الأعمال التنفيذية لتحقيق أهداف الرؤية تفاصيلها تتم في ورش العمل، وهي
ورش مختلفة ما بين الكبيرة والصغيرة، بعضها يعقد في فنادق الخمسة نجوم،
وبعض آخر في مكاتب وزارات وهيئات، في هذه الورش تتم صياغة «لب» التحول
للرؤية.
والإعلام لا يغوص داخل هذه الورش، فهذا غير متاح له، لكن لأنها ورش ترتفع منها أصوات الطقطقة والسمكرة ليصل بعض ما يحدث داخلها لخارجها، فإذا كنت قريباً من نافذة على ورشة من هذه الورش، ربما يسعدك الحظ فتشاهد واحداً من المشاهد التالية: إذا كان حضور الورشة على مستوى الوزير يحضر الاستشاريون الأجانب الخواجات من إنكليز وأميركان ومن في حكمهم من المطار إلى الورشة. أما إذا كان الحضور على مستوى أقل من وزير، فيحضر الاستشاريون العرب في الغالب من الجنسيتين اللبنانية والأردنية ومن في محيطهما، على هذا المستوى إذا فتحت عينيك فستجد أن عدد صغار السن من بينهم عدد ملحوظ، وعلى رغم أن الاستشارة تقوم على الخبرة والتجربة مقرونة بالعلم، إلا أنه من الواضح أن الشركات الاستشارية انتقت «العباقرة المسوقين» من صغار سن، بذرابة يستجدون المعلومات والحلول، أقول والحلول من موظفين حكوميين يجتمعون معهم، طبعاً هناك سعوديون من أكاديميين أو غيرهم «مستقطبون»، لكن أعدادهم قليلة، وبعضهم يذكر بالحال أيام سعودة سوق الخضار، حين كان يقف شاب مواطن صغير في الواجهة «بـ 500 ريال في الشهر»، وعند كل مفاصلة من المشتري يعود للتشاور مع صاحب المحل المتستر عليه، فالحرص متركز على الخمسمئة ريال مع «الزمرة» أمام الأقران بحضور في الواجهة.
ولا تستغرب إذا ما حضر وزير ورشة عمل ليلقي كلمة ترحيب ثم يستأذن – لارتباط آخر – وبعد دقائق يلحقه نائبه في الاستئذان، ثم وكيله، ليجتمع الاستشاريون الأجانب مع بعضهم بعضاً من دون شماغ أو غترة لتصميم شماغ وغترة جديدين
أعاود القول أن صلب العمل وأساسه في الورش، ولا نعلم كيف يتم «تقييمها» لتقويمها، وهل تغطي الصياغات الفضفاضة للأوراق والعروض المرئية على حقيقة المنتج. وهو ما يطرح سؤالاً عن صحة انتقاء الأدوات فهي الأهم. والمضحك المبكي أن كل العمل «الخام» للورش يعود من البداية إلى لحظة ما قبل «الولادة» الملونة – إلى الموظف الحكومي «التقليدي»، أي ممن هم في «بيت الدرج»، بعيداً عن سلم رواتب وعقود الاستشاريين المرتفع، ليحمل الملفات تحت إبطه معيداً تجهيزها وتوفير تفاصيل أدق حولها، ثم تقديمها «باردة مبردة» لهم. وهو وظيفياً في المستوى الإداري المتوسط فما فوق، يعمل بنصف راتبه الحكومي أو أقل! ولا أعلم هل يصنَّف من الأغنياء أم من الفقراء؟ فسبحان الذي لا تنام عينه.
عبد العزيز احمد السويد
.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
والإعلام لا يغوص داخل هذه الورش، فهذا غير متاح له، لكن لأنها ورش ترتفع منها أصوات الطقطقة والسمكرة ليصل بعض ما يحدث داخلها لخارجها، فإذا كنت قريباً من نافذة على ورشة من هذه الورش، ربما يسعدك الحظ فتشاهد واحداً من المشاهد التالية: إذا كان حضور الورشة على مستوى الوزير يحضر الاستشاريون الأجانب الخواجات من إنكليز وأميركان ومن في حكمهم من المطار إلى الورشة. أما إذا كان الحضور على مستوى أقل من وزير، فيحضر الاستشاريون العرب في الغالب من الجنسيتين اللبنانية والأردنية ومن في محيطهما، على هذا المستوى إذا فتحت عينيك فستجد أن عدد صغار السن من بينهم عدد ملحوظ، وعلى رغم أن الاستشارة تقوم على الخبرة والتجربة مقرونة بالعلم، إلا أنه من الواضح أن الشركات الاستشارية انتقت «العباقرة المسوقين» من صغار سن، بذرابة يستجدون المعلومات والحلول، أقول والحلول من موظفين حكوميين يجتمعون معهم، طبعاً هناك سعوديون من أكاديميين أو غيرهم «مستقطبون»، لكن أعدادهم قليلة، وبعضهم يذكر بالحال أيام سعودة سوق الخضار، حين كان يقف شاب مواطن صغير في الواجهة «بـ 500 ريال في الشهر»، وعند كل مفاصلة من المشتري يعود للتشاور مع صاحب المحل المتستر عليه، فالحرص متركز على الخمسمئة ريال مع «الزمرة» أمام الأقران بحضور في الواجهة.
ولا تستغرب إذا ما حضر وزير ورشة عمل ليلقي كلمة ترحيب ثم يستأذن – لارتباط آخر – وبعد دقائق يلحقه نائبه في الاستئذان، ثم وكيله، ليجتمع الاستشاريون الأجانب مع بعضهم بعضاً من دون شماغ أو غترة لتصميم شماغ وغترة جديدين
أعاود القول أن صلب العمل وأساسه في الورش، ولا نعلم كيف يتم «تقييمها» لتقويمها، وهل تغطي الصياغات الفضفاضة للأوراق والعروض المرئية على حقيقة المنتج. وهو ما يطرح سؤالاً عن صحة انتقاء الأدوات فهي الأهم. والمضحك المبكي أن كل العمل «الخام» للورش يعود من البداية إلى لحظة ما قبل «الولادة» الملونة – إلى الموظف الحكومي «التقليدي»، أي ممن هم في «بيت الدرج»، بعيداً عن سلم رواتب وعقود الاستشاريين المرتفع، ليحمل الملفات تحت إبطه معيداً تجهيزها وتوفير تفاصيل أدق حولها، ثم تقديمها «باردة مبردة» لهم. وهو وظيفياً في المستوى الإداري المتوسط فما فوق، يعمل بنصف راتبه الحكومي أو أقل! ولا أعلم هل يصنَّف من الأغنياء أم من الفقراء؟ فسبحان الذي لا تنام عينه.
عبد العزيز احمد السويد
Posted: 04 Feb 2017 10:43 PM PST
.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..