عجلة الحياة لاتتوقف وهي تسير بإستمرار بشكل
دائم وهذه سنة الحياة، والأصل والثابت هي التغيرات في العادات والمواريث
والتقاليد ولكن المبادئ ثابته ولاتتغيّر والجمود الفكري التحجر العقلي يرفض
أي عملية تغيير وأي تطور في التعامل وإستخدام بعض عاداته ويوظفها .. حيث
كما قيل بخصوص تكرار العادات الخاطئه والتي لاتُضيف أي قيمه للإنسان ”
العادات والتقاليد الخاطئه : هي الإعتقاد بأن الذين ماتوا قبل ١٠٠٠ سنه هم
من يعرفون مصلحتك أكثر منك !! ” ..
لذا فإن التقاليد هي جمع تقليد ومعنى المصطلح هو الموروث الذي يرثه الأبناء عن الآباء و الأجداد أي تقليد الأجيال في هذا أو ذاك المجتمع لمن سبقهم من الأجيال في العقائد ” الغير دينيه ” لأن الدين الصحيح والسمح ثابت ولايتغيّر مع مرور الزمن و السّلوك و المظاهر. ويوجد فرق بين لفظي العادات و التّقاليد رغم ارتباطهما ببعضيهما فالعادة أو العادات هي الأمور المألوفة و التي اعتاد الفرد على القيام دون جهد و لفترة زمنيّة معيّنة أمّا التّقليد أو التّقاليد فيمثل الموروث الثّقافي لفرد أو قبيلة أو مجتمع عن آبائه و أجداده .
وتتمسك الغالبية العُظمى من المجتمعات والشعوب ويندرج تحت مصطلح ” العادات ” ( افعال - وملبس - وكيفية التعامل مع الأحداث والمواضيع والأشخاص ) ، فمثلاً هناك مجتمعات تهتم بل وتبالغ في إكرام الضيف والإعتناء به والحفاوه والتقدير، واخرى حين تفعل هذا فيكفي الإحتفاء بالضيف وترى بأنه ليس ضروري مثلاً إقامة الولائم ومن هذا القبيل، ولا يتم توجيه أي إنتقاد ومن هذا القبيل في محيطها، ويعود هذا لأنه اصبح عاده متوارثه، على عكس المجتمع الذي يهمه إكرام الضيف، فمن لايفعل ذلك يواجه نقداً أحياناً يصل إلى التجريح للشخص الذي لم يقوم في إكرام ضيفه والإهانه والتعنيف كما هي العادة عند المجتمعات التي لاتقبل أي طريقه تُخالف ماهو متعارف عليها، وفي الحالتين يعود الأمر لما إعتاد على فعله هذا أو ذاك المجتمع. و من العادات نجد اللباس وكيفية اللبس وطريقته ولونه ومقاسه في المجتمع نفسه، حتّى و ان كان يتشابه أفراده باللباس بشكل عام، الاّ أنّهُ تبقى هناك فوارق تدلّ على "جهة أو بلد" هذا الشخص. ولكل مجتمع أو تجمع أو مجموعة انسانية ، عادات تتكون مع مرور الأيام وتتطور ويتم المحافظة عليها من خلال التكرار الذي يفرض ان تكون عاده ويجب التمسك بها وإن خالفتها فـالويل والثبور لك وسوف تكون هدفاً للمجتمع ويتم تجييش الناس ضدك وإستعداءك وشيطنتك حتى يصل الأمر إلى أنك عميل خارجي وتعمل وفق أجنده مُعاديه !!! ، وعموماً تختلف المجتمعات الشرقية عن الغربية اختلافاً كبيراً وفارقاً شاسعاً من الثقافه والتصورات والتي تأتي بعدها العادات والتقاليد، وفي جوانب كثيرة من الأفعال و الملابس ونحوهما، فقد يكون هناك تشابه فيما بينهما في مثلاً الجوانب الانسانية والحياة الطبيعيه والواقعيه، وهي تقريباً ليست عادات بالمعنى الحقيقي، ولكنه امراً معتاداً عليه، وهي مثل انقاذ شخص محتجز أو وقع عليه حادث، فطبيعة الإنسان انه يميل للمساعده خاصة في الجانب الإنساني، فمثلاً شخص يُجيد السباحة لايقبل بأن يترك إنسان يغرق "ان كان يستطيع" كما أنهُ يُنتقد من قبل الآخرين من لايقوم بالانقاذ، وربما هناك بعضاً من الدول تعاقب من يستطيع "مد يد العون" في المسائل الإنسانية ولم يفعل. ففي المجتمع الغربي تختلف مسألة وكيفية التعامل مع الضيف، إذ تلعب المصلحة الشخصية دوراً بالغ الأهمية، فمتى كانت هناك ” مصلحة “ كان هناك تعامل مختلف عن شخص ليس وراءه مصلحة، ويرتبط التعامل في بروتوكول معين وذا تقنين متعارف عليه، مثل اين يقيم الضيف وكم عدد الايام التي يتحمل تكلفتها المضيف، على العكس من المجتمعات العربية والتي يقيم الضيف لدى المضيف في منزله، بل ويستضيفه ويقدم له الطعام طيلة إقامته، وعادة الاقامة لدى المضيف هي بدأت بالاندثار تقريباً في أكثر المجتمعات العربية، الا انه في أكثر الاحوال، يتحمل المضيف اقامة ضيفه في الفندق، ويفعل هذا من باب الاكرام والاعتناء بالضيف، ومع التطور والتقدم الحاصل من حيث انفتاح العالم على بعضه البعض، اصبحت المجتمعات تأخذ من بعضها شيئاً مما يروق لها، وهناك عادات تُنتقد في بادئ الأمر بل ويتم رفضها من قبل المتمسكين بالعادات وتقاليدهم السابقه وخوف على إندثار إرثها إذا تم التخلي عنها، الاّ أنها مع مرور الأيام تصبح امراً عاديّا ، ويأتي القبول من حيث ان هذا اوذاك الفعل الذي من قبل لم يجد القبول، اصبح "مُعتادا" واضاة مع مرور الأيام لعادة أو ان يحل هذا الفعل بمكان عاده أو امراً ”مُعتاداً " عليه من قبل، فمثلاً اللباس ” الغربي أو الشرقي “وبجميع اشكاله كان يتم رفضه من اغلب المجتمعات العربية، وهاهم الكثير من المجتمعات العربية اصبح لديهم لباس البدله جزء من واقعهم، ولدرجة ان الكثير من فئة الشباب وصغار السن يظنون بأنه لباسهم المتوارث، وهناك من يتقبل لباس محدد مثل المسمى بـ ” الرياضي " ولا يجد لباس البنطال والقميص قبول وينتقد من يفعل ذالك حتى ولو من خلال النظرات، ويبقى انه لكل مجتمع عادات وتقاليد خاصه بهم ودون غيرهم .
