مع إقرار الكونجرس الأمريكي لقانون (جاستا) الابتزازي المثير
للجدل والتأمل، فإن صنابير الجحيم والفوضى في العلاقات الدولية قد فتحت
أفواهها بغزارة، لتفرز عصارات ثقيلة للغاية ستساهم في
تعقيد الوضع الدولي بدلا من حلحلته!، فقانون (العدالة في مكافحة الإرهاب) الذي أقره الكونجرس بعد صراع عنيف مع الرئيس أوباما الذي أعلن الفيتو على مشروع القرار هو فعل ابتزاز إرهابي مباشر يمس أمن وسيادة دول المنطقة بشكل غير مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية وبما سيؤسس لكوارث هائلة ليس هنالك أي حدود لآفاقها وأبعادها المباشرة وغير المباشرة، من الواضح جليا أن القانون يستهدف دولا عربية وشرق أوسطية بعينها!، وهو استهداف سبق لبعض وسائل الإعلام الغربية أن بدأت باستعراض إرهاصاته مثل حديث بعض الصحف الفرنسية تحديدا حول خطر الإسلام وتحديدا الإشارة لما أسموه (الوهابية)!، والتي هي دعوة تجديدية سمحاء تهدف لتنظيف العقيدة من الشوائب وقد ظهرت في ظروف تاريخية معينة وهي مجرد حركة إصلاحية لا أكثر ولا أقل!، ولكن الإعلام الغربي أخذ منحى مختلفا، وبات ينشر مفاهيم عدوانية مشوهة ملقيا مسؤولية الإرهاب الدولي السائد على عاتق العالم الإسلامي بل على الدين الإسلامي في أبشع هجمة عقائدية مسيسة، فقانون الكونجرس يهدف لمحاسبة دول بعينها على تصرفات وممارسات يقوم بها نفر من الذئاب البشرية المنفردة لا علاقة للعالم الإسلامي بهم أبدا، بل إن التواطؤ قد بلغ أشده عبر تسهيل المخابرات الغربية لتلك العناصر التواجد وتنفيذ عملياتها وضرباتها ليست البعيدة أبدًا عن سيناريوهات سرية تجري صياغتها في مطابخ التآمر الدولي وبطريقة توريطية لا تخطأ العين الخبيرة في قراءة دلالاتها ومضامينها، لقد مرت على العالم المعاصر عبر التاريخ القريب حركات إرهابية ومجاميع عنف ثوري مسلحة لم يكن للعالم الإسلامي أدنى علاقة بها ومنهم على سبيل المثال منظمات (الجيش الأحمر الياباني) جماعة (بادر ماينهوف) الألمانية وجماعة (كارلوس) الفنزويلي، ومنظمة (الألوية الحمراء) الإيطالية، وجماعة الدرب المضيء البيروفيه، والجيش الجمهوري الأيرلندي، وعصابات وجماعات مسلحة عديدة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وفي عمق أوروبا الغربية، كما أن جماعات النازية الجديدة والعنصرية الآرية وعصابة الكوكلوكس كلان العنصرية الأمريكية ارتكبت جرائم عديدة ومروعة دون أن يسأل عنها أو يفتح ملفاتها أحد؟ أما العصابات الصهيونية التي أسست لدولة إسرائيل مثل منظمات (الهاغاناه) و(أرغون زفاي ليومي)! وبقية العصابات الني (أبدعت) في قتل واستئصال الشعب الفلسطيني فإن القضاء الغربي والأمريكي يغض البصر عنها بل يمحوها من الذاكرة وكأنها لم تكن رغم أنها قد شوهت وجه التاريخ ووجهت طعنة للإنسانية، أما الجرائم الفظيعة المقترفة في سوريا والتي شاركت فيها دول ومنظمات إرهابية طائفية فإن الضمير الدولي غائب عنها تماما، فالروس يمارسون جرائم إبادة بشرية منظمة، وحلفاؤهم الإيرانيون فعلوا أدواتهم الطائفية اللبنانية والعراقية في استهداف وتدمير الشعب السوري، أما مجرم الحرب بشار الأسد فلم تزل براميله القذرة تساءل العدالة الدولية عن جديتها، القانون الأمريكي يفتح الباب على مصراعيه لمحاكمة السياسة الأمريكية التي دمرت شعوبا بأكملها، وهدمت أوطانا كانت عامرة ومزدهرة ذات يوم فإذا بها اليوم تتحول لخرائب وأنقاض بعد أن بسط (الحلم الأمريكي) ظلاله الثقيلة عليها؟ يحق للشعب العراقي رفع دعوى مستعجلة على الإدارة الأمريكية تطالب بالتعويضات السخية لكل مواطن عراقي عانى إكراهات السياسة الأمريكية وتعديات آلتها العسكرية العدوانية الفظة ونتائج استعمال الأسلحة الإشعاعية والمحرمة دوليا، وكذلك ستفعل شعوب عديدة عانت من مصائب السياسات الغربية الفظة، دول منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي تحديدا هي أكثر الدول التي عانت تاريخيا من الإرهاب بكافة أشكاله والذي تصر بعض الدوائر الغربية المغرضة على إلصاقه بالمجتمعات العربية والإسلامية زورا وبهتانا، فالابتزاز الدولي قد أضحى عقيدة متبعة لدى الدول الكواسر التي تحاول اليوم لوي أعناق الحقائق وممارسة سياسات حمقاء ستدفع هي أثمانها بالدرجة الأساس، فدماء العراقيين والفيتناميين والأفغان والأفارقة وغيرهم تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم!!.
