الاثنين، 8 أغسطس 2016

الشيخ عبد الله بن غديان /سيرة ذاتية

هو :عبد الله بن عبد الرحمن بن عبدالرزاق بن قاسم آل غديان
من آل محدث من بني العنبر من بني عمرو بن تميم، وينتهي نسبه إلى عمود (طابخة) ابن إلياس بن مضر من أسرة العدنانيين، ومن جهة الأم يرجع نسبه إلى آل راشد من عتيبة، وترجع عتيبة إلى هوازن.
الميلاد: ولد عام 1345 هـ في مدينة الزلفي.

وفاته
توفي ظهر يوم الثلاثاء 18 جمادى الآخرة 1431 هـ الموافق 1 يونيو 2010م، وصلي على جثمانه بعد عصر الأربعاء في جامع الملك خالد، ودفن في مقبرة أم الحمام في الرياض. وصلى عليه سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ حضر الصلاة صاحب السمو الملكي الأمير / سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - رحمه الله - والعديد من الأمراء والعلماء من جميع مناطق المملكة


الدراسة:

تلقى مبادئ القراءة والكتابة في صغره على عبد الله بن عبد العزيز السحيمي، وعبد الله بن عبد الرحمن الغيث، وفالح الرومي، وتلقى مبادئ الفقه والتوحيد والنحو والفرائض على حمدان بن أحمد الباتل، ثم سافر إلى الرياض عام 1363 هـ فدخل المدرسة السعودية الابتدائية (مدرسة الأيتام سابقا) عام 1366 هـ تقريبا، وتخرج فيها عام 1368 هـ.

عين مدرسا في المدرسة العزيزية، وفي عام 1371 هـ دخل المعهد العلمي، وكان أثناء هذه المدة يتلقى العلم على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، كما يتلقى علم الفقه على الشيخ سعود بن رشود (قاضي الرياض)، والشيخ إبراهيم بن سليمان في علم التوحيد، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم في علم النحو والفرائض، ثم واصل دراسته إلى أن تخرج في كلية الشريعة عام 1376 هـ، وعين رئيسا لمحكمة الخبر، ثم نقل للتدريس بالمعهد العلمي عام 1378 هـ، وفي عام 1380 هـ عين مدرسا في كلية الشريعة، وفي عام 1386 هـ نقل كعضو للإفتاء في دار الإفتاء، وفي عام 1391 هـ عين عضوا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالإضافة إلى عضوية هيئة كبار العلماء.


مشائخه:

تلقى العلم على مجموعة من طلبة العلم في مختلف الفنون، ومن أبرزهم بالإضافة إلى من سبق:
1- سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز تلقى عليه علم الفقه.

2- الشيخ عبد الله الخليفي في الفقه أيضا.
3- الشيخ عبد العزيز بن رشيد في الفقه والتوحيد والفرائض.
4- الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أصول الفقه وعلوم القرآن والتفسير.
5- الشيخ عبد الرحمن الأفريقي علم المصطلح والحديث.
6- الشيخ عبدالرزاق عفيفي.
7- عبد الفتاح قاري البخاري أخذ عنه القرآن برواية حفص عن عاصم، يسنده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وغيرهم.


آثاره:

إضافة إلى ما سبق كان أثناء عمله من عام 1389 هـ إلى اليوم وهو يقوم بتدريس الفقه وأصوله وقواعده، والحديث ومصطلحه، والتفسير وعلومه، والعقيدة، والفقه في حلقات منتظمة غالب أيام الأسبوع حسب الظروف بعد المغرب وبعد العشاء، وأحيانا بعد الفجر وبعد العصر، ومن عام 1395 هـ كان - بالإضافة إلى عمله في الإفتاء- يلقي دروسا على طلبة الدراسات العليا في جامعة الإمام وكلية الشريعة في الفقه والأصول وقواعد الفقه وقاعة البحث ويشرف ويشترك في مناقشة بعض الرسائل، ومن خلال هذه الفترة تلقى عليه العلم عدد كثير من طلاب العلم، كما رشح عام 1381 هـ ضمن من ينتدبون إلى التوعية والإفتاء في موسم الحج إلى الوقت الحاضر، ولما توفي سماحة الشيخ عبد الله بن حميد عام 1402هـ، تولى الإفتاء في برنامج نور على الدرب

