الأربعاء، 9 أغسطس 2017

التسويق من خلال الشبكات الاجتماعية

     الشبكات الإجتماعية أصبحت تملك تأثير لا يضاهى على البشر وباتت تشغل جزء كبير جدًا من حياتنا؛ مما أدى إلى زيادة تأثير هذه الشبكات على الأعمال والمشاريع المختلفة وظهور ثورة حقيقية في عالم التسويق. الشبكات الإجتماعية مثل فيسبوك وتويتر غيّرت الطريقة التي يتواصل بها البشر مع بعضها البعض وبالتالي الطريقة التي تتفاعل بها الشركات مع عملائها. وبمرور الأيام تزداد أهمية تواجد شركتك وتفاعلها على الشبكات الإجتماعية المختلفة، وبذلك تظهر مجموعة مختلفة من التحديات التي يجب عليك تغلبها حتى تتمكن من الإستمرار وتركيز جهودها لتحقيق أفضل نتائج مُمكنة. في هذا المقال مجموعة من هذه التحديات.

1-إنشاء إستراتيجية تسويقية فعّالة

لا عجب أن تتصدر هذه النقطة قائمة التحديات، حيث يوجد نسبة كبيرة جدًا من المُسوقين لا يستطيعون بناء وتكوين إستراتيجية فعّالة للتسويق عبر الشبكات الإجتماعية وتُعد بالنسبة لهم أمرًا شاقًا. وأول خطوة في بناء هذه الإستراتيجية هو فهم ماهيتها الأساسية، أو ببساطة “ما هي؟”. إستراتيجية التسويق عبر الشبكات الإجتماعية تُمثل ملخص لكل شئ ترغب في فعله وكل هدف تود تحقيقه لشركتك بإستخدام الشبكات الإجتماعية، جنبًا إلى جنب مع تحديد المقاييس التي ستُمكنك من متابعة هذه الأهداف وتقدمها.
إبدأ بكتابة قائمة تحتوى على أهم الأهداف التي تود تحقيقها والتي يجب أن تكون موازية لأهداف شركتك أو مشروعك بشكلٍ عام، وكلما كانت هذه الأهداف أكثر تحديدًا كلما كان من الأسهل تحقيقها. الغرض الرئيسي من هذه الإستراتيجية هو توجيه خُطواتك وأفعالك، وكذلك مساعدتك في قياس أي الأهداف نجحت في تحقيقها والتي لم تنجح أيضًا.

2-قياس العائد على الإستثمار

يتوقع الخبراء أنه في عام 2017 سيتم إنفاق حوالي 36 مليار دولار على إعلانات الشبكات الإجتماعية؛ هذا الرقم يوضح مدى ضخامة الإنفاق على هذه الإعلانات مما يجعل التأكد من جدوى هذا الإنفاق وتأثيره على العمل هو أمر حتمي. العائد على الاستثمار في الشبكات الإجتماعية هو ما سيعود على شركتك مقابل الوقت، والمال، والمصادر المختلفة التي تستثمرها في التسويق عبر الشبكات الإجتماعية.
العائد على الاستثمار في الشبكات الإجتماعية يعتمد بشكلٍ أساسي على أهدافك عملك أو مشروعك، لذلك قبل أن تشرع في قياس هذا العائد يجب أن تكون الأهداف مُحددة بدقة وهنا تكمن أهمية وضع الإستراتيجية التسويقية. بتحديد الأهداف الذكية القابلة للقياس واستخدام أدوات القياس الصحيحة لن تجد صعوبة في قياس ما يعود عليك من الاستثمار في الشبكات الاجتماعية.

3-إختيار الشبكة الإجتماعية المناسبة

يستخدم 66% من اليافعين في الولايات المتحدة الشبكات الإجتماعية، 90% من الناس يستخدمون الشبكات الاجتماعية للتواصل بشكل مباشر مع العلامات التجارية. هذه الإحصائيات توضح مدى أهمية تواجد شركتك أو علامتك التجارية على الشبكات الاجتماعية المختلفة؛ ولكن مجرد التواجد ليس كافٍ حيث أن اختيار الشبكة المناسبة للوصول إلى جمهورك أو عملائك المحتملين هو أمر مصيري أيضًا، وهو يعتمد بشكل أساسي على طبيعة هذا الجمهور.
على أي من الشبكات الاجتماعية يتواجد الفئات التي تستهدفها من الجمهور، وحتى تتمكن من التحديد يجب عليك الإطلاع على التوزيعات المختلفة لطبيعة الجمهور المتواجد على الشبكة ومن ثم تنظر إذا ما كان الجمهور الذي تستهدفه متواجد على هذه الشبكة أم لا. ليس المهم أن تعرف الشبكات الإجتماعية التي يتواجدون عليها وفقط، بل معرفة الشبكات التي يستخدمونها بنشاط مُستمر.



