تُعتبر
العادات والتقاليد أشبه بترمومتر دقيق وحسّاس يقيس مستوى التطور والتحضر
والرقي للمجتمع، بل وتُمثل نسقاً واضحاً يُبرز جوهره وطبيعته وحقيقته. وقد
رصدت الكثير من العادات والتقاليد العربية، سواء الإيجابية أو السلبية،
ولكنني فضلت أن أبرز الجانب السلبي لهذه العادات والتقاليد لخطورته وتأثيره
على فكر ومزاج المواطن العربي.
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
والآن إلى أسوأ سبع عادات عربية، أجدها الأكثر استخداماً وتأثيراً وخطورة:
الأولى،
تتمثل في غياب "ثقافة الشكر" والتقدير والامتنان. فنحن عادة لا نهتم
كثيراً بالتعبير عن مدى شكرنا وعظيم امتناننا لمن يُسدي لنا خدمة أو
معروفاً أو يكون سبباً في سعادتنا، بل وفي إنقاذ حياتنا في كثير من
الأحيان. ممارسة الشكر، ثقافة/عادة تعكس ميلاً راقياً لقيم جميلة كالعطاء
والبذل والذوق والإحسان ورد المعروف، ونحن عادة نفضل الأخذ ولا نميل
للعطاء.
الثانية، وهي تمظهر "ثقافة الشكوى" في كل
تفاصيلنا، الصغيرة والكبيرة، فنحن نشتكي ونتذمر ونتسخط من كل شيء تقريباً،
ونرفع "راية المظلومية" كشعار كبير يُخفي تماماً كل مظاهر الجدية والإخلاص
والرغبة في التغيير.
الثالثة، وهي "المزاج المتشدد" الذي
يحمل كل ملامح التشدد والتزمت، في الأفكار والثقافات والسلوكيات والقناعات،
لأنه -أي المزاج العربي المتشدد- نما وترعرع وسط بيئة مهيِّئة لتنامي
التشدد والتزمت، بل والعنف والمواجهة. والمزاج العربي المتشدد، عادة يستقي
كل ذلك التشدد والعنف من الكثير من المصادر والمنابع كالتراث والمرويات
والمناهج والإعلام، إضافة إلى كل التجار والمستثمرين في سوق التشدد العربي
من دعاة ومثقفين وإعلاميين ومتآمرين.
الرابعة، وهي "تغليب
المصلحة الخاصة" على كل المصالح العامة، إذ يُسخّر العربي كل طاقاته
وإمكانياته وحيله من أجل الفوز والظفر بكل ما يُريد، باعتبار أن كل ذلك حق
أصيل له دون غيره، لأنه يُطبق قاعدة "أنا وبعدي الطوفان".
الخامسة،
وهي "عادة الأفضل"، إذ لا يوجد كالعربي قدرة على التماهي والتباهي مع صيغ
التفضيل والتبجيل، فهو الأفضل والأنقى والأتقى والأذكى والأكثر مكانة وقيمة
وأصلاً. العربي -كما يظن طبعاً- هو الأفضل بين كل البشر بما يملك من إرث
تاريخي وعمق إنساني وقيمة حضارية!.
السادسة، وهي عادة "خرق
القوانين"، والتي يُمارسها العربي بكل حرفية ومهارة وإتقان، ورغم أن
المجتمعات العربية هي الأكثر مطالبة وحاجة لوجود القوانين والتشريعات
والعقوبات التي تنظم حياتها، إلا أنها في حالة وجودها لا تحظى بالاحترام
والتقيد. فالعربي عادة، يُنادي بالشيء ويُمارس عكسه، لذا تكثر العادات
والسلوكيات الخطيرة كالواسطة والغش والتزوير والخداع وغيرها من العادات
العربية السيئة.
السابعة، وهي العادة الأخطر على الإطلاق،
وهي "ظاهرة التصنيف" بكل أشكالها ومستوياتها الثقافية والفكرية والقبلية
والفئوية والطبقية والعرقية، ولكن أكثرها كارثية هي التصنيفات الطائفية
والعقدية والتي تُعتبر التحدي الأكبر الذي يضع العالم العربي على فوهة
بركان يغلي قد تحرق حممه الطائفية المستعرة كل تاريخ وحضارة، بل ووجود هذا
العالم الذي يمر بظروف استثنائية خطيرة لا مثيل لها خلال مسيرته الطويلة.
تلك
هي العادات السبع السيئة التي يتميز بها العربي من المحيط إلى الخليج، وهي
بالطبع ليست حكراً عليه، ولكنها أشبه بعلامات/عادات بارزة تُشكل وتُنمّط
شخصيته العربية المثيرة.
* مقال للكاتب فاضل العماني:
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..