وهنا فالعادة بالمعنى اللغوي العربي هي كل ما اعتيد حتى صار يفعل من غير جهد وأصبح يتكرر على نهج واحد والعادي هو العتيق مثلما يقال مجدي عادي أي عتيق. وتعنى كلمة العادة في اللغة الإنجليزية نمط السلوك المكتسب بالتكرار أو التعود أو الإستعمال المتكرر. تعنى العادة بالمعنى اللغوي الأنماط السلوكية المكتسبة عن طريق التعود والتكرار في حين تعرف العادة في القواميس الاجتماعية المتخصصة بأنها صورة من صور السلوك الاجتماعي والتي استمرت فترة طويلة من الزمان واستقرت في مجتمع معين وأصبحت راسخة وأصطبغت إلى حد ما بالصبغة الرسمية والعادات الجمعية والعقليه الجمعيه لكل مجتمع وهي أساليب للفكر والعمل ترتبط بجماعة فرعية أو بالمجتمع بأسره ويقترب من التعريف اللغوي تعريف Mitchel ميشيل للعادات بوصفه إصطلاح يشير إلى أشكال التفكير والسلوك المستقر الذي يقوم به الفرد في المجتمع ويستعمل هذا الاصطلاح من قبل علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية لوصف التصرفات الروتينية للحياة اليومية أو الأحكام الداخلة ضمن الروتين أو النماذج الحضارية المستمدة من التصرفات المتكررة أو الطبيعة المميزة لحضارة أو ثقافة معينه . والعادات ظاهرة اجتماعية تتعلق بأفعال الناس ويشتق وجودها من الفطرة الاجتماعية فهي ضرورة اجتماعية تصدر عن المجتمع وهي تلقائية لاتصدر عن سلطة معينة تصنعها وتنفذها وتسهر عليها وإنما دعاماتها قبول الناس لها فنحن مثلا عندما نلقي السلام والتحية أو نصافح بالأيدي عند لقائنا ببعضنا بعضا أو عندما نتبادل خطابات وبرقيات التهاني والمواساة وعندما نحتفل بالأعياد والمواسم والموالد وما إلى ذلك فكل هذه الأفعال تلقائية لا توجد سلطة رسمية تقرضها علينا وإنما تدفعنا إلى ممارستها سلطة المجتمع القائمة على قبول الناس لها . من ذلك يتبين أن العادات هي مظاهر سلوكية متفق عليها بين أفراد المجتمع وتنقسم إلى :
1- عادات فردية سلوكية :
وهي ما يطلق عليها كلمة CUSTOMS وهي أنماط سلوكية متكررة يتصرف الفرد بمقتضاها على نحو خاص حتى تصبح ممارسته لها لا شعورية ولا يمثل لها الخروج عليها ضرراً للمجتمع وهي في الأغلب الأعم متعلقة بإشباع حاجات الفرد البيولوجية من مأكل ومشرب وملبس مثل تناول بعض المشروبات في أوقات معينة وبطريقة خاصة كتناول القهوة مع اللبن صباحاً أو القهوة مع الدُخان أو طريقة استخدام أدوات الأكل أو طريقة طهي الطعام .
2- عادات جمعية أو جماعية شائعة
وهي ماتُسمى COMMON HABITS وهي القواعد السلوكية المتكررة التي ترجع إلى المجتمع الذي يعيش فيه الفرد وتستند هذه القواعد السلوكية إلى فكر اجتماعي وبكثرة تكرارها تصبح أنماط سلوكية وهي تنتشر أفقياً عن طريق التجاور والاختلاط ورأسياً عبر فترة تاريخية طويلة من الزمن وتصبح ممارستها ثابتة مستقرة ومن الصعب التخلص منها بطريقة بزمن قصير .. ومثال ذلك عادات التحية وآداب المائدة وآداب المجاملة المختلفة وطرق تناول الطعام وطرق الخطبة والزواج وطرق تمثيل الأسرة في المجالس والتنظيمات الاجتماعية. والفرق بيت العادات الجمعية والعادات الفردية هي أن الأخيرة أسلوب فردي وظاهرة شخصية والدليل على ذلك أنه يمكن أن تتكون العادة الفردية وتمارس في حالات العزلة عن المجتمع لسبب أو لآخر كما في حالات الأطفال الذئاب وغيرهم ويكاد الإنسان أن يكون مجموعة من العادات تمشي على الأرض وأن قيمته تعتمد كثيراً على عاداته فطريقة الشخص في ملبسه ونظافته وكلامه وسيرة ( مشيه ) وأكله وشربه وما شابه ذلك كلها عادات فردية تسهم في تقييم الفرد وتحدد درجة نجاحه في الحياة. أما العادات الجمعية فظاهرة إجتماعية تمثل أسلوباً اجتماعيا بمعنى أنها لا يمكن أن تتكون وتمارس إلا في الحياة الاجتماعية في المجتمع وأثناء التفاعل بين أفراده وجماعاته ومن أهم الخصائص المميزة للعادات الجمعية ما يتصل بها من جزاء اجتماعي توقعه الجماعة على مخالفيها أما العادات الفردية فلا تحتاج إلى هذا الجزاء الاجتماعي ... وتنشأ العادات الاجتماعية في عقول الناس وتتجسد في أفعال أعضاء الجماعة وتنتشر عن طريق التقليد تدريجياً أو عن طريق المحاولة والخطأ وبمرور الوقت تكتسب العادات الجمعية قوة التقاليد لأنها تمثل طرقاً مألوفة للإنسان في عمل الأشياء وظاهرة جوهرية لمعيشة الناس بعضهم البعض إلاّ انها تربط فيما بينهم في الوقت الحاضر وتلقنهم تجربة الماضي لأنها تنحدر إليهم من جيل إلى آخر بوصفها الطريقة الصحيحة التي يجب إتباعها من ذلك يتضح أن العادات الاجتماعية تعمل على استقرار المجتمع بما تفرضه من جزاء اجتماعي يقع على الفرد المخالف لها ولذلك فهي من العوامل الجوهرية في الضبط الاجتماعي بناء على هذا يمكن تعريف العادات الاجتماعية بأنها الأنماط السلوكية المتكررة المكتسبة اجتماعياً والتي تفرضها الجماعة على الأفراد ويتوقع منهم أن يتبعوها وإلا تعرضوا للجزاء الاجتماعي الذي توقعه الجماعة على مخالفيها سواء بالاستياء أو الاستجهان أو النفور والانتقام حتى يهتدي بها الناس وتسهل معيشتهم مع بعضهم إن بعضا من هذا العادات يكون إيجابيا ومفيداً ونافعاً للحياة الاجتماعية إذ يؤدي إلى تعزيز وحدة المجتمع وتوثيق العلاقات بين الأفراد والمجتمع ويمكنهم من قضاء حاجاتهم في يسر وسهولة تامة
وهنا فالتقاليد تعني Traditions لغوياً العادات المتوارثة التي يقلد فيها الخلف عن السلف ويحملها المتأخرين عن السابقين وفي اللغة الإنجليزية تعني الرأي أو العادة المتوارثة من السلف إلى الخلف أو الممارسة عريقة القدم LONG ESTABISHED. وإذا كانت #التقاليد تعني لغوياً الأنماط السلوكية المتوارثة من السلف إلى الخلف فإنها معجم العلوم الاجتماعية تعني طرائق للسلوك مستقلة في وجودها عن الفرد وتفرض نفسها عليه وتعين على تقوية الشعور الجمعي وتحقيق الإندماج التام بين عناصر المجتمع، وأنها صنع الماضي ودعامة الحاضر فهي حصيلة التجربة العملية للمجتمع ومقياس مهم للنظم والقيم الاجتماعية فيها ثقافة وحضارة وعلم وحكمة يقدسها الناس عادة حتى وإن بدا فيها ما لم يفهم سببه وما لا يقره العقل تماما وهي عنصر مهم في السلوك والتربية وتمتاز التقاليد بأمور ثلاثة : 1- الاستقرار، 2- والاستمرار، 3- والاحترام، فهي ثروة خالدة من ثروات المجتمع تبسط سلطانها وتستنكر كل تصرف خارج عليها وعليها تقوم الشرعية التي يضيفها الناس على أفعالهم . وتعني التقاليد كذلك في قاموس علم الاجتماع أنها نمط سلوكي يتقبله المجتمع عموما دون دوافع أخرى عدا التمسك بنسق الأسلاف ويربط بعض الدارسين بين التقاليد والعادات من حيث أن التقاليد تمثل العادات التي فقدت مضمونها وصوتها وإنما يحتفظ بها الإنسان كإسم فقط يطلق على مضمون جديد وخلافاً لذلك يرى بعض الدارسين أن التقاليد والعادات هما شيء واحد لأنهما جزء من التراث الثقافي الذي يحافظ عليه المجتمع. وهكذا يتضح بأن التقاليد تتصف بخاصية التوارث من جيل إلى جيل آخر والرغبة في التمسك بها، بل والإلتزام بها لأنها تأتينا من أسلافنا وآبائنا الذين يورثونها إلينا بوصفها نافعة ومفيدة وصحيحة والتقاليد عادات نافعة لأنها ترشد الناس بطريقة سهلة ومريحة إلى جميع الطرق التصرف الصائبة والمناسبة في مختلف أمور حياتهم وبذلك تهيى لهم الحياة والعمل المشترك دون إعاقة أو اضطراب ويرجع ذلك إلى أنها :
1- تزودهم بمجموعة من الأنماط السلوكية الجاهزة والمعدة من قبل لكي يتبعوها لتسهل عليهم تحقيق حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وتناسل وبذلك يستطيعون المحافظة على بقائهم واستمرارهم .
