الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

قصة الأبيات : الله نشد ياحمود عن معرفة يوم.

 صاحب القصة هو الفارس العربي الشهم والشاعر المغوار : مفضي بن ولمان الأحمدي.
.الذي فر من منازل عشيرتة قرب الحناكية بسبب قتله رجلا من افرادها ولم يتمكن من دفع الدية 
  وكما هو العرف بين العرب انذاك فقد لجأ مفضي الى جبل رمان في قرية الصداعية والتي يقطنها
فخذ العليان من قبيلة شمر واخذ يعمل برعي الأبل لدى امير الصداعية بعد ان اخفى اسمه الحقيقي
خشية ان يتعرف علية احد لانه جلاوي او دموي ..

وقد خدم اخفاء اسمه ماكان من عادة العرب حيث انهم كانوا لايلحون في سؤالهم على من يلتجئ لهم ..
وقد عاش هذا الفارس على حالته تلك ماشاء الله له ذاهبا الى المرعى مع ابل الامير صباحا وعائدا مساء

وفي احدالايام.
.وعندما كان في المرعى مع الابل واذ بغارة تهاجم طرف المرعى وتسطو على ابل ابنة الامير و بسبب
كثرة اعداد المهاجمين في تلك الغارة فلم يجب احد على صراخها واستغاثتها احد قط ,, حتى ابن عمها
الذي كان على فرسه متقلدا سلاحه..

الا ان روح النخوة العربية الاصيلة التي كانت تتجسد في مفضي اجبرته لاشعوريا بالانطلاق خلف
المغيرين وقاتلهم مجندلا منهم العدد الكثير من الفرسان وهو في حالة من الاستنجاد بنفسه حيث كان
يصرخ ..انا الاحمدي..انا الاحمدي

وقد تم له ماراد وانقذ الابل كما اخذ الجياد التي قتل اصحابها وساق الجمع حتى وقف به على ابنة
الامير واعطاها اياه .. وترك  كل شي ليعود ويكمل عمله في رعي ابل الامير... وهنا انطلق كل من شاهد هذه الاحداث ليخبر عنها اهل الصداعية وعندما وصل فارسنا مفضي الى القرية قصد معاميل القهوة كعادته كل يوم في خدمة ضيوف الامير ..عندئذ استاذنت ابنة الامير من ابيها بان تدخل الرفة وهي الجزء المخصص للرجال في بيت الشعر فاذن لها حيث كان كل من في المجلس من اقاربها .. فدخلت واشارت الى مفضي بان يقوم من مكانه قرب المعاميل وان يجلس يمين ابيها .. وعندها اخبرت اباها ورجال العشيرة بما حدث ثم وجهت حديثها الى مفضي وقالت...

جاك الهوى مني بعشق من الراس
                                 لاعـاد ماتبخـل بروحـك عليـه
يامثبت العزوه ويامروي الكـاس
                                      يامنتخـي بالعـزوة الاحمـديـه

فماكان من مفضي الا ان رد عليها

مالي هوى يابو ثمان كما المـاس
                                   يابـو خديـد كـنـه النافعـيـه
حالك على القرا وحالي على الياس
                                     ماطـول ماقضيـت ديـن عليـه
ماني من اللي همه البطن ولباس
                                      ولا عندهـم بالطيبـه والـرديـه



عندها عرف الامير وعشيرته ان علية دين دم وسالوه عن ذلك واخبرهم بقصته وعزموا على مساعدته
وجمعوا الدية وبعثوها الى اهل القتيل... بعد ذلك تزوج الفارس مفضي من ابنة الامير وعاش معهم
كواحد من افراد قبيلتهم مدة من الزمن وانجبت له زوجته حمود الذي كبر وترعرع بين اخواله..
وذات يوم حدث خلاف بين حمود وبين زملائه وهم صبية يلعبون لمزه احدهم بانه غريب وليس من
قبيلتهم فنقل حمود ماحدث لابيه فقال الاب :
ياحمود عن ديرة خوالك جلينـا
                                شف دلوهم من يمنا تزحم الجال
لاعـاد ماقربـك يحشـم علينـا
                                     شوري عليك تقلط الزمل نشتال

ورحل مع اسرته الى منازل عشيرته قرب الحناكية  وبعد ذلك فقد اصدقاءه واقرانه من عشيرة العليان والذين قضى معهم اجمل ايام عمره   فانشد قصيدة يخاطب بها غنام وهو صقر كان يقتنيه
غنام ويـن ربوعـك الغانميـني
                                   تلقى العلف بديارهم دب دومي
اقطع سبوقك وانهـزم ياحزيـني
                                      لربوع بين الفارعي والقدومـي
ياحلو منـزال علـى الشعبتيـني
                                       .لي قيل جضع مرسمته الوسومي

   ثم لم يتحمل ابن ولمان البعد عن عن جبل رمان وعن الصداعية   واخذه الشوق الى العليان مره اخرى .. بعيدا عن نخيل الدوم الذي تشتهر به الحناكية.....  .فانشد

ياحمود شد الزمل نرحل عن الدوم
                                       نبي عربنا يم اطاريـف رمـان
ياحمود ماوالله علينا بهـا لـوم
                                   مااستانس إلا  وسط  نزل العليـان
ماكني الا عندهم باشة  الروم
                                ارجح بميزاني على كـل ميـزان
الله نشد ياحمود عن معرفة يـوم
                               وحنا ثمان سنين  ياحمود جيران
ياحمود يظهر لك صديق من القوم
                              ويظهر من الربع الموالين عـدوان

عاد مفضي للصداعية وامضى بها بقية عمره الى ان انتقل الى جوار ربه ولاتزال اثاره التاريخيه في الصداعية حتى الان

لــكم كل الـود والتقــدير والأحتـرام


....

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..