First Published: 2017-06-21
السلفية والإخوانية: الأولى في البناء العقائدي النقي وأيضاً وللأسف في جمودها الفقهي الصارم والثانية في تركيبها السياسي الشبكي وفي اختراقها العابر لمفاهيم الوطن والدولة.
نبتة الإخوان المسلمين في السعودية أورقت السرورية
ميدل ايست أونلاين
في مجتمع وبيئة ذات صبغة سلفية رسمية، يحتاج السعودي المنتسب إلى حركة الإخوان المسلمين إلى «تحويلة» أو غطاء ثانوي، تماماً مثل العصفور الذي يقفز نهاراً إلى الشجرة المقابلة، ولكنه يعود بعد المغرب وحلول الظلام إلى عصافيره على الشجرة الأولى الأصل.
يفعل هذا لا بسبب أن الجماعة الشهيرة تهمة رسمية، بل لأن الإعلان والإفصاح عن الانتماء إليها تقابلهما صدمة اجتماعية من الأغلبية السلفية الصامتة. السؤال: ما هي هذه «التحويلة» والغطاء «المظلة» التي استطاع «إخوان الداخل السعودي» أن ينضموا تحت لوائها مثل لاعب «السيرك» الذي يستطيع القفز ما بين جبلين، أو مثل عصفور «المارتا» الأمازوني الذي يستطيع تغيير شكل ريشه لمجرد القفز القصير ما بين لون شجرة إلى لون الأخرى المقابلة؟
الجواب القصير: هي نعمة «السرورية» التي هبطت إليهم في داخلنا ذات مرحلة مفصلية وجوهرية إلى تاريخهم المضطرب المتقلب.
السرورية «السعودية» فكرة ناعمة الملمس وذات شكل استطاع أن يتماهى ويتلون بكل براعة واقتدار في خداعه الطويل مع الثوب السلفي. استطاع هذا الفصيل أن ينخر السلفية التقليدية في كل حشوتها الداخلية، ولكنه لم يترك أثراً ولا خدشاً على جذع النخلة. تركها تموت واقفة. هي فكرة معلم رياضيات وعلوم جاء إلينا من الخاصرة البعيدة. ذكي لماح استطاع توظيف أدواته المعرفية الهائلة في فهم نقاط القوة الأساس التي تتميز بها المدرستان، السلفية والإخوانية: الأولى في البناء العقدي النقي وأيضاً وللأسف في جمودها الفقهي الصارم والثانية في تركيبها «الشبكي» وفي اختراقها العابر لمفاهيم الوطن والدولة.
السلفية تسعى إلى مجرد دولة إسلامية بينما الإخوان يهدفون لسلطة الإسلام السياسي، وأنا هنا لا أضيف شيئاً جديداً في تعريف المنهج السروري الذي لم يبق عليه إلا كتابته رسمياً في «كتالوج» الأديان والمذاهب المعاصرة حالما يعود للمكتبات العامة في نسخة جديدة.
باختصار: معلم الرياضيات في معهد ثانوي، استطاع أن يجعل من أبناء السلفية مجرد بطانة داخلية للمشلح الإخواني، كان يأكل ويشرب مع أقطاب السلفية ويتماهى معهم في الخطاب الخارجي، وكأنه غصن طارف من
ذات الشجرة، ثم يعود للأتباع الجدد ببشائر قطب والبنا وكأنه جذر أصيل لذات الشجرة وبكل ذكاء، فطنت السرورية، نبتة الإخوان، إلى صعوبة اختراق معاقل السلفية في كليات الشريعة، فاتجهت إلى الباب المقابل في كليات اللغة العربية. أدركت أن المخزن والمستودع في كليات التربية، وأن العقل الحركي هم تكنوقراط أساتذة الجامعة في كليات الطب والعلوم والهندسة. تركت للسلفية مناصبها الرسمية واستحوذ سروريو الإخوان على الجمعيات الخيرية والطبية التي نشروا لوحاتها وحسابات تبرعاتها البنكية عند كل إشارة مرور على حساب فاعل الخير الذي لا يعرف كيف ولمن ولماذا يتبرع.