2- تضع لهم القوانين والنظم وترسم لهم الأساليب والتصرفات التي تتيح لهم التعاون والتفاعل مع بعضهم وتعلمهم كيف يتكيفون مع المواقف البيئية المجتمعيه المختلفة وكيف يستجيبون لهذه المواقف استجابة موحدة تجنبهم الصراع والفرقة وتحافظ على تماسكهم. إن تكرار التقاليد بين أعضاء المجتمع وتوارثها من جيل إلى جيل أو من السلف إلى الخلف يضفي عليها احتراماً وتقديساً كبيرين يزيدان من رسوخها وقوة تأثيرها واستقرارها على مر الزمن من جيل إلى جيل ومن عصر إلى آخر والإنسان أمام قوة التقاليد مغلوب على أمره لا يستطيع أن يتصرف بمحض إرداته وحرية اختياره فما هو معتاد دائما يكون محببا ومرضيا عنه مقبولًا من جميع أعضاء المجتمع .
يتضح مما سبق بأن التقاليد هي مجموعة من القواعد السلوكية الاجتماعية التي ارتضاها المجتمع وهي تنتشر انتشارآ رأسيا ( أي من الماضي إلى الحاضر ) لتصبح تقليداً يتوارثه الخلف عن السلف وتوصف التقاليد بأنها أقوى في إلزامها من العادات الجمعية لرسوخها لأنها ذات قواعد قوية في تأثيرها على الآخراين ولاستحسانهم لها ولأنها مريحة وتقدم الناس للشعور بالأمن والطمأنينة ويتمثل الاختلاف بين العادات والتقاليد في أن العادات الاجتماعية أنماط سلوكية ألفها الناس وارتضوها ويسيرون على هديها ويتصرفون بمقتضاها دون التفكير فيها وهي تختلف من مجتمع لآخر وفقاً لظروفه وخصائصه وسماته التي تميزه أما التقاليد فهي أنماط سلوكية ألفها الناس وتوارثوها ويشعرون نحوها بقدر كبير من الاحترام ولا يفكرون في العدل عنها أو تغييرها .
وحيث كما يعلم الجميع بأن الإنسان تتم ولادته بلا خبرة، ثم يبدأ في التأثر بمن حوله وقولبة عقله، فيأخذ عنهم عاداته وتقاليده، بذلك تنتقل العادات والتقاليد وطريقة الحياة من جيل إلى آخر . وتظهر العادات والتقاليد في الأفعال والأعمال التي يمارسها الأفراد، ويعتادونها، وتمثل برنامجًا يوميًّا أو دوريًّا لحياتهم. والعادات هي ما اعتاده الناس، وكرروه في مناسبات عديدة ومختلفة. أما التقاليد فهي أن يأتي جيل، ويسير على نهج جيل سابق، ويقلده في أمور شتى.
- نشأة العادات والتقاليد وتطورهما:
ويصعب إدراك نشأة وتطور العادات والتقاليد، ومدى اتساعها، فهي جزء من النشاط الاجتماعي للأفراد في أي مجتمع من المجتمعات، ولا تظهر بين يوم وليلة، بل تأخذ سنوات وعقود وربما قرون حتى تثبت وتستقر، وسنوات أطول حتى تتغير وتتحول .
والعادات والتقاليد غالبًا ما تنشأ لوظيفة اجتماعية، ولينتفع بها كل أفراد المجتمع أو بعضهم، وتصبح نمطاً اجتماعياً يعمل على تقوية العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، ويؤدي إلى وجود اتفاق في سلوك معين بين أفراد المجتمع. والعادات والتقاليد سلسلة تنتقل حلقاتها من جيل لآخر، وقد يصاحب هذا الانتقال بعض التغيرات بالزيادة أو النقصان، سلباً أو إيجاباً، بما يتفق مع ظروف وقيم كل جيل، وقد تتلاشى الوظيفة الاجتماعية للعادات أو التقاليد، أو تنتهي نتيجة تغير الظروف الاجتماعية، إلا أنها تبقى بفعل الضغط النفسي الذي يتم ممارسته على الأفراد الذين اعتادوها، وشعروا أنها تمنحهم الأمن والاطمئنان وعدم تأنيب الضمير، وتضمن تماسكهم في مواجهة أية تغيرات جديدة .
وللمرأه دور هام ومؤثر في بث ونشر وتثبيت العادات والتقاليد، وانتقالها من جيل لآخر، نظراً لدورها الكبير في عملية التربية والتنشئة، ولذلك يقع عليها الدور الأكبر في ضبطها وفق المنهج العقلاني الصحيح .
ولذا فإن علم الإجتماع والمصطلح الإنجليزي Sociology# هو الدراسة العلمية للسلوك الاجتماعي للأفراد، والأساليب التي ينتظم بها المجتمع بإتباع خطوات المنهج العلمي. وهو توجه أكاديمي جديد نسبياً تطور في أوائل القرن التاسع عشر ويهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس ليس فقط كأفراد، لكن كأعضاء جمعيات ومجموعات ومؤسسات .
علم الاجتماع يهتم بسلوكنا ككائنات اجتماعية، وهكذا يشكل حقلاً جامعاً لعدة إهتمامات من تحليل عملية الاتصالات القصيرة بين الأفراد المجهولين في الشارع إلى دراسة العمليات الاجتماعية العالمية. بشكل أعم، علم الاجتماع هو الدراسة العلمية للمجموعات الاجتماعية والكيانات خلال تحرّك بشري في كافة أنحاء حياتهم. هناك توجه حالي في علمِ الاجتماع لجَعله ذي توجه تطبيقي أكثر للناس الذين يُريدونَ العَمَل في مكانِ تطبيقي . وتساعد نتائج البحث الاجتماعي قادة المجتمع من أكاديميين، خبراء تربية، ومشرّعين، ومديرين، وسياسيي، ومهتمين .. وغيرهم ممن يهتمون بحَلّ وفهم المشاكل والأحداث الاجتماعية وصياغة سياسات عامة مناسبة. ويعمل أكثر علماء الاجتماع في عدة اختصاصات، مثل التنظيم الاجتماعي، والتغير الاجتماعي، والتقسيم الطبقي الاجتماعي، وقدرة التنقل الاجتماعية؛ العلاقات العرقية والإثنية؛ التعليم؛ العائلة؛ عِلْم النفس الاجتماعي؛ عِلْم الاجتماع المقارن والسياسي والريفي والحضري؛ الأدوار والعلاقات الإنسانية؛ علم السكان؛ علم الشيخوخة؛ علم الإجرام؛ والممارسات الاجتماعية.
