السبت، 10 سبتمبر 2016

«الخمينية» إرهاب مسكوت عنه

           صديق من إيران أرسل قبل أيام يذكر أن سكان طهران أصبحوا على صور لوحات تملأ الشوارع ضد السعودية، بعبارات حاقدة تعزف على وتر الطائفية والقومية الفارسية، لإعادة توجيه عواطف الشعوب الإيرانية، وحملة يافطات الأحقاد وصلت إلى شوارع بغداد في تناسق مخطط، فالمتسلط واحد على البلدين، وتريد سلطات خامنئي من وراء تجييش الشارع هذا تحقيق أهداف متعددة، أولها امتصاص غضب الحجاج الإيرانيين الذين منعتهم طهران من الحج هذا العام، وتصوير القضية على أن المنع تم من السعودية، في تدليس فاضح على رفضها الالتزام بأنظمة حج التزمت بها أكثر من 50 دولة أرسلت وفوداً من حجاجها.
ومن أهداف التجييش التشغيب الإعلامي على موسم الحج، الذي تستعد له الحكومة السعودية كل عام، وتجهز كل طاقاتها لإنجاحه بيسر وسهولة.
والنظام الحاكم في طهران لا يستطيع البقاء في السلطة من دون إيجاد عدو، وكانت واشنطن في الإعلام الإيراني عدواً بمسمى «الشيطان الأكبر»، إلا أنها تحولت إلى حليف غير معلن، ولم تكن واشنطن العدو الوحيد للاستهلاك الإعلامي في الداخل الإيراني وفي الساحة العربية، بل كان للسعودية والعرب حضور مستمر في قائمة الأعداء. تصدير الثورة، وهو العقيدة الخمينية، ليس إلا وسيلة وأداة لتوجيه الاحتقان والغضب الداخلي إلى الخارج، يراد إيهام الشعوب الإيرانية بأن كل ما يعانون منه هو من ذلك العدو الخارجي، فلا بد لاستمرار التسلط من زرع الخوف في نفوسهم، وقد استعدت السلطات في طهران مبكراً لحجب المعلومات والأخبار عن الشعوب الإيرانية، فحتى الإعلام الجديد يتم إما منعه واستحداث بديل محلي وإما الرقابة الصارمة عليه، وأصبحت لنظام طهران منصات إعلامية في لبنان والعراق تقوم بدور المرتزقة كحزام إعلامي، ولم يتم هذا بين ليلة وضحاها، بل تم عبر سنوات طويلة، وسط غفلة وتغافل عربي، وللغرب، خصوصاً واشنطن، دور كبير استمراره.
والحق أن الدول العربية على اختلافها، التي ترى أن أمنها بعيد عن دسائس إيران ومخططاتها، وتداور في تصريحات مسؤوليها، مخطئة في حق أمنها أولاً، لأن الاستهداف للسعودية، وإن كانت «حملة» كل عام تتصاعد في مواسم الحج، لا يخفي استهدافاً للعرب والمسلمين السنة، وقد أصبح استهدافاً صريحاً مدججاً بالميليشيات الطائفية والمرتزقة، ولا يستثني أحداً.

عبد العزيز احمد السويد
Posted: 10 Sep 2016 12:34 AM PDT


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..