---------------



-----------------------------

الشيخ العلامة عبدالله الغديان رحمه الله يكشف أسرار جماعة التبليغ




-------------
ومن مصدر آخر
العلاّمة الكبير عبد الله بن غديان رحمه الله

بدأت علاقتي بفضيلة شيخنا العلامة الورع الفقيه النادر الزاهد ذي الأخلاق الكريمة من سنوات كثيرة، صحبت الشيخ – غفر الله له – في مدينة الرياض وخارجها لإلقاء بعض الدروس والمحاضرات، كنت مراقباً لأفعاله وسائلاً عن أحواله فوقفت على كنز من العلم والأخلاق مدفون في ذلك الجسد الذي حمل اسم عبد الله بن غديان – تجاوز الله عنه – سألت الشيخ عن قدومه إلى الرياض وطلبه للعلم، فأجابني بقوله: قدمت الرياض للعمل عام 1363 هـ، ثم بعد مدة من العمل عزمت على الدراسة فجعلت في الصف الثالث الابتدائي لمعرفتي ببعض الأمور (الشيخ - رحمه الله - درس مبادئ العلم في بلده قبل قدومه للرياض) وحين تخرجت فيها عام 1368 هـ، أمر الملك عبد العزيز – رحمه الله - أن يحجج الطلاب الذين تخرجوا تلك السنة، فهي أول حجة لي.

واصل الشيخ دراسته حتى تخرج في كلية الشريعة 1376 هـ، عُيّن رئيساً لمحكمة الخبر، ثم نقل للتدريس بالمعهد العلمي في الرياض، ثم بكلية الشريعة، ثم نقل إلى دار الإفتاء عام 1386 هـ، ليصبح عضو إفتاء، ثم عُيّن عضواً للجنة الدائمة للإفتاء من عام 1391 هـ.

حدثني أحد طلاب الشيخ ممن تجاوز الستين، قائلاً: لما كان الشيخ مدرساً في المعهد العلمي، وكنت أحد الطلاب، فإذا جاء آخر السنة، قال الشيخ لنا: يا أبنائي أخشى أن أكون ظلمت أحداً منكم بكلمة أو غيرها، فحللوني ثم يبكي الشيخ، فنبكي نحن الطلاب لبكائه واستسماحه لنا.

طلب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز من الشيخ عبد الله أن ينتقل معه إلى التدريس في الجامعة الإسلامية، فاعتذر الشيخ بأنه هو القائم بشؤون والدته، وأنه لا يريد أن ينقلها من مكان إلى آخر لمصلحته الشخصية، فقال الشيخ ابن باز: عذرتك، وأوصيك ببرها، وقال الشيخ عبد الله: فلما ذهب ابن باز للمدينة وذهب الشيخ محمد الأمين الشنقيطي إلى المدينة للتدريس في الجامعة، كُلفت بأن أسد محله في تدريس مواده في الأصول في كلية الشريعة بالرياض وكانت ستة عشر درساً كلها في أصول الفقه، وكنت – من باب التحدث بنعمة الله علي – ألقيها وأنا واقف وليس معي كتاب أقرأ منه، بل كنت حين ألقي الدرس كأني أنظر إلى الكتاب من استحضاري لمسائله.

