الاثنين، 15 مايو 2017

صدام .. ورئيس التحرير ، ومفارقات عند الموت !!

   مات صدام  مقتولا شنقا على يد  أذناب الصفويين الذين رأوا في إعدامه  وتوقيت تنفيذه  تشفيا من أهل السنة .. بلا مراعاة للظرف الزماني ..  نطق الرجل
بالشهادتين قبل أن يهوي مع حبل المشنقة .
ترحمنا عليه  و ترحم عليه الكثيرون  وطلبنا لمن نطق الشهادتين  المغفرة من الله ، وأنه أفضى لما قد قدم .
صدام  كان بعثيا  ترأس حزبا  مناهضا  للدين .. طغى وتجبر وتكبر وقتل  وغزى  جاره  وقتل منهم من قتل بلا ذنب ، وهذا لا ينكره إلا  مكابر أو جاهل ، لكن  للموت هيبته ..  ومن نطق بالشهادتين  فلا نملك إلا أن نترحم عليه ونطلب له المغفرة  .. فهو مسلم  مهما كان .

      وتوفي بالأمس  رئيس تحرير صحيفة لا نعلم عنه إلا انه مسلم .. لم نسمع عنه انه قتل أو  ملك من سلطة  الطغوى شيئا مما ملكه  صدام !
ترحمنا عليه  وأمتدح البعض ممن عرفوه عن قرب بعض ما لا نعلمه عنه " لبعدنا عنه "  امتدحوا بعض مآثره  .. ونسأل الله أن يغفر له ويغفر لنا  ما قد قلناه عنه ذات يوم إثر  تعاطف مع مخالف له أو سخرية أو انتقادٍ له في ما يكتب   .
    ترحمنا  فقط ، فخرج من يستنكر ذلك ،  ويصفه بالمفسد  و يظن ان ترحمنا عليه  وأننا  أوكلنا ما خفي عنا من أمره .. لأمر الله  ..يظن ذلك مجادلة عنه في الحياة الدنيا  ، ويسقط الآيات  كما تهوى نفسه !
رويدا يا هذا
فلن تسأل يوم القيامة  عن همزك لمسلم لا تعلم  من الأقرب عملا عند الله .. أنت أم هو !
بل قد تسأل  لم همزت ولمزت  وأسقطت الآيات وكأنها عليك أنزلت .. وفي من قصدت بهمزك ولمزك !!
رويدك  ،، فقد كنا نراك ونسمعك في الأشرطة وانت تتلو الآيات  متباكيا  ثم تفسرها  ونظن بك الظن الحسن  و نضعك في مصاف الناصحين أطهار القلوب محبي الخير !
فلم  تغير نظرتنا لك   بتغريدة  .. لن تزيدك إن لم تنقصك !؟
أين التقوى في القلوب بعدم التعرض لمن أفضى إلى ما قد قدم !؟
وهل في هذا مجال  لإبراز النفس .. ووصف من ترحم على مسلم بالمطبل والمجادل عنه !!؟
    تعلمت من والدتي  "رحمها الله "  وهي التي لم تقرأ ولم تكتب وبالكاد تقرأ فاتحة الكتاب  .. تعلمت ألا أرى نفسي يوما على أحد ، فكانت  تقول "  لا تدري أيكم أقبل عند الله " ، علقت هذه العبارة في ذهني ، فأصبحت  لا أرى أي عمل عملته  ، فقد  يحبطه الله  لما رأيت فيه ..  وقد يقبل من آخر أزدريته  عملا  لا أعلمه !
   رحمها الله  ورحم جميع المسلمين  وأعاننا على أنفسنا  وأبعد عنا العجب وظلم الناس والضغينة  والتألي وتحميل الأمور مالا تحتمل  ،، إنه سميع مجيب
       " وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ "
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

سليمان الذويخ
الأثنين  19 شعبان 1438هـ
10:50 ص


....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

بن لادن و صدام حسين : النتائج والعبرة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..