينظفوا مدرستهم، فلا يوجد لدينا عامل نظافة في المدرسة فالذي يقوم بتنظيف الحمامات والبهو والفصول هم الطلاب أنفسهم.
للقضاء على حالة الإستهتار ينبغي زرع بذور المسؤولية في الأطفال منذ الصغر، فالإنسان المسؤول يحرص على المحافظة على القوانين واتباع الأنظمة.
التفت إليّ متسائلاً: لماذا لا توجد حالة الإستهتار عند الجيل السابق في السعودية؟
ثم أردف قائلا: لأن الأطفال كانوا يعملون مع والديهم منذ سن العاشرة، فالأولاد يعملون مع أبيهم خارج المنزل والبنات مع والدتهم داخل المنزل، ولكن الجيل الحالي الذي تعود على استقبال الخدمات وعدم القيام بأية مسؤولية اتجاه المنزل أو حتى اتجاه نفسه لن يشعر بقيمة أي شيء في الحياة بما في ذلك حياته و وقته وممتلكاته.
*فإذا أردتم أن تُحَـلّ مسألة حوادث السيارات ونظافة المرافق العامة و المحافظة على الوقت عليكم بتعليم أطفالكم كيف يتحملون مسؤولية القيام بشؤونهم الخاصة وإلاّ كثرة القوانين وصرامة تطبيقها لن تحل المشكلة.*
حسن سلمان الحاجي :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..