لا معنى لمحاربة الدولة الاسلامية بكل ما تمثله من تطرف بقوى شيعية تمتلك تطرفا مشابها لا يقل ارهابا وترويعا.
First Published: 2016-09-14
ميدل ايست أونلاين
نشرت CNN رسما تخطيطيا لدول
التحالف والفصائل المتحالفة على الدولة الاسلامية يواضح ان كل فصيل ودولة
في دعم ومواجهة طرف ضد الطرف الآخر علما ان هدفهم جميعهم واحد هو
الدولة
الاسلامية.
وحال جميع الدول والفصائل المتحالفة على
الدولة ولله الامثال في الارض كما قال الله تعالى: "بأسهم بينهم شديد
تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذالك بإنهم قوم لا يعقلون". بينما الدولة
الاسلامية تنظر لهؤلاء جميعهم بانهم احزاب مكونة من كفر وردة ونفاق
متحالفون عليها وتنظر اليهم ولسان حالها يقول: "ولما رأى المؤمنون الاحزاب
قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله" الاحزاب.
وهذا
الفرق بين الحروب السياسية والحروب العقائدية. فالحروب السياسية تتبع
مصالح سياسية وقد تتحالف قوى وتتعادى قوى كل على حسب المصالح السياسية.
بينما
الحروب العقائدية واضحة الاهداف محددة المعالم. وكلما تصارعت الاحزاب
الدولية المتحالفة على الدولة الاسلامية فيما بينها كلما عاد نفوذ الدولة
اكثر واقوى من ذي قبل على حساب خلافاتهم.
واعتقد انه
بإنحسار الدولة سيزداد الصراع الاقليمي بين قوى الحلف العالمي والاقليمي في
المنطقة او بين المعسكرين الشرقي والغربي وقد ينتقل من السياسي الى
العسكري. فالحلقة التي كانت تكبح خلافاتهم واطماعهم في المنطقة وتربط فيما
بينهم قد انحسرت والضحية في هذا كله شعوب المنطقة ان زاد صراعهم.
دول
المنطقة تحارب التطرف السني في الحلف الدولي المشاركة فيه مثلما تحارب
التطرف الشيعي ولكن الفارق ان التطرف الشيعي يتمدد تحت غطاء الحلف الدولي
بتبرير الحرب على الارهاب.
وإن كان التحالف الدولي
استطاع ان يكبح جماح التطرف السني فمن يضمن لدول المنطقة عدم تمدد التطرف
الشيعي الذي تقوده ايران وتدعمه روسيا واميركا؟
ان كان
تمدد سابقا على مرأى من الامم المتحدة في العراق والشام واليمن وكان سببا
في كل هذه الصراعات، وان كانت مليشيات ايران اليوم تعمل تحت غطاء الحلف
الدولي، وان كانت ايران علنا تعلن تأسيس جيش شيعي عابر للحدود وتقول امام
مرأى العالم ان جيشنا اليوم يقاتل في اليمن والشام والعراق، وان كانت الامم
المتحدة لا ترى في النظام السوري ارهابا ولا ترى في ايران ارهابا ولا ترى
في ميليشياتها ارهابا ولا ترى في القصف الروسي ارهابا اذن اين الارهاب؟
ومن
يضمن عدم تمدد الارهاب الدولي في حال انحسار ارهاب الدولة. والمطلوب من
القوى العظمى الموازنة مثلما تسعى لكبح جماح الارهاب السني خوفا على
مصالحها عليها ان تسعى ايضا لكبح جماح الارهاب الشيعي خوفا على مصالح
حلفائها، وأن لا تسعى في تكتيف ارهاب وتمديد ارهاب على حساب مصالح الاخرين
من خلال اطر سياسية ودبلوماسية زائفة ومبعوثين يتم عن طريقهم بيع وشراء
قضايا الامة على حسب مصالح سياسية فإن لم تحترم الدول الحلفاء فلتحترم
الشعوب الذي غالبا ما يكون لهم رأي آخر!
ومن اين اتت
الدولة الاسلامية لم تكن الدولة الا ردة فعل للأرهاب المدعوم دوليا في
سوريا والعراق بالنظامين الفاشيين المالكي وبشار وتمدد مليشيات ايران معهما
على حساب الشعوب المكلومة.
وهذا ما سيحصل في حالة عاد
وتمدد الارهاب الدولي من جديد او وفي حالة تم تسليم المنطقة للطائفية
المضادة مثلما سلمت العراق من قبل بلا شك ستعود الدولة من حيث بدأت بل
واقوى من ذالك بكثير من باب "وان عدتم عدنا".
فالتمدد
الشيعي المدعوم دوليا ان حصل فخطره على الشعوب اكثر من الانظمة بعكس الاخر
وان فقدت القوى العظمى ثقة الحاضنة الشعبية السنية التي تمثل الاكثرية في
المنطقة ستجد الشعوب نفسها هي المستهدفة امام دفع صائل هذا الارهاب الدولي
الذي تقوده ايران وتدعمه الدول الكبرى وستجد الشعوب ان آخر العلاج الكي فلا
يقاوم الارهاب الا ارهاب مثله مساوي له في المقدار والكمية!
وبما
ان الدولة الاسلامية كانت هي الاقوى في المنطقة فكريا وعسكريا واعلاميا
وعقائديا ولها تجربة نقل وتجديد ديني اصولي استطاعت من خلاله استقطاب كثير
من الشباب في الشرق والغرب ودول المنطقة واستطاعت الغاء كثير من الهامات
الدينية التي لوت اعناق النصوص لأجل مصالح خاصة بدولها فقد تستقطب الدولة
هذه الفئة المستهدفة.
وبلا شك سيقوى نفوذها وستنتشر من
جديد مثل انتشار النار في الهشيم بل بأسرع مما نتصور فلكل فعل ردة فعل
والمادة تتمدد بالحرارة وقد تتمدد تحت القصف!
على الامم
المتحدة والقوى العظمى ان كانت جادة في سعيها وتصحيح مسارها هي وحلفائها مع
الشعوب وتريد السلام ان تحذر من اللعب على الاوتار الطائفية من جديد وتعي
الدرس والا فكل ذالك سينقلب وبالا عليها وعلى المنطقة ويجب عليها ان تنهي
الازمات ولا تديرها وتكف عن اختبار الشعوب عبر ارهابها الدولي وميلشياتها
الطائفية ومعسكراتها الفاشية في مصر واليمن والشام والعراق وليبيا ولا نقول
لهم الا ما قال الله تعالى:
"إن تستفتحوا فقد جاءكم
الفتح وإن تنتهوا لهو خيرا لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا
ولو كثرت وان الله مع المؤمنين" الفتح.
بقلم:
عبدالكريم باسويد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..