الكويت
- غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والوفد المرافق له دولة الكويت
الأربعاء بعد زيارة استغرقت ساعات التقى خلالها أمير البلاد الشيخ صباح
الأحمد الجابر الصباح.
ووصل الشيخ تميم إلى الكويت
الأربعاء لإجراء مباحثات مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تناولت وفق
عدة مصادر الخلاف الذي طفا مؤخرا على خلفية تصريحات أمير قطر التي اثارت
غضب السعودية والإمارات بسبب النهج الاسترضائي الذي تتبعه الدوحة إزاء
إيران ألد خصومهما في المنطقة وكذلك بسبب الدعم القطري لجماعات إسلامية
متشددة خاصة جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرها البلدان عدوا سياسيا
خطيرا.
وكانت الكويت التي سبق أن قامت بدور الوساطة بين دول الخليج قد عرضت المساعدة في تخفيف حدة التوتر.
لكن
مغادرة الشيخ تميم السريعة للكويت تعكس على ما يبدو فشل مساعيه على
الأرجح، غير أن وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، قالت إن أمير قطر قدم
خلال الزيارة التهاني لأمير الكويت بمناسبة شهر رمضان المبارك.
ولا
يتوقع أحد تقريبا نهاية سريعة لهذا الخلاف الذي ليس بالأول من نوعه، فقبل
ثلاثة أعوام سحبت كل من السعودية والإمارات سفيريهما من الدوحة لأسباب
مماثلة رغم عودة السفيرين بعد أقل من عام.
ويشير المحللون
إلى الاستعداد غير العادي الذي أبدته وسائل الإعلام المدعومة من الدولة في
قطر ووسائل الإعلام السعودية والإماراتية لتبادل الانتقادات الحادة
علانية.
ووفق وكالة الأنباء الكويتية، استقبل الشيخ صباح
الأحمد الجابر الصباح في وقت سابق الشيخ تميم والوفد المرافق بقصر دسمان
بالعاصمة الكويتية بحضور ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر
الصباح ورئيس مجلس الأمة (البرلمان) مرزوق الغانم وكبار المسؤولين.
وتبادل
الجانبان، بحسب الوكالة نفسها، "الأحاديث الودية التي عكست عمق العلاقات
الراسخة بين البلدين والشعبين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، بما يخدم
مصالحهما المشتركة ودعم العمل الخليجي المشترك وآخر المستجدات على الساحتين
الإقليمية والدولية".
وأقام أمير الكويت مأدبة إفطار على شرف أمير قطر والوفد المرافق له.
وتقدم مودعي الشيخ تميم في مطار الكويت أمير البلاد وولي العهد ورئيس مجلس الأمة.
ويوم
الجمعة الماضي، زار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية
الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، قطر حيث التقى أميرها في قصر البحر.
وتأتي
زيارة الشيخ تميم للكويت بينما لا تلوح في الأفق أي بادرة على انحسار
الخلاف الأمر الذي يثير شبح قطيعة طويلة بين الدوحة وأقرب حلفائها، حيث يرى
محللون أن قطر عبرت خطوطا حمراء باستمرارها في شق وحدة الصف الخليجي.
وكان
السبب المباشر للخلاف تقرير نسب لوسائل الإعلام القطرية جاء فيه أن أمير
قطر حذر من المواجهة مع إيران ودافع فيه عن حركة حماس الفلسطينية وحزب الله
اللبناني الشيعي المتحالف مع طهران.
ونفت قطر التقرير
وقالت إن وكالة أنبائها تعرضت للاختراق لكن الرواية القطرية بدت ساذجة وغير
مقنعة ومحاولة فقط لاحتواء تداعيات التصريحات.
ويجدد هذا
الخلاف اتهامات قديمة باستمرار قطر في دعم جماعة الإخوان المسلمين المصنفة
ارهابية وبدعم وتمويل جماعات اسلامية متشددة في المنطقة بعضها على ارتباط
بتنظيم القاعدة. كما تشتبه الرياض وأبوظبي بأن الدوحة راضية عن السياسة
التوسعية الإيرانية.
وكانت الدوحة قد قالت إنها تؤيد دوما
إقامة علاقات قوية وأخوية مع دول مجلس التعاون الخليجي وتنفي أن تكون لها
صلات بجماعة الإخوان المسلمين، بينما تستضيف على أراضيها قادة كبار من
الجماعة وتشن وسائل اعلامها الرسمية حملة على مصر التي لفظت الجماعة
وحكمها.
وكان أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في
الإمارات نشر تغريدة على تويتر الأحد الماضي قال فيها "تمر دول مجلس
التعاون بأزمة حادة جديدة وفتنة تحمل في ثناياها خطرا جسيما. ودرء الفتنة
يكمن في تغيير السلوك وبناء الثقة واستعادة المصداقية".
وقال مسؤولون ومعلقون خليجيون خارج قطر إنه ليس من المهم ما إذا كانت التصريحات مختلقة لأنها تعكس مواقف قطر.
وقالت
صحيفة سعودية في مقال افتتاحي الاثنين إن إصرار الدوحة على إنكار المشكلة
مسألة هامشية لأن قطر تؤكد على أرض الواقع أنها تتبنى سياسات تحاول الآن
إنكارها.
وقال مسؤول خليجي إن الصبر نفد، مضيفا "المؤكد
أن دول الخليج بقيادة الرياض لن تتساهل على الأرجح في أي انحراف إذا كان
متعمدا خاصة في المنعطف الحالي في علاقتنا مع جارتنا المعادية إيران".
ويقول
محللون إنه من الواضح أن الكويت وسلطنة عمان لا تريدان أن يكبر الخلاف
"فليس من مصلحة أحد أن يكبر هذا الخلاف ويتحول إلى صدام يتجاوز الحملة
الإعلامية، لكن هذه الأمور تتطور أحيانا بما يتعذر معه السيطرة عليها".
أما
إيران التي تنفي الاتهامات بانخراطها في أعمال تخريب في الدول العربية
فيبدو أنها شامتة، فقد قالت صحيفة كايهان التي تربطها صلة وثيقة بالزعيم
الأعلى علي خامنئي الثلاثاء إن الخلاف يعكس عجز السعودية عن "تكوين تحالف
ضد طهران".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..