---

التسويق من خلال الشبكات الاجتماعية – الجزء الثاني


في الجزء الأول من هذا المقال، ناقشنا ثلاثة من أهم التحديات التي يمكن أن تواجهك خلال مسيرتك في التسويق والترويج لمنتجاتك عبر الشبكات الإجتماعية المختلفة، يمكنك قراءته من هنا. وإليك الجزء الثاني من المقال.

4-تحسين نسبة الوصول الطبيعي

عندما تقوم بقضاء الوقت في وضع وبناء إستراتيجية المحتوى عبر الشبكات الإجتماعية، ومن ثم تجد أن هذا المحتوى لم يؤدي بشكل جيد ولم يصل إلى عدد كبير من الجمهور؛ سوف يكون هذا مُحبطًا جدًا بالنسبة لك. ربما يكون هذا غير مفهوم بالنسبة لك، ولكن السبب الرئيسي لذلك هو التشبع المفرط بالمنشورات على الشبكات الاجتماعية فعلى سبيل المثال كل يوم يتم رفع قرابة 95 مليون صورة على إنستجرام وأكثر من 500 مليون تغريدة على تويتر وأكثر من 350 مليون صورة على فيسبوك. كل هذه الأرقام الهائلة تصعب مهمة المحتوى في البروز والظهور.
المفتاح الرئيسي لزيادة وتعزيز الوصول هو إيجاد المحتوى المناسب للجمهور، قم بإستخدام أحد أدوات متابعة ومراقبة الشبكات الإجتماعية وتعرّف على المنشورات التي تحظى بأفضل تفاعل ومن ثم قم بدراسة هذه المنشورات، لماذا حققت هذا النجاح، وعلى النقيض لماذا لم تحقق غيرها من المنشورات مثل هذا النجاح ولم تحظى بتفاعل مشابهٍ. على سبيل المثال ربما تجد أن المنشورات التي تحتوي على صور تحقق وصولًا أفضل من غيرها، فتبدأ بالتركيز على إضافة المزيد من الصور إلى المنشورات وهكذا دواليك.

5-تكوين علاقات إنسانية مع جمهورك

الشبكات الاجتماعية وسيلة رائعة لبناء الوعي بعلامتك التجارية وجذب المزيد من العملاء، ولكن يجب عليك أن تفكر أيضًا في كيفية الاحتفاظ بهؤلاء العملاء. في الوقت الذي يتابع فيه 86% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية علامة تجارية معينة، فإنه تقريبًا 60% منهم منزعجين بالترويجات والإعلانات التي تملأ صفحاتهم من قبل هذه العلامة التجارية؛ لا يمكنك التركيز على البيع فقط. إذا كنت تريد زيادة ولاء العملاء لعلامتك التجارية يجب عليك أن تسعى لتكوين علاقات إنسانية حقيقية مع جمهورك.
واحدة من الطرق لبناء هذه العلاقات هي استخدام القصص والحكايات-Storytelling في التواصل مع الجمهور. لا يجب أن تُركّز جميع جهودك على البيع فقط. إذا كنت تريد من العملاء البقاء معك لفترة أطول، يجب عليك إعطائهم سبب لفعل ذلك. وعن طريق القصص يمكنك تقديم قيمك الأساسية وإعطاء العملاء سببًا للبقاء معك.

6-الإجابة على جميع أسئلة العملاء

الشبكات الاجتماعية في حقيقتها هي وسيلة للتواصل المباشر والتفاعل مع البشر، ولكنها غالبًا ما يتم التعامل معها كأنها آلة للترويج فقط. في الوقت الذي يستخدم فيه المسوقين الشبكات الاجتماعية كوسائل بث ونشر للأخبار المختلفة، فإن 90% من العملاء يستخدمون الشبكات الاجتماعية كوسيلة مُباشرة للتواصل مع العلامات التجارية.
عدد الرسائل التي تتطلب ردود على الشبكات الاجتماعية زادت بنسبة 18% خلال العام السابق؛ وعلى الرغم من ذلك فإن العلامات التجارية تُجيب على 11% فقط من الناس. يمكنك استخدام أحد أدوات إدارة الشبكات الاجتماعية حتى تتأكد من أنك على علم بجميع الرسائل التي تصلك وحتى أيضًا تعمل مع فريقك على خط موازٍ للرد على الرسائل.

