الخميس، 3 نوفمبر 2016

الوزير٠٠والصندوق الأسود!

    الوزير أو من في حكمه ؛ من جملة البشر ، يتأثر إيجابآ وسلبآ ، هذا التأثر ، تختلف قوته من شخص لآخر ، وهذا الاختلاف ، يأتي تبعا لما يملكه هذا وذاك من رصيد يُحصّن فيه ذاته أو يتجرد منه ، الوزير لمّا يعيّنه الملك ، ليس من أجل صفاته الخَلْقية ، بقدر ماهو لصفاته الخُلُقية والمعرفية والعقلية ، البعض من الوزراء ، تجده يتمسكن حتى يتمكن ، يخدع من حوله ، بطراوة لسانه ، وسرعان ما يتحول إلى ثعبان ، تنكشف حالته مع مرور الأيام ، بعض الوزراء الذين هذه حالتهم ، قد يُعوّضون ببطانة طيبة ، تحجب مدى ضعفهم في جوانب شخصيتهم ، تحذرهم من الخطأ ، وتدلهم على الصواب ، والبعض الآخر ، وهم قلة ، يلتم حولهم (شللية) أشبه ماتكون بعصابة الشر ، وهم ما يعرفون ببطانة السوء ، هذه الشللية ، عادة ما تكون ضعيفة في تحصيلها العلمي ومنها ما قد يُعرف بسوء سيرته وسريرته ، تُطوّق الوزير وتحجب عنه حتى الهواء ، حتى يخيل لك أنه في صندوق ، تتذكر حينها ( الصندوق الأسود) الذي يُبحث عنه عند حوادث الطائرات ، لمعرفة أسرار الحادث ، هذا الوزير  أو ذاك ، ممن استسلم طواعية لبطانته ، في الغالب لا يملك حسن التصرف ، مراهق ، مضطرب ، متحول الفكر ، يظل خائفآ ، يترقب ماحوله ، يحسب كل صيحة عليه ، هو كالصبي ، اتخذ صبية مثله ، يُؤكّلونه ويشرّبونه وينوّمونه ويلحّفونه ، وينقلون له الأخبار أول بأول على غير وجهها ، يُحسّنون له القبيح ، ويقبّحون له الحسن ، يبعدونه عنه الصادقين المؤهلين ، كبار العقول ، ويدلونه على صغارها ، ممن يتوافقون معهم في الفكر والتوجه والسلوك ، هذا الوزير أو ذاك ، تحكم على صغر عقله ، كما صغر سنه ، بمن يجلبهم للعمل معه ، سواء بطانته أو بما يسمى بمسئوليه ، وبالدرجة ذاتها ، حقده على عقول كبيرة ، قامت عليها قطاعات مهمة في جهته ، يأتي الحكم النهائي على فشله ، عندما تراه يستعدي عليه المجتمع بكامله ، حتى يكون فشله الذريع ؛ حديث الشارع ، وكما يقال ( الشمس لا تحجب بغربال) ترى جهازه ، قد انهدم معه وأصابه الخلل والعطل والتفكك ، وترى رحيل منسوبيه بالتقاعد المبكر ، بصورة غير مسبوقة ، هذا الوزير أو ذاك في الحقيقة ، لم يقدر الثقة التي نالها من الملك ، فبدلا من أن يبني فوق بنيان من سبقه ، تراه يهدم ما بني في حقبات من الزمن ، وكلف أموالا طائلة ، حتى تعطل جهازه وصار مشلولا ، لايرجى منه خيرا ، وقد قيل ، فاقد الشيء لا يعطيه، هذا الوزير أو ذلك ، لديه خلل في عقله ، بدليل معرفة الكل له قديمآ ،يوم كان متشددا مقصرا ثوبه مرخيآ لحيته ، ثم تراه لاحقا ، حليق اللحية ، لا تشهد له صلاة في مكتبه ، مما يعني تحوله من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، نعم يساري في كل تصرفاته ، التي تراها في جهازه ومع منسوبيه ، يعتمد الخراب والدمار ويتخذ (الكذب) شعارا له ، تجده موغل في الطبقية ، لايقرب في الغالب ، إلا من كان من منطقته الضيقة ، سواء ممن جلبهم (بالعقود الضخمة) أو ممن هم في دائرته الضيقة ، يُجسد العنصرية المناطقية بوجهها القبيح ، اعتمد أسلوب المحاربة لمنسوبي جهازه ، واعتمد حرمانهم من كل ماهو من حقهم ، مما جعل ذكره القبيح على لسان الصغير والكبير ، هذا الوزير أو ذاك ، لا يمكن لك أن تراه في مكتبه ، جعل من مقابلته أمرآ عسيرآ ، ساعده في ذلك شلليته التي تتحدث بلسانه في الصغيرة والكبيرة ، وهو راضٍ بذلك ، الغريب في هذا الأمر ، أن مثل هذا الوزير ظل بمنأى عن المساءلة والمتابعة ، فلمّا أمن العقاب ، ازداد عمله سوءا ، وتهور في قراراته وحماقاته ، حتى عُرف بالوزير الأخرق ، وزير شكّاك ، يستمع للنمامين والمغتابين من شلليته ، ولربما طلب منهم ذلك ، ويقيني أنه لا ينام نوم مرتاحي الضمير وحالته الظالمة تلك ، تتأسف لاستمرار هذه النوعية المريضة ، التي تسجل فشلها بيدها ، يوما بعد يوم ، حتى باتت هي حديث الشارع ، الذي ينتظر التخلص  منها ، إنقاذا للوطن من فشلها الذريع ، أنت تحكم بفشل هذه النوعية ، عندما ترى من تحتويها ، مسئولية أم بطانة ، وعلى قولة المثل الشعبي ( الجح يدربي القرع) لافرق بين جوانب الصندوق الأسود ، غير أنه قد يكون مستطيلا تختلف أضلاعه ، الجهات الرقابية هي الأخرى ، ظلت على موتها السريري ، فلا هي التي تحركت وتابعت عمل هذه النوعية للوزراء ، ولا هي أخذت بما نُقل عنهم على محمل الجد ، فمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة (تويتر) كفتهم مؤنتهم ، فعبر القصاصات والقرارات والخطابات المنشورة ، من الممكن تتبعها ومعرفة مدى صدقها ، فليس ثمة نار دون دخان ، مسألة هدم أجهزة بكاملها وخلخلتها ورحيل مسئوليها ومنسوبيها من (ظلم وكذب وفشل) هذا الوزير أو ذاك ، مسألة تحتاج توقف ومتابعة ثم مساءلة ، متى ماثبت صدق هذه السلوكيات والتصرفات القبيحة والعدوانية ، الوزير يظل واحدآ من منسوبي هذه الوزارة وتلك ، له مالهم من حقوق وعليه ماعليهم من واجبات ، عيّنه الوزير لخدمة هذا الجهاز ومنسوبيه ،لا لتخريبه وهدمه وإذية منسوبيه ، وجود جهة مختصة ، بمتابعة نوعية عطاء الوزراء ، أمر في غاية الأهمية ، في ظل مانشهده ، من تجبّر البعض وطغيانه في وزارته وظلمه منسوبيها ، وأخيرا ، ما أقبح وأقذر من ذاك الوزير ، الذي يعد ويعد ثم يعد ، ثم تراه يكذب في كل مرة ، دون حياء واستحياء ، حتى سجل نفسه بنفسه في قائمة الكذابين٠٠ودمتم بخير.
نتيجة بحث الصور عن د. محمد احمد الجوير
د.محمد احمد الجوير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..