بقلم : داود البصري
03/10/2016
المصدر
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
اعتماد قانون "جاستا" يشكل مصدر قلقٍ كبيرٍ للدول ...
تعقيد الوضع الدولي بدلا من حلحلته!، فقانون (العدالة في مكافحة الإرهاب) الذي أقره الكونجرس بعد صراع عنيف مع الرئيس أوباما الذي أعلن الفيتو على مشروع القرار هو فعل ابتزاز إرهابي مباشر يمس أمن وسيادة دول المنطقة بشكل غير مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية وبما سيؤسس لكوارث هائلة ليس هنالك أي حدود لآفاقها وأبعادها المباشرة وغير المباشرة، من الواضح جليا أن القانون يستهدف دولا عربية وشرق أوسطية بعينها!، وهو استهداف سبق لبعض وسائل الإعلام الغربية أن بدأت باستعراض إرهاصاته مثل حديث بعض الصحف الفرنسية تحديدا حول خطر الإسلام وتحديدا الإشارة لما أسموه (الوهابية)!، والتي هي دعوة تجديدية سمحاء تهدف لتنظيف العقيدة من الشوائب وقد ظهرت في ظروف تاريخية معينة وهي مجرد حركة إصلاحية لا أكثر ولا أقل!، ولكن الإعلام الغربي أخذ منحى مختلفا، وبات ينشر مفاهيم عدوانية مشوهة ملقيا مسؤولية الإرهاب الدولي السائد على عاتق العالم الإسلامي بل على الدين الإسلامي في أبشع هجمة عقائدية مسيسة، فقانون الكونجرس يهدف لمحاسبة دول بعينها على تصرفات وممارسات يقوم بها نفر من الذئاب البشرية المنفردة لا علاقة للعالم الإسلامي بهم أبدا، بل إن التواطؤ قد بلغ أشده عبر تسهيل المخابرات الغربية لتلك العناصر التواجد وتنفيذ عملياتها وضرباتها ليست البعيدة أبدًا عن سيناريوهات سرية تجري صياغتها في مطابخ التآمر الدولي وبطريقة توريطية لا تخطأ العين الخبيرة في قراءة دلالاتها ومضامينها، لقد مرت على العالم المعاصر عبر التاريخ القريب حركات إرهابية ومجاميع عنف ثوري مسلحة لم يكن للعالم الإسلامي أدنى علاقة بها ومنهم على سبيل المثال منظمات (الجيش الأحمر الياباني) جماعة (بادر ماينهوف) الألمانية وجماعة (كارلوس) الفنزويلي، ومنظمة (الألوية الحمراء) الإيطالية، وجماعة الدرب المضيء البيروفيه، والجيش الجمهوري الأيرلندي، وعصابات وجماعات مسلحة عديدة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وفي عمق أوروبا الغربية، كما أن جماعات النازية الجديدة والعنصرية الآرية وعصابة الكوكلوكس كلان العنصرية الأمريكية ارتكبت جرائم عديدة ومروعة دون أن يسأل عنها أو يفتح ملفاتها أحد؟ أما العصابات الصهيونية التي أسست لدولة إسرائيل مثل منظمات (الهاغاناه) و(أرغون زفاي ليومي)! وبقية العصابات الني (أبدعت) في قتل واستئصال الشعب الفلسطيني فإن القضاء الغربي والأمريكي يغض البصر عنها بل يمحوها من الذاكرة وكأنها لم تكن رغم أنها قد شوهت وجه التاريخ ووجهت طعنة للإنسانية، أما الجرائم الفظيعة المقترفة في سوريا والتي شاركت فيها دول ومنظمات إرهابية طائفية فإن الضمير الدولي غائب عنها تماما، فالروس يمارسون جرائم إبادة بشرية منظمة، وحلفاؤهم الإيرانيون فعلوا أدواتهم الطائفية اللبنانية والعراقية في استهداف وتدمير الشعب السوري، أما مجرم الحرب بشار الأسد فلم تزل براميله القذرة تساءل العدالة الدولية عن جديتها، القانون الأمريكي يفتح الباب على مصراعيه لمحاكمة السياسة الأمريكية التي دمرت شعوبا بأكملها، وهدمت أوطانا كانت عامرة ومزدهرة ذات يوم فإذا بها اليوم تتحول لخرائب وأنقاض بعد أن بسط (الحلم الأمريكي) ظلاله الثقيلة عليها؟ يحق للشعب العراقي رفع دعوى مستعجلة على الإدارة الأمريكية تطالب بالتعويضات السخية لكل مواطن عراقي عانى إكراهات السياسة الأمريكية وتعديات آلتها العسكرية العدوانية الفظة ونتائج استعمال الأسلحة الإشعاعية والمحرمة دوليا، وكذلك ستفعل شعوب عديدة عانت من مصائب السياسات الغربية الفظة، دول منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي تحديدا هي أكثر الدول التي عانت تاريخيا من الإرهاب بكافة أشكاله والذي تصر بعض الدوائر الغربية المغرضة على إلصاقه بالمجتمعات العربية والإسلامية زورا وبهتانا، فالابتزاز الدولي قد أضحى عقيدة متبعة لدى الدول الكواسر التي تحاول اليوم لوي أعناق الحقائق وممارسة سياسات حمقاء ستدفع هي أثمانها بالدرجة الأساس، فدماء العراقيين والفيتناميين والأفغان والأفارقة وغيرهم تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم!!.
بقلم : داود البصري
03/10/2016
المصدر
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
اعتماد قانون "جاستا" يشكل مصدر قلقٍ كبيرٍ للدول ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..