وحيث أنه تعدّدت الدراسات والاتجاهات التي تناولت الأنثروبولوجيا، في السنوات الأخيرة، بوصفها علماً حديث العهد، على الرغم من مرور مايقرب من القرن وربع القرن على نشأة هذا العلم . ولقد اتّسعت مجالات البحث والدراسة في هذا العلم الجديد، وتداخلت موضوعاته مع موضوعات بعض العلوم الأخرى، ولا سيّما علوم الأحياء والاجتماع والفلسفة. كما تعدّدت مناهجه النظرية والتطبيقية، تبعاً لتعدّد تخصّصاته ومجالاته، ولا سيّما في المرحلة الأخيرة حيث التغيرات الكبيرة والمتسارعة، التي كان لها آثار واضحة في حياة البشر كأفراد و كمجتمعات.
وبما أنّ الأنثروبولوجيا تهتمّ بدراسة الإنسان، شأنها في ذلك شأن العلوم الإنسانية الأخرى، فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع الإنساني الذي توجد فيه، حيث تعكس بنيته الأساسية والقيم السائدة فيه، وتخدم بالتالي مصالحه في التحسين والتطوير .
ثمّة من يردّ بدايات تاريخ الأنثروبولوجيا إلى العصور القديمة، إلاّ أنّ الأنثروبولوجيين الغربيين، ولا سيّما الأوروبيون، يرون أنّ الأصول النظرية الأساسية لعلم الأنثروبولوجيا، ظهرت إبّان عصر التنوير في أوروبا ( عصر النهضة الأوروبية )، حيث تمّت كشوفات جغرافية وثقافية لا يستهان بها، لبلاد ومجتمعات مختلفة خارج القارة الأوربية .
وقد قدّمت الكشوفات معلومات هامة عن الشعوب القاطنة في تلك البلاد، أدّت إلى تغيّرات جذرية في الاتجاهات الفلسفية السائدة آنذاك، عن حياة البشر وطبيعة المجتمعات الإنسانية وثقافاتها وتطوّرها. وهذا ما أدّى بالتالي إلى تطوير المعرفة الأنثروبولوجيّة، واستقلالها فيما بعد عن دائرة الفلسفة الاجتماعية .
لقد انحسرت الفلسفة – إلى حدّ ما – في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أمام التفكير العلمي، حيث تطوّرت العلوم الاجتماعية واستطاع العالم البريطاني - إدوارد تايلور E. Tylor - أن يرى في تنوّع أساليب حياة الشعوب وتطوّرها، ظاهرة جديرة بالدراسة، وأنّ علماّ جديداً يجب أن ينشأ ويقوم بهذه المهمّة. وسمّى تايلور هذه الظاهرة بـ" الثقافة Culture أو الحضارة Civilization " .
ومع دخول الأنثروبولوجيا مجال القرن العشرين، بأحداثه وتغيّراته العلمية والاجتماعية والسياسية، طرأت عليها تغيّرات جوهرية في موضوعها ومنهج دراستها، حيث تخلّت عن المنهج النظري وأخذت بالمنهج التطبيقي باعتبارها ظاهرة علميّة، إضافة إلى تحديد علاقة التأثير والتأثّر بينها وبين منظومة العلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى . حيث أصبحت النظرة الشاملة تميّز المنهج الأنثروبولوجي، الذي يتطلّب دراسة أي موضوع – مهما كانت طبيعته وأهدافه- دراسة كليّة متكاملة، تحيط بأبعاده المختلفة، وبتلك التفاعلات المتبادلة بين أبعاد هذا الموضوع وجوانب الحياة الأخرى السائدة في المجتمع .
ويجمع الباحثون في علم " الأنثروبولوجيا " على أنّه علم حديث العهد، إذا ما قيس ببعض العلوم الأخرى كالفلسفة والطب والفلك .. وغيرها. إلاّ أنّ البحث في شؤون الإنسان والمجتمعات الإنسانية قديم من قدم الإنسان، مذ وعى ذاته وبدأ يسعى للتفاعل الإيجابي مع بيئته الطبيعية والاجتماعية . لقد درج العلماء والفلاسفة في كل مكان وزمان عبر التاريخ الإنساني، على وضع نظريات عن طبيعة المجتمعات البشرية، وما يدخل في نسيجها وأبنيتها من دين أو سلالة، ومن ثمّ تقسيم كلّ مجتمع إلى طبقات بحسب عاداتها ومشاعرها ومصالحها. وقد أسهمت الرحلات التجارية والاكتشافية، وأيضاً الحروب، بدور هام في حدوث الاتصالات المختلفة بين الشعوب والمجتمعات البشرية، حيث قرّبت فيما بينها وأتاحت معرفة كلّ منها بالآخر، ولا سيّما ما يتعلّق باللغة والتقاليد والقيم .. ولذلك، فمن الصعوبة بمكان، تحديد تاريخ معيّن لبداية الأنثروبولوجيا.
وهنا نريد بأن نحيطكم علماً بأن بعض المجتمعات لديها تقديس للعادات أكثر من الدين مع العلم بأنها دائماً يتكرر هذا الفعل بطريقه مستمره بأنها تُحافظ على الدين وهي بالأصل عادات ولاعلاقة لها بالدين وهذا نابع من عدم الإدراك في بعض مايفعله الإنسان ويقوله حيث أن لدى بعض الفئات من الناس وبعض المجتمعات تناقض وتقاطع في القول والفعل وذلك بسبب عدم الوعي وقلّة الإطلاع والثقافه والإصرار على عدم الإنفتاح على قراءة المعلومات الجديده والتي تم حجبها لعقود طويله والخوف من الحديث عنها حتى لايواجه من يتحدث بها الهجوم الذي يُمارسه المجتمع على أي معلومه جديده ومعرفه حديثه !! .. والعادات والتقاليد هي ايضاً تجارب وقناعات وطقوس لأناس عاشوا قبلنا أي انها ليست من وحي التنزيل، ولاسيما بأن الكثيرين يقدسون العادات والتقاليد مهما كان فيها من تخلف وجهل، لذلك الكثير من العادات والتقاليد تحتاج للمراجعه والنسيان والحذف من قاموسنا ومن حياتنا، والدراما بشتى انواعها هي وسيلة لذلك كونها تكشف حقائق أخطاء المجتمع السلوكيه في العادات والتقاليد الغير صحيحه والغير إيجابيه والتي لاتقدم أي قيمة مُضافه لأي أمه آو مجتمع أو فرد، ويجب بأن يتم تكريس إنتقاد الاخطاء والدفاع عن الصواب والصح بطريقه علميه ممنهجه ومدروسه وتثقيف الفرد والأسره والمجتمع من جميع وسائل الإعلام والتعليم والإجراءات وإبعاد تأثير العادات التي تفتقد للصواب وإبراز العادات الصحيحة التي هي سبيل لإستقرار المجتمع وتماسكه .
- بعض الأقول عن العادات والتقاليد :
” اتباع التقاليد لا يعني أنّ الأموات أحياء، بل أن الأحياء أموات .. ”
- ابن خلدون
” يؤدي التغيير في العادات السيئة إلى التغيير في الحياة ”
جيني كريغ
” العادة أقوى من المنطق ”.