---------

التسويق من خلال الشبكات الاجتماعية – الجزء الثالث

في الجزئين السابقين من هذا المقال، ناقشنا سويًا مجموعة من التحديات المصيرية التي قد تواجه أي شخص يعمل بمجال التسويق عبر الشبكات الإجتماعية، والتي يجب عليك تعديهم والتغلب عليهم حتى تتمكن من تحقيق نجاح ملموس على الشبكات الاجتماعية. هنا الجزء الأول، وهنا الجزء الثاني. لنبدأ الجزء الثالث من المقال.

7-دفع المحتوى إلى خطوات أبعد

سيحتفظ الناس بـ 10% فقط من المعلومات التي يسمعونها، في حين أنه إذا قمت باستخدام صورة مناسبة وجذابة مع منشوراتك سوف تزداد هذه النسبة إلى 65%. إذا كنت تريد لمنشوراتك أن تلصق في أذهان الجمهور، يجب عليك التركيز على استخدام المزيد من المحتوى البصري بأشكاله المختلفة سواء صور أو فيديوهات أو حتى صور مُتحركة. في الحقيقة فإن المحتوى الذي يشمل صورًا مناسبة للغرض يحصل على تفاعل بنسبة 90% أكثر من غيره.
الصور والمحتوى البصري بشكل عام لن يُساعدك فقط في تعزيز الوصول وزيادة التفاعل من قبل الجمهور والمتابعين، بل أيضًا سوف يزيد من قابليتك على الحكي وإخبار القصص لجمهورك مما يزيد من متعة المحتوى حيث أن المحتوى البصري يُمكنه بسهولة كسر رتابة المحتوى وتوصيل المعلومات المعقدة في شكلٍ بسيط يفهمه طفل في الخامسة من عمره. ايضًا فإن المحتوى البصري يدفع منشوراتك إلى مرحلة أبعد، من مجرد التفاعل السطحي مع الجمهور إلى البدء في التفاعل مع مشاعرهم والتأثير على دواخلهم.

8-زيادة مشاركات المحتوى

المشاركات المختلفة على الشبكات الاجتماعية مثل إعادة التغريد على تويتر والمشاركة على فيسبوك تساهم في زيادة الوعي بالمحتوى الذي تقدمه ومن ثم زيادة الوعي بالعلامة التجارية ككل. وإذا كنت تريد زيادة مشاركات المحتوى، فيجب عليك أن تتأكد أولًا من تهيئة المحتوى وقابليته للمشاركة مثل كتابة محتوى مُفيد وسلس يمكن للجمهور التفاعل معه بسهولة. أيضًا تأكد من أن المحتوى موازٍ للاتجاهات الجديدة والتحديثات في مجالك.
تفاعل وارتباط الجمهور يُمثل جزءًا أساسيًا من التسويق، ليس فقط لأنه مقياس أساسي يتم استخدامه لقياس فعّالية المحتوى، بل أيضًا لأنه ينطبق على مختلف الشبكات الاجتماعية مما يسهل عليك معرفة أي المنشورات وأي أنواع المحتوى تُحقق نجاحًا أفضل. جرّب أنواعًا مُختلفة من المحتوى ولاحظ التغييرات التي تطرأ إثر هذه التغيرات. إذا كنت تنشر مُحتوى فعّال ومفيد بشكل دوري، فلن تواجهك مشكلة عدم المشاركات أو عدم التفاعل مع المحتوى أو ستكون أقل عرضة لمواجهة مثل هذه المشاكل.

9-استخدام البيانات لتحقيق نتائج أفضل

تساعدك الشبكات الاجتماعية وأدوات التحليل المختلفة على حصد وتجميع كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالجمهور وسلوكه والطريقة التي يتفاعل بها مع المحتوى إلخ… التحدي الحقيقي هنا هو استخدام هذه البيانات لتهيئة المحتوى وزيادة قابلية وصوله وإستخدامها في تحقيق نتائج أفضل بشكلٍ دوري ومُستمر.
البيانات أيضًا سوف تساهم في تحسين إستراتيجية التسويق عبر الشبكات الاجتماعية بشكل مُستمر. ربما في السابق كانت الشبكات الاجتماعية والتسويق من خلالها أمر معقد وغير مفهوم، وخصوصًا حينما يتعلق الأمر بالتحليل والإحصائيات، ولكن الآن وبفضل أدوات التحليل والمتابعة المختلفة أصبح الآمر على بعد ضغطة زر وتساعدك في أخذ خطوات مدروسة ومبنية على بيانات واقعية وليست مبنية على الحدس أو التكهنات.
المراجع:
Buffer.com
Sproutsocial.com


المرجع:
Sproutsocial.com


.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..