علي سعد الموسى
نُشر في الوطن السعودية
المصدر
.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
السلفية والإخوانية: الأولى في البناء العقائدي النقي وأيضاً وللأسف في جمودها الفقهي الصارم والثانية في تركيبها السياسي الشبكي وفي اختراقها العابر لمفاهيم الوطن والدولة.
نبتة الإخوان المسلمين في السعودية أورقت السرورية
ميدل ايست أونلاين
في مجتمع وبيئة ذات صبغة سلفية رسمية، يحتاج السعودي المنتسب إلى حركة الإخوان المسلمين إلى «تحويلة» أو غطاء ثانوي، تماماً مثل العصفور الذي يقفز نهاراً إلى الشجرة المقابلة، ولكنه يعود بعد المغرب وحلول الظلام إلى عصافيره على الشجرة الأولى الأصل.
يفعل هذا لا بسبب أن الجماعة الشهيرة تهمة رسمية، بل لأن الإعلان والإفصاح عن الانتماء إليها تقابلهما صدمة اجتماعية من الأغلبية السلفية الصامتة. السؤال: ما هي هذه «التحويلة» والغطاء «المظلة» التي استطاع «إخوان الداخل السعودي» أن ينضموا تحت لوائها مثل لاعب «السيرك» الذي يستطيع القفز ما بين جبلين، أو مثل عصفور «المارتا» الأمازوني الذي يستطيع تغيير شكل ريشه لمجرد القفز القصير ما بين لون شجرة إلى لون الأخرى المقابلة؟
الجواب القصير: هي نعمة «السرورية» التي هبطت إليهم في داخلنا ذات مرحلة مفصلية وجوهرية إلى تاريخهم المضطرب المتقلب.
السرورية «السعودية» فكرة ناعمة الملمس وذات شكل استطاع أن يتماهى ويتلون بكل براعة واقتدار في خداعه الطويل مع الثوب السلفي. استطاع هذا الفصيل أن ينخر السلفية التقليدية في كل حشوتها الداخلية، ولكنه لم يترك أثراً ولا خدشاً على جذع النخلة. تركها تموت واقفة. هي فكرة معلم رياضيات وعلوم جاء إلينا من الخاصرة البعيدة. ذكي لماح استطاع توظيف أدواته المعرفية الهائلة في فهم نقاط القوة الأساس التي تتميز بها المدرستان، السلفية والإخوانية: الأولى في البناء العقدي النقي وأيضاً وللأسف في جمودها الفقهي الصارم والثانية في تركيبها «الشبكي» وفي اختراقها العابر لمفاهيم الوطن والدولة.
السلفية تسعى إلى مجرد دولة إسلامية بينما الإخوان يهدفون لسلطة الإسلام السياسي، وأنا هنا لا أضيف شيئاً جديداً في تعريف المنهج السروري الذي لم يبق عليه إلا كتابته رسمياً في «كتالوج» الأديان والمذاهب المعاصرة حالما يعود للمكتبات العامة في نسخة جديدة.
باختصار: معلم الرياضيات في معهد ثانوي، استطاع أن يجعل من أبناء السلفية مجرد بطانة داخلية للمشلح الإخواني، كان يأكل ويشرب مع أقطاب السلفية ويتماهى معهم في الخطاب الخارجي، وكأنه غصن طارف من
ذات الشجرة، ثم يعود للأتباع الجدد ببشائر قطب والبنا وكأنه جذر أصيل لذات الشجرة وبكل ذكاء، فطنت السرورية، نبتة الإخوان، إلى صعوبة اختراق معاقل السلفية في كليات الشريعة، فاتجهت إلى الباب المقابل في كليات اللغة العربية. أدركت أن المخزن والمستودع في كليات التربية، وأن العقل الحركي هم تكنوقراط أساتذة الجامعة في كليات الطب والعلوم والهندسة. تركت للسلفية مناصبها الرسمية واستحوذ سروريو الإخوان على الجمعيات الخيرية والطبية التي نشروا لوحاتها وحسابات تبرعاتها البنكية عند كل إشارة مرور على حساب فاعل الخير الذي لا يعرف كيف ولمن ولماذا يتبرع.
علي سعد الموسى
نُشر في الوطن السعودية
المصدر
.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..