كان الشيخ وفياً لمشايخه متذكراً فضلهم، مرة في يوم عيد الفطر سنة 1429 هـ ذهبت لزيارة الشيخ والصلاة معه في مسجده العصر، فلما حلت الإقامة قدمني الشيخ للصلاة فامتنعت فأصرّ فصليت بهم صلاة العصر، وبعد الانتهاء من الأذكار جلست أمام الشيخ أساله حاله وأدعو له بأن يتقبل الله منه صيامه وقيامه، ثم جرى الحديث في أمور كثيرة، وحضر بعض الإخوة للسلام عليه، ثم سئل الشيخ عن طلبه للعلم وملازمته للشيخ عبد الرزاق عفيفي، فقال الشيخ: لقد استفدت من الشيخ عبد الرزاق فائدة لم يستفدها أحد مثلي، وقال: إن الشيخ عبد الرزاق قال: لم يستفد مني أحد كما استفاد عبد الله بن غديان. قال الشيخ عبد الله وقد عرفت الشيخ من عام 1374 هـ ولزمته ما أمكنني حتى توفي في عام 1415 هـ، ثم توقف الشيخ عبد الله عن الكلام وقد اغرورقت عيناه وهو يقول بشفتيه: الله يغفر له الله يغفر له، فلما كان الوضع كذلك واليوم يوم عيد، صرفتُ الموضع من الكلام عن المشايخ إلى الكلام عن كتب أهل العلم، فقلت للشيخ: الله يجعلكم في الجنة، وجدت على كتاب الآمدي في الأصول تعليقات للشيخ عبد الرزاق الله يجمعنا به في الفردوس الأعلى – ومنصوص أنها من كتابتكم، فقال الشيخ: صحيح هذا يوم كنا ندرس بالجامعة، والشيخ هو المدرس، فكان الشيخ يعلق وكنتُ أكتب تعليقات الشيخ، وهي الموجودة على حاشية الكتاب.

وهذه فائدة لطلاب العلم، فمهنا الشامي جاء في سيرته أنه لزم الإمام أحمد أربعين سنة، وهذا شيخنا يلزم عبد الرزاق عفيفي - رحمهم الله جميعاً - أكثر من أربعين سنة.

كان الشيخ – غفر الله له – ورعا زاهدا يظهر ذلك في لباسه وكلامه ومظهره لا يتصنع الوقار، ولا يتلمس رضا الناس، كثير التلاوة لكتاب الله، عاتبني مرة أنه لم يجد في سيارتي مصحفاً حين ركب معي لإلقاء محاضرة خارج الرياض.

قلّ ما دخلت عليه في مكتبه إلا والمصحف أمامه يقرأ فيه.

كان شديداً على أصحاب المحدثات والأقوال البعيدة لما أخرج أحدهم كتاباً في أحكام الحج، قال الشيخ في إحدى محاضراته: هذا ذوّب الحج .. وأسقط الجزاءات ..

كان الشيخ – رضي الله عنه – حذراً محتاطاً لذمته ويظهر ذلك في أمور منها:

• قراءته للأسئلة التي ترد في المحاضرة فيقرأها بنفسه ويرد عليها وأحيانا كثيرة يتجاوز عن جملة الأسئلة.

• حرصه على عدم أن يسجل عنه شيء لا في درس ولا في غيره.

مرة جاء شاب يسأل الشيخ عن مسألة في وقف لهم، فقال الشيخ:
تعال بالأوراق لأقرأها ثم تعال بعد مدة،
فقال الشاب: أجبني سؤال وإن شاء الله آتي بالأوراق، 

قال الشيخ: تعال بالأوراق وما يكون إلا خير، والشاب مصرُّ على أن يطرح سؤاله،
فقال الشيخ: أنت جئت تسأل لتبرأ ذمتك؟
قال الشاب: إي والله،
فقال الشيخ: وأنا أريد براءة ذمتي، فخرج الشاب وهو يضحك.

زرت الشيخ قبل وفاته بأسبوعين أو ثلاثة، فلما رآني قال: يخرج الحي من الميت،
فقلت له: أبشر يا شيخنا بالأجر من الله، فربنا كريم سبحانه، ومحبة الناس لكم دليل على خير، وكان الشيخ – رحمه الله – قد طلب مني نسخة من رسالتي للدكتوراه، وللأسف ذهب الشيخ وبقيت حسرة في قلبي، حيث لم أضعها بين يدي الشيخ – رحمه الله.

كتبه:

* د. محمد بن فهد بن عبد العزيز الفريح
* عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء




مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..