- جورج سانتايانا
إذن فالعادات والتقاليد تظهر فتره من الزمن وتستمر مع جيل معين أو تنتقل لجيل يخلفه وتندثر ولذلك فإنها غير قابله للإستمرار والبقاء طول الزمن حيث أن الناس يتغيّر مفهومهم لأي موضوع حسب زيادة الوعي والتصور للحياة وطريقة التعايش معها .
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
لذا فإن التقاليد هي جمع تقليد ومعنى المصطلح هو الموروث الذي يرثه الأبناء عن الآباء و الأجداد أي تقليد الأجيال في هذا أو ذاك المجتمع لمن سبقهم من الأجيال في العقائد ” الغير دينيه ” لأن الدين الصحيح والسمح ثابت ولايتغيّر مع مرور الزمن و السّلوك و المظاهر. ويوجد فرق بين لفظي العادات و التّقاليد رغم ارتباطهما ببعضيهما فالعادة أو العادات هي الأمور المألوفة و التي اعتاد الفرد على القيام دون جهد و لفترة زمنيّة معيّنة أمّا التّقليد أو التّقاليد فيمثل الموروث الثّقافي لفرد أو قبيلة أو مجتمع عن آبائه و أجداده .
وتتمسك الغالبية العُظمى من المجتمعات والشعوب ويندرج تحت مصطلح ” العادات ” ( افعال - وملبس - وكيفية التعامل مع الأحداث والمواضيع والأشخاص ) ، فمثلاً هناك مجتمعات تهتم بل وتبالغ في إكرام الضيف والإعتناء به والحفاوه والتقدير، واخرى حين تفعل هذا فيكفي الإحتفاء بالضيف وترى بأنه ليس ضروري مثلاً إقامة الولائم ومن هذا القبيل، ولا يتم توجيه أي إنتقاد ومن هذا القبيل في محيطها، ويعود هذا لأنه اصبح عاده متوارثه، على عكس المجتمع الذي يهمه إكرام الضيف، فمن لايفعل ذلك يواجه نقداً أحياناً يصل إلى التجريح للشخص الذي لم يقوم في إكرام ضيفه والإهانه والتعنيف كما هي العادة عند المجتمعات التي لاتقبل أي طريقه تُخالف ماهو متعارف عليها، وفي الحالتين يعود الأمر لما إعتاد على فعله هذا أو ذاك المجتمع. و من العادات نجد اللباس وكيفية اللبس وطريقته ولونه ومقاسه في المجتمع نفسه، حتّى و ان كان يتشابه أفراده باللباس بشكل عام، الاّ أنّهُ تبقى هناك فوارق تدلّ على "جهة أو بلد" هذا الشخص. ولكل مجتمع أو تجمع أو مجموعة انسانية ، عادات تتكون مع مرور الأيام وتتطور ويتم المحافظة عليها من خلال التكرار الذي يفرض ان تكون عاده ويجب التمسك بها وإن خالفتها فـالويل والثبور لك وسوف تكون هدفاً للمجتمع ويتم تجييش الناس ضدك وإستعداءك وشيطنتك حتى يصل الأمر إلى أنك عميل خارجي وتعمل وفق أجنده مُعاديه !!! ، وعموماً تختلف المجتمعات الشرقية عن الغربية اختلافاً كبيراً وفارقاً شاسعاً من الثقافه والتصورات والتي تأتي بعدها العادات والتقاليد، وفي جوانب كثيرة من الأفعال و الملابس ونحوهما، فقد يكون هناك تشابه فيما بينهما في مثلاً الجوانب الانسانية والحياة الطبيعيه والواقعيه، وهي تقريباً ليست عادات بالمعنى الحقيقي، ولكنه امراً معتاداً عليه، وهي مثل انقاذ شخص محتجز أو وقع عليه حادث، فطبيعة الإنسان انه يميل للمساعده خاصة في الجانب الإنساني، فمثلاً شخص يُجيد السباحة لايقبل بأن يترك إنسان يغرق "ان كان يستطيع" كما أنهُ يُنتقد من قبل الآخرين من لايقوم بالانقاذ، وربما هناك بعضاً من الدول تعاقب من يستطيع "مد يد العون" في المسائل الإنسانية ولم يفعل. ففي المجتمع الغربي تختلف مسألة وكيفية التعامل مع الضيف، إذ تلعب المصلحة الشخصية دوراً بالغ الأهمية، فمتى كانت هناك ” مصلحة “ كان هناك تعامل مختلف عن شخص ليس وراءه مصلحة، ويرتبط التعامل في بروتوكول معين وذا تقنين متعارف عليه، مثل اين يقيم الضيف وكم عدد الايام التي يتحمل تكلفتها المضيف، على العكس من المجتمعات العربية والتي يقيم الضيف لدى المضيف في منزله، بل ويستضيفه ويقدم له الطعام طيلة إقامته، وعادة الاقامة لدى المضيف هي بدأت بالاندثار تقريباً في أكثر المجتمعات العربية، الا انه في أكثر الاحوال، يتحمل المضيف اقامة ضيفه في الفندق، ويفعل هذا من باب الاكرام والاعتناء بالضيف، ومع التطور والتقدم الحاصل من حيث انفتاح العالم على بعضه البعض، اصبحت المجتمعات تأخذ من بعضها شيئاً مما يروق لها، وهناك عادات تُنتقد في بادئ الأمر بل ويتم رفضها من قبل المتمسكين بالعادات وتقاليدهم السابقه وخوف على إندثار إرثها إذا تم التخلي عنها، الاّ أنها مع مرور الأيام تصبح امراً عاديّا ، ويأتي القبول من حيث ان هذا اوذاك الفعل الذي من قبل لم يجد القبول، اصبح "مُعتادا" واضاة مع مرور الأيام لعادة أو ان يحل هذا الفعل بمكان عاده أو امراً ”مُعتاداً " عليه من قبل، فمثلاً اللباس ” الغربي أو الشرقي “وبجميع اشكاله كان يتم رفضه من اغلب المجتمعات العربية، وهاهم الكثير من المجتمعات العربية اصبح لديهم لباس البدله جزء من واقعهم، ولدرجة ان الكثير من فئة الشباب وصغار السن يظنون بأنه لباسهم المتوارث، وهناك من يتقبل لباس محدد مثل المسمى بـ ” الرياضي " ولا يجد لباس البنطال والقميص قبول وينتقد من يفعل ذالك حتى ولو من خلال النظرات، ويبقى انه لكل مجتمع عادات وتقاليد خاصه بهم ودون غيرهم .
