الوزير
أو من في حكمه ؛ من جملة البشر ، يتأثر إيجابآ وسلبآ ، هذا التأثر ، تختلف
قوته من شخص لآخر ، وهذا الاختلاف ، يأتي تبعا لما يملكه هذا وذاك من رصيد
يُحصّن فيه ذاته أو يتجرد منه ، الوزير لمّا يعيّنه الملك ، ليس من أجل
صفاته الخَلْقية ، بقدر ماهو لصفاته الخُلُقية والمعرفية والعقلية ، البعض
من الوزراء ، تجده يتمسكن حتى يتمكن ، يخدع من حوله ، بطراوة لسانه ،
وسرعان ما يتحول إلى ثعبان ، تنكشف حالته مع مرور الأيام ، بعض الوزراء
الذين هذه حالتهم ، قد يُعوّضون ببطانة طيبة ، تحجب مدى ضعفهم في جوانب
شخصيتهم ، تحذرهم من الخطأ ، وتدلهم على الصواب ، والبعض الآخر ، وهم قلة ،
يلتم حولهم (شللية) أشبه ماتكون بعصابة الشر ، وهم ما يعرفون ببطانة السوء
، هذه الشللية ، عادة ما تكون ضعيفة في تحصيلها العلمي ومنها ما قد يُعرف
بسوء سيرته وسريرته ، تُطوّق الوزير وتحجب عنه حتى الهواء ، حتى يخيل لك
أنه في صندوق ، تتذكر حينها ( الصندوق الأسود) الذي يُبحث عنه عند حوادث
الطائرات ، لمعرفة أسرار الحادث ، هذا الوزير أو ذاك ، ممن استسلم طواعية
لبطانته ، في الغالب لا يملك حسن التصرف ، مراهق ، مضطرب ، متحول الفكر ،
يظل خائفآ ، يترقب ماحوله ، يحسب كل صيحة عليه ، هو كالصبي ، اتخذ صبية
مثله ، يُؤكّلونه ويشرّبونه وينوّمونه ويلحّفونه ، وينقلون له الأخبار أول
بأول على غير وجهها ، يُحسّنون له القبيح ، ويقبّحون له الحسن ، يبعدونه
عنه الصادقين المؤهلين ، كبار العقول ، ويدلونه على صغارها ، ممن يتوافقون
معهم في الفكر والتوجه والسلوك ، هذا الوزير أو ذاك ، تحكم على صغر عقله ،
كما صغر سنه ، بمن يجلبهم للعمل معه ، سواء بطانته أو بما يسمى بمسئوليه ،
وبالدرجة ذاتها ، حقده على عقول كبيرة ، قامت عليها قطاعات مهمة في جهته ،
يأتي الحكم النهائي على فشله ، عندما تراه يستعدي عليه المجتمع بكامله ،
حتى يكون فشله الذريع ؛ حديث الشارع ، وكما يقال ( الشمس لا تحجب بغربال)
ترى جهازه ، قد انهدم معه وأصابه الخلل والعطل والتفكك ، وترى رحيل منسوبيه
بالتقاعد المبكر ، بصورة غير مسبوقة ، هذا الوزير أو ذاك في الحقيقة ، لم
يقدر الثقة التي نالها من الملك ، فبدلا من أن يبني فوق بنيان من سبقه ،
تراه يهدم ما بني في حقبات من الزمن ، وكلف أموالا طائلة ، حتى تعطل جهازه
وصار مشلولا ، لايرجى منه خيرا ، وقد قيل ، فاقد الشيء لا يعطيه، هذا
الوزير أو ذلك ، لديه خلل في عقله ، بدليل معرفة الكل له قديمآ ،يوم كان
متشددا مقصرا ثوبه مرخيآ لحيته ، ثم تراه لاحقا ، حليق اللحية ، لا تشهد له
صلاة في مكتبه ، مما يعني تحوله من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، نعم
يساري في كل تصرفاته ، التي تراها في جهازه ومع منسوبيه ، يعتمد الخراب
والدمار ويتخذ (الكذب) شعارا له ، تجده موغل في الطبقية ، لايقرب في الغالب
، إلا من كان من منطقته الضيقة ، سواء ممن جلبهم (بالعقود الضخمة) أو ممن
هم في دائرته الضيقة ، يُجسد العنصرية المناطقية بوجهها القبيح ، اعتمد
أسلوب المحاربة لمنسوبي جهازه ، واعتمد حرمانهم من كل ماهو من حقهم ، مما
جعل ذكره القبيح على لسان الصغير والكبير ، هذا الوزير أو ذاك ، لا يمكن لك
أن تراه في مكتبه ، جعل من مقابلته أمرآ عسيرآ ، ساعده في ذلك شلليته التي
تتحدث بلسانه في الصغيرة والكبيرة ، وهو راضٍ بذلك ، الغريب في هذا الأمر ،
أن مثل هذا الوزير ظل بمنأى عن المساءلة والمتابعة ، فلمّا أمن العقاب ،
ازداد عمله سوءا ، وتهور في قراراته وحماقاته ، حتى عُرف بالوزير الأخرق ،
وزير شكّاك ، يستمع للنمامين والمغتابين من شلليته ، ولربما طلب منهم ذلك ،
ويقيني أنه لا ينام نوم مرتاحي الضمير وحالته الظالمة تلك ، تتأسف
لاستمرار هذه النوعية المريضة ، التي تسجل فشلها بيدها ، يوما بعد يوم ،
حتى باتت هي حديث الشارع ، الذي ينتظر التخلص منها ، إنقاذا للوطن من
فشلها الذريع ، أنت تحكم بفشل هذه النوعية ، عندما ترى من تحتويها ،
مسئولية أم بطانة ، وعلى قولة المثل الشعبي ( الجح يدربي القرع) لافرق بين
جوانب الصندوق الأسود ، غير أنه قد يكون مستطيلا تختلف أضلاعه ، الجهات
الرقابية هي الأخرى ، ظلت على موتها السريري ، فلا هي التي تحركت وتابعت
عمل هذه النوعية للوزراء ، ولا هي أخذت بما نُقل عنهم على محمل الجد ،
فمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة (تويتر) كفتهم مؤنتهم ، فعبر القصاصات
والقرارات والخطابات المنشورة ، من الممكن تتبعها ومعرفة مدى صدقها ، فليس
ثمة نار دون دخان ، مسألة هدم أجهزة بكاملها وخلخلتها ورحيل مسئوليها
ومنسوبيها من (ظلم وكذب وفشل) هذا الوزير أو ذاك ، مسألة تحتاج توقف
ومتابعة ثم مساءلة ، متى ماثبت صدق هذه السلوكيات والتصرفات القبيحة
والعدوانية ، الوزير يظل واحدآ من منسوبي هذه الوزارة وتلك ، له مالهم من
حقوق وعليه ماعليهم من واجبات ، عيّنه الوزير لخدمة هذا الجهاز ومنسوبيه
،لا لتخريبه وهدمه وإذية منسوبيه ، وجود جهة مختصة ، بمتابعة نوعية عطاء
الوزراء ، أمر في غاية الأهمية ، في ظل مانشهده ، من تجبّر البعض وطغيانه
في وزارته وظلمه منسوبيها ، وأخيرا ، ما أقبح وأقذر من ذاك الوزير ، الذي
يعد ويعد ثم يعد ، ثم تراه يكذب في كل مرة ، دون حياء واستحياء ، حتى سجل
نفسه بنفسه في قائمة الكذابين٠٠ودمتم بخير.
د.محمد احمد الجوير
د.محمد احمد الجوير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..