الخميس، 13 أكتوبر 2016

ردا على بعض ما جاء في مقال الكلباني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

أما بعد

جزء من مقال فوبيا المرأة ! يطالب فيه الكلباني الرجال أن لا يسألوا عن بناتهم ونسائهم
( أين ذهبت وماذا فعلت ) !!

قرأت المقال الذي أشار إليه (مطية الليبراليين) عادل الكلباني فوجدته نسج أفكارا من خياله وتحدث عن مجتمع غير مجتمعنا دون أدنى حياء من القارىء , لأن الكلباني يزعم أن مجتمعنا يسجن المرأة في البيت ولا تخرج حتى الممات , الحقيقة أن الكلباني تجاوز الكذب الذي يفعله بعض الماكرين والذي قد يصدقه بعض الناس , تجاوزه إلى الكذب الأحمق الذي لا يصدر إلا عن أحمق , لأنه يتكلم عن المجتمع السعودي حيث مدارس البنات وجامعات البنات وأماكن توظيف النساء ( قطاع عام وخاص ) والأسواق التي غصت بها المدن وأماكن الترفيه والحدائق , كل هذه أكثر روادها النساء , فكيف يزعم هذا المغفل أن مجتمعنا يسجن النساء سجنا مؤبدا


ثم من جهة أخرى

قرار المرأة في بيتها وعدم خروجها إلا لحاجة أو مصلحة هو الأصل في الدين , وزعم الكلباني أن قوله تعالى(وقرن في بيوتكن) خطاب خاص بأمهات المؤمنين صحيح  لكن هناك نصوص أخرى تدل على أفضلية بقاء المرأة في بيتها وتدل على أن قوله تعالى ( وقرن في بيوتكن ) وإن كان خطابا موجها لأمهات المؤمنين إلا أنه عام لكل نساء المؤمنين بدلالة أدلة أخرى مثل قوله تعالى في نفس الآية ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )  هذا أيضا خطاب موجه لأمهات المؤمنين لكن هناك أدلة أخرى تجعل هذا الخطاب(النهي عن التبرج ) عاما ,

 

ومن الأدلة على أن الأصل أن تقر المرأة في بيتها ولا تخرج إلا لحاجة أو مصلحة قول النبي ﷺ لأم ورقة الأنصارية ( قري في بيتك ) رواه أبو داود وحسنه الألباني , ومن الأدلة قول النبي ﷺ عن صلاة العيدين ( ليخرج العواتق وذوات الخدور ) رواه الشيخان , فلو كانت المرأة كالرجل في دخولها وخروجها لما لما قال النبي ﷺ شيئا عن إخراج العواتق وذوات الخدور لأنها حينئذ تكون في خروجها ( مثل الرجال ) كما يزعم الكلباني , ثم إن الكلباني لو كان من أهل العلم وعرف ما معنى ( ذوات الخدور ) لما تجرأ على هذا الكلام الجاهل

 

وكذلك قول النبي ﷺ ( وبيوتهن خير لهن ) فالصلاة في بيتها خير لها من الصلاة في المسجد مع أنه قربة إلى الله

في تفسير قوله تعالى ( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء ) الآية , روى ابن جرير في تفسيره عن عمر رضي الله عنه ( لم تكن سلفعا من النساء خرَّاجة ولاجَة ) ا.هـ. 19/559

خراجة ولاجة أي كثيرة الخروج من بيتها , مما يدل على أن الأصل هو قرار المرأة في بيتها

أيضا

وصف الكلباني لمجتمعنا بالتزمت غير صحيح من وجهين ,

الوجه الأول : هو ما سبق الرد عليه في بداية المقال ( وهو أن المجتمع لم يحبس المرأة )

الوجه الثاني: أن الكلباني عكس الوصف الصحيح للمجتمع , فمجتمعنا وبرغم أنه لا زال مجتمعا محافظا بفضل الله إلا أننا تساهلنا بخروج النساء قياسا على ما جاء في الشرع وما كان عليه السلف الصالح , وما سار عليه مجتمعنا إلى زمن قريب جدا

يقول الشيخ رشيد رضا وهو يتكلم عن خروج النساء للأسواق و يصف حال النساء في زمنه
(والتعرض لنظر أحد الفريقين للآخر إنما يكون في الأسواق ونحوها من المجتمعات العمومية، التي هي للرجال بالأصالة، ولا يغشاهاالنساء إلا نادرًا للضرورات )
إلى قوله
( ففي نابلس والقدس وبلادأخرى من سوريا وفلسطين لا تكاد ترى امرأة مسلمة في السوق إلا نادرًا )
ا.هـ. مجلة المنار 7/ربيع الأول/1317 هـ

هذا هو حال النساء في المجتمعات المسلمة , القرار في البيت وعدم مزاحمة الرجال ولا الاختلاط بالرجال وما كتبه الكلباني ما هو إلا جهالات لا زمام لها ولا خطام لا من شرع ولا من واقع


هذا , والله أعلم , وصلى الله على نبينا محمد وأله وسلم

الثلاثاء 1437/5/7 هـ

-------------------------------

صحيفة الرؤية السلفية rslfi@

رابط المقال https://t.co/UsVWUlD3Hk


المصدر

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

فوبيا المرأة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..