وهنا فالعادة بالمعنى اللغوي العربي هي كل ما اعتيد حتى صار يفعل من غير جهد وأصبح يتكرر على نهج واحد والعادي هو العتيق مثلما يقال مجدي عادي أي عتيق. وتعنى كلمة العادة في اللغة الإنجليزية نمط السلوك المكتسب بالتكرار أو التعود أو الإستعمال المتكرر. تعنى العادة بالمعنى اللغوي الأنماط السلوكية المكتسبة عن طريق التعود والتكرار في حين تعرف العادة في القواميس الاجتماعية المتخصصة بأنها صورة من صور السلوك الاجتماعي والتي استمرت فترة طويلة من الزمان واستقرت في مجتمع معين وأصبحت راسخة وأصطبغت إلى حد ما بالصبغة الرسمية والعادات الجمعية والعقليه الجمعيه لكل مجتمع وهي أساليب للفكر والعمل ترتبط بجماعة فرعية أو بالمجتمع بأسره ويقترب من التعريف اللغوي تعريف Mitchel ميشيل للعادات بوصفه إصطلاح يشير إلى أشكال التفكير والسلوك المستقر الذي يقوم به الفرد في المجتمع ويستعمل هذا الاصطلاح من قبل علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية لوصف التصرفات الروتينية للحياة اليومية أو الأحكام الداخلة ضمن الروتين أو النماذج الحضارية المستمدة من التصرفات المتكررة أو الطبيعة المميزة لحضارة أو ثقافة معينه . والعادات ظاهرة اجتماعية تتعلق بأفعال الناس ويشتق وجودها من الفطرة الاجتماعية فهي ضرورة اجتماعية تصدر عن المجتمع وهي تلقائية لاتصدر عن سلطة معينة تصنعها وتنفذها وتسهر عليها وإنما دعاماتها قبول الناس لها فنحن مثلا عندما نلقي السلام والتحية أو نصافح بالأيدي عند لقائنا ببعضنا بعضا أو عندما نتبادل خطابات وبرقيات التهاني والمواساة وعندما نحتفل بالأعياد والمواسم والموالد وما إلى ذلك فكل هذه الأفعال تلقائية لا توجد سلطة رسمية تقرضها علينا وإنما تدفعنا إلى ممارستها سلطة المجتمع القائمة على قبول الناس لها . من ذلك يتبين أن العادات هي مظاهر سلوكية متفق عليها بين أفراد المجتمع وتنقسم إلى :
1- عادات فردية سلوكية :
وهي ما يطلق عليها كلمة CUSTOMS وهي أنماط سلوكية متكررة يتصرف الفرد بمقتضاها على نحو خاص حتى تصبح ممارسته لها لا شعورية ولا يمثل لها الخروج عليها ضرراً للمجتمع وهي في الأغلب الأعم متعلقة بإشباع حاجات الفرد البيولوجية من مأكل ومشرب وملبس مثل تناول بعض المشروبات في أوقات معينة وبطريقة خاصة كتناول القهوة مع اللبن صباحاً أو القهوة مع الدُخان أو طريقة استخدام أدوات الأكل أو طريقة طهي الطعام .
2- عادات جمعية أو جماعية شائعة
وهي ماتُسمى COMMON HABITS وهي القواعد السلوكية المتكررة التي ترجع إلى المجتمع الذي يعيش فيه الفرد وتستند هذه القواعد السلوكية إلى فكر اجتماعي وبكثرة تكرارها تصبح أنماط سلوكية وهي تنتشر أفقياً عن طريق التجاور والاختلاط ورأسياً عبر فترة تاريخية طويلة من الزمن وتصبح ممارستها ثابتة مستقرة ومن الصعب التخلص منها بطريقة بزمن قصير .. ومثال ذلك عادات التحية وآداب المائدة وآداب المجاملة المختلفة وطرق تناول الطعام وطرق الخطبة والزواج وطرق تمثيل الأسرة في المجالس والتنظيمات الاجتماعية. والفرق بيت العادات الجمعية والعادات الفردية هي أن الأخيرة أسلوب فردي وظاهرة شخصية والدليل على ذلك أنه يمكن أن تتكون العادة الفردية وتمارس في حالات العزلة عن المجتمع لسبب أو لآخر كما في حالات الأطفال الذئاب وغيرهم ويكاد الإنسان أن يكون مجموعة من العادات تمشي على الأرض وأن قيمته تعتمد كثيراً على عاداته فطريقة الشخص في ملبسه ونظافته وكلامه وسيرة ( مشيه ) وأكله وشربه وما شابه ذلك كلها عادات فردية تسهم في تقييم الفرد وتحدد درجة نجاحه في الحياة. أما العادات الجمعية فظاهرة إجتماعية تمثل أسلوباً اجتماعيا بمعنى أنها لا يمكن أن تتكون وتمارس إلا في الحياة الاجتماعية في المجتمع وأثناء التفاعل بين أفراده وجماعاته ومن أهم الخصائص المميزة للعادات الجمعية ما يتصل بها من جزاء اجتماعي توقعه الجماعة على مخالفيها أما العادات الفردية فلا تحتاج إلى هذا الجزاء الاجتماعي ... وتنشأ العادات الاجتماعية في عقول الناس وتتجسد في أفعال أعضاء الجماعة وتنتشر عن طريق التقليد تدريجياً أو عن طريق المحاولة والخطأ وبمرور الوقت تكتسب العادات الجمعية قوة التقاليد لأنها تمثل طرقاً مألوفة للإنسان في عمل الأشياء وظاهرة جوهرية لمعيشة الناس بعضهم البعض إلاّ انها تربط فيما بينهم في الوقت الحاضر وتلقنهم تجربة الماضي لأنها تنحدر إليهم من جيل إلى آخر بوصفها الطريقة الصحيحة التي يجب إتباعها من ذلك يتضح أن العادات الاجتماعية تعمل على استقرار المجتمع بما تفرضه من جزاء اجتماعي يقع على الفرد المخالف لها ولذلك فهي من العوامل الجوهرية في الضبط الاجتماعي بناء على هذا يمكن تعريف العادات الاجتماعية بأنها الأنماط السلوكية المتكررة المكتسبة اجتماعياً والتي تفرضها الجماعة على الأفراد ويتوقع منهم أن يتبعوها وإلا تعرضوا للجزاء الاجتماعي الذي توقعه الجماعة على مخالفيها سواء بالاستياء أو الاستجهان أو النفور والانتقام حتى يهتدي بها الناس وتسهل معيشتهم مع بعضهم إن بعضا من هذا العادات يكون إيجابيا ومفيداً ونافعاً للحياة الاجتماعية إذ يؤدي إلى تعزيز وحدة المجتمع وتوثيق العلاقات بين الأفراد والمجتمع ويمكنهم من قضاء حاجاتهم في يسر وسهولة تامة
وهنا فالتقاليد تعني Traditions لغوياً العادات المتوارثة التي يقلد فيها الخلف عن السلف ويحملها المتأخرين عن السابقين وفي اللغة الإنجليزية تعني الرأي أو العادة المتوارثة من السلف إلى الخلف أو الممارسة عريقة القدم LONG ESTABISHED. وإذا كانت #التقاليد تعني لغوياً الأنماط السلوكية المتوارثة من السلف إلى الخلف فإنها معجم العلوم الاجتماعية تعني طرائق للسلوك مستقلة في وجودها عن الفرد وتفرض نفسها عليه وتعين على تقوية الشعور الجمعي وتحقيق الإندماج التام بين عناصر المجتمع، وأنها صنع الماضي ودعامة الحاضر فهي حصيلة التجربة العملية للمجتمع ومقياس مهم للنظم والقيم الاجتماعية فيها ثقافة وحضارة وعلم وحكمة يقدسها الناس عادة حتى وإن بدا فيها ما لم يفهم سببه وما لا يقره العقل تماما وهي عنصر مهم في السلوك والتربية وتمتاز التقاليد بأمور ثلاثة : 1- الاستقرار، 2- والاستمرار، 3- والاحترام، فهي ثروة خالدة من ثروات المجتمع تبسط سلطانها وتستنكر كل تصرف خارج عليها وعليها تقوم الشرعية التي يضيفها الناس على أفعالهم . وتعني التقاليد كذلك في قاموس علم الاجتماع أنها نمط سلوكي يتقبله المجتمع عموما دون دوافع أخرى عدا التمسك بنسق الأسلاف ويربط بعض الدارسين بين التقاليد والعادات من حيث أن التقاليد تمثل العادات التي فقدت مضمونها وصوتها وإنما يحتفظ بها الإنسان كإسم فقط يطلق على مضمون جديد وخلافاً لذلك يرى بعض الدارسين أن التقاليد والعادات هما شيء واحد لأنهما جزء من التراث الثقافي الذي يحافظ عليه المجتمع. وهكذا يتضح بأن التقاليد تتصف بخاصية التوارث من جيل إلى جيل آخر والرغبة في التمسك بها، بل والإلتزام بها لأنها تأتينا من أسلافنا وآبائنا الذين يورثونها إلينا بوصفها نافعة ومفيدة وصحيحة والتقاليد عادات نافعة لأنها ترشد الناس بطريقة سهلة ومريحة إلى جميع الطرق التصرف الصائبة والمناسبة في مختلف أمور حياتهم وبذلك تهيى لهم الحياة والعمل المشترك دون إعاقة أو اضطراب ويرجع ذلك إلى أنها :
1- تزودهم بمجموعة من الأنماط السلوكية الجاهزة والمعدة من قبل لكي يتبعوها لتسهل عليهم تحقيق حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وتناسل وبذلك يستطيعون المحافظة على بقائهم واستمرارهم .
2- تضع لهم القوانين والنظم وترسم لهم الأساليب والتصرفات التي تتيح لهم التعاون والتفاعل مع بعضهم وتعلمهم كيف يتكيفون مع المواقف البيئية المجتمعيه المختلفة وكيف يستجيبون لهذه المواقف استجابة موحدة تجنبهم الصراع والفرقة وتحافظ على تماسكهم. إن تكرار التقاليد بين أعضاء المجتمع وتوارثها من جيل إلى جيل أو من السلف إلى الخلف يضفي عليها احتراماً وتقديساً كبيرين يزيدان من رسوخها وقوة تأثيرها واستقرارها على مر الزمن من جيل إلى جيل ومن عصر إلى آخر والإنسان أمام قوة التقاليد مغلوب على أمره لا يستطيع أن يتصرف بمحض إرداته وحرية اختياره فما هو معتاد دائما يكون محببا ومرضيا عنه مقبولًا من جميع أعضاء المجتمع .
يتضح مما سبق بأن التقاليد هي مجموعة من القواعد السلوكية الاجتماعية التي ارتضاها المجتمع وهي تنتشر انتشارآ رأسيا ( أي من الماضي إلى الحاضر ) لتصبح تقليداً يتوارثه الخلف عن السلف وتوصف التقاليد بأنها أقوى في إلزامها من العادات الجمعية لرسوخها لأنها ذات قواعد قوية في تأثيرها على الآخراين ولاستحسانهم لها ولأنها مريحة وتقدم الناس للشعور بالأمن والطمأنينة ويتمثل الاختلاف بين العادات والتقاليد في أن العادات الاجتماعية أنماط سلوكية ألفها الناس وارتضوها ويسيرون على هديها ويتصرفون بمقتضاها دون التفكير فيها وهي تختلف من مجتمع لآخر وفقاً لظروفه وخصائصه وسماته التي تميزه أما التقاليد فهي أنماط سلوكية ألفها الناس وتوارثوها ويشعرون نحوها بقدر كبير من الاحترام ولا يفكرون في العدل عنها أو تغييرها .
وحيث كما يعلم الجميع بأن الإنسان تتم ولادته بلا خبرة، ثم يبدأ في التأثر بمن حوله وقولبة عقله، فيأخذ عنهم عاداته وتقاليده، بذلك تنتقل العادات والتقاليد وطريقة الحياة من جيل إلى آخر . وتظهر العادات والتقاليد في الأفعال والأعمال التي يمارسها الأفراد، ويعتادونها، وتمثل برنامجًا يوميًّا أو دوريًّا لحياتهم. والعادات هي ما اعتاده الناس، وكرروه في مناسبات عديدة ومختلفة. أما التقاليد فهي أن يأتي جيل، ويسير على نهج جيل سابق، ويقلده في أمور شتى.
- نشأة العادات والتقاليد وتطورهما:
ويصعب إدراك نشأة وتطور العادات والتقاليد، ومدى اتساعها، فهي جزء من النشاط الاجتماعي للأفراد في أي مجتمع من المجتمعات، ولا تظهر بين يوم وليلة، بل تأخذ سنوات وعقود وربما قرون حتى تثبت وتستقر، وسنوات أطول حتى تتغير وتتحول .
والعادات والتقاليد غالبًا ما تنشأ لوظيفة اجتماعية، ولينتفع بها كل أفراد المجتمع أو بعضهم، وتصبح نمطاً اجتماعياً يعمل على تقوية العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، ويؤدي إلى وجود اتفاق في سلوك معين بين أفراد المجتمع. والعادات والتقاليد سلسلة تنتقل حلقاتها من جيل لآخر، وقد يصاحب هذا الانتقال بعض التغيرات بالزيادة أو النقصان، سلباً أو إيجاباً، بما يتفق مع ظروف وقيم كل جيل، وقد تتلاشى الوظيفة الاجتماعية للعادات أو التقاليد، أو تنتهي نتيجة تغير الظروف الاجتماعية، إلا أنها تبقى بفعل الضغط النفسي الذي يتم ممارسته على الأفراد الذين اعتادوها، وشعروا أنها تمنحهم الأمن والاطمئنان وعدم تأنيب الضمير، وتضمن تماسكهم في مواجهة أية تغيرات جديدة .
وللمرأه دور هام ومؤثر في بث ونشر وتثبيت العادات والتقاليد، وانتقالها من جيل لآخر، نظراً لدورها الكبير في عملية التربية والتنشئة، ولذلك يقع عليها الدور الأكبر في ضبطها وفق المنهج العقلاني الصحيح .
ولذا فإن علم الإجتماع والمصطلح الإنجليزي Sociology# هو الدراسة العلمية للسلوك الاجتماعي للأفراد، والأساليب التي ينتظم بها المجتمع بإتباع خطوات المنهج العلمي. وهو توجه أكاديمي جديد نسبياً تطور في أوائل القرن التاسع عشر ويهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس ليس فقط كأفراد، لكن كأعضاء جمعيات ومجموعات ومؤسسات .
علم الاجتماع يهتم بسلوكنا ككائنات اجتماعية، وهكذا يشكل حقلاً جامعاً لعدة إهتمامات من تحليل عملية الاتصالات القصيرة بين الأفراد المجهولين في الشارع إلى دراسة العمليات الاجتماعية العالمية. بشكل أعم، علم الاجتماع هو الدراسة العلمية للمجموعات الاجتماعية والكيانات خلال تحرّك بشري في كافة أنحاء حياتهم. هناك توجه حالي في علمِ الاجتماع لجَعله ذي توجه تطبيقي أكثر للناس الذين يُريدونَ العَمَل في مكانِ تطبيقي . وتساعد نتائج البحث الاجتماعي قادة المجتمع من أكاديميين، خبراء تربية، ومشرّعين، ومديرين، وسياسيي، ومهتمين .. وغيرهم ممن يهتمون بحَلّ وفهم المشاكل والأحداث الاجتماعية وصياغة سياسات عامة مناسبة. ويعمل أكثر علماء الاجتماع في عدة اختصاصات، مثل التنظيم الاجتماعي، والتغير الاجتماعي، والتقسيم الطبقي الاجتماعي، وقدرة التنقل الاجتماعية؛ العلاقات العرقية والإثنية؛ التعليم؛ العائلة؛ عِلْم النفس الاجتماعي؛ عِلْم الاجتماع المقارن والسياسي والريفي والحضري؛ الأدوار والعلاقات الإنسانية؛ علم السكان؛ علم الشيخوخة؛ علم الإجرام؛ والممارسات الاجتماعية.
وحيث أنه تعدّدت الدراسات والاتجاهات التي تناولت الأنثروبولوجيا، في السنوات الأخيرة، بوصفها علماً حديث العهد، على الرغم من مرور مايقرب من القرن وربع القرن على نشأة هذا العلم . ولقد اتّسعت مجالات البحث والدراسة في هذا العلم الجديد، وتداخلت موضوعاته مع موضوعات بعض العلوم الأخرى، ولا سيّما علوم الأحياء والاجتماع والفلسفة. كما تعدّدت مناهجه النظرية والتطبيقية، تبعاً لتعدّد تخصّصاته ومجالاته، ولا سيّما في المرحلة الأخيرة حيث التغيرات الكبيرة والمتسارعة، التي كان لها آثار واضحة في حياة البشر كأفراد و كمجتمعات.
وبما أنّ الأنثروبولوجيا تهتمّ بدراسة الإنسان، شأنها في ذلك شأن العلوم الإنسانية الأخرى، فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع الإنساني الذي توجد فيه، حيث تعكس بنيته الأساسية والقيم السائدة فيه، وتخدم بالتالي مصالحه في التحسين والتطوير .
ثمّة من يردّ بدايات تاريخ الأنثروبولوجيا إلى العصور القديمة، إلاّ أنّ الأنثروبولوجيين الغربيين، ولا سيّما الأوروبيون، يرون أنّ الأصول النظرية الأساسية لعلم الأنثروبولوجيا، ظهرت إبّان عصر التنوير في أوروبا ( عصر النهضة الأوروبية )، حيث تمّت كشوفات جغرافية وثقافية لا يستهان بها، لبلاد ومجتمعات مختلفة خارج القارة الأوربية .
وقد قدّمت الكشوفات معلومات هامة عن الشعوب القاطنة في تلك البلاد، أدّت إلى تغيّرات جذرية في الاتجاهات الفلسفية السائدة آنذاك، عن حياة البشر وطبيعة المجتمعات الإنسانية وثقافاتها وتطوّرها. وهذا ما أدّى بالتالي إلى تطوير المعرفة الأنثروبولوجيّة، واستقلالها فيما بعد عن دائرة الفلسفة الاجتماعية .
لقد انحسرت الفلسفة – إلى حدّ ما – في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أمام التفكير العلمي، حيث تطوّرت العلوم الاجتماعية واستطاع العالم البريطاني - إدوارد تايلور E. Tylor - أن يرى في تنوّع أساليب حياة الشعوب وتطوّرها، ظاهرة جديرة بالدراسة، وأنّ علماّ جديداً يجب أن ينشأ ويقوم بهذه المهمّة. وسمّى تايلور هذه الظاهرة بـ" الثقافة Culture أو الحضارة Civilization " .
ومع دخول الأنثروبولوجيا مجال القرن العشرين، بأحداثه وتغيّراته العلمية والاجتماعية والسياسية، طرأت عليها تغيّرات جوهرية في موضوعها ومنهج دراستها، حيث تخلّت عن المنهج النظري وأخذت بالمنهج التطبيقي باعتبارها ظاهرة علميّة، إضافة إلى تحديد علاقة التأثير والتأثّر بينها وبين منظومة العلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى . حيث أصبحت النظرة الشاملة تميّز المنهج الأنثروبولوجي، الذي يتطلّب دراسة أي موضوع – مهما كانت طبيعته وأهدافه- دراسة كليّة متكاملة، تحيط بأبعاده المختلفة، وبتلك التفاعلات المتبادلة بين أبعاد هذا الموضوع وجوانب الحياة الأخرى السائدة في المجتمع .
ويجمع الباحثون في علم " الأنثروبولوجيا " على أنّه علم حديث العهد، إذا ما قيس ببعض العلوم الأخرى كالفلسفة والطب والفلك .. وغيرها. إلاّ أنّ البحث في شؤون الإنسان والمجتمعات الإنسانية قديم من قدم الإنسان، مذ وعى ذاته وبدأ يسعى للتفاعل الإيجابي مع بيئته الطبيعية والاجتماعية . لقد درج العلماء والفلاسفة في كل مكان وزمان عبر التاريخ الإنساني، على وضع نظريات عن طبيعة المجتمعات البشرية، وما يدخل في نسيجها وأبنيتها من دين أو سلالة، ومن ثمّ تقسيم كلّ مجتمع إلى طبقات بحسب عاداتها ومشاعرها ومصالحها. وقد أسهمت الرحلات التجارية والاكتشافية، وأيضاً الحروب، بدور هام في حدوث الاتصالات المختلفة بين الشعوب والمجتمعات البشرية، حيث قرّبت فيما بينها وأتاحت معرفة كلّ منها بالآخر، ولا سيّما ما يتعلّق باللغة والتقاليد والقيم .. ولذلك، فمن الصعوبة بمكان، تحديد تاريخ معيّن لبداية الأنثروبولوجيا.
وهنا نريد بأن نحيطكم علماً بأن بعض المجتمعات لديها تقديس للعادات أكثر من الدين مع العلم بأنها دائماً يتكرر هذا الفعل بطريقه مستمره بأنها تُحافظ على الدين وهي بالأصل عادات ولاعلاقة لها بالدين وهذا نابع من عدم الإدراك في بعض مايفعله الإنسان ويقوله حيث أن لدى بعض الفئات من الناس وبعض المجتمعات تناقض وتقاطع في القول والفعل وذلك بسبب عدم الوعي وقلّة الإطلاع والثقافه والإصرار على عدم الإنفتاح على قراءة المعلومات الجديده والتي تم حجبها لعقود طويله والخوف من الحديث عنها حتى لايواجه من يتحدث بها الهجوم الذي يُمارسه المجتمع على أي معلومه جديده ومعرفه حديثه !! .. والعادات والتقاليد هي ايضاً تجارب وقناعات وطقوس لأناس عاشوا قبلنا أي انها ليست من وحي التنزيل، ولاسيما بأن الكثيرين يقدسون العادات والتقاليد مهما كان فيها من تخلف وجهل، لذلك الكثير من العادات والتقاليد تحتاج للمراجعه والنسيان والحذف من قاموسنا ومن حياتنا، والدراما بشتى انواعها هي وسيلة لذلك كونها تكشف حقائق أخطاء المجتمع السلوكيه في العادات والتقاليد الغير صحيحه والغير إيجابيه والتي لاتقدم أي قيمة مُضافه لأي أمه آو مجتمع أو فرد، ويجب بأن يتم تكريس إنتقاد الاخطاء والدفاع عن الصواب والصح بطريقه علميه ممنهجه ومدروسه وتثقيف الفرد والأسره والمجتمع من جميع وسائل الإعلام والتعليم والإجراءات وإبعاد تأثير العادات التي تفتقد للصواب وإبراز العادات الصحيحة التي هي سبيل لإستقرار المجتمع وتماسكه .
- بعض الأقول عن العادات والتقاليد :
” اتباع التقاليد لا يعني أنّ الأموات أحياء، بل أن الأحياء أموات .. ”
- ابن خلدون
” يؤدي التغيير في العادات السيئة إلى التغيير في الحياة ”
جيني كريغ
” العادة أقوى من المنطق ”.
- جورج سانتايانا
إذن فالعادات والتقاليد تظهر فتره من الزمن وتستمر مع جيل معين أو تنتقل لجيل يخلفه وتندثر ولذلك فإنها غير قابله للإستمرار والبقاء طول الزمن حيث أن الناس يتغيّر مفهومهم لأي موضوع حسب زيادة الوعي والتصور للحياة وطريقة التعايش معها .
عبدالله الخطاف ·
المصدر
21st Jul 2017 from